يوم الأرض تجسيد لمعاني النضال والتشبث بالوطن في مخيمات اللجوء

يحيي الفلسطينيون داخل الوطن وخارجه، اليوم الثلاثاء 30/3/2010، الذكرى الـ 34 ليوم الأرض الخالد بمسيرات احتجاجية ومظاهرات عارمة وحملة تشجير للأراضي المهددة بالمصادرة، وأصبح هذا اليوم يمثل في التاريخ الفلسطيني رمزا للعزة والنضال ومقاومة المحتل الذي اغتصب الأرض وانتهك المقدسات.

وتعود أحداث "يوم الأرض" لآذار 1976،وهو العام الذي انتفضت فيه الجماهير العربية بالداخل الفلسطيني احتجاجاً على سياسة مصادرة الأراضي العربية من قبل سلطات الاحتلال وأعلنت عن إضراب شامل في الثلاثين من آذار، مما أدى إلى وقوع مواجهات بين الجماهير العربية وبين الشرطة الصهيونية، مما أدى إلى وقوع ستة شهداء.

وبدأت الأحداث يوم 3/29 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي.وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم:. خير ياسين – عرابة ، رجا أبو ريا – سخنين ، خضر خلايلة – سخنين ،خديجة شواهنة – سخنين ،محسن طه – كفركنا ،رأفت الزهيري – عين شمس.

ويواجه فلسطينييو48 في هذه الأيام موجة عنصرية متفاقمة من مصادرة الأراضي ومحاصرة الوجود العربي وعشرات الآلاف من أوامر الهدم إضافة إلى كم كبير من التشريعات العنصرية في الكنيست الصهيوني.

استمرار مصادرة الأراضي
إلى ذلك ،كشف الجهاز الإحصائي الفلسطيني، أن أكثر من 85% من فلسطين التاريخية تحت سيطرة الكيان الصهيوني، و55% من المستعمرين في الضفة الغربية يسكنون في محافظة القدس. وأشار جهاز الاحصاء،إلى أن 555 ألف دونم مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين جدار الضم والتوسع والخط الأخضر ضمن سياسته التوسعية المستمرة، كما صادر الاحتلال الصهيوني مئات الآلاف من الدونمات في الضفة الغربية من أصحابها الفلسطينيين لإقامة جدار الفصل العنصري.

الأرض هي كل شيء
الحاج عزيز عبساوي "أبو يوسف" (76 عام) من بلدة عسفيا في الداخل المحتل عام 1948 يقول: الأرض هي حياتنا، لولا وجود الأرض لما كانت لنا حياة، أيام الانتداب البريطاني عشنا من الأرض، في عام 1947 احترق السهل وبقي لدينا 2 دونم من أصل 36 دونما زرعوا بالقمح، وكان القمح والزيت والزيتون والعدس وكل شيء من الأرض.وقال "أبو يوسف" لـ"ِشبكة فلسطين الآن":" تلقيت دراستي الابتدائية في تلك الأيام بمدرسة "الترسانتا" وكان القسط الدراسي 240 ليرة، وكان والدي يدفع قسط التعليم من الأرض. لقد تعلمت من الأرض ولولا الأرض لما كان لنا كيان هنا، فالأرض هي كل شيء بالنسبة لنا.ويؤكد الحاج "أبو يوسف" كل إنسان يلحقه ظلم من حقه أن يحتج، فعندما يريدون اخذ الأراضي التي املكها فأنهم يأخذون كل شيء عندي، لقد عملت مدير بنك وعندما تقاعدت اشتريت بالتعويض أراض، فبذلك هم يأخذون تعويضاتي.

على درب الشهداء
أما أحمد خلايلة- شقيق الشهيد خضر خلايلة من سخنين، يقول:"ان في يوم الارض رسالة يوجهها الشهداء بأن الشهادة هي شيء ثمين وفي الشهادة حياة واستمرار". وأوضح شقيق الشهيد، أن الواجب يدعو لأن نصون درب الشهداء وحمل رسالتهم عاليا وتقديسها, من خلال الحفاظ على الأرض, المسكن وارض الآباء والأجداد, والحفاظ على لغتنا وانتمائنا الذي لا يقل اهمية عن باقي الثوابت. وأكد خلايلة، يجب علينا ان نكون اما فوق الأرض كرماء او تحتها شهداءة و على الجماهير العربية أن تحافظ على ذكرى يوم الأرض الخالد ويحيى تلك الذكرى بالشكل المناسب".