90 % من سكان العالم يعترفون بفلسطين .. اراء صحفية

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

% من سكان العالم يعترفون بفلسطين

المصدر : جريدة الخليج

بعد إعلان الإكوادور، في 24/،12 اعترافها، بدولة فلسطينية ضمن حدود ،1967 يصبح عدد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، المعترفة بفلسطين 107 دول . . وهذا يعني بحساب بسيط، أن ما بين 80% و90% من الجنس البشري، يعترفون بدولة فلسطين . . ولأن الولايات المتحدة لا تعترف، ولا تسمح بالاعتراف، فهي في حقيقة الأمر، الدولة المارقة على المجتمع الدولي، لا الدول التي تنعتها بهذه الصفة كلما طاب لها ذلك .

في صحيفة "الغارديان"، (29/12/2010)، تناول المحامي الشهير، جون ويتبيك،

هذه المفارقة، مستغرباً كيف تعترف الولايات المتحدة وحفنة من الدول باستقلال إقليم كوسوفو (الذي لا يزال معظم العالم يعتبره جزءاً محتلاً من دولة الصرب)، ولا تعترف بفلسطين التي يؤكد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة احتلالها منذ 43 عاماً على الأقل، (يقصد الكاتب جزْءها الذي احتُلَّ سنة 1967) .

ويرى ويتبيك أن فلسطين التي لا تزال تحت الاحتلال الأجنبي العدواني، تنطبق عليها كل معايير القانون الدولي التقليدية اللازمة لدولة مستقلة . ولا تنازعها السيادةَ على أي جزء من أراضيها، أيُّ دولة (سوى "إسرائيل")، وحتّى هذه، لم تؤكد سيادتها إلاّ على جزء ضئيل من الأراضي الفلسطينية، هو القدس الشرقية، أمّا السيادة على بقية الأراضي فهي غير متنازَعة لا على الصعيد الواقعي ولا على الصعيد القانوني . ويُلقي الكاتب الضوء على دول العالم المعترفة بدولة فلسطين دبلوماسياً، وحجمها السكاني .

يقول: من بين أكبر تسع دول في العالم من حيث عدد السكان، هنالك (باستثناء الولايات المتحدة)، ثمانٍ تعترف بدولة فلسطين . ومن بين أكبر 20 دولة من حيث عدد السكان، تعترف بدولة فلسطين 15 دولة منها (أي جميعُها باستثناء الولايات المتحدة، اليابان، المكسيك، ألمانيا وتايلاند) . وفي المقابل، كما يقول الكاتب، لا تتضمن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي تعترف بجمهورية كوسوفو كدولة مستقلة، التي يبلغ عددها 72 دولة، سوى دولة واحدة من الدول ذات العدد السكاني الكبير (وهي الولايات المتحدة)، ولا تتضمن سوى أربعٍ من أكبر 20 دولة من حيث عدد السكان (وهي الولايات المتحدة، اليابان، المانيا وتركيا) .

وعلى الرغم من أن الدول التي تضم ما بين 80% و90% من عدد سكان العالم تعترف بدولة فلسطين، بينما لا تضم الدول التي تعترف بجمهورية كوسوفو سوى 10- 20% من عدد سكان العالم، فإن وسائل الإعلام الغربي (ومعظم وسائل الإعلام في العالم غير الغربي)، تتصرف وكأن استقلال كوسوفو حقيقة مفروغ منها، في حين أن استقلال فلسطين لا يعدو أن يكون طموحاً لا يمكن أن يتحقق أبداً من دون رِضى "إسرائيل" والولايات المتحدة؛ كما أن معظم الرأي العام العالمي (بما فيه القيادة الفلسطينية في رام الله، في ما يبدو) سمح لنفسه - حتى وقت قريب على الأقل - بأن يُغْسَل دماغه ليفكر ويتصرف على هذا الأساس . .

ويذكر الكاتب مستنكراً، أن العالم الذي نعيش فيه اليوم، لم يعُد يركز في علاقاته الدولية على طبيعة العمل (أو الجريمة)، بل على هوية مقترف الجريمة، وهوية ضحيتها . . فقد استولت القوات "الإسرائيلية" على فلسطين (الضفة الغربية وغزة والقدس منها) وما تزال تحتلها منذ 43 عاماً . . أمّا مقاطعة كوسوفو، التي لا يزال معظم العالم (بما فيه الأمم المتحدة، وحتى خمس من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي) يعتبرها مقاطعة صربية، فقد استولت عليها قوات حلف الناتو العسكرية، ولا تزال تحتلها، منذ 11 عاماً؛ ويرفرف عليها العلم الأمريكي بحجم لا يقل عن حجم علم كوسوفو، وتتباهى عاصمتها بريشتينا بوجود شارع عريض فيها يحمل اسم بيل كلنتون، وتمثالٍ للرئيس الأمريكي السابق، أكبر من حجمه الحقيقي .

ويعلق الكاتب على التناقض في موقفيْ الغرب إزاء فلسطين وإزاء كوسوفو، قائلاً: إن الحق تصنعه القوة، على الأقل في قلوب وعقول الأقوياء، ومن ضمنهم معظم صناع القرار وصنّاع الرأي الغربيون .

ويتابع قائلاً: عندما بدا أن "عملية السلام" السرمدية، أصبحت مهددة فجأة باللجوء السلمي إلى القانون الدولي والمنظمات الدولية، تبنّى مجلس النواب الأمريكي بالتصويت بالإجماع، مسودة قرار صاغته لجنة العلاقات الأمريكية "الإسرائيلية" العامة، ايباك، يدعو الرئيس أوباما إلى عدم الاعتراف بفلسطين، وإلى استخدام الفيتو ضد أي مسعى فلسطيني للحصول على عضوية الأمم المتحدة .

ويشير الكاتب مستنكراً، إلى أن الساسة الغربيين والإعلام الغربي، يستخدمون في العادة تعبير "المجتمع الدولي" كناية عن الولايات المتحدة والدول التي تؤيدها علناً في قضية من القضايا، ويستخدمون تعبير "الدولة المارقة" لوصف أي دولة تقاوم الهيمنة "الإسرائيلية" الأمريكية على العالم

ويقول الكاتب، إن الولايات المتحدة، بخضوعها الصاغر ل"إسرائيل"- كما تجلّى مرة أخرى، في غيابِ ولو صوتٍ شجاع واحد يعترض على قرار مجلس النواب المذكور، وفي رفض عرض ادارة أوباما الأخير بتقديم رشوة عسكرية ودبلوماسية ضخمة ل"إسرائيل" مكافأةً لها على تعليق برنامج الاستعمار غير الشرعي مدة 90 يوماً فقط- قد استبعدت نفسها عملياً من المجتمع الدولي الحقيقي (بتعريفه الشامل للغالبية العظمى من الجنس البشري)، وأصبحت دولة مارقة، تعمل بثبات واحتقار فاضح لكل من القانون الدولي والحقوق الإنسانية الأساسية . ولكن الكاتب ما يزال يأمل مع ذلك، في أن تنتشل الولايات المتحدة نفسها من هذه الوهدة وتستعيد استقلالها، رغم أن جميع الدلائل تشير إلى العكس، كما يقول، ويختم بالقول: "إنها لنهاية محزنة لدولة كانت محط الإعجاب ذات يوم" .

وفي موقع "اوب- ايد نيوز"، (27/12/2010)، يتساءل رالف ستون: ماذا سيحدث لو أن صراع الشرق الأوسط أعيد إلى الأمم المتحدة؟ ويجيب: في الجمعية العمومية، يُحتمل أن تصوت أغلبية ساحقة لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، ضمن حدود 1967 ولكن ماذا عن مجلس الأمن؟ وكيف ستصوت الولايات المتحدة؟

ويتابع الكاتب قائلاً: بهذا الخصوص، في 15 ديسمبر/ كانون الأول، أجاز الكونغرس الكسيح القرار رقم 1765 بالتصويت . ويذكر القرار الذي قدمه النائب الأمريكي الديمقراطي من كاليفورنيا، هوارد بيرمان، الذي يصف نفسه بأنه صهيوني- أن الفلسطينيين "يمارسون استراتيجية منسقة سعياً إلى كسب الاعتراف بدولة فلسطينية في أروقة الأمم المتحدة، وغيرها من المحافل الدولية، ومن عدد من الدول الأجنبية"، وبعض حكومات أمريكا اللاتينية تتحرك في ذلك الاتجاه؛ وفي الاتجاه الآخر، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون مراراً، إن المفاوضات وحدها يمكن أن تؤدي إلى قيام دولة، وهو الموقف الذي توافق عليه "إسرائيل"؛ وهكذا فإن الكونغرس يعارض أي استراتيجية اعتراف كهذه، ويدعو الفلسطينيين إلى التوقف والكف عن مثل هذه الجهود، وأن يعودوا بدلاً من ذلك إلى المفاوضات . ويختتم القرار بدعوة الإدارة إلى "توكيد أن الولايات المتحدة سوف ترفض الاعتراف بأي دولة فلسطينية معلنة من جانب واحد، وتستخدم حق النقض، الفيتو، ضد أي قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإقامة أو الاعتراف بدولة فلسطينية خارج اتفاق بين الطرفين" . ويتساءل الكاتب: ماذا سيفعل الرئيس أوباما إزاء هذا القرار المتحيز؟

ويتابع قائلاً: من الواضح أن "إسرائيل" تتعرض للضغط من قبل المجتمع الدولي . والولايات المتحدة لا يمكن أن تستمر في تقبّل معاملة "إسرائيل" لها وكأنها ممسحة أرجل . ومصداقية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة موضوعة على المحك . لكل ذلك، ومع تزايد عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين ضمن حدود ،1967 قد يصبح من الضروري في نهاية الأمر، مناقشة القضية والبتّ فيها في الأمم المتحدة .

وفي موقع انتي وور، (31/12/2010)، يقول العالم السياسي التشيلي غيليرمو هولزمان، عن تحرك الفلسطينيين في هذا الاتجاه، وما أسفر عنه من اعتراف (أو اعتزام اعتراف) معظم دول أمريكا الجنوبية بالدولة الفلسطينية: إن فلسطين قد حاولت توليد ضغط دولي يعيد الحياة إلى المفاوضات مع "إسرائيل"، فإذا استمر الزخم السياسي الذي تكوّن بالتصاعد، والامتداد إلى خارج المنطقة (أي خارج أمريكا الجنوبية)، فسيكون له تأثير محدد في كسر جمود محادثات السلام . ويضيف العالم التشيلي قائلاً: ينبغي اعتبار ذلك تنبيهاً للدول القوية لكي تعمل بجد أكبر بحثاً عن حل سلمي لأزمة الشرق الأوسط

» دعوات إسرائيلية لمعاودة التفاوض خوفاً من اعتراف العالم بفلسطين
» الكتاب هيثم زعيتر يُعبرعن تجربة صحفية لأيام عشتها في فلسطين
» اراء متعددة بالصحف المصرية ..ما الفرق بين جداري الفصل العنصري الاسرائيلي والمصري؟
» اردوغان يستطلع اراء جميع القوى السياسية ويتواصل مع الرئيس الاسد لايجاد حل للمعضلة اللبنانية
» سكان القدس في العهد العثماني