حنين الزعبي: تمييز اسرائيل المستمر ضد فلسطينيي العام 48 قد يشعل نيران انتفاضة ثالثة

حنين الزعبي:
تمييز اسرائيل المستمر ضد فلسطينيي العام 48 قد يشعل نيران انتفاضة ثالثة

لندن – – قالت عضو البرلمان الاسرائيلي حنين الزعبي التي تعرضت للمضايقات داخل المجلس في اعقاب اشتراكها في رحلة اسطول الحرية لمساعدة أهالي غزة ان دولة اسرائيل تلعب بالنار.

ونقلت عنها صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان اسرائيل يمكن ان تشعل انتفاضة ثالثة اذا واصلت دفع المواطنين العرب الذين يبلغ عددهم فيها 1.2 مليون نسمة الى الزاوية.

وحذرت الزعبي، التي اتهمت بالخيانة لاشتراكها في رحلة قافلة الحرية الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي على القطاع بان اسرائيل تلعب بالنار وقالت: "لقد قبلنا بدولة ديموقراطية ليبرالية. وادلينا باصواتنا للكنيست. لكننا لسنا مجرد قضية جانبية، فنحن جوهر المشكلة باكملها. واذا لم تعترف اسرائيل بذلك، فان الاوضاع ستتدهور نحو انتفاضة ثالثة".

وقد رفضت اي تلميح الى ان فلسطينيي العام 1948 يؤيدون استخدام اساليب العنف.

وعلقت على قول احد قادة "حماس" ان من الممكن استخدام افراد الوسط العربي في اسرائيل خلال الاضطرابات المدنية كطابور خامس يقوم باعمال التخريب ضد دولة اسرائيل. وكان احد كبار القادة في الحركة وهو محمد عرمان قد ذكر في كتاب تم تهريبه من سجنه في اسرائيل ان دور المواطنين الفلسطينيين في اسرائيل سيكون "ارهاق المحتل وتعطيل اسلوب حياته اليومي وتدمير معنوياته".

وقالت الزعبي: "نحن لا نقبل ذلك. وانا لا احب حتى كلمة عنف. غير ان اسرائيل تريد منا ان ننتهك القانون، ولن نفعل ذلك. وانا لم اخالف اي قانون بوجودي على ظهر السفينة مافي مرمرة"، التي احتجزتها السلطات الاسرائيلية أثناء محاولة كسر الحصار على غزة.

ولدى عودتها الى اسرائيل بعد الاغارة على السفينة التركية ما ادى الى مقتل تسعة من النشيطين، واجهت الزعبي التي تمثل حزب التجمع الوطني الديموقراطي تهديدا بالقتل، كما واجهت اعمالا عدائية وكلمات نابية في قاعة الكنيست. وقد حرمت من ثلاث من الحصانات النيابية لكنها قالت "انا لم انتهك قط انظمة الكنيست. والنتيجة من وراء ذلك هي انهم يحاولون تغيير القانون لنزع الشرعية عني وعن ابناء شعبي".

وتقول الزعبي التي تخضع لحراسة مسلحة ان ما حدث لها ليس سوى دليل على حملة أوسع للاساءة الى ابناء طائفتها.

ويقول اتحاد حقوق انسان في اسرائيل ان 14 مشروع قانون تخضع للدراسة داخل البرلمان الاسرائيلي هي قوانين مخالفة للديمقراطية. وهذه تتراوح بين المطالبة بان يؤدي المواطنين العرب يمين الولاء لاسرائيل باعتبارها دولة يهودية وديمقراطية، وبين مشروع قانون يهدد بسجن او فرض عقوبات مالية على من يحيون ذكرى "النكبة" بالاحتجاج ومشروع قانون بتجريم كل من يبادر الى مقاطعة اسرائيل او يقاطعها.

ويبدو ان مشروعات القوانين هذه تمثل احدث مؤشر في حملة لاجبار الفلسطينيين الذين لم يفروا من اسرائيل لدى قيامها في العام 1948 للاختيار بين هويتهم ومواطنتهم.

وقالت الزعبي ان مفاهيم ابناء الوسط العربي الذين يمثلون خُمس سكان اسرائيل، تغيرت تحت هذه الضغوط من فئة تكافح من اجل الحصول على حقوقها المدنية الى فئة هي جزء لا ينفصم عن النضال الفلسطيني.وقالت: "انقضى اربعون عاما قبل ان نعترف لانفسنا باننا فلسطينيون. ومرت 15 سنة اخرى قبل ان ندرك ان مسيرة السلام التي بوشر بها بموجب اتفاق اوسلو كانت كارثية. اذ كان المخطط الصهيوني يهدف الى ترويض المواطنين العرب حفارين ومستخرجي مياه من الآبار. غير ان اسلوب العصا والجزرة فشل، ونشاهد اسرائيل الان تعد ذاتها للتخلي عن جانبها الليبرالي للسيطرة علينا. كنا في وقت ما سلبيين، ولكننا اصبحنا الان نشيطين في ما يتعلق بهويتنا الوطنية".

وفي العام 1999 ادلى اكثر من 90 في المائة من ابناء الوسط العربي لصالح زعيم حزب العمل ايهود باراك الذي كان سيبدأ محادثات مع ياسر عرفات حول قيام الدولتين.

وفي رايها ان 89 في المائة سيصوتون لدولة "لجميع مواطنيها"، وهي الصيغة التي يستخدمها حزب التجمع الوطني الديموقراطي لدولة علمانية ثنائية القومية. ولا يزال حزبها يدعم رسميا حل الدولتين. الا ان الزعبي اعربت عن شكوكها في ان يتمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من التفاوض على دولة ايا كانت مع اسرائيل "اكبر من سلطة محلية". وقالت: "نحن لم نهاجر الى اسرائيل. بل ان اسرائيل هي التي هاجرت الينا. فنحن شعب اصيل في ارض يجري طردنا منها تدريجيا".

» الكنيست يسعى لمعاقبة حنين الزعبي
» محللون فلسطينيون يرون مؤشرات الى انتفاضة ثالثة "مدنية ومعولمة"
» اسرائيل تكرر اسلوب اختطاف فانون العام 1986 من جديد هذا العام
» سيناريو حرب اسرائيلية-لبنانية ثالثة كما يتصورها محلل اسرائيلي
» افحص قدرتك على تمييز الالوان