الحقوق المدنية بعيون الفلسطينيين

الحقوق المدنية بعيون الفلسطينيين

أول ما يلفت نظرك عند مدخل مخيم عين الحلوة لافتة كبيرة كتب عليها "فلسطين وطننا، القدس عاصمتنا، العودة غايتنا". فتختصر تلك الكلمات ما يصبو إليه اللاجئ الفلسطيني ليس فقط في لبنان إنما في أصقاع الأرض كافة

امنية العودة

ولا يختلف المشهد كثيراً على باقي جدران ما يسمى ببيوت المخيم، حيث لامساحة على جدار في المخيم إلا والشعارات التي تؤكد على حق العودة إلى الوطن الأم تملأ المكان من شعار "على القدس رايحين شهداء بالملايين".... و"لا وطن لنا إلا فلسطين... سنعود قريباً " هي أمنية جميع أهالي المخيم. إلا أن شبح رفض إعطائه حقوقاً هي بالأحرى حق مكتسب لأي إنسان موجود على وجه الأرض يطل عليهم في كل لحظة وعند الخوف من أن يكون ذلك مقدمة لتوطين قسم منهم وترحيل آخر ضمن مخطط مشبوه تتشارك فيه قوى وشخصيات لبنانية وفلسطينية ملتحقة بركب المحور الأميركي ـ "الإسرائيلي" مع "الإعتدال العربي

خيبة

خيبة الأمل المتكررة التي أصيب بها سكان المخيم بعدم إقرار الحقوق المدنية والإجتماعية لهم في مجلس النواب بحجة رفض التوطين الأسبوع المنصرم يصفها بالمضحكة الشاب الفلسطيني محمود العلي الذي قال "هل المطلوب أن يبقى الفلسطينيون معذبين ومضطهدين بحجج واهية لأن لا رابط بين التوطين والحقوق المدنية". محمود يعتبر ان الهدف ان يصبح هًم الفلسطيني تأمين لقمة عيشه وتأمين إحتياجاته اليومية وأن ينسى كل ما له به صلة من نضال والتمسك بالبندقية كخيار لإسترجاع الأرض المسلوبة. مؤكداً أن "منحنا الحقوق الإنسانية بالحد الأنى هو عامل مساعد على الصمود في وجه مؤامرات التوطين والترحيل الممنهج

لا بديل

ويقول الحاج محمود دهشة "أبو علي" 75 عاماً من بلدة طيطبا- قضاء صفد أنه بين الحين والآخر، يحث الخطى نحو الجنوب لمشاهدة فلسطين من بلدة مارون الرأس، فلا مرور سنوات اللجوء ولا معاناة المخيمات أجبرته على نسيان فلسطين وبلدته لحظة.

إذ يؤكد ابو علي بغضب "لا نريد التوطين ولا بديل عن فلسطين، نريد العودة.. وريثما تتحقق ما أحوجنا الى حقوقنا المدنية والإجتماعية كي نواجه مؤامرات التوطين والتهجير، كفانا معاناة وحرماناً، آن الاوان أن يعامل اللاجىء كإنسان تحفظ كرامته وتصان حقوقه" ويرى ابو علي ان لبنان الذي قدم الكثير من التضحيات والدماء من أجل القضية الفلسطينية، معيب عليه أن يبقى يحرم اللاجئين من حقوقهم. وأن يتعامل معهم بتمييز عنصري. قبل أن يضيف المطلوب اليوم قبل الغد بدء حوار رسمي لبناني ـ فلسطيني جدي يأخذ على عاتقه رفع المعاناة وتحقيق المصالح
.

حتى التعليم

يتساءل محمد الخطيب طالب جامعي عن مغزى رفض إقرار الحقوق فيقول هل المطلوب أن يعاني الشباب الفلسطيني في كل محطة من حياتهم بدءاً من التمييز في الحصول على المقاعد الدراسية في المدارس الرسمية وصولاً إلى أن رسم التسجيل للطالب في الجامعة اللبنانية هو أكثر بكثير من الطالب اللبناني. وهل هذا الشيء يندرج في إطار خطة ممنهجية من أجل ضرب الطاقات العلمية الفلسطينية قبل أن يقول وتطول قائمة الممنوعات والمحظورات ولمصلحة من

نماذج

ويضيف نماذج كثيرة يضمها مخيم عين الحلوة مثله كسائر مخيمات اللجوء فلا يخلو أي منزل من كفاءات علمية حاصلة على شهادات على مختلف الأصعدة إلا أن ممارسة المهنة التي درسها في لبنان تبقى محظورة عليه قبل أن يردف قائلاً" إن إبن خالتي أحمد حاصل على شهادة طب أسنان إلا أنه يعمل سائق أجرة".

وإستهزأ الشباب الذي يضع حول رقبته سلسلة تحتوي على خريطة فلسطين بما جرى من رفض لإقرار الحقوق المدنية والإجتماعية فقال نحن شعب من كوكب آخر نعيش في لبنان فكل جاليات دول العالم بدرجاته الثلاث يحصلون فيه على حقوقهم في العمل والتملك إلا نحن.

وعلى الرغم من سوداوية الصورة المعيشية في المخيم إلا أن جميع "منازل" المخيم الأكبر في لبنان من حيث عدد السكان لازالت تحتفظ بصكوك الملكية لمنازلهم في فلسطين التي حملها أبائهم وأجدادهم كتأكيد على العودة الحتمية إلى الأرض التي هجروا منها. ولكن اللافت كان طائرة صغيرة صنعها أبو يوسف حمد قبل سنوات عدة واطلق عليها إسم طائرة "العودة" كتعبير عن تمسكه بحق العودة الى فلسطين ورفض التوطين رفعها على عامود كهرباء عند مدخل الشارع التحتاني للمخيم وجعل قبلتها ووجهتها الجنوب... نحو فلسطين

جمال الغربي - البناء

» مسيرة الحقوق المدنية والإجتماعية/ الإقتصادية
» في المخيمات الفلسطينية هواجس أبعد من الحقوق
» غزة بعيون الاخرين
» حي الشيخ جراح بعيون المتضامنين الأجانب
» الأردن: سحب الجنسيات وتعليمات شطب القيود المدنية وضعت في 'الثلاجة' بأمر ملكي