الحصار يولد الابتكار لدى سكان قطاع غزة

الحصار يولد الابتكار لدى سكان قطاع غزة
خراطيم مياه وأكياس نايلون ومنتجات أخرى صنعت من النفايات

طفل غزي ينقب بين اثار الدمار

غزة - من محمد الأسطل - رغم شدة ما قاسته غزة على مدار سنوات الحصار الأربع الماضية، إلا أن إصرار أبنائها على التحدي والابتكار ولد إبداعات خلاقة تكفلت بديمومة الحياة ووضعت حلولاً لإشكاليات جمة كان الحصار والجرائم الإسرائيلية سبباً في تراكمها.

أبرز هذه الإبداعات التي توصل إليها الغزيون هو كيفية الاستفادة من النفايات الصلبة لتعويض النقص الشديد في المواد الخام اللازمة، لتأسيس وإعادة تأهيل بنى تحتية دمرها الاحتلال على مدار السنوات العشر الماضية.

وتعد عملية تدوير ركام المباني التي خلفها المستوطنون قبل انسحابهم من غزة صيف العام 2005 وكذلك ركام المنازل المدمرة التي خلفتها تكرار الاجتياحات وآلية الدمار الإسرائيلية والعدوان الحربي الأخير على غزة، مثالاً صارخاً على استفادة الغزيين من الركام بعد أن كان هماً يلقي بثقله على كاهل المسؤولين اللذين احتاروا في ايجاد الطرق للتخلص منه، لما تتطلب معالجته من تكاليف باهظة وانعكاسات سلبية على البيئة.

ولكن رويداً رويداً ومع اشتداد حلقات الحصار برع أهالي قطاع غزة بكل ما أوتوا من معاول بدائية وماكينات كهربائية صنعوها بأيدهم خصيصاً للتنقيب بين ركام المباني وإعادة استخدام ما يخرج منها من قضبان حديدية وحصا في بناء منازلهم وتعبيد شوارعهم.

صناعة التدوير لم تقتصر على ركام المباني المدمرة بل امتدت لتطال مجالات متعددة، كالمخلفات البلاستيكية وعمليات صهر المعادن بأنواعها وإعادة

اعمال التنقيب بين اثار الدمار

تشكيلها وسكبها وفقاً لاحتياجات السكان وما يلزمهم من أدوات.
وأوضح أحمد الرملاوي، مدير أحد مصانع إعادة تصنيع البلاستيك في غزة، أن مصنعه استقبل آلاف الأطنان من المخلفات البلاستيكية وأعاد تصنيعها بما يلزم الكثير من الجوانب الحياتية في غزة.

وذكر أن مصنعه اعتمد في توفير المواد الخام على ما يجمعه عدد كبير من المواطنين اللذين امتهنوا جمع المخلفات المنزلية من البلاستيك، ومن ثم توريدها إلى المصانع التي بدورها تعيد صهرها وتصنيع خراطيم للمياه وسلسلة طويلة من المنتجات اللازمة للبيوت والشركات.

من جانبه أكد رئيس سلطة جودة البيئة في الحكومة المقالة يوسف إبراهيم، أن عملية التنقيب بين ركام المباني المدمرة وإعادة تصنيع البلاستيك والمعادن خلصت البيئة من تكاثر الحشرات والجرذان وقللت من حجم المساحات الواسعة التي ستستغلها تلك المخلفات في حال عدم إزالتها.

واعتبر أن أهل غزة نجحوا في التغلب على إزالة الركام الذي تركه الاحتلال الإسرائيلي في المستوطنات والمناطق المدمرة بعد أن أتقنوا فن صناعة الكسارات التي تحول الركام إلى حصى.

وبحسب المسؤول في سلطة البيئة فإن إعادة تدوير الركام أنعش قطاع البناء وأتاح للحكومة في غزة استخدام المواد المصنعة محلياً لرصف بعض الطرقات وتطوير ميناء غزة، وبناء وحدات سكنية جديدة، لافتاً إلى أنها وفرت أموال طائلة كانت ستدفع للتخلص من الركام وشراء مواد خام جديدة.

واستبعد إبراهيم إمكانية احتواء ركام المنازل المستخدم في عملية البناء على مواد مشعة ومسرطنة تصل إلى مستوى يؤثر على صحة الإنسان.

بدوره أكد أستاذ الهندسة المدنية ورئيس لجنة مشروع إعادة الاستفادة من مخلفات الحرب جهاد حمد، أنه يمكن الاعتماد على الطوب المعاد تصنيعه من ركام المنازل المدمرة من حيث القوة الإنشائية، لكن مع بعض التحفظات المتعلقة بالعيوب الناجمة عن امتصاصه للرطوبة.

وأشار إلى إمكانية الاستفادة من الحصى والحجارة المعاد تصنيعها في الإعمال الإنشائية، لكنه حذر في الوقت ذاته من مغبة استخدامها في الأعمال الأساسية كالقواعد الخراسانية المسلحة وأسقف المنازل.

» الإحباط يسيطر على سكان غزة رغم إعلان إسرائيل عزمها تخفيف الحصار
» سكان حي البستان في سلوان يتقدمون بمخطط هيكلي بديل لبلدية القدس
» سكان القدس في العهد العثماني
» 90 % من سكان العالم يعترفون بفلسطين .. اراء صحفية
» سكان خربة "غوين" يتعرضون لهجمة إسرائيلية شرسة