محلل سياسي اسرائيلي:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من يسير سياسات اسرائيل؟

محلل سياسي اسرائيلي: النخب القانونية والإعلامية والأكاديمية هي التي تهيمن على عملية صنع القرار في اسرائيل

تل ابيب - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - قال المحلل السياسي الاسرائيلي مارتن شيرمان في مقال على الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الأربعاء إن هناك حقائق في تاريخ اسرائيل تثبت أن نتائج الانتخابات التي جرت في اسرائيل ليست هي التي تقرر من يدير شؤون الدولة. وواورد من بين هذه "الحقائق" ما يأتي:

"خلال 20 عاما من أصل 28 بين عامي 1977- عندما فاز ليكود في الانتخابات استناداً الى برنامج "أرض اسرائيل" وعام 2005- عندما انسحبت اسرائيل أحاديا من غزة في تناقض صارخ مع تعهداتها الانتخابية- ترأس الحكومة الاسرائيلية رئيس وزراء من ليكود.

عندما تولى ليكود الحكم، كانت شبه جزيرة سيناء بأكملها تحت السيطرة الاسرائيلية، واي تلميح الى أن أسرائيل يمكن أن تخلي غور الأردن كان امرا لا يمكن التفكير فيه، وأي فكرة عن تقسيم القدس تصل الى حد الكفر، وأي إشارة إلى الانسحاب من هضبة الجولان قريبة من الخيانة.

ومع ذلك، بعد ما يزيد عن ثلث قرن منذ الفوز الدراماتيكي لمناحيم بيغن، نرى ان كل ما سبق اما قد تحقق فعلا أو أنه يعتبر لا مهرب منه في المستقبل غير البعيد".

ويضيف شيرمان إن ذلك "يظهر بوضوح أنه رغم أن الجناح اليميني يفوز باستمرار في الانتخابات، فلم يتمكن فعليا من الإمساك بالسلطة. وهذه ظاهرة لا يمكن تفسيرها الا بوجود نفوذ خفيّ على النظام السياسي يفرض مخرجات سياسية تختلف جذريا عن تلك التي كان من المفروض توقعها من التفعيل الروتيني للعملية السياسية المعتادة.

ومن هنا فهي ظاهرة أفرغت فعليا العملية الديموقراطية الاسرائيلية من اي أهمية.

وهكذا، حوّل اسحق رابين، الذي انتخب عام 1992 على اساس سلسلة من "اللاءات" الصقورية سياسته بشكل راديكالي في منتصف ولايته إلى مجموعة من الـ "نَعَمات" الحمائمية التي جلبت فشل أوسلو. بل إن هناك ما هو أكثر دراماتيكية وهو أن ارييل شارون انتخب على برنامج يعارض اي فكرة لانسحاب أحادي الجانب، لكنه تبنى تماما هذا الانسحاب الذي نادى به منافسه حزب العمل ورفضه الناخبون".

حكمة بعيدة النظر

ويتابع شيرمان قائلاً: "هناك رأيان لا يتم تبنيهما لتفسير تلك الحالات من التجاهل الواضح للتعهدات الانتخابية يتوجب استبعادهما بسرعة.

الاول أنها ناتجة عن ضغوط دولية- وخصوصا أميركية. وعلى أي حال، فلا شيء يمكن أن يكون بعيدا عن الحقيقة مثل هذا الزعم.

وفي حالة أوسلو، فالعملية البائسة كلها تحققت سرا وحصريا من جانب الفلسطينيين والاسرائيليين في اسكندنافيا النائية من دون اي إجبار دولي. والحقيقة أن منظمة التحرير الفلسطينية شاركت في التوقيع على الاتفاق الذي تمخضت عنه تلك المبادرة السيئة الحظ رغم أنها كانت مسجلة كمنظمة "إرهابية" من جانب الحكومات الأميركية في الوقت الذي تم فيه الاتفاق. وبالمثل، لم يكن فك الارتباط في غزة ناتجاً عن ضغط أميركي. على العكس تماما، فد عارضت واشنطن المبادرات الاحادية الجانب وكان على شارون أن يقنعها بمزايا هذه الفكرة.

الرأي الثاني الذي علينا استبعاده هو أن تلك التراجعات في منتصف الفترة تعكس نوعا من الحكمة البعيدة النظر في السياسات الحمائمية المؤيدة للتنازلات الاقليمية والاسترضاءات السياسية التي تحول التخلي بعد الانتخابات عن البرامج السياسية الصقورية الأكثر تشددا مسألة لا غنى عنها.

وبالفعل، فإن أحد الجوانب العجيبة في النظام السياسي الاسرائيلي هو أن السياسيين الذين يظهرون كـ "صقور" يتبنون، بمجرد وصولهم الى السلطة، سياسات "حمائمية" كانوا يرفضونها في السابق. وفي النهاية، فهذه السياسات أثبتت أنها فاشلة وكارثية".

ويتساءل شيرمان: "اذا تبين أن معظم المبادرات السياسية خلال العقدين الماضيين لا يمكن تبريرها بالضغوط الدولية، أو بالحكمة البعيدة النظر للقادة الاسرائيليين، أو أولويات الناخبين الاسرائيليين، فإلى أي العوامل يمكن نسبتها؟".

مثلث النفوذ

ثم يقول شيرمان ان "الجواب يجب البحث عنه في التركيبة الاجتماعية لاسرائيل أكثر من الآليات السياسية فيها. وبشكل أكثر تحديدا، فهو يكمن في تركيبة نُخب المجتمع المدني الاسرائيلي التي تسيطر على النظام القضائي، ويهيمن على التيار العام في الإعلام الاسرائيلي، ويتحكم في الإطار الأكاديمي (لا سيما في العلوم الاجتماعية والكليات الإنسانية- حيث يسود منطق الصواب السياسي). وهذه المجموعات تشكل "مثلث نفوذ" يهيمن فعليا على العملية السياسية- الاجتماعية في اسرائيل، ويحدد توجه الأجندة القومية على المستوى الاستراتيجي ويفرض، بفعالية كبيرة، آراءه على السياسيين المنتخبين والرأي العام.

ومن هنا، على سبيل المثال، يمكن للنخبة القانونية أن تعرقل أي مبادرة واثقة قد ترغب المجموعة المنتخبة في تنفيذها. وبالمثل تستطيع النخبة الإعلامية تعزيز أي "مبادرة للتنازل" قد تكره المجموعة المنتخبة القيام بها. وعندما يكون خاتم المهنية مطلوبا لأي من هاتين المبادرتين، فإن النخبة الأكاديمية مستعدة دائما لتقديمه.

ولا يحتاج المرء إلى قدر كبير من الحصافة التحليلية لمعرفة أن هذه الآليات هي التي ولّدت معظم العمليات السياسية الرئيسة خلال العقدين الماضيين. وبالتالي، فالقدرة على فهم الحقائق السياسية في اسرائيل تتكامل مع فهم الرؤية العالمية وتحليل التكاليف والربح الذي تقوم به تلك النخب القوية والمؤثرة.

بالنسبة الى تلك النخب، تعتبر موافقة نظائرها في الخارج أكثر اهمية بكثير في تحديد أجنداتها من موافقة مواطنيها الاسرائيليين في الداخل. والدعوات لإلقاء خطابات مهمة في المؤتمرات التي تحظى بتغطية واسعة، والمواعيد الي تبذل الجهود للحصول عليها كباحثين زائرين في المعاهد العريقة، والمنح السخية لمشاريع الابحاث واعدة أكثر إذا كان المرشح متعاطفا مع الرواية الفلسطينية وأقل التزاماً بالرواية الصهيونية.

هذه الحقيقة لها نتائج بعيدة المدى. وعلى سبيل المثال، فهي تحول دون تصوير العرب عامة والفلسطينيين خاصة في صورتهم الحقيقية" -وفقا لزعم الكاتب.

» سيناريو حرب اسرائيلية-لبنانية ثالثة كما يتصورها محلل اسرائيلي
» محلل اسرائيلي: نتنياهو يعود من واشنطن ذليلا ومعزولا
» محلل اسرائيلي: تهديدات ليبرمان لسورية مشابهة لتهديدات رابين في الـ67
» محلل اسرائيلي : الرأي العام مرتبك ورئيس الوزراء مرتبك
» كاريكاتير سياسي