سلسلة نصائح لأخواتي / جزء 2

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواتي الفاضلات في المنتدى
أ ُختي الفاضلة سناء أبو دوش

يجب أن أؤصل أ ُصولاً حتى نستطيع ، ونعرف كيف نتحاور في الأمور الدينية ، ففي الدين هناك إختلاف عن النقاش والتحاور في مبحث من مباحث الفكر والعلم والثقافة في مناحي الحياة ، ولا أقول أن الدين منفصل عن الحياة ، ولكن هناك ثوابت وقواعد وأ ُسس في الدين مُختلفة عما في مناحي العلوم الأخرى ، بل هناك خطوط في الدين حمراء لا يجوز تجاوزها ، بل ربما بعض الناس يناقش ويُجادل في الدين بغير علم ، فيخرج بنتيجة لا تسر أبداً ، وممكن أن تؤدي به ِ إلى الكفر ، والعياذُ بالله .

ومن هذه الأصول والثوابت :

1 ــ بادئ ذي بدء ، والله ِ إني ناصحٌ أمين لأمة الإسلام ولأخواني وأخواتي ، ومُخلصٌ في نُصحي ، ولا أبتغي الأجر والثناء من أحد ، إلا من الواحد الأحد .

2 ــ من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله ،القول على الله بغير علم . فالحذر كل الحذر يا أ ُختاه الخوض في دين الله بغير علم أو بالرأيّ .

3 ــ قال تعالى : ( وما كانَ لمؤمن ٍ ولا مؤمنة ٍ إذا قضى اللهُ ورسولهُ أمراً أن يكونَ لهم الخيرةُ من أمرهمْ ومن يعص ِ اللهَ ورسوله ُ فقد ضلّ َ ضلالاً مُبيناً )الأحزاب 36 .

4 ــ قول أبو بكر الصديق(رضي الله عنه) :أيّ ُ سماء تـُظلني وأيّ ُ أرض ٍ تـُقلني إذا قُلتُ في القرآن برأيي . وهذا هو الصديق وما أدراك ِ من الصديق ، فهو أفضل من مشى على الأرض بعد الأنبياء والرسل .

5 ــ لا يجوز الإستفتاء ، أو طرح الأمور التي حكم الله جل جلاله وتقدست أسمائه بها للتصويت أو اللنقاش بها ، إذا أعجبتني أو أقنعتني أخذ بها وإلا فلا . والآية رقم 36 بسورة الأحزاب تفي بالمعنى .

6 ــ من الطامات التي حصلت في برلمان ما في يوم من الأيام ، بعد فوزعدد كبير من الإسلاميين ، أن طرحوا تحريم الخمر وبيعها وتداولها في البلد للتصويت .

هل يجوز هذا شرعاً ؟؟ أيستفتون ويصوتون على شيء حكم الله تعالى به ؟؟ أيردون حُكم الله ؟؟ فبمجرد الطرح كُفر والعياذ ُ بالله ، لقوله ِ تعالى : (... واللهُ يحكم ُ لا مُعقبَ لحكمه ِوهو سريعُ الحساب ) الرعد 23 .وقوله ِ : ( لا يُسألُ عما يفعلُ وهم يُسألون ) الأنبياء 23 . أيُعقبونَ على الله ؟؟ .

7 ــ وقوله ِ (صلى الله عليه وسلم) : ( من قالَ في القرآن برأيه ِ فأصاب ، فقد أخطأ ) وهذا لمن أصاب دون الرجوع للتفسير ، فكيف بالذي يقول به ِبرأيه ِ ويُخطئ ؟؟

8 ــ ربما قلت ِ يا أ ُختاه وأينَ الإجتهاد ؟؟ الله أكبر ، ألا يُريدُ الإسلام أن نُشغل عقولنا ، أم يُريدنا أن نحجر عليها ؟؟؟ أقول الإجتهاد يكون للعلماء ، وللعلماء الربانيين فقط ، وفي الأمور المُختلف فيها والفرعيات فقط ، وعندها نقول : إذا أصابَ فلهُ أجران ، وإذا أخطأ فلهُ أجر بإذن الله . ولم يحجر الإسلام على العقول أبداً ، بل حضَ على ذلك حيثُ قال تعالى : ( إنما يخشى الله َ من عِباده ِ العلماء ، إنّ اللهَ عزيزٌ غفور ) فاطر 28 . ولكن يا أ ُختاه كلٌ يلزم حدوده ، فالربُ ربٌ ، والعبدُ عبدٌ .

9 ــ قال تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وما أرسلنا من قبلِكَ إلا رجالاً نوحي إليهم ، فاسألوا أهلَ الذكر ِ إن كنتم لا تعلمون ) النحل 43 ، والأنبياء 7 .

وأهلَ الذكر المطلوب منا أن نسألهم في الدين هُم أهل القرآن وخاصته ، وفي كل مهنة أيضاً نسأل أهل الذكر ، في الطب نسأل الأطباء ، وفي البناء المُهندسين ، .... وهكذا ، فهل نسأل في مسائل الفقه غير الفقهاء ؟؟؟ وحتى لو كانوا على درجة عالية من الفكر والثقافة ؟؟؟ وهل في مسائل الطب نسأل النجارين ؟؟ . فإذا كان في مسائل الدنيا والحياة لا نسأل إلا أهل الإختصاص ، فمن باب أولى أن نسأل أهل الإختصاص بالدين ، والمُخلصينَ منهم فقط ، حتى لا نتشتت عند المُغرضين !!! .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

فلذلك ينصح علمائنا الأجلاء عدم الخوض في الدين لغير المُتمكن فيه ولم ينصحوا بمجادلة فرق الضلال إذا لم يكن مُتمكناً في دينه ، فلو لا سمح الله ألقى واحدٌ منهم شـُبهه ، وكانت حُجتهُ قوية بالباطل ولم يستطع الغير مُتمكن بالدين رد هذه الشـُبهه ، فبالتالي ربما تؤدي به ِ إلى الكفر إذا أقامَ عليه ِ الحُجة ، وهذا هو الأخطر بالأمر، ومما نخاف منهِ على شبابنا وفتياتنا المسلمات الخوض في الدين ِ بغير علم

وكذلك أمرنا ربنا ألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن فقال : ( ولا تـُجادلوا أهلَ الكتاب ِ إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ... ) العنكبوت 46 .

وأنا بدوري أطلب من أخواتي في الله
أن يتسع صدرَهُنّ وقلبهنّ وعقلهنّ لما سأقول : [ /size]

1 ــ لقد لمست ُ في بداية طرحك ِ الخيرَ بك ِ وبقولك ِ { واجعلنا من الأبرار الطائعين ومن يمشي على الصراط المُستقيم في الدنيا والآخرة } .

2 ــ سأكون رفيقاً وليناً بردي عليك ِ وذلك لوصية حبيبي (صلى الله عليه وسلم) حيث قال : ( رفقاً بالقوارير )أي رفقاً بالنساء ، وهذا مدح منه ُ إذ نعتكن بالقوارير، وقال : ( إستوصوا بالنساء ِ خيراً ) وقال : ( النساء شقائق الرجال ) .

3 ــ الدين لا يُنكر أن المرأة نصف المُجتمع ،والنصف الأحلى والحلو منه ، فهذه حقيقة لا يُنكرها أحد ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ( حُببَ إليّ َ من دنياكم الطيب والنساء ) فقد جعلكن النبي(صلى الله عليه وسلم) مع الطيب ، وهل أجمل من الطيب في الحياة ؟؟ .

4 ــ وقال (صلى الله عليه وسلم) :( ما تركتُ على أ ُمتي بعدي فتنة ً أشدُ من النساء على الرجال ) هذه وصية مهمة للرجال والنساء من حبيبنا (صلى الله عليه وسلم )، وأول فتنة كانت ببني إسرائيل هي النساء ، وقوله : ( المرأة عورة فإذا خرجت إستشرفها الشيطان ) ليُغويها أو يُغوي بها الرجال .

فاحذري يا أمة الله من هذا الخطر المُحدق بك ِ إذا خرجت ِ تصدرَ لك ِ ، وربنا عز وجل حذرنا منه فقال : ( ولا تتبعوا خـُطوات الشيطان )فالشيطان لا يترك الإنسان حتى يُبعدهُ عن الجنة ويُقربه ُ إلى النار ، وقال تعالى :( كمثل ِ الشيطان ِ إذ قالَ للإنسان ِ أ ُكفـُر فلما كَفرَ قالَ إنيّ بريءٌ منكَ إنيّ أخافُ اللهَ ربَ العالمين ) الحشر16 .

5 ــ أتظني يا أ ُختاه أنك ِ إذا أسلمت ِ وآمنت ِ أن لا تـُفتني في دينك ِ ، فاسمعي قول ربكِ :( أحِسبَ الناسُ أن يُتركوآ أن يقولوآ آمنا وهم لا يُفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم ، فليعلمنّ اللهُ الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )العنكبوت2 .

والله يا أ ُختاه أن الفتنة والإبتلاءات قائمة بالمؤمنين حتى مماتهم ، ليُمحص الله المؤمن من الكافر .

ومن أقوال القاضي شـُريح : إني لأصاب المُصيبة فأحمدُ الله عليها أربع مرات ، ومن الأربع : أنها لم تكن في ديني .

وقال (صلى الله عليه وسلم ) : ( لا يزالُ البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ِ وولده حتى يلقى الله وما عليه ِ خطيئة ) سنن الترمذي . هذا إذا ثبت في الفتنة ، وأعظم الفتن التي تكون في الدين ، فلذلك قال عُلمائنا : فتنة الشـُبهات أعظم من فتنة الشهوات ، فأرجو الله أن يُجنبتا ويجنب فتياتنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، اللهم آمين , اللهم آمين .

6 ــ بروتوكول حُكماء صهيون صحيح وموثق ضمن مجموعة بروتوكولات أقروها قبل حوالي 200 عام تقريباً لتكون دستور لهم ليسودوا العالم .

7 ــ أنا لم أقل أن الإسلام يمنع المرأة من التعلم والتعليم ، ومن الخروج للضرورة ، ومن الضروريات في هذا الزمن أن تتعلم المرأة لتعلم بنات جنسها وأبنائها ، ولم أقل بمنع المرأة من العمل مطلقاً ، ولكن بضوابط شرعية ، فالمرأة مُهمة جداً في الإسلام ، ولها دورعظيم وربما يكون أعظم من دور الرجل ، ولكن ضمن الدور الذي وكلها الله به ِ ، من حمل وولادة وتربية وإعداد للأجيال ، ولها أن تعمل بمهن تليق بها وتـُحافظ عليها وعلى حيائها ، فهل يجوز لها أن تـُخالط الرجال فتفقد حيائها ، فبالمخالطة تزول الحواجز والتكليف بين المرأة والرجل .

* ولا تقولي لي أن المرأة المُحترمة تـُحافظ على نفسها لو إختلطت بألف رجل !!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

* أردُ عليك ِ بقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( ما إجتمع رجلٌ وإمرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما ) . وقوله ِ : ( من كانت تؤمن بالله ِ واليوم الآخر ، فلا تسيرنَّ مسيرة يوم وليلة إلا مع محرم ) . وإذا كان الشيطان ثالثهما فهل يسلما منه ؟؟ أم أننا نردُ أحاديث وقوال النبي (صلى الله عليه وسلم) وبالتالي نرد أمر الله تعالى ، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يأتي بشيء من عنده ، لقوله ِ تعالى : ( وما ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يُوحى ) النجم 3 .

* ومن سيئات الإختلاط بالوظيفة وغيرها أيضاً ، أن المرأة تفقد الحياء ، فيصبح بينها وبين زميل العمل مزاح بريء ، ونكت وضحك بريء وخلافه ، فاسمعي قول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) : ( الحياء والإيمان قُرناء ، إذا رُفعَ أحدهما رُفع الآخر ) . وأيُ فقد ٍ للحياء بمُخالطة الرجال ، فوالله ِ أن الرجال جميع الرجال ذئاب على النساء ولو بالنظر فقط وهذا أقله ، ألم يقل حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) لعليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) :( يا عليّ لا تـُتـبع النظرة النظرة ، فإانما الأولى لكَ والثانية عليك ) ونسأل أخواتنا ، هل يكتفي الرجال والنساء الذين يعملون طوال اليوم مع بعضهم البعض بنظرة واحدة ثم يغضون البصر ؟؟ وكيف يكون العمل إذا غضوا البصر ، وهل يستطيعوا ذلك ؟؟

* ألم يأمر ربنا عز وجل المؤمنين والمؤمنات بغض البصر .

حيث قال : ( قل للمؤمنينَ يغضوا من من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن اللهَ خبيرٌ بما يصنعون * وقل للمؤمنات ِ يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يُبدينَ زينتهن إلا ما ظهر منها ، وليضربن بِخُمُرهنّ َ على جيوبهن ولا يُبدينَ زينتهن إلا لبعولتهن ... )النور30+ 31. هلا إمتثلنا لأمر ربنا ؟؟
* تدبري يا أ ُختاه هاتين الآيتين وما أوصى به ِ الله جل عُلاه ، أليس ذلك بأمر للرجال والنساء ،أم الأمر لا يعنينا كمسلمين ؟؟؟ .

8 ــ قول المُحاضر في الجامعة أن النقاب بدعة فارسية وتركية وصهيونية أردوا زرعها في المجتمع العربي لعدة أسباب منها : 1 ـ ألإقلال من شأن المرأة وحجبها بشكل كامل عن العالم الخارجي . 2 ـ خلق مشاكل إجتماعية وشغب ...إلخ .

3 ـ السماح للرجل بالتنكر بهذا الزي حتى يسيء للمجتمع .

وأنه أقنع الحضور بذلك وللأسف !!! .

* أقول والله المُستعان ، والله يا أ ُختاه أن الحِملَ على المشايخ والعلماء ثقيل وثقيل جداً ، فنحن لا ندري من أين نـُهاجم وعلى من نرد ، ومن ُنقنع ، ومعاول الهدم في الإسلام كبيرة وكثيرة ، وأ ُذكرك ِ بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) : ( إنقسمت النصارى إلى إحدى وسبعين فرقة ، وانقسمت اليهود إلى إثنان وسبعين فرقة ، وستنقسم هذه الأمة إلى ثلاثة وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة وإثنين وسبعين في النار ، قالوا من الفرقة الناجية ؟ قال ما أنا عليه ِ وصحابتي ) .

فكوني يا أ ُختاه أنتِ وأخواتك ِ من الفرقة الناجية ومثل الصحابيات .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

** أردُ على هذا المُحاضر المُتعالم في الدين : ألم يقرأ كتاب الله ولو مرة واحدة ، وإذا قرأهُ فهو لم يُجاوز حُنجرتهُ ، ألم يمر على الآية 59 من الأحزاب في الخمار والنقاب ، والآية التي بعدها ( لئن لم ينتهي المُنافقونَ والذين في قلوبهم مرضٌ والمُرجفونَ في المدينة ِ لنغرينك بهم ... ) . ؟؟؟ وهذه الآية تردُ عليه .

ألم يقرأ في سورة النور الآية 30 و 31 ( .... ويضربن بخُمرهنّ َعلى جيوبهن ولا يُبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... ) .( كلا ، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون *كلا إنهم عن ربهم يومَئذٍ لمحجوبون ) المطففين 14+15 .

لقد طبع الله على قلوبهم فهم لا يعقلون ولا يُبصرون ، إن هم إلا كالأنعام بل هُم أضل ، وحتى لو نالوا أعلى الشهادات في الدنيا !!

* هل كلام الله عزوجل هو بدعة فارسية وتركية وصهيونية ؟؟

والله إنه لزنديق يُشرعْ ويتكلم في دين الله بغير علم ، أو مُغرضٌ ملعون !!!

وهو يبُث السموم في عقول طلابنا وطالباتنا ، ليكرهوا ويحقدوا على دينهم ، فخطرهُ على أمة ِ الإسلام عظيم ، بل هو أعظم وأكبر من خطر اليهود أنفسهم .

* ألم يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الطويل الذي رواه حُذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) : ( ... دعاة ٌ على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها ، قال حذيفة صفهم لنا يا رسول الله ؟؟ قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا ) .

* والله ِ لم يقلل الأسلام من شأن المرأة أبداً ، ولم يحبسها في حُجرات مُظلمة كما زعم المُحاضر ، ألا تخرج المرأة مع محارمها رحلات وسياحة وحج وعُمرة ؟؟؟ ، ألا تخرج المرأة للتعلم وللضرورة من غير مُحرم إذا إلتزمت بلباسها الشرعي ؟؟؟

ولم يمنع الإسلام المرأة من العمل لإعالة أسرتها إذا لم يكن لها مُعيل ، وضمن ضوابط شرعية معروفة لدى المجتمع الإسلامي ، ولو أن الإسلام دين تكافل إجتماعي ، الغني فيه ِ يُخرج زكاة ماله ِوصدقته ِ للفقير ، فلو رجعنا لديننا لما إحتاجت المرأة للعمل أصلا ً .

* وهل يُترك الحَبلُ على الغارب لخروج المرأة ولا ضوابط لها ؟؟ أليس هناك عِدة للمرأة المُتوفى عنها زوجها 4 شهور وعشرة أيام ، أم تـُركت تخرج وتدخل كما تشاء ؟؟ بل لم يحبسها الشرع بالكلية ، فلها أن تخرج للضرورة للعلاج ولتعزية أقاربها القريبين بشرط أن لا تبيت خارج البيت الذي إعتدت به ِ .

وأطرح سؤالاً : هل يُعجب المُحاضر وبناتنا ما وصلت إليه المرأة المُتحررة في الغرب المُتقدم ؟؟ بل والنساء المُتحررات من كل شيء حتى من اللباس والأخلاق ، في الأسواق والطرقات في بلادنا ؟؟ .

* والمرأة في الغرب إذا لم تعمل لا تأكل ، وهي مسؤولة بالإنفاق على نفسها وعلى أطفالها لأن الزوج عادة يهرب ويتهرب من المسؤولية ويفر ويهجرها في أغلب الأحيان ، وأسهل المهن لديها في الغرب بشكل عام المُتاجرة بجسدها ، لأنها لا تستطيع منافسة الرجل في كثير من المهن خاصة التي تحتاج إلى قوة بدنية .

* أيعجبنا عمل المرأة المُتحررة بعمل دعايات شبه عارية ؟؟ ألا تـُمتهن بهذه المهن بكونها سلعة رخيصة لذئاب الرجال ؟؟ وكيف حفظَ ديننا وشرعنا المرأة المُسلمة وصانها من كل ِ سوء ؟؟؟

* إسمعي لقول الله تعالى لماذا فضل الله الرجال على النساء ، وحتى لو لم يُعلل جل علاه فعلينا التسليم والقبول ، كيف لا وهو حالقنا وربنا وبارئنا : ( الرجالُ قوامونَ على النساء ِ بما فضل الله بعضهم على بعض ، وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب ِ بما حفظ الله ...) النساء 34 .

* إذاً المرأة غير مُطالبة بالعمل والإنفاق ، والرجل هو المُتكفل بكل ذلك ، وهي مُعززة مُكرمة مصونة محفوظة من أن تـُـتاجر بشرفها وعِرضها ، فهي كالجوهرة والدرّة الثمينة لا يجوز تعريضها للسرقة والإمتهان ، فالمُجوهرات تـُحفظ وتـُصان ولا تـُهان ، والله ِ الذي لا إله غيره لا يوجد دينٌ على وجه الأرض أكرمَ وكرّمَ المرأة كالإسلام ، وكاذبٌ وملعونٌ من قال غير ذلك ، لأنه يُكذّبُ كلامُ الله ِ ورسوله ِ .

* بالنسبة للتعلم وخروج المرأة لذلك فلا مانع كما ذكرتُ لك ِ، وقولك ِ أنكِ إن ِ لم تتعلمي لما تواصلتي معي كداعية ، وكيف سأ ُرشد وأ ُوعي نسائنا ؟؟ فالطرق كثيرة جداً يا أختاه ، ومنها المساجد ، فكثير من الدروس تـُعقد في المساجد للدعاة ومن غير إختلاط ومن وراء حجاب ، أو من قنوات دينية حقيقية ، أو من النت المُنتشر في كل بيت أوالكليات الغير مُختلطة .... إلخ .

* ثم هذه الحملة على تشجيع الإختلاط في المدارس الإبتدائية ومن ثم من بعدها ، وغيرها من الجامعات والكليات ، ما هي إلا سلخ للأمة من دينها ومبادئها وقيمها وعادتها .

* ثم من قال أن إسم المرأة عورة ؟؟ فلقد تربينا على هذا الخطأ ، فلو كان إسم المرأة عورة لما عرفنا أسماء أمهات المؤمنين والصحابيات والتابعيات .

* سبحان الله نغضب إذا ذُكر إسم أم ٍ أو بنتٍ أو أختٍ من محارمنا ، ولا نغضب إذا خرجت الأم أو البنت أو الأخت كاسية عارية ، أومُتبرجة ؟؟

ولماذا تستعمل أخواتنا إسم مُستعار غير إسمها ، أو في الأعراس يكتبوا كريمته ؟؟ يا أخواتي الأسم ليس بعورة للنساء، وإنما المرأة هي العورة كما قال حبيبنا (صلى الله عليه وسلم) ، وما حسبناهُ عورة إلا لجهلنا في ديننا !!! .

* ثم إذا تنكَرَ بعضُ ضعافُ النفوس ِ من الرجال ِ بزي النساء فهل يكون الحل برفض الحجاب والخمار بالكلية ؟؟ ألا ينتحل لصوص ومُجرمين شخصيات كثيرة ، وحتى شخصية شيوخ فهل نحلق لحانا ونتخلى عن زينا ؟؟ ولقد إنتحلَ كثير من المُجرمين زي راهبات وقساوسة وحاخامات وبوذيين وغيرهم ، فهل تركوا هؤلاء ِ زيهم وتنكروا له ؟؟ فلماذا الهجوم على الإسلام فقط ؟؟

ــ بل شيء طبيعي أن يحدث ذلك ، فالمُجرم أو المُنحرف إذا أرادَ أن يتخفى فهل يتخفى بثوب لص أو شيء عاطل ؟؟ فهو ما تخفى بذلك إلا لظنه ِ أن هذا لباس عِفة يُريد أن يختبأ خلفه ، فهذا يزيد الجلباب والخمار رفعة وعفاف لا إنتقاص ، وحتى لو حصل ما قال المُحاضر ، فهل يُعطي النساء الحق في خلع الخمار والجلباب ؟؟؟ .

* وتذكري يا أ ُختاه أن هناك جنة ونار وفتنة وإبتلاء وثمن يُدفع ، وصبٌر على الفتن وتنازل ٍ وثباتٍ ، فماذا تختارين أنت ِ ؟؟؟

* وقولك ِ يا أختاه أن هذه الأمة لا تحتاج إلى إغلاق وخنق بل إلى أخلاق ومنهجية فيها الإجتهاد الكثير .

* يا أختاه لقد تعلمت من والدتي الأمية رحمها الله قولاً : ( اللي بيضحكك بيضحك عليك ، واللي بيبكيك بيبكي عليك ) والله يا أختاه لو الأمر كما تقولين لتغير حالنا ، فكم تـُقدري نسبة المُلتزمات باللباس الشرعي الكامل كما أراده الله ورسوله بالنسبة للمجتمع المسلم ؟؟ حسب ما أرى وأشاهد لا تتجاوز 1/10000 أو أصفار أكثر لأن النساء لا تعرف ما هو اللباس الشرعي !! إذا ً لا يوجد إغلاق وخنق بل إنفتاح وإباحية واختلاط حتى في أعراسنا ومُناسباتنا ، فلم هذه الأمة منحطة بين الأمم وربنا غاضبٌ علينا ، ومقدساتنا سليبة ، وكراماتنا مُهانة ؟؟؟ إذا كنا على إستقامة وصلاح ، فلماذا نشتكي ونشجب ونلعن ونـُداس بالنعال صباح مساء . لقد جربنا العريّ وشبه التستر وشبه الحجاب وشبه الجلباب فلم لا نجرب الخمار والجلباب والتستر في أعراضنا والإلتزام في ديننا ، كما كان سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين ، ولننظر ماذا سيحدث بعد ذلك ؟؟

* قال تعالى : ( ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) الحج 32 .

ومن تعظيم شعائر الله ، تعظيم أوامره ، وأقسمُ يا أختاه أن النقاب والجلباب والخمار من شعائر الله ومما أمرنا به . ولقد قدمتُ في البداية ، بأنني ناصحٌ أمين لأمة الإسلام ولأخواتي في الله ، ويكون أسهلُ عليّ َ إذا جاملتُ وكنتُ مُتساهلاً في الدين ، بل لربما أكون مقبولاً أكثر من قِبل الجميع ، ولكن أينَ أفرُ من ربي ؟؟.

وقال (صلى الله عليه وسلم) : ( إن الله حييّ ٌ سِتير ٌ يُحب ُ التستر )

* وعندما سمع النبي (صلى الله عليه وسلم) تعجب الناس من غيرة سعد بن معاذ ، وكان من غيرته على عرضه ِ ، إذا طلق إمرأة من نساءه لا يتجرأ أحدٌ على التقدم إليها ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : ( أتعجبون من غيرة سعد والله ِ إني لأغيرُ من سعد ، والله أغيرُ مني ) . ألا تظني يا أختاه أن الله جل جلاله ورسوله لا يغارون عليكِ ؟؟ إذا كان الله تعالى يغار عليك ِ ، فمن هذا الباب شرع لك ِ التستر ،

* وسيعاقبك ِ على هتك سِترك ِ أشد العذاب والعقاب !!! .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

* اللهم إجعل ما قلناه وما كتبناه حُجة ً لنا لا علينا يوم نلقاك *
* وأستغر الله *

جميل لافي
28 / 3 / 2010 م

» سلسلة نصائح لأخواتي / جزء 3
» سلسلة اليـهـــــود ...
» الخليل وقراها - سلسلة مدن وقرى فلسطين
» نصائح
» نصائح ذهبية