هل يلقي احمدي نجاد حجراً على اسرائيل من الجنوب اللبناني

هل يلقي احمدي نجاد حجراً على اسرائيل
من الجنوب اللبناني بعد مقاومة بيروت ضغوطاً غربية لالغاء زيارته؟

الخميس أكتوبر 7 2010

ملصق للرئيس الايراني نجاد في ضاحية بيروت

لندن، بيروت – – يبدو ان لبنان عقد العزم على استقبال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ليقوم بزيارة مثيرة للجدل الى منطقة الحدود بين لبنان واسرائيل الاسبوع المقبل ذكرت انباء انه سيلقي خلالها حجراً على اسرائيل في لفتة عداء رمزية. وافاد مصدر في حزب الله الخميس ان الرئيس الايراني محمد احمدي نجاد سيحضر احتفالا شعبيا في الضاحية الجنوبية لبيروت خلال زيارته للبنان الاسبوع المقبل، من المتوقع ان يشارك فيه ايضا الامين العام للحزب حسن نصر الله.

وقال المصدر "ننظم احتفالا شعبيا على شرف الرئيس محمود احمدي نجاد الاربعاء المقبل في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، ومن المتوقع ان يشارك فيه السيد حسن نصر الله" الذي يطل عادة خلال التجمعات الشعبية من خلال شاشة عملاقة، لاسباب امنية تلت نزاع العام 2006 بين حزب الله واسرائيل.

ويتسع ملعب الراية والشوارع المتاخمة له لحوالى اربعين الف شخص.

وكتب محرر شؤون الشرق الاوسط في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ايان بلاك اليوم الخميس ان الولايات المتحدة تقود جهوداً دبلوماسية لاقناع حكومة بيروت بان وجود احمدي نجاد في معاقل حزب الله اللبناني في جنوب لبنان سيشكل خطراً امنياً يمكن ان يستفز عنفاً خطيراً. لكن دبلوماسيين يقولون ان الدلائل تشير الى ان الزيارة ستتم.

وكثيراً ما يحمل الرئيس الايراني على اسرائيل ويصفها بانها كيان غير شرعي ويشكك في حقيقة المحرقة النازية ضد اليهود. وتشعر اسرائيل من جانبها بقلق من برنامج ايران للطاقة النووية مدعيةً انه يرمي الى انتاج اسلحة نووية تتحدى ترسانتها النووية غير المعلنة.

ويشير برنامج زيارة احمدي نجاد الرسمية الاولى للبنان الى ان من المقرر ان يتوجه خلالها الى قانا حيث سيضع اكليل ورود على اضرحة اللبنانيين الذين سقطوا هناك ضحايا لقصف من القوات الاسرائيلية. ومن الاماكن الاخرى المنتظر ان يزورها الرئيس الايراني بلدة بنت جبيل التي كانت مسرحاً لقتال ضار بين حزب الله واسرائيل في حرب 2006.

وقد ظهرت ملصقات ولافتات ترحيب بالرئيس الايراني بالعربية والفارسية في المنطقة وسط انباء مفادها ان احمدي نجاد الذي سيرافقه وفد من رجال الاعمال سيجلب استثمارات وتمويلاً للتنقيب عن النفط وعرضاً مثيراً للجدل لبيع الجيش اللبناني اسلحة.

ورفض مسؤولون في السفارة الايرانية في بيروت تأكيد تفاصيل فقرات زيارة احمدي نجاد لمنطقة جنوب لبنان ولكن يقال ان حزب الله يحشد انصاراً للترحيب بالرئيس الايراني كبطل من ابطال المقاومة.

وحذر حزب الله الذي تدعمه ايران بان الولايات المتحدة واسرائيل ليس لهما حق في معارضة الزيارة التي وصفتها قناته التلفزيونية، "المنار"، بانها "قنبلة غير تقليدية في وجه الاعداء اينما كانوا".

وكانت احتجاجات على الزيارة قد ارسلت الى الحكومة اللبنانية من الولايات المتحدة وفرنسا والامم المتحدة. وتعتقد بريطانيا بان مناشدة مباشرة تطلب الغاء الزيارة الى منطقة الحدود سيكون لها اثر عكسي بالنظر الى انها قد تعتبر اانتقاصاً من السيادة اللبنانية. لكن بريطانيا وحكومات دول غربية اخرى حضت على التزام الحذر في منطقة قابلة للاشتعال الى حد كبير.

وأثارت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون القضية مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في الأمم المتحدة بنيويورك الأسبوع الماضي. ويشدد المسؤولون الأميركيون على أن إيران تقوض من استقلالية لبنان عبر دعمها لـ"حزب الله". وقد رفضت المنظمة الشيعية ان تسلم للجيش اللبناني اسلحتها التي تتلقى معظمها من إيران، كما تصنفها الولايات المتحدة في عداد المنظمات "الإرهابية".

وتطالب إسرائيل بإلغاء الزيارة لكونها تقوض الاستقرار الإقليمي وتعزز الارتباط بين إيران وسوريا وحزب الله.

وأشارت صحيفة "النهار" اللبنانية الواسعة الاطلاع الى أن زيارة أحمدي نجاد ستمضي قدما رغم الاعتراضات. لكن المراقبين في بيروت قالوا أن أحد الاحتمالات هو أنه سيزور مشاريع إعادة الإعمار الممولة إيرانيا من دون أن يذهب إلى الحدود الاسرائيلية من أجل رمي الحجر – وذلك لأسباب أمنية واضحة. واكد وزير خارجية إيران منوشهر متكي يوم الثلاثاء أن من الطبيعي أن يزور الرئيس هذه المشاريع.

ويفترض أن يلتقي أحمدي نجاد الرئيس سليمان، ورئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقياديي "حزب الله".

وهاجم داعمو تكتل 14 آذار (مارس) الزيارة معتبرين اياها مسعى لتسليط الضوء على قدرة إيران على إزعاج جهود السلام الدولية. ويخشى هذا التكتل الذي يرأسه الحريري من مناورات لـ"حزب الله" حول المحكمة التي تحقق في اغتيال والده رفيق عام 2005.

ويقول مسؤولون إسرائيليون انهم يخشون من ان الزيارة ستتم ويقومون بتعزيز أمن الحدود في اعقاب اشتباك مسلح في آب (أغسطس) الماضي اسفر عن 5 قتلى. واقترح الوف بين، وهو كاتب ليبرالي في صحيفة "هآرتس" يحظى باحترام كبير، اختطاف أحمدي نجاد ومحاكمته في إسرائيل بتهمة التحريض على القتل وانكار المحرقة.

» الامن اللبناني يلقي القبض على عميل لاسرائيل في منصب حساس في احد اكبر المصارف في بيروت
» نجاد: ولى عهد التخويف والاكراه
» نتنياهو يرسخ عنصرية اسرائيل بقراره تعديل قانون الجنسية ليتضمن يمين الولاء لـ"اسرائيل يهودية وديموقراطية"
» نجاد في بنت جبيل على بعد مرمى حجر من إسرائيل
» نجاد: إسرائيل أصغر من مهاجمة إيران