مشهد قتل «الدرة».. حقيقة لا «فبركة»!

مشهد قتل «الدرة».. حقيقة لا «فبركة»!

غزة ـ أدهم الشريف

مشهد قتل «الدرة».. حقيقة لا «فبركة»! Dora

في الثلاثين من سبتمبر(أيلول) لعام 2000، جنود إسرائيليون «مجرمون» بكل ما تحمله الكلمة من معنى أطلقوا وابلاً من زخات الرصاص على الطفل محمد الدرة ووالده جمال اللذين لم يكونا قد ارتكبا ذبناً سوى أنهم عابرو طريق.
«مات الولد.. إسعاف.. مات الولد».. تلك هي عبارات الاستنجاد التي أطلقها والد الطفل الشهيد محمد الدرة محاولاً لفت الانتباه لنجله، ذاك الذي احتمى ووالده خلف كتلة أسمنتية، والتي قوبلت بالمزيد من الطلقات وقنابل الغاز.
عمَّت الفرحة لدى الكيان العبري، وساد الغضب والحنق ليس في الأوساط الفلسطينية فحسب بل في الأوساط العربية والدولية، وتصاعدت وتيرة الأحداث في فلسطين على نحو غير اعتيادي إلى أن وصلت درجة الغليان بعد أن شوهد الطفل وهو يقتل بدمٍ بارد.
لكن الأمر المفاجئ في حدث قتل الطفل محمد الدرة هو أن تأتي الشهادة من قلب المكان عبر عدسة مصور التلفزيون الوطني الفرنسي ـ القناة الثانية ـ طلال أبو رحمة، والذي التقط ببؤرة عدسته مشهداً لمدة 6 دقائق أثار حفيظة العالم تجاه (إسرائيل)، وأصبح الشهيد الدرة فيما بعد أحد أعلام الشهداء الفلسطينيين منذ 30 (سبتمبر) 2000.
وتحاول دولة الاحتلال طمس تورط جنودها في قتل الشهيد الدرة عبر اختلاق اتهامات للمقاومة الفلسطينية بقتل الشهيد الدرة.
وكان ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نشر، أول من أمس، وثيقة رسمية زعمت أن الرصاص الذي قتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة أطلق من جهة مجهولة، لم تكن نفس الجهة التي وقف فيها الجنود الإسرائيليون.
المصور التلفزيوني أبو رحمة أكد لـ«فلسطين» أن الوثيقة التي صدرت عن مكتب نتنياهو ونشرت عبر مواقع المستوطنين اليهود لم تأت بجديد سوى محاولة لتحويل قضية الطفل الدرة من عسكرية إلى دينية.
وكان أبو رحمة يقابل بعدسته في موقع الحدث الطفل ووالده اللذين حاولا الاحتماء بالكتلة الأسمنتية من زخات الرصاص التي انطلقت من خلف المصور باتجاه الطفل ووالده والصحفيين الفلسطينيين والأجانب.
وخلف المصور كانت مستوطنة «نيتساريم» سابقاً جنوب مدينة غزة.
وقال أبو رحمة: «كنت احتمي من الرصاص الذي جاء من خلفي باتجاه الطفل ووالده، والمواطنين والصحفيين».
وأشار إلى أن الشريط الذي صوره ومدته عشرون دقيقة في ذلك اليوم أظهر جنود الاحتلال وهم الذين يتبادلون النيران لمدة قصيرة جداً من وقت الشريط مع فلسطينيين، وذلك لمدة خمس دقائق من وقت الشريط.
وبعد انقضاء الخمس دقائق كانت زخات الرصاص تأتي من تجاه واحد من الناحية اليمنى خلف المصور الذي تمكن من التقاط مشهد قتل الطفل الدرة لمدة 6 دقائق.
وأضاف المصور التلفزيوني: «إن الصور التي تظهر إطلاق النار على الطفل الدرة ووالده والصحفيين واضحة جداً»، مؤكداً على أن مصدر إطلاق النار معروف.
وتنتظر عائلة الطفل الدرة أن تذهب للمحكمة الفرنسية في باريس في شهر فبراير(شباط) 2011، للمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن قتل الطفل وضابط الإسعاف بسام البلبيسي الذي حاول إنقاذ الطفل ووالده بعد تعرضهما بشكل مباشر للنيران.
ويعتقد أبو رحمة أن الوثيقة التي صدرت عن مكتب نتنياهو جاءت كرد على إصدار مدير التلفزيون الوطني الفرنسي كتاباً تحت عنوان «مقتل طفل في 30 (سبتمبر) عام 2000» في السابع من أكتوبر(تشرين أول) الماضي وما أثاره من ضجة في أوروبا، لكن أبو رحمة يؤكد على أن تلك الوثيقة ليس لها أي صفة قانونية أو دولية.
المصور أبو رحمة وعلى الرغم أنه لم يطلب منه يوماً بالإدلاء بشهادته حول حدث قتل الطفل محمد الدرة والذي عايشه لحظة بلحظة، قد أبدى استعداده الكامل للإدلاء بها أمام المحاكم التي رُفعت فيها قضية الشهيد الدرة.
وختم المصور الفلسطيني حديثه مع «فلسطين» قائلاً: «لدي استعداد للشهادة أمام المحكمة حول حدث قتل الطفل الدرة».
المصدر: صحيفة فلسطين

» الدوايمة / للذكرى لا تنسوا محمد الدرة
» دبابة يهودية تتراجع أمام طفل فلسطيني يرميها بالحجارة - جُبن
» حقيقة مثلث برمودا
» قصة حقيقة عن غيرة المرأة
» عصافير البطن ... حقيقة علميه