اعتداءات المستوطنين على المساجد تحركها العقائد التلمودية ويدعمها المستوى السياسي والديني الرسمي في إسرائيل

اعتداءات المستوطنين على المساجد تحركها العقائد التلمودية

ويدعمها المستوى السياسي والديني الرسمي في إسرائيل

الأثنين أكتوبر 11 2010

اعتداءات المستوطنين على المساجد تحركها العقائد التلمودية ويدعمها المستوى السياسي والديني الرسمي في إسرائيل MOSQUE11102010

المستوطنون يصعدون في هجماتهم

غزة – اعتداءات المستوطنين على المساجد تحركها العقائد التلمودية ويدعمها المستوى السياسي والديني الرسمي في إسرائيل Alqudslogo2

اعتداءات المستوطنين على المساجد تحركها العقائد التلمودية ويدعمها المستوى السياسي والديني الرسمي في إسرائيل Alqudslogo2

من محمد الأسطل - يتزامن طرح الحكومة الاسرائيلية قانونها العنصري المعروف باسم "قانون الولاء" الذي اغضب حتى وزير العمل والرفاه الاسرائيلي الحالي يتسحاق هيرتسوغ فوصفه بانه ظلامي ويتجه باسرائيل نحو الفاشية، مع تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين اليهود على المساجد في الضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة. وقد اثارت هذه الاعتداءات تساؤلات حول الجهات التي تقف وراء أعمال العنف هذه وتدعمها، إضافة إلى طبيعة التأييد الرسمي على المستويين الديني والسياسي للقيام بمثل هذه الاعتداءات.

واعتبر أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في الجامعة الإسلامية في غزة الدكتور صالح الرقب قيام المستوطنين اليهود بالاعتداءات على المقدسات الإسلامية جزءاً من عقائدهم التوراتية والتلمودية التي يتعلمونها في مدارسهم الدينية وثقافتهم العامة، لافتاً إلى أن هذه الاعتداءات لم تكن وليدة المرحلة الحالية لكن "اليهود دأبوا على القيام بهذا الإجراء لأنهم أشد عداوة للذين آمنوا".

وقال: "عداوة المساجد أصيلة لديهم، إذ يعلمون جيداً أنها تخرج الأجيال الإسلامية التي ستحاربهم، وبالتالي فهم يحاربون الصحوة الإسلامية والعقيدة. انهم منزعجون حتى من رفع الآذان في المساجد القريبة من المستوطنات".

ورصدت مؤسسة "التضامن الدولي لحقوق الإنسان" ارتفاعاً في عدد الاعتداءات واستهداف المساجد الإسلامية في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني على أيدي جنود الاحتلال والمستوطنين خلال العام الحالي مقارنة بالعام السابق.

وقالت في بيان صحافي أنها أحصت منذ بداية عام 2010 نحو 18 اعتداء طالت المساجد فقط ما بين حرق وهدم وكتابة عبارات عنصرية على جدرانها، وهو ارتفاع ملموس إذا ما قُورن بعام 2009، إذ بلغ عدد الاعتداءات نحو 14 اعتداء.

من جانبه أكد محلل الشؤون الإسرائيلية إسماعيل مهرة وجود جهات منظمة عبارة عن مؤسسات وجمعيات تدعم وترعى هذه الأنشطة ضد الفلسطينيين، خصوصاً في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية التي وصفها بـ"حكومة المستوطنين"، معتبراً أن ما يحدث ممنهج ومدعوم من أعلى المستويات السياسية والدينية في الدولة العبرية.

وأرجع هذه الاعتداءات إلى المصالح الاستيطانية التي يقوم عليها المشروع الصهيوني من إرهاب الفلسطينيين والضغط عليهم حتى يضطروا إلى الرحيل ومن ثم الاستيلاء على أراضيهم في ما بعد، لافتاً إلى دور العقيدة اليهودية التي يعتنقها المستوطنون وقادتهم والتي تقلل من شأن الآخر وعقيدته، بل تعتبر أن الاعتداء على الفلسطينيين أمر مباح ويتقرب به إلى الله عز وجل.

وأشار مهرة إلى الكراهية الدينية والسياسية للفلسطينيين من قبل المستوطنين والمجتمع اليهودي، خصوصاً في ظل العبارات البذيئة التي يطلقها الحاخامات والثقافة الدينية التي يبثونها بين الشباب اليهودي ضد الفلسطينيين والعرب، مؤكداً أن الأمر وصل إلى حد وجود أحزاب سياسية استيطانية تدعم هذه الاعتداءات على المساجد.

وقال: "المستوطنون في حالة انفلات كامل من كافة المعايير، فرئاسة الوزراء الإسرائيلية محاطة من كل جانب بوزراء يؤيدون هذا الانفلات".

وفي السياق ذاته أوضح رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي الدكتور أحمد أبو حلبية أن هذه الاعتداءات قديمة حتى قبل قيام اسرائيل التي دمرت واستولت على 250 مسجداً وحولتها إلى خمارات ومتاحف ومرابط للخيول، مؤكداً أن هذه الاعتداءات لا تقتصر على المستوطنين لكن الحكومات الصهيونية المتتالية تمارسه بأساليب متعددة.

وأكد أن دولة الاحتلال بكافة مكوناتها لديها هدف استراتيجي في الاعتداء وهدم المقدسات والآثار الإسلامية، خصوصاً في ما يتعلق بالمساجد والمقابر، مشيراً إلى سعيهم الدائم في تحويل هذه الاعتداءات إلى أمر واقع يسلم به الفلسطينيين.

وبين أبو حلبية أن هناك جمعيات استيطانية يهودية تدعم بقوة القيام بالاعتداء على كل ما هو فلسطيني والمساجد في مقدمتها، خصوصاً في ظل موافقة الشرطة والجيش الصهيوني على ذلك، لافتا إلى أن الجهات الرسمية في إسرائيل تقوم هي بهدم المقدسات وتمثل احدث مظهر لهذه السياسة في تجريف قبور في مقبرة مأمن الله في القدس المحتلة.

وفي خصوص الأهداف من وراء الاعتداءات، قال: "طمس المعالم الإسلامية وتزييفها والاستيلاء عليها لإثبات أي وجود لهم في فلسطين".

وأكد أبو حلبية أن منظمة الـ"يونيسكو" متواطئة مع إسرائيل في هذه الاعتداءات خصوصاً لجنة التراث، التي سمحت لإسرائيل بتسجيل آثار كانت إسلامية بأسماء يهودية، إضافة إلى سماحها بإقامة جسر في تل المغاربة، لافتاً إلى خطورة الخطوات الإسرائيلية المتصاعدة ضد المقدسات الإسلامية.

ودعا إلى مواجهة الاعتداء على المقدسات من خلال تفعيل البعد القانوني على مختلف المستويات وفق خطة علمية وليس مجرد ردود أفعال، لافتاً إلى أهمية الإعلام في كشف هذه الاعتداءات التي ترتقي إلى جرائم الحرب.

الجدير بالذكر أن آخر هذه الاعتداءات كانت ضد مسجد الأنبياء في بلدة بيت فجار قرب بيت لحم، إذ تعرض فرش المسجد وعدد من المصاحف إلى الحرق من قبل المستوطنين.

» النص الرسمي لخطة "خارطة الطريق" 30/4/2003
» كفى صمتاً <<بالصور>> اعتداءات الصهاينة على مقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد الأقصى
» المرأة المقدسية...إستهداف مباشر في مواجهة اعتداءات الاحتلال
» تهويد المساجد.. جزء من معركة طمس الذاكرة الفلسطينية (تقرير)
» سلوان: الطفولة وإرادة الحياة الفلسطينية في مواجهة اعتداءات الاحتلال