حنان عشراوي: على الرباعية الدولية ان تتخذ نقلة نوعية بالنسبة للقضية الفلسطينية تفرض الانصا

حنان عشراوي: على الرباعية الدولية ان تتخذ نقلة نوعية
بالنسبة للقضية الفلسطينية تفرض الانصاف والالتزام بالعدالة

الأحد فبراير 6 2011

الرباعية الدولية

واشنطن – – نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للدكتورة حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس التشريعي الفلسطيني، تناولت فيه اجتماع الرباعية الدولية بشأن الطريق المسدود في وجه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية للسلام.

وقالت ان كسر هذا الحاجز يعتمد بشكل اساسي على ما اذا كانت الرباعية مستعدة لاتخاذ نقلة نوعية في الطريقة التي تمارس بها مهامها.

وقالت عشراوي ان "مسيرة السلام" في الشرق الاوسط تواجه صعوبات جمة. فبعد سنوات من المفاوضات غير المثمرة، لا يزال الاحتلال الاسرائيلي متشبثا بقوة لا يتزحزح، الامر الذي يجعل الامال التي لا تزال عالقة لانشاء دولة فلسطينية ذات سيادة والتوصل الى سلام دائم وعادل على اساس حل الدولتين تتآكل. ولم تؤت الجهود الاميركية الاخيرة لانعاش محادثات السلام المتوقفة الا الكوارث.

وفي حل غياب طرف ثالث محايد رئيسي، فان التمييز الكبير الذي يفصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين تسبب في فشل المفاوضات الثنائية. وانتقل الى طاولة المفاوضات التفاوت في القوة الاجمالية بين المحتل والمحتلين.

وكانت الولايات المتحدة طوال الوقت اما غير راغبة او غير قادرة على القيام بدور الوسيط المحايد الرئيسي أو "وسيط السلام العادل". ورغم الاسئلة الحائرة حول المصداقية والتوقيت، فان ما قيل انه "اوراق فلسطين" يظهر بوضوح ان حكومات اميركية متعاقبة ظلت تصد بقوة حقوق ومطالب الفلسطينيين، في الوقت الذي كانت لا تتردد في تبني عناد اسرائيل وانتهاكاتها للقانون الدولي. وهذا يدفع نحو التكهن بان نتائج هذه السياسة الاميركية كانت مجافية للسلام عن عمد.

فالسياسة الاسرائيلية لحماية اسرائيل من القانون الدولي خلق حصانة جعلت اسرائيل تشعر ان بامكانها ان تفعل ما تشاء، بدلا من العمل على ما يصب في بوتقة السلام ومتطلباته. وتشرح هذه الحصانة الاسباب اتي تدعو اسرائيل الى الاستمرار في بناء مستوطنات غير مشروعة خلافا لاحكام القانون الدولي، ولماذا تواصل اجراءات الضم والتطهير العرقي من دون رادع في القدس الشرقية، ولماذا تتمسك بحصارها المتشدد على قطاع غزة رغم التنديدات الدولية الواسعة.

وقد ادى شعور اسرائيل بالاستثناء الى رفضها تحمل المسؤولية. فهي ترفض التعاون مع تقرير غولدستون، وتواصل تنديدها باي انتقاد لاستخدامها عنف الدولة الجامح في استهداف المدنيين الفلسطينيين، وهذا يشمل عدوانها على غزة في عامي 2008 – 2009، او هجومها على اسطول حرية غزة في المياه الدولية العام 2010.

ولم تقم الرباعية بخطوات تذكر لتغيير هذه التصرفات او تحديها. فهي تمارس سلطة دبلوماسية مهمة على الورق، باعتبار انها تتشكل من الولايات المتحدة، الامم المتحدة، روسيا والاتحاد الاوروبي. الا انه من الناحية العملية، فانها لا تعمل الا قليلا اكثر من الحجج الواهية لمواصلة السيطرة الاميركية المنفردة على "مسيرة السلام" المتهاوية. ثم انها اعفت بهدوء كلا من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي من اتخاذ اي مبادرات سياسية خاصة بهما يمكن ان تتسم باحادية اقل من الاسلوب الاميركي.

واذا كانت الرباعية جادة في محاولة انقاذ احتمالات مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين فان عليها ان تغير النهج الذي تتبعه في ممارسة اعمالها. وحتى الان فان الرباعية ظلت فاقدة للارادة السياسية. وما يحتاج اليه احلال السلام على اساس القانون الدولي هو الانصاف والالتزام بمبادئ العدالة.

فليس كافيا مجرد تكرار البيانات المطالبة بالعودة الى المفاوضات الثنائية. فقد أدى عقدان من هذه المفاوضات الى تآكل ديمومة حل الدولتين ومصداقية اعضاء الرباعية. وقد مر قطار الزمن على البيانات الخالية من التنفيذ والتدخل الفعلي. ويجب ان تنتهي الحصانة التي تتمتع بها اسرائيل في وجه المسؤولية وضد الالتزام بالقانون العالمي. ولا بد من احترام وحماية حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني.

وفيما تواصل السلطة الفلسطينية بناء مؤسسات الدولة رغم الاحتلال، فان اسرائيل تصر على تدمير الحياة الاقليمية والاقتصادية والديموغرافية لدولة فلسطينية ذات سيادة. ولا يمكن التوفيق بين هذه السياسات الحصرية.

وحتى يمكن لمسيرة بناء الدولة الفلسطينية ان تكلل بالنجاح، فانه لا بد من وضع نهاية للاحتلال الاسرائيلي قبل ان يتسبب باضرار عصية على الاصلاح لحل الدولتين. وقد بدأ الموعد النهائي وهو ايلول (سبتمبر) 2011 في الاقتراب. ولا بد للرباعية من اتخاذ خطوات اكيدة قبل ان يضيع الوقت.

ويمكن ان يكون اجتماع شباط (فبراير) بالنسبة للرباعية مناسبا لاتخاذ قرار واضح وشجاع للاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وقد يكون مناسبا لمؤتمر دولي لوضع منهاج لانسحاب اسرائيل الى حدود 1967 خلال جدول زمني ملزم. كما ان من الضروري بالنسبة للرباعية ان تمنح الدولة الفلسطينية الحماية المناسبة التي تحتاج اليها. فالاقليم برمته يخضع حاليا لعملية انتقال حرجة. وما تواجهه الرباعية الان هو ان تثبت ان بامكانها ان تفرض تحركا ايجابيا نحو السلام والاستقرار في خضم هذا المحيط من التغيير.

» اللجنة الرباعية الدولية تدين الاستيطان الاسرائيلي مجدداً
» الدوايمة / صرخة حجر دراما تركية للقضية الفلسطينية وقضية الشرف
» اسرائيل تفرض اغلاقا على الاراضي الفلسطينية وتحول القدس لثكنة عسكرية
» "الرباعية " تبحث اليوم استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
» هل تكفي الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية؟