الرامة (قرية)من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة قرية الرامة
خارطة
محافظة جنين وقراها وتظهر فيها قرية الرامة
موقع
محافظة جنينالرامة قرية عربية
فلسطينية تقع في الجليل الأعلى شمالي مدينة عكا، وتبعد عنها نحو 25 كم، على سفح جبل حيدر، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر في أعلى نقطة حوالي 580 مترا عن سطح البحر. تشتهر قرية الرامة بأشجار الزيتون وبزيتها الصافي، حيث تنتشر حولها كروم الزيتون الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام.
//
الاسملفظ
الرامة لفظة عربية أصيلة وتعني في معاجم اللغة العربية موقغ تجمع المياه، ولعل هذه التسمية تعود إلى كثرة عيون المياه والبرك والينابيع المحيطة بالرامة من بركة عشاير وعين الحذرة شرقا إلى عين الصرار جنوبا إلى عين الحوضين غربا إلى عين جوشن شمالا وغيرها من البرك والعيون التي ردمت أو جفت. وكثرة المياه هذه تميز الرامة فعلا عما عداها من قرى الجليل. ولو صح ان التسمية تعود إلى لفظة رمه العبرية والتي تعني المرتفع أو الهضبة اذن لجاز ان يُطلق الاسم على معظم قرى الجليل لانها باغلبيتها الساحقة بُنيت على الهضاب والتلال والمرتفعات.
وفي نشرة صوت الرامة التي أصدرت في آب 1987، أعيد نشر عدد من المصادر العربية التي وردت فيها لفظة رامة وكانت مجلة العربي الكويتية قد نشرت هذه المصادر من قبل.ومنها ما يلي :
- ورد في معجم البلدان لياقوت : ان "رامتين" هي تثنية رامة. ومن أقوال جرير يجعلن مدفع عاقلين أيامنا وجعلن امعز " رامتين " شمالا
- وله أيضا : حي الغداة برامة اطلالا رسما تقادم عهده فاطالا
- وجاء في صحيح الأخبار : " رامة " اكثبة متراكمة ليست بالكثيرة، باقية بهذا الاسم، معروفة عند جميع اهل نجد.
- وقال بشر بن أبي حازم: عفت من سليمى " رامة " فبكيتها وشطت بها عنك النوى وشعوبها
- وقال اوس بن حجر : ولو شهد الفوارس من نمير برامة اوبعنف لوى العقيم
- وقال القطامي : حل الشقيق من العقيق ظعائن فنزلن رامة أو حللن نواها
- وقال أبو داوود : من ديار كأنهن وشوم لسليمى " برامة " لا تريم
- وروى الأصمعي : قيل لرجل من اهل رامة : ان قاعكم طيب لو زرعتموه! قال : لقد زرعناه. قال : وماذا زرعتموه؟ قال : سلجما. قال : ما جرأكم على ذلك؟ قال : معاندة لقول الشاعر :
أتسألين رامتين سلجما | | يا مي لو سألت شيئا امما |
ولعله مما يسر اهل الرامة ان الاديب العربي الراحل
طه حسين كان يسمي منزله "رامتان" وظن أحد ضيوفه من
شبه الجزيرة العربية انها كلمة
فرنسية، فسأل : وماذا تعني هذه الكلمة الفرنسية "رامتان"؟ فرد عليه طه حسين ساخرا: "رامتان"
عربية وليست فرنسية وهي موجودة في بلادكم يا بني. ويجدر هنا الإشارة إلى ما اوردته المعاجم من أن لفظة "رامة" كثيرا ما ترد بصيغة التثنية لا سيما في الشعر ثمة إجماع أو شبه إجماع على ان الرامة كانت بلدة
كنعانية عامرة.
موقعهاالقديم الظاهر من اسمها ومن اثارها القديمة انها كانت قائمة على المكان المرتفع في وسط القسم الاصلي القديم من القرية الحالية حيث وجد اثر تاريخي هام جميل وهو حجر كبير مستطيل حُفرت عليه نقوش لملاكين مجنحين في وضع طيران ويمسكان باكاليل من الاغصان والزهور وكلها ضمن اطار مزخرف وتحته كتابة بالخط الآرامي العبري جملة : " لذكرى الرابي العازر بن شيجور (طوبيا) باني هذه المضافة " وقد اكتشف هذا الاثر المرحوم المربي الياس حزوري عندما كان مستعملا في بناء سور لساحة دار المرحوم فايز إبراهيم حنا وعندما علم بوجوده المرحوم يتسحاق بن تزفي رئيس المجلس القومي في القدس. وقد ظهر من دراسته انه يعود إلى
القرن الخامس الميلادي عندما كانت البلاد تحت
الحكم الروماني البيزنطي (مثل آثار تلحوم وبيت الفا وبيت شان وغيرها كثير وقد ذكره المؤرخ تزفي فيلني في كتابه دليل إسرائيل صفحة 544 مع صورته)
آثارهاالآثار من العهد البيزنطي يبدو ان الرامة كانت مدينة هامة في
العصر الروماني المتأخر كما يظهر من آثارها الأخرى. ففي شرقيها بين الزيتون موقع يُدعى اليوم " خربة جول" وهو اسم روماني ربما كان مقرا لمعسكر روماني وقد اكتشف المرحوم الاستاذ الياس حزوري في مغارة هناك مقبرة على الطريقة الرومانية المسماة " كولو مباريوم " والتي معناها النقرات المحفورة في الصخر كأعشاش الحمام. وذلك لان اجساد الموتى كانت تُحرق ويوضع رمادها في حفر صغيرة في صخور جوانب
الكهف. لكن أهم واكثر اثار العصر البيزنطي التي وُجدت في القسم الجنوبي المنخفض من الرامة القديمة وذلك عندما شُق الشارع العام إلى صفد لاول مرة في عهد الانتداب في موقع حواكير السقى والذي سجل كمنطقة اثرية مُنع فيها البناء. أيضا عندما شُق الشارع الجديد جنوبي الأول في سنة 1972 اكتشفت آثار
كنيسة مسيحية كبيرة كما يظهر من أساسات أعمدتها الباقية ومن أرضيتها المرصعة بالفسيفساء المكونة بأشكال حيوانات مختلفة وبقربها وُجدت آثار
معصرة زيتون نُقل قسم من حجارتها إلى مدرسة ميرون، أما الحفريات الحديثة والتي اشرف عليها د. باستيليوس سفيروس وطاليا شاء خبيران من دائرة الآثار
الإسرائيلية وبتمويل دائرة الاشغال العامة فقد كشفت اثار حمام عمومي كبير على الطريقة الرومانية والتي انتشرت فيما بعد في البلاد الإسلامية امتد الحفر على رقعة مساحتها 45 × 25 مترا تقريبا. فظهر ان مدخل الحمام كان من ساحة مبلطة بالفسيفساء والغرفة الأولى كانت مزودة بمقاعد مبينة بالحجارة ومقصورة بالحجارة (كالقصات الحالية) وبقرب هذه الغرفة ثلاث برك متجاورة مساحة أكبرها 9 × 6 أمتار. ولكل بركة ثلاث فتحات في قاعها يدخل الماء منها ويرتفع بضغط المصدر الأعلى. اما أرضية البرك الثلاث فكانت مصنوعة من الفسيساء الملونة ويبدو أن القسم كان معدا للحمام البارد وبعدها وُجدت الغرفة الدافئة لخلع الملابس والتي كانت مدفأة بواسطة أنابيب خزفية موضوعة في جدرانها ويمر فيها الهواء الساخن الآتي من جهة المسخن (القمع) وهناك يسخن الماء بنار
الحطب. ثم يُسال إلى غرفة الاستحمام حيث الأحواض الخاصة بذلك. اما الماء المستعمل في الاستحمام البارد والساخن فكان يجري في أنابيب خزفية سميكة وقوية مدفونة تحت سطح الأرض وذلك من النبع القريب الواقع على تلة صغيرة إلى الشمال منه وهو عين الصرار الحالية. وتعود هذه الآثار كلها إلى القرن السادس الميلادي وتؤكد ان السكان أصبحوا
مسيحيين.
الإمارة المعنيةالمرجح أن اكثرية سكان القرية صاروا من
الطائفة الدرزية أثناء حكم
فخر الدين المعني الثاني (1595 - 1635 م) الذي سيطر على قسم كبير من
سوريا (بما يشمل المناطق التي تعرف اليوم
بلبنان وفلسطين) وقد زار الأمير القرية عندما كان يتفقد أنحاء إمارته الواسعة كعادته وعندما كان يقصد الاستشفاء بمياه حمام
طبريا المعدنية الحارة (مع اهل بيته). وقد بنى هنا معصرة كبيرة
للزيتون ومطحنة
للقمح على نبع اسعيد القريب إلى الشرق كي يستفيد منهما السكان، ويُقال أنه وهب ربع المطحنة للعائلة التي استضافته وأكرمته.
المشيخة الزيدانيةأثناء حكم الشيخ ظاهر العمر من آل زيدان وأولاده نوابه في حكم الأجزاء المختلفة من الإمارة الواسعة (1725 - 1775 م). أمر الشيخ علي الظاهر الذي كان حاكما على منطقة
صفد بجر مياه نبع
القسطل القريب إلى قرية الرامة إلى مدخلها الغربي في قناة مبنية بالحجر والكلس وتميل ميلا بسيطا حتى انساب الماء من مزراب جميل فوقه قنطرة سميت عين الشيخ. وعندما بنى السور المحيط ببيوت القرية لحمايتها من الاعداء واللصوص وأحاطه بأبراج للمراقبة والضبط جعل عين الماء داخل حدوده وبذلك أراح نساء القرية من التعب والمخاطر عندما كن يحملن الماء من نبع القسطل البعيد وفي أثناء الليل بعد الانشغال نهارا في الأعمال الزراعية.
كما بنى في القرية مسكنا خاصا لنائب الشيخ سُمي القصر ظل قائما حتى قبل سنوات وربما كان قائما منذ عهد
الأمير فخر الدين المعني وفيه كانت تقيم عائلته أثناء مرورها بقرية الرامة وأنه كان ملكاً لإحدى العائلات
الدرزية وهي التي قدمته للامراء الذين أقاموا فيه.
وإذا أردنا التعرف على حدود الرامة ضمن السور المذكور نجدها غربا عين الشيخ (قرب مقر المجلس المحلي الآن) وجنوبا عند بيت عائلة اسطفان القديم وشرقا عند دار وخان آل عبود (ملك آل مشرقي حاليا) وشمالا عند بيت آل قاسم وفراج القديم وهو قائم على عدة قناطر وأعمدة وكان أوسع بيوت القرية.
الحكم المصريفي هذه الفترة القصيرة (1832 - 1840) وقع
زلزال هائل يوم الأحد الأول من كانون الثاني عام 1837 وكان مركز الزلزال في الجليل الشرقي فتهدمت البيوت القديمة الضعيفة ما عدا العقود والاقبية ومات تحت الانقاض عدد كبير من السكان كانت عددهم في صفد خمسة آلاف من اصل عشرة آلاف هم كل سكانها وفي
طبريا هلك نحو 800 نسمة من أصل 2500. وربما كان نسبة عدد الضحايا في القرى المجاورة للمدينتين أعلى بسبب ضعف قوة الابنية ولثقل التراب على سطوحها وهناك رواية شبه مؤكدة تقول ان لحظات اهتزاز الأرض كانت ساعة وجود المسيحيين في الكنائس للصلاة هذا وان كثرة الضحايا ربما فسرت لنا سبب قلة أفراد بعض الأسر القديمة في القرية اليوم وكان طبيعيا ان تعد بمئات الافراد. وقد أفادت شهادة عيانية حفظت من الأجيال ان كنيسة الرامة لم تتهدم لذلك سلم الناس المصلون فيها.
السكانعدد سكانها عام 1922 (149) نسمة، وعام 1945 (280) نسمة، وعام 1967 (300) نسمة، وعام 1987 (493) نسمة، وفي عام 1997 بلغوا (673) نسمة.
[ ابو جهاد / منتدى الدوايمة