"غنى الحادي" .. العودة إلى زمن الأصالة عبر بوابة الزجل والحداء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

"غنى الحادي" .. العودة إلى زمن الأصالة عبر بوابة الزجل والحداء

بدأ تلفزيون فلسطين، ومنذ مطلع الشهر الجاري، بث حلقة أسبوعية مساء كل ثلاثاء، من برنامج "غنى الحادي"، الذي يقدمه عبد اللطيف البرغوثي، وتقوم فكرته على السفر لساعة تقريباً في قاطرة الزجل والحداء إلى زمن الأصالة التي تعاني الاستلاب والتشويه، في مواقع لها بعدها التاريخي، وباتت رموزاً معمارية أثرية فلسطينية.
ويقول محمد البرغوثي، مدير تنسيق البرامج في تلفزيون فلسطين، والمكلف الإشراف على البرنامج ومتابعته: ما يميز هذا البرنامج اهتمامه بتراثنا، وفلكلورنا، وهويتنا، وتاريخ أجدادنا، خاصة أنه يأتي في وقت يواصل فيه الاحتلال مساعيه لسرقة رموز هويتنا الثقافية .. وجدت أن فكرة البرنامج تحمل قدراً كبيراً من الأهمية، وهو ما شدد عليه المشرف العام على الإعلام الرسمي ياسر عبد ربه، فأوصى بصرف الموازنات اللازمة لتنفيذه في العديد من المباني التاريخية والبلدات القديمة في القرى والبلدات والمدن الفلسطينية.
ويضيف البرغوثي: جاء البرنامج بناء على طلب العديد من الزجالين والشعراء الشعبيين الفلسطينيين، خاصة الذين كنا نستضيفهم عبر برامج عدة في تلفزيون فلسطين، وبالتحديد في برنامج "فلسطين هذا الصباح"، فجاء "غنى الحادي"، الذي هو برنامج الشعراء والزجالين، وبرنامج التلفزيون، وبرنامج الجمهور .. كنا نلمس أن هناك العديد من البرامج المتخصصة في الزجل في فضائيات عربية، وخاصة لبنانية، وتلقى قبولاً فلسطينياً كبيراً، رغم أنها لا تمس القضايا الفلسطينية، لذا توقعنا أن يلقى "غنى الحادي" نجاحاً جماهيرياً عند عرضه عبر شاشة تلفزيون فلسطين، وهو ما حصل بالفعل منذ الحلقات الأولى.
الزجال فضل دراوشة، من "عرابة البطوف" في الجليل، شدد على أهمية برنامج كـ"غنى الحادي"، وقال: الصورة على الدوام تساهم في ترسيخ ما ينقل عبرها في الأذهان .. صحيح أن تراثنا راسخ في الذاكرة لكن لابد من تعميمه ونقله سواء إلى الأجيال الشابة الفلسطينية، أو إلى المشاهدين من جميع أنحاء العالم، من خلال الفضائية الفلسطينية.
ويضيف دراوشة: جميل أن يجمع هذا البرنامج زجالين من جميع أنحاء فلسطين التاريخية، فالتراث الممثل بالزجل والحداء يجمعنا جميعنا .. كن تفرقنا المسافات والحواجز لكن قلوبنا متقاربة، فكل نسمة تهب من الشمال والجنوب في أية بقعة في فلسطين تحرك أرواحنا جميعاً .. نحن وعبر برنامج "غنى الحادي"، وفي مجمل ما نقدمه في حياتنا من أزجال نحاول التعبير عن الماضي الذي كان فيه أجدادنا متوحدون في الهم والقضية والفرح أيضاً .. كل منا بلغته وأسلوبه.
ويشدد دراوشة على أن برنامج مثل "غنى الحادي" من شأنه أن يعزز حضور الشباب المحبين للزجل الشعبي والتراث .. ويقول: أنا لست ضد الميول المتنوعة، والانفتاح على الثقافات الأخرى، وخاصة في الموسيقى والغناء، مع عدم إهمال تراثنا بطبيعة الحال، مشيراً إلى أن اختيار الأمكنة التاريخية لتحتضن حلقات برنامج "غنى الحادي"، وشارك في إحداها، من شأنها أن "تحرك القريحة وتداوي النفس الجريحة".
ويقول الزجال محمود عبد القادر الجمالي، من بلدة "كفر جمّال" قرب طولكرم، حول برنامج "غنى الحادي": هذا البرنامج مهم للغاية، ولا يجب أن يكون لدورة واحدة، بل على مدار العام، بمعنى برنامج مستمر وليس موسمي، كونه يساهم في إحياء التراث وصيانته عبر تحفيز الشعراء والزجالين الفلسطينيين، ودون ذلك قد يعاني هذا النوع من التراث خطر الاندثار.
أما الزجال سليم عقيل من قرية فرخة قرب سلفيت: "غنى الحادي" يعبر عن تراث أصيل خاص بالشعب الفلسطيني، وباعتقادي أن البرنامج كان يجب أن ينتج قبل سنوات، لتعزيز اهتمامنا بتراثنا في مجالي الحداء والزجل، خاصة أن لدينا ما يزيد على 200 زجال في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر، وعلينا إبراز مواهبهم عبر برامج كهذه يجب أن تتواصل ولا تكون موسمية.. هذا البرنامج بمثابة خطوة أولى للحفاظ على الزجل الشعبي والحداء، ولضمان استمرار الزجالين في تقديم إبداعاتهم.
معد ومقدم البرنامج، الزجال عبد اللطيف البرغوثي، يشدد على أن فكرة "غنى الحادي" جاءت بناء على طلب الزجالين والشعراء الشعبيين في فلسطين لتخصيص برنامج تلفزيوني يبرز إبداعاتهم ويساهم في المحافظة على التراث والهوية .. ويقول: من شدة تفاعل القائمين على التلفزيون مع البرنامج استطعنا البدء في تصوير الحلقة الأولى منه بعد أسبوعين على طرح الفكرة، وهذا يعكس مدى الاهتمام الذي لاقته فكرة البرنامج في تلفزيون فلسطين، وهو ما انعكس عند عرض الحلقات إلى اهتمام جماهيري كبير.
ويشير البرغوثي الى أن كل حلقة من الحلقات التي تجاوزت العشر لها محور محدد ينظم الشعراء أزجالهم في إطاره، فهناك حلقة عن القدس، وأخرى عن الوحدة الوطنية، وثالثة عن "بيت العقد في التراث القديم"، وأخرى عن حب الأرض .. وهكذا.
واستضاف البرنامج ويستضيف العديد من رموز الشعر والزجل الشعبي في فلسطين، من بينهم: موسى الحافظ، وأكرم البوريني، ومحمد العراني، وفضل دراوشة، وعصام عمر، ومحمود عبد القادر الجمالي، وسليم عقل، وعصام الجلماوي، وحمد الله البرغوثي، وغيرهم الكثير.

يوسف الشايب*****

» «فاطمة» بوابة اللجوء... وحلم العودة
» ما هي جدارية حق العودة، "مطرزة" فلسطين؟
» حكاية مفتاح" أول فيلم كرتون فلسطيني عن النكبة وحق العودة
» مناورة "تحول - 4" تحاكي حرباً إليكترونية وكيماوية والجيش الإسرائيلي يبلور خطة لإخلاء "مئات الآلاف"
» حاخام متشدد يطلب "خدمات جنسية" من امرأة مقابل "تهويدها"