الانتفاضة كما يراها قادتها الاسير التاج

الانتفاضة كما يراها قادتها الاسير التاج :
الانتفاضة لم تفشل ولكن ياسرنا الانقسام بشكل اخر اصعب من الاسر
الثلاثاء أكتوبر 5 2010

الانتفاضة كما يراها قادتها الاسير التاج 1286209977638521000

الاسير محمد التاج

جنين – الانتفاضة كما يراها قادتها الاسير التاج Alqudslogo2

من علي سمودي - سبع سنوات على اعتقاله وقبلها ثلاثة سنوات امضاها مطاردا ، ولا تختلف الصورة في ذكرى انطلاقة "الانتفاضة" لانه لازال يعيش نفس محطات العذاب والملاحقة خلف القضبان ، ومن منفى "ريمون" الى "النقب" الصحراوي يستقبل والاسرى الذكرى العاشرة لانطلاقة انتفاضة كان من قادتها واليوم احد اسراها ويعتبرعميد اسرى "جبهة التحرير الفلسطينية" ، انه الاسيرمحمد التاج الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 18 عاما ، الذي يؤكد " في الذكرى ان الشعب الفلسطيني قادرعلى العطاء والبذل والتضحية ، فقبل مجزرة مخيم جنين كانت صبرا وشاتيلا ، وقبية وكفرقاسم ونحالين ، وتل الزعتر واحراش جرش، وبينهما مجازررفح وقانا و لا زالت المجزرة مستمرة باشكال متعددة لن تنتهي بحصارغزة وتهويد القدس وبناء الجدار وتعزيز الاستيطان و كل اشكال الذبح السياسي والعسكري ، فقد قصفوا شعبنابالقنابل الفراغية والعنقودية والانشطارية وغيرها وغير ها ،ولكن في كل مرة ينهض اكثرقوة وعزيمة واصرار على التمسك براية الشهداء و بحقه واهدافه وايمانا بانه الاقدرعلى صنع الانتصار وفجر الحرية القادم رغم الالام والاحزان وظلمات تفرض علينامن المحتل وفي الجزء الاكثر قساوة من تفاصيل الحالة الفلسطينية الانقسام الذي يؤرقنا ويؤلمنا ويجب ان ننهيه فورا ، لنضع القطار الفلسطيني على سكته الصحيحة نحو حلم ضحينا بكل شيء من اجل اكتماله ولن نسمح لاحد بحرماننا منه ".

حلم لن يموت

هو الحلم الذي كرس حياته لاجله التاج الذي يبلغ من العمر اليوم( 43 )عاما ككل شاب فلسطيني عاش معاناة الاحتلال وعذابات شعبه ، فانخرط في مسيرة النضال الفلسطيني في مرحلة مبكرة من عمره على مقاعد الدراسة في مسقط راسه مدينة طوباس ، ويقول" رغم صغر سننا كنا ندرك حقيقة القضية وحملناها في قلوبنا واصبحت فلسطين حياتنا ولا حلم لنا سوى حريتها مهما كان العقاب والثمن فلا اجمل من التضحية في سبيل الوطن وهذا الشعب العظيم الذي اراه في وجه وعيون والدتي التي كانت تتغلب على خوفها على حياتي ومستقبلي من الاحتلال بالدعاء لي ولكل شباب فلسطين ، فتلك الدعوات كان علينا ان نحققها ولن نخذل امهاتنا الصابرات ، وندعوا الله ان يمكننا من تعويضهن عن اللحظات القاسبة الرهيبة التي فرضها الاحتلال عليهن جراء استهداف ابناءهن الذين امنوا بعدالة القضية وبواجب التضحية في سبيل اهدافها والوفاء لدماء الشهداء، وانا ابشر امي من سجني وكل ام فلسطينية بلسان كل اسرى فلسطين لن يموت الحلم رغم اشتداد الالم فنحن وفجر الحرية والنصر على ميعاد ".

امي والوطن

لم تكن تلك الكلمات مجرد شعارات لشاب امتلك بعضا من الفكر والفلسفة والبلاغة ، بل كانت تجسيد لوعي وتعبير عن قناعة وعنوان لامل يقول التاج " بالثورة والقضية والارض والانسان ، فقد نشات وترعرعت في احضان جبهة التحرير الفلسطينية وشاركت في تاسيس نواتها الطلابية والتنظيمية ، ورغم ذلك تميزت مرحلتنا النضالية عبر الانتفاضتين وقبلهما بالعمل الوطني الوحدوي المشترك ، كنا جميعا نناضل وننتفض ونقاوم بكوفية وعلم واحد لاننا اصحاب رسالة واحدة ، لذلك لم نهاب الاحتلال وسجونه التي تنقلت بينها لمرات عديدة في الانتفاضة الاولى ، وفي كل مرة بعد الخروج من تلك المعتقلات التي تحولت بارادة الاسرى ونضالهم لجامعات تخرج المناضلين ، كنت اخرج اكثر قوة وايمانا وقناعة بالقضية وتمسكا بحلم لن تنتزعه اقبية التحقيق وعذابات السجون وبدعوات امي التي لم تتوقف وهي ترافقني لتزرع في قلبي حنينا مستمرا للوطن ، فلا حرية لامي ولا فرحة ولا حياة ما دام الوطن سليبا ". ويقول التاج ، "فشل الاحتلال دوما في تفريغ الفلسطيني من محتواه الوطني والنضالي سواء بالقتل او النفي او الاعتقال وبفضل الايمان النابض لكل فلسطيني بوطنه وقضيته تحولت السجون لمراكز اشعاع نضالي وابداع فكري ووطني احبط كل اهداف الاعتقال ، وهذا يعتبر اهم انجازات الحركة الاسيرة التي خلقت اجيالا من الشباب الفلسطيني الذي لم يتاخر عن تلبية الواجب عندما اندلعت انتفاضته الثانية ".

انتفاضة الاقصى

في مثل هذه الايام ، وبعد اشهر فقط من انطلاقة الانتفاضة الثانية اصبح التاج مطلوبا لقوات الاحتلال التي سعت مرارا وتكرارا لاغتياله فنجا من عدة محاولات اغتيال ، ويقول: قد "تكون زيارة شارون السبب في الانفجار ولكن كل الاوضاع التي خلقتها سياسات الاحتلال قبل ذلك كانت مقدمة للانفجار ، فرغم ان شعبنا وقيادته التزموا بالسلام والاتفاقات فان اسرائيل سعت لنسفها واجهاضها ، ولان الكرامة والحرية اغلى ما نملك كان لا بد من الدفاع عن حقنا ومشروعنا الوطني ، وكانت صرخة حرية واسعة تفجرت من الاقصى وامتدت لكل ارضنا بمشاركة جميع ابناء شعبنا لتؤكد اننا لن نتخلى عن الحلم والامل والهدف" ، ويضيف " مع تصاعد وتيرة الانتفاضة بدات قوات الاحتلال باستخدام كل السبل للقضاء عليها ، فشرعت في استهداف القيادة الميدانية والسياسية ، وتعرض المئات من القيادات الشابة للمطاردة واصبحنا مطلوبين للتصفية قبل السجن ، ورغم ذلك عجز الاحتلال وتسابق شعبنا في ملحمة الحرية ، كانت منازلنا تتعرض للدهم والتخريب وعائلتنا تواجه العقاب والانتقام ولكن كان القرار الموحد برفض اجراءات وسياسة الاحتلال مهما كان الثمن رغم الاغتيالات التي لم تستنثي حتى القيادات السياسية فكل فلسطيني اصبح هدف" .

وقال التاج : في "مثل هذه الايام خلال العامين الثاني والثالث من الانتفاضة كنت اعيش مطاردا حرمت من والدتي ونصبت لي الكمائن كغيري من المناضلين الذين عاشوا في الجبال في برد الشتاء القارص ، احيانا كنا نمضي ايام دون طعام او شراب او نوم ، واحيانا نعيش المرض ولا نجد حبة دواء ، وفي كثير من الاحيان كنا نواجه الموت في كل خطوة ، ولكن رغم كل ذلك لم نحيد عن الطريق ، ولم نتخلى عن الانتفاضة ولم نتراجع تحت القصف وفي ظل الموت لاننا كنا نؤمن بقضيتنا وبحقنا المشروع في حماية برنامج منظمة التحرير التي قدمت للعالم رسالة سلام اكدت اننا نريد العدالة والحرية والسلام ولكن الاحتلال يريد الارض وشطب وجودنا وهذا ما لن يتحقق مهما كانت حجم المعاناة والالام ".

بعد 10 سنوات

وتعددت صور الالام التي عايشها التاج بين معاناة الملاحقة وخوف الام وهلعها وملاحقة لا تتوقف حتى بعد اعتقاله في 20-11-2003 في عملية خاصة للاحتلال الذي استمر في استهدافه بالتحقيق حتى حوكم بالسجن 18 عاما ثم بالعقاب عزلا ونقلا من سجن لاخر ، ويقول : قد "اكون عشت اصعب عشر سنوات في عمري تشكل سنوات انتفاضة الاقصى ، ولكن رغم الحكم القاسي والامراض التي اصبت بها بعد اعتقالي والتي تؤدي لتدهور حالتي الصحية ، ورغم حرماني من العلاج ولكن الاصعب من لحظات حبس الانفاس في ذلك الجبل عندما كان الاحتلال يحاصرنا ومن عذاب التحقيق وقساوة الحكم استمرار الانقسام ، لذلك في ذكرى الانطلاقة المجيدة نستصرخ الجميع بضرورة الحفاظ على انجازاتها واهمها استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الداخلي واستثمار فرصة اللقاء الاخير بين الاخوة في دمشق وتوقيع حركة (حماس) على مشروع المصالحة الوطنية المعروف بالورقة المصرية، وبناء استراتيجية وطنية شاملة في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة التي تواجه المشروع الوطني "، ومن السجن قال التاج "نناشد كاسرى كافة الفصائل التحرك اليوم ونحن نحيي ذكرى الانتفاضة ليس بالشعارات فلا نريد مهرجانات او خطابات بل عمل لحشد كافة الطاقات في مواجهة مخططات الاحتلال وعدم تغليب المصالح الفصائلية التي من شأنها ان تزيد من الواقع المأزوم الذي يحتاج الى عوامل الوحدة ووحدة الكلمة والصف. لان حكومة الاستيطان والتطرف الاسرائيلي غير آبهة بقرارات الشرعية الدولية وتطلعات المجتمع الدولي الذي يسعى الى انجاح المفاوضات والوصول الى تسوية عادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه وبناء دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وذلك من خلال استئناف البناء الاستيطاني بشكل استعراضي واستفزازي الذي لم يتوقف اصلا كما تزعم حكومة نتنياهو، الامر الذي يجعل من الحديث عن مفاوضات مباشرة في ظل التغول الاستيطاني والعدوان والحصار تشريعا لسياسة الامر الواقع تسعى من خلاله حكومة الاحتلال كسب المزيد من الوقت لفرضه على الجميع". واضاف "لابد من بلورة موقف وطني فلسطيني موحد تجاه القضايا المصيرية والتوقف عن حرب الشعارات والكراسي والمناصب ، فلا جدوى للمقاومة دون وحدة ولا قيمة للمفاوضات دون وحدة" .

وقال التاج ، "نحن قناعة ان الانتفاضة لم ولن تفشل رغم واقعنا الماساوي ، واذكر الجميع ان كل اسير يدفع ثمن ماساة الانقسام ، واليوم مع اشتداد الهجمة لادارة السجون بحقنا ، ومع دموع ومعاناة امهاتنا الصابرات لا نفكر باوضاعنا بل ياسرنا الانقسام بشكل اخر اصعب من الاسر ، فاوقفوه فلا زال امامنا الكثير وفي المقدمة ان نبيض السجون ونلتقي احبتنا بلا سجن وسجان وقيود ، فامنيتي وكل الاسرى ان نمسح دموع امهاتنا وعناقهن".

» الاسير التاج يخوض اضرابا عن الطعام
» خربشات من الانتفاضة
» عنب المقاومة وحصرم الانتفاضة
» الانتفاضة في الادب الفلسطيني
» المرأة تراها بلون والرجل يراها بلون آخر