حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم

حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم
المصدر: مؤسسة القدس الدوليّة - بيروت

حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم 1

في مؤتمر صحفيٍّ متزامنٍ بين بيروت والخرطوم انطلقت اليوم الإثنين 19/7/2010 حملة عالميّةٌ لنصرة المسجد الأقصى المبارك تحت شعار "بادر...الأقصى في خطر"، والتي تُنظّمها مؤسّسة القدس الدوليّة والتحالف من أجل فلسطين ولجنة فلسطين في الكويت في الذكرى الـ41 لإحراق المسجد الأقصى المبارك.

وقد شارك في المؤتمر الصحفيّ مجموعةٌ من الشخصيّات والرموز الوطنيّة في كلٍّ من لبنان والسودان. في بداية المؤتمر رحّب سعادة الأستاذ أسعد هرموش عضو مجلس إدارة مؤسسة القدس الدوليّة والنائب السابق في البرلمان اللبنانيّ بالحضور داعيًا إلى المشاركة بفعاليّة في هذه الحملة من أجل نصرة المسجد الأقصى المبارك.

في البداية ألقى د.محمد أكرم العدلونيّ عضو مجلس الإدارة المنتدب في مؤسسة القدس الدوليّة بيان حملة أقصانا، والذي نبّه إلى الأخطار التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك كونه مركز الأطماع الصهيونيّة في القدس، والتي تشمل تغيير هويّته وكسر حصريّته الإسلاميّة، وتهديد بنيانه التاريخيّ.

وقد كشف العدلونيّ بعدها عن وجود 33 موقعًا للحفريّات أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، وذلك من خلال خارطةٍ تُوضّح امتداد الحفريّات من ضاحية سلوان في الجنوب وحتى المدرسة العمريّة شمالاً، وصولاً إلى باب الخليل في أقصى غرب بلدة القدس القديمة، وتتوزع هذه الحفريّات على جهات المسجد الثلاث إذ تقع 15 منها في جنوب المسجد، أمّا غرب المسجد فيوجد 16 موقعًا للحفريّات، فيما يوجد موقعان في شماله. وتقع 3 من مواقع الحفريّات الـ33 أسفل ساحات المسجد الأقصى نفسه وهذه المواقع هي حفريّات المصلّى المروانيّ في الجنوب وشبكة أنفاق الحائط الغربيّ في الغرب وحفريّات باب حطّة في الشمال. موضّحًا أن هذه المواقع ليست مجرّد أنفاقٍ متفرقة تُحفر لخلخلة أساسات المسجد الأقصى، وإنّما هي مزاراتٌ ومواقع سياحيّة تُشكّل مجتمعةً مدينةً يهوديّةً تاريخيّة متعددة المداخل.

حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم MAP-2010-M

وأوضح العدلونيّ أن انطلاق الحملة يأتي لمواجهة المخاطر التي تتهدّد المسجد الأقصى المبارك والتي تُنذر بتقسيمه بين المسلمين واليهود، وفي وجه حرب الاقتلاع التي يشنّها المحتلّ على أهل مدينتنا المقدّسة، وأمام مخطّطٍ يسعى لحسم مصير القدس "كعاصمةٍ يهوديّةٍ" عام 2020، وفي ظلّ صمتٍ وتجاهلٍ عربيٍّ وإسلاميّ يَترُكُ المقدسيين فريسةً سهلةً لمحتلٍّ قويّ مدعومٍ من أنصاره في كلّ مكان.

مؤكّدًا على الرسالة التي تسعى الحملة لتوصلها لكلّ الناس ومفادها أنّ المبادرة لحماية القدس والأقصى هي ملك أيدينا، وأنّ مجال المبادرة مفتوحٌ أمام الجميع، كلٌّ في مكانه ومجال عمله، وأنّه ما زال بأيدينا أن نقلب موازين كلّ ما هو قائم اليوم... لأنّ لنا في القدس أهلاً ما زالوا صامدين مرابطين قادرين إن نحن وقفنا إلى جانبهم على وقف هجمة المحتلّ على المدينة.

تحدّث بعدها دولة الرئيس سليم الحصّ رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق، مؤكّدًا على أهميّة قضيّة القدس ومركزيّتها بالنسبة للعرب والمسلمين، وعلى أنّ القدس ما زالت باقيةً بفضل صمود أهلها الأسطوريّ لكنّها تتعرّض اليوم لاستهدافٍ مركّز من الاحتلال لتهويدها وتشويه هويّتها ومعالمها التاريخيّة.

انتقد بعدها الرئيس الحصّ مشروع السلام العربيّ الذي يُركّز على أراضي عام 1967 وينسى ما كان قبلها بما في ذلك غربيّ القدس الذي استوطنه الصهاينة وهوّدوه منذ قيام دولتهم، ودعا العرب لرفض حلّ الدولتين، مناديًا بقيام دولةٍ واحدةٍ عاصمتها القدس كلّ القدس.
حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم 2

حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم 2

انتقل بعد ذلك المؤتمرّ الصحفيّ للخرطوم حيث ألقى سعادة الأستاذ قطبي المهدي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية في السودان كلمةً دعا فيها إلى التوحّد في نصرة القدس ونبذ كل الخلافات لمواجهة مشروع الاحتلال في المدينة، وإلى المبادرة في نصرة المدينة بكلّ ما نملك لأنّها ملك لكلّ العرب والمسلمين وهي مسؤوليّتهم جميعًا.

أكّد بعدها الإمام الصادق المهديّ نائب رئيس حزب الأمّة السودانيّ على ضرورة التوحّد في مواجه الاحتلال ومشاريعه في القدس، واصفًا عمليّة السلام والتفاوض بالخديعة التي وقع العرب والمسلمون ضحيّتها، ففيما كانوا يُفاوضون الاحتلال ويُقدّمون له التنازلات كان هو ماضيًا في مشروعه الاستيطانيّ وفي سيطرته على الأراضي وفي تهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها. ودعا المهدي العرب والمسلمين إلى التركيز على بناء قوّتهم الذاتيّة، ودعا الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم على برنامج المقاومة لا المفاوضات.

عادت بعد ذلك الكلمة إلى بيروت إلى معالي الأستاذ بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدوليّة الذي حذّر من الهجمةً التهويديّةً غير المسبوقة التي تستهدف أهل القدس، وحضارتها، وهويّتها العربيّة والإسلاميّة، وتراثها المسيحيّ والإسلاميّ. داعيًا إلى بذل أقصى الجهد لمواجهة محاولات الاحتلال لعزل القدس عن محيطها من خلال استهداف القيادات المقدسيّة كإبعاد نوّاب القدس عن مدينتهم، وسجن الشيخ رائد صلاح ومحاولة استهدافه شخصيًّا.

كما ناشد مرهج العرب والمسلمين والمسيحيين إلى تحمل مسؤوليتهم في حماية القدس الوضع الفلسطينيّ الحاليّ الذي يؤدي لتكبيل المقاومة وتقييد عملها، مشددًا على عدم جواز استخدام الانقسام الفلسطينيّ حجّةً للتخلّي عن المدينة. مطالبًا الفصائل الفلسطينيّة بأن لا تنشغل بخلافاتها عن القدس، وأن لا تتعاطى معها كوسيلةٍ للمزايدة وتسجيل النقاط على بعضها البعض.

ومن الخرطوم حيّا معالي الأستاذ عثمان البشير الكبّاشي وزير التوجيه والأوقاف في ولاية الخرطوم أهل القدس ودعا لجمع الجهود في نصرة القدس ودعمها بشكلٍ ماديٍّ ملموس ومفيد في كلّ المجالات وخاصّةً في مجالي التعليم والصحّة، وذلك لنتمكن من مواجهة المليارات التي يضخها الصهاينة وأعوانهم حول العالم في القدس كلّ عام، وُنمكّن المقدسيين من الصمود في مدينتهم. كما ناشد الكباشي السودانيين إطلاق مبادرةٍ لجعل جميع مساجد السودان صديقةً للمسجد الأقصى المبارك وإطلاق رابطة أئمةٍ ودعاةٍ لأجل القدس. وأوضح الكباشي كيف يعمل الاحتلال على جعل حياة المقدسيين لا تُطاق في القدس وفي محيط المسجد الأقصى لدفعهم للهجرة وترك المدينة مشددًا على أنّ مواجهة ذلك لا تكون إلا بتكثيف دعم المدينة وأهلها.
حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم 3

حملة أقصانا العالميّة تُطلق فعاليّاتها في مؤتمرٍ صحفيّ مشتركٍ بين بيروت والخرطوم 3

وفي بيروت شدّد د.طلال عتريسي مدير المركز الإقليمي للدراسات الاجتماعية والسياسية على الترابط الوثيق بين المسجد الأقصى ومدينة القدس، وبين القدس وقضيّة فلسطين، داعيًا إلى المبادرة لوضع استراتيجيّة عربيّةٍ وإسلاميّة تستند إلى المقاومة لمواجهة الاستراتيجيّة اليهوديّة الشاملة التي تسعى لتهويد القدس وتفتيت المنطقة وزرع الفتن فيها، مؤكّداً أن الرهان على المفاوضات لم يُحقق شيئًا للعرب والمسلمين، رغم طول أمده.

بدروه تحدث الأستاذ مضوي الترابي رئيس تجمع الأحزاب السودانيّة عن دور المجتمع المدنيّ في نصرة القدس، وذلك من خلال تقديم الدعم الماديّ والاستشاريّ والمعنويّ لأهلنا هناك من خلال استغلال الطاقات والمهارات في كلّ المجالات لرفد القدس بها، ومن خلال استخدام الوسائل والطرق المغلقة أمام السياسيّين لفتح آفاق المبادرة تجاه القدس، داعيًا لاستغلال الوقت الذي نعيشه والذي يشهد انحسار مشروع الاحتلال في المنطقة وتراجعه أمام قوى المقاومة ونشاط المجتمع المدنيّ العربيّ والإسلاميّ.

» شارك في حملة أقصانا "بادر ... الأقصى في خطر"‎
» إسرائيل تُطلق حملة في الأمم المتحدة لإسقاط صفة لاجئ عن أبناء وأحفاد المهجّرين الفلسطينيين
» بيروت يا بيروت! رشاد أبو شاور
» الدوايمة / لكي لا ننسى أقصانا أخبار الأقصى
» الدوايمة / لندافع عنك أقصانا وغزة وحاول ان لا تبكي بل راجع نفسك