وَعْدُ أوباما وَوَعيدُهُ

وَعْدُ أوباما وَوَعيدُهُ
الكاتب : خيري منصور

ما سرّبته الصحافة العبرية من نصائح المبعوث الأمريكي ميتشل لمحمود عباس للإسراع في مفاوضات مباشرة، يعيدنا على الفور إلى تلك المعادلة الجائرة، والتي تتلخص في أن القليل خير من العدم، خصوصاً عندما أضاف ميتشل إلى مواعظه أن الرئيس الأمريكي أوباما يشترط المفاوضات المباشرة كي يفعل المتوقع منه، ولا ندري ما هو المتوقع فلسطينياً من الرئيس أوباما؟ هل هو الضغط على نتنياهو وباراك وليبرمان كي تنهض السلحفاة المقلوبة على ظهرها وتواصل سعيها البطيء؟ أم أن هناك توقعات من تل أبيب فضل السيد ميتشل التكتم عليها؟
إن هذا المنطق التحذيري والمشحون بالوعيد، طالما كان ورقة ضغط أمريكية في مختلف الإدارات لاعتصار آخر قطرة من الفلسطينيين، فهم كما يوحي الوعيد يخيرون بين البقاء حيث هم، وبين التراجع خطوات أخرى من خلال مفاوضات لا تهدف إلى أكثر من التحريك أو قذف عدد من الحجارة في مستنقع، إن المبعوث الأمريكي بنصائحه يذكرنا بما كنا نسمعه دائماً عن التسابق الماراثوني مع الزمن، وكأن التاريخ سوف ينتهي غداً أو بعد غد، وحقيقة الأمر أن هناك إستراتيجية ترهيب أمريكية إزاء العرب بشكل عام، فهي ما أن تريد اعتصار أو ابتزاز طرف ما حتى تذكره بأن ما تبقى من الزمن هو ربع ساعة فقط، وعليه أن يسرع قبل أن تضيع الفرصة الأخيرة، وحكاية الفرص هذه تسببت مراراً في خسائر عربية فادحة لأن من يصدق بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، عليه أن يقبل بالحمى لأنها خير من الموت، وإذا قبل الفلسطينيون بنصائح السيد ميتشل وبدأوا مفاوضات مباشرة بدءاً من شروط نتنياهو، فإن القادم هو الأسوأ بالتأكيد، وإذا كانت السيناريوهات تُصنف عادة بأنها سيئ وأسوأ، وأكثر سوءاً، فإن قبول السلطة الفلسطينية بالتفاوض المباشر دون أن يغير نتنياهو فاصلة واحدة من موقفه الراديكالي إزاء القدس والإستيطان، هو بمثابة إقرار بالأمر الواقع، وهذا بحد ذاته انتحار سياسي، ولا نظن أن هناك عاقلاً في العالم ينتحر كي ينجو من الموت.
ولا ندري لماذا تضاف ورقة توت أخرى إلى موقف الرئيس أوباما العاري من مبعوثه ميتشل، بعد أن اتضح عجز الرئيس الواعد بالتغيير في أكثر من قضية ساخنة، إن المسألة الآن أعقد من الحفاظ على ماء الوجه، أو ما تبقى منه لدى رؤساء وساسة وجنرالات، فالشعب الفلسطيني يدرك بأن سيل الدم لم يبلغ الزّبى فقط، بل تجاوزها، وما كان يسمى حصاراً، أصبح الآن إبادة جماعية، أما جرعات التخدير الأمريكية فقد أصبحت عاجزة هي الأخرى عن تأجيل انتفاضات توفرت لها كل المبررات والحاضنات.
وأمام الفلسطينيين خيار ثالث محذوف من كل المعادلات، ومن خطاب المبعوثين والوسطاء هو الخروج من مدار القليل أو العدم، والتشبث بالحقوق التي يجري هدرها علناً.
أما إذا كان المقصود بهذا الوعيد الناعم من السيد ميتشل هو تقديم مسوغات للسلطة الفلسطينية كي تشرع في التفاوض المباشر بشروط نتنياهو، فتلك مسألة أخرى.

يدور فينا الزمان تارة نتقلب على صفحاته لنكتب تاريخ جديد

وتدور الطاحونة للمفاوضات مباشرة او غير مباشرة

ويبقى الوطن في نفوس ابنائه وطن لا يتجزأ ولا ينتظر مساومات

ولا الضغط العربأمريكي

ولكن له قوة عظمى في تغيير خارطة المفاوضات

ما هو المطلوب من الشعب الفلسطيني

الموافقة على حدود 1967 فقط

التنازل عن أراضي48

بالبيع او التنازل او التخاذل او التساقط

لا للاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين

لا حقوق لهم ولا مقومات انسانية

الخضوع للأمر الواقع بزيادة الاستيطان

الموافقة رسميا على تهويد القدس

وهو ما يحصل الآن

فأي مخططات تسير الآن

وما هو مطلوب من هذا الشعب

ملايين التواقيع للتنازل

وكل واحد عند بيته وخلاص

وحقوق الملايين في ذمة من تكون

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ابو جهاد / منتدى الدوايمة

» أوباما لا تخطئ
» مضمون رسالة أوباما لعباس
» سفينة (أوباما) وأمواج (اللوبيات) المتلاطمة
» في كواليس سياسة أوباما نحو العرب وإسرائيل
» سنة أوباما الأولى.. بين الخُطب الرنّانة والحقيقة الصعبة