"الخردة" مصدر رزق لعشرات الأسر في غزة

"الخردة" مصدر رزق لعشرات الأسر في غزة

خانيونس – وكالة قدس نت للأنباء

يعكف العشرات من الفلسطينيين الذين حالت بهم الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة مُنذ أكثر من أربعة أعوام ، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض عليه،للبحث عن فرصة عمل "مصدر رزق" لتوفير القوت اليومي لأسرهم.

العديد من العزيين وجدوا في جمع النفايات الصلبة ومخلفات البيوت والأواني المُستعملة والمعروفة باسم "الخردة" بمثابة "مصدر رزق"، من خلال جمعها وبيعها لتجار كانوا بالأساس يبحثون عن العمل، ومن ثم يتم تحويلها لقطع صغيرة لإعادة صناعتها .

طبيعة العمل..
أبو العبد صاحب متجّر يقوم من خلاله بشراء النفايات والمخلفات "الخردة" من أصحاب العربات التي يجرها حمار ،ويجميعها داخل متجره الذي يحتوي على عشرات الأطنان من القطع البالية من"الألمنيوم،والحديد،والبلاستك ، والمطاط ".

يقول أبو العبد لـ مراسل " وكالة قدس نت للأنباء" أثناء انشغاله وسط كومة كبيرة من النفايات الحديدية البالية بمنطقة بني سهيلا شرق خانيونس جنوب القطاع، أن فكرة عمله بهذه المهنة جاءت بعدما ضاق به الحال وانقطعت به السُبل في البحث عن عمل،بعدما كان يعمل داخل إسرائيل .

ومنعت سلطات الاحتلال أكثر ثلاثمائة ألف عامل من قطاع غزة من العمل داخل الخط الأخضر،أبان انتفاضة الأقصى التي إندلعت في أيلول/سبتمبر عام 2000م.

مصدر رزق..
ويضيف بأنه لجأ للعمل في بداية الأمر عند أحد التجار الذين يقومون بجمع "الخردة " لعدة سنوات،حتى اقتنع بطبيعة هذه المهنة،مما شجعه لعمل متجّر خاص به لشراء وبيع "الخردة"، يضم أكثر من 10 عمال ليس لهم"مصدر رزق".

ويوجز أبو العبد طبيعة عملهم والتي تتمثل في " قيام بعض العمال بجمع الخردة بواسطة عربات يجرها حمار، ومن ثم بيعها للمتجّر،وبعد ذلك فرزها حسب الصنف والنوع سواء كانت بلاستيكية أو حديد أو غير ذلك ، ومن ثم إرسالها لماكينة تقوم بجرشها لقطع صغيرة جدًا،بعد فرزها حسب النوع واللون،وصولاً للمصانع التي تقوم بتحويلها من جديد لمواد صالحة للإستخدام".

ويبين إلى أنه يقوم بشراء الخردة من أصحاب العربات بأثمان مختلفة،حيث يبلغ ثمن الطن من الحديد والألمنيوم حوالي "100 شيكل"،أما الـ"كجم" من البلاستك على اختلاف أنواعه من نصف شيكل إلى شيكل ونصف.

مشقة وحاجة ..
العامل ياسر أبو عكر 27 عامًا (أعزب) يعمل داخل المتجّر يتفق مع أبو العبد،بأن الأوضاع الصعبة وقلة فرص العمل ومرض والده الكبير بالسن،كانت الدافع الأساسي وراء اضطراه للعمل بهذه المهنة الصعبة والشاقة.

ويشير أبو عكر الذي يعيش داخل أسرة يزيد عددها عن 10 أفراد داخل بيت واحد مكون من طابق خرساني ، بأنه يعمل من الساعة السابعة صباحًا حتى السادسة مساءًا،حيث يقوم بفرز "الخردة" حسب نوعها بأماكن مختلفة داخل المتجّر،لتصبح جاهزة للنقل إلى المجرشة.

أما الشاب محمد عواد 18 عامًا والذي بدى على وجهه القمحي التعب والإرهاق الشديد ، فيقول :" إنه يخرج للعمل يومياً بعد صلاة الفجر مباشرة مستقلاً عربة الكارو التي بحوزته،يجوب بها غالبية شوارع مدينة خانيونس ورفح أحيانًا مناديًا بأعلى صوته " إلي عندُه خردة للبيع".

ويلفت الشاب عواد إلى أنه يعيش بأسرة تتكون من 6 أفراد ووالده لا يعمل مُنذ أكثر من 10 أعوام ولا يتلقى مساعدات،سوى بعض الإعانات من المؤسسات المانحة ، كذلك بعض الأعمال المتقطعة والبطالات من المؤسسات.

تحويل النفايات ..
الشاب عبد الحكيم الشامي 26 عامًا يعمل في ما تعرف بـ " المجرشة " ، والتي تستخدم في تحويل النفايات على اختلاق أنواعها وإشكالها لقطع صغيرة جدًا ، لتُصبح جاهزة لتحول للمصانع والتي بدورها تُستخدمها في الصناعات المختلفة.

ويشرح الشامي طبيعة عمله في "المجرشة" والذي يتمثل في القيام "أولاً فرز القطع البلاستيكية لوحدها ومن ثم تصنيفها حسب نوعها (نفخ ، حقن)، كذلك بالنسبة للألمنيوم والحديد والمطاط .. الخ ، وبعد ذلك تدخل القطع المصنفة في المجرشة والتي تحولها لقطع صغيرة جدًا ، ومن ثم يتم تعبئتها في شوالات دقيق أو سكر أو رز .. ، وتوضع (الشوالات) بشكل مُنظم إلى حين بيعها لمصانع غزة لإعادة تصنيعها.

ويوضح أن عملية تحويل النفايات صعبة ومرهقة جدًا ، حيث يتواجد داخل المجرشة 5 عمال ، يقوم الأول بفرز النفايات حسب لونها ونوعها ، والثاني يقوم بغسلها وتنظيفها من الروائح الكريهة والمقززة كون بعضها يتم جلبه من حاويات القمامة ، والثالث يقوم بحملها للمجرشة بمساعدة عامل أخر ، والأخير يتعاون مع عاملين آخرين بتعبئة النفايات المجروشة والجاهزة للتصنيع.

وتدخل "الخردة" من مخلفات النفايات الصلبة على اختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها ، في صناعة " الكراسي البلاستيكية، أواني المطبخ ، أدوات التنظيف ، خراطيم المياه المطاطية (البرابيش) ، والأكياس البلاستيكية ... الخ "

» الأسر الفلسطيني: الهوية والحيّز.!
» معاقون قابعون في الأسر.. وأهل لا ينسون
» كيسنجر ... العراق مصدر استراتيجي
» عميد أسرى الأراضي المحتلة ... 27 سنة من الأسر لم تفت من عزيمته
» وقال مصدر طبي فلسطيني في غزة إن طواقم الإسعاف نقلت عدد من الشهداء من تحت أنقاض منزل إياد صيام شقيق وزير الداخلية في الحكومة