ليس هكذا تتم المصالحة؟

ليس هكذا تتم المصالحة؟

الكاتب : يحيى رباح

أكبر وصمة في تاريخنا المعاصر خاصة بعد النكبة قبل ثلاثة وستين عاماً هي الانقسام، وخاصة للمرة الثانية ونحن تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي هو أبشع وأخطر احتلال في التاريخ الإنساني، الذي يريد تجريدنا ليس فقط من الحاضر والمستقبل، وإنما يريد تجريدنا حتى من الذاكرة.
هذا الانقسام اللعنة والوصمة أنتجته ظروف عديدة وأطراف عديدة، بعض مفردات النظام الإقليمي العربي تورطت في إنتاجه، وبعض الأطراف الإقليمية تورطت في إنتاجه وكذلك بعض أطراف المجتمع الدولي ولكن أخطر الحلقات التي أنتجت هذا الانقسام اللعنة والوصمة، هي الحلقة الإسرائيلية، التي درست نموذج قطاع غزة في فترة احتلالها عام 1956، ضمن حيثيات العدوان الثلاثي، ودرست نموذج قطاع غزة بعد احتلال عام 1967، النموذج تحت أقصى درجات العنف منذ وقوع الاحتلال حتى عام 1971، حيث تصرفت إسرائيل بقدر هائل من الدموية، ولكن القطاع استطاع في ذلك الوقت أن ينتج أساطيره النضالية، مثل «النهار للمحتلين والليل للمقاومين» ومثل «القبور التي تتحرك» ومثل أسطورة جيفارا غزة، وأبو الفحم، ورفيق السالمي، والذئب الوحيد كمال البورنو، وأسامة أبو ضاحي، وعايدة سعد، ومئات آخرين من النماذج الأسطورية التي رسمت اللوحة الخارقة، ثم درست إسرائيل نموذج الانفتاح الواسع جداً على القطاع، حيث رفعت الحواجز، وتوسعت دائرة الحركة المسموحة، وفتحت الأبواب أمام عشرات الآلاف من العمال يومياً، ثم درسته مرة أخرى في ظل الانتفاضة وتداعياتها الخارقة ووعيها الجمعي الكبير الذي خلفته، واليقظة الكبيرة التي حدثت في العالم تجاه شعب الانتفاضة!!! ثم كان النموذج الأخير بقطاع غزة في ظل السلطة الوطنية، وخرجت إسرائيل باستنتاجات رئيسية يمكن التعرف عليها بسهولة في دراسات مراكز الأبحاث، ومذكرات السياسيين والعسكريين، وتنبؤات المحللين والمؤرخين والاستراتيجيين، والنتيجة النهائية التي استخلصها المحتلون الإسرائيليون أن قطاع غزة يجب التخلص منه، بصفته مشكلة متفاقمة في حد ذاتها، ورأت إسرائيل أنها لا تريد أن تتحمل اعباءه، ولا تريده أن يبقى جزءاً من السياق الفلسطيني، بل يتحول إلى مشكلة مستقلة، مشكلة بحد ذاته تحكمها قوانين خاصة بها، من هذه الخلفية ولدت فكرة الانقسام.
ولكن الطرف الفلسطيني بكل مكوناته ومفرداته ليس بريئاً من المسئولية، فالطريقة التي أديرت بها المعارضة، والانقلاب الأمني الذي وصل إلى مستويات مخيفة ومهينة، والتكسب من وراء العمل للأجندات الخارجية، والتآمر العربي المكشوف، ودخول إيران على الخط بشكل واضح، كل هذه العوامل هي جزء من المسؤولية عن وجود الانقسام، وآلياته وتداعياته المستمرة حتى هذه اللحظة.
في الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة منذ كشف الانقسام عن نفسه بصوت مرتفع، من خلال العجز عن الاتفاق على شيء أي شيء، كانت تجري محاولات لإنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة، فكانت الانتخابات التشريعية في الخامس والعشرين من كانون الثاني إحدى تلك المحاولات، وكانت وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت بحوار وطني تحت قبة «البرلمان» المجلس التشريعي، وكان اتفاق مكة، ثم بعد وقوع الانقسام، جرت حوارات، وجولات، ومبادرات، ومحاولات، ومن بينها الورقة المصرية للمصالحة، والعجيب الذي لا نجد شبيهاً له، أن تلك المحاولات جميعها كانت تدور بقصد أو دون قصد في إطار إعطاء شرعنة للانقسام، وجعله طرفاً يتم التعامل معه، ويتم السعي بعقد صفقة معه، أي أن كل محاولة جرت خصوصاً في الأربع سنوات الأخيرة كانت تعطي قوة وشرعية واتساعاً للانقسام، وانفلاته مثل وحش لا يشبع من الدماء، لأن تلك المحاولات وصلت في كثير من الأحوال إلى مستوى المسرحيات الهزلية، فقد توهم كل شخص يسير في الشارع أنه قادر على أن يقوم بمحاولة أو أن يستقطب الإعلام يوماً أو يومين، دون الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية، لأن المحاولات السطحية أو الهزلية سرعان ما تراكم جزءاً إضافياً من حالة الإحباط، وأصبح المتحاورون الذين يفشلون في عمل أي شيء أشبه بنجوم المسلسلات التلفزيونية.
واسمحوا لي أن أذكر قرائي الأعزاء أن المصالحة عوملت بنوع من السطحية وعدم الجدية بل والرخص أحياناً، إلى حد أننا ذهبنا في بعض المرات إلى السنغال!!! وإلى السودان التي كانت تستعد لانفصالها الرهيب، وأقسم أننا كنا يمكن أن نذهب إلى الصومال لو دعانا أحد لذلك، هذا بالإضافة إلى مهزلة المستقلين الذين تكاثروا مثل الطحالب البحرية.
بل لقد وصل الأمر إلى حد أن كل من لديه موضوع شخصي جداً في غزة يريد أن ينجزه، مثل تفقد بعض الحاجيات، أو بيع بيت أو قطعة أرض، أو التفاهم مع عائلته على الميراث، أو المشاركة في جنازة، أو حضور حفلة عرس، كان يجد الفرصة لكي يغطي ذلك بأنه ذاهب للمصالحة، وأنه يحمل مبادرة للمصالحة، وأنه يملك سر المصالحة، وكم مرّة وأنا أتابع فصول هذه الكوميديا السوداء، رأيت الحزن والانكسار في عيون بعض قيادات فتح المقيمين في قطاع غزة، وهم يتساءلون هل هؤلاء القادمون هم خبراء المصالحة بينما نحن الذين نعيش الواقع لا نصلح؟؟؟
الآن نحن في وضع مقلوب رأساً على عقب!!! لماذا؟؟؟ لأن الإعصار الرهيب، يتجول في الغابة العربية من أقصاها إلى أقصاها، لا يقف في طريقه شيء، يقتلع الأشجار الضخمة المعمرة التي امتدت جذورها في الأرض لسنوات، يقتلعها بلا رحمة ولا شفقة، ليتجول الإعصار فتسقط الأعمدة، وتتطاير اللافتات التي اعتدنا عليها، وتبدو الحكايات القديمة بائسة ومملة، الإعصار يتغذى من نفسه، يملك آلياته الذاتية، لأنه إنتاج العصر ومن اختراع أقوياء العصر، الإعصار عنوانه حالة شاملة من عدم التأكد، من سيأتي إلينا؟؟؟ لا أحد يعرف، هل ثمة شيء حقيقي موجود الآن اسمه الجامعة العربية، ولجنة المتابعة، ورعاة المصالحة؟؟؟ هل الأخوان المسلمون قادمون أم سيبتلعهم الموج العالي الذي يضرب الأشياء فلا تعود مثلما كانت؟؟؟ هل إيران ستظل تصدر تعليماتها وإغراءاتها أم أنها هي الأخرى تفقد القدرة على الثبات؟؟؟ كل طرف وصل إليه الإعصار يناضل فقط من أجل استمرار الحياة، نحن جميعاً دون استثناء نسكن في جوف الإعصار، وكما ترون فإن الادعاءات الفارغة تتغير على مستوى الدقيقة، بل الثانية، بل أجزاء من الثانية!!! وسط هذا الاصطراع وتلاطم الموج العالي، واشتباك الأقدار، يأتيك من يقول بنوع من البلاهة المحزنة، دعونا نتصالح!!! ثمة من يصرخ على طريقة المجانين، انتظروا وصفتنا للمصالحة فسوف نعلنها قريباً!!! بل إن بعضهم يقول أنا قادم إليكم لنتصالح!!!
أرجوكم...أرجوكم...أرجوكم، هذا سلوك سخيف يصل إلى حد العيب!!! وليس هكذا تورد الإبل، وليس هكذا تتم المصالحة!!! يمكن للمرء العاقل أن يصدق لو أن هناك اتصالات مباشرة بعيدة عن كل الآذان وبعيدة عن كل الأعين تجري بين الرئيس أبو مازن وخالد مشعل، يتداولون فيها خلاصة خبرتهم بصدق وشجاعة وإرادة حقيقية، خبرتهم في موضوع المصالحة في الخمس سنوات الأخيرة، ما هو المحظور وما هو المسموح؟؟؟ ما الذي يسمح به الأشقاء والأصدقاء والأعداء، وما الذي يجب أن يجري من وراء ظهورهم، ليفاجئهم؟؟؟ ما هو سقف المصالحة، ما هي نقطة ارتكازها الرئيسية؟؟؟ من هم أعداؤها الموجودين بيننا وعلى استعداد أن يحاربوا المصالحة حتى النفس الأخير داخل حماس، وداخل فتح وداخل الحالة الفلسطينية كلها؟؟؟ دون ذلك، فإن ما نسمعه من ثرثرات الناطقين الرسميين، والمتحدثين الإعلاميين، والقياديين الوهميين، ليس إلا هراء، واستهانة بالناس الذين يلاحقون الأوهام كأنهم يطاردون غزالاً ميتاً!!! ليس هكذا تتم المصالحة، فالمصالحة أخطر وأثقل وأعمق وأهم من ذلك بكثير، وتحتاج إلى حشد من نوع خاص، وإلى إرادة القرار الناضجة.

لانهاء الانقسام اعتقد اننا بحاجة الى عمرو بن العاص وابو موسى الاشعري في واقعة الجمل
ولو انها كانت خدعة
الا انها قد تريحنا من احد الطرفين

يبدو اننا نتحتاج الى وثائق ويكليكس لنعرف اي من الاطراف الذي لا يرغب في المصالحة وانهاء الانقسام وما هي مبرراته او كما يقال ماهي اجنداته

هل هي وطنية عربيه غربية ام شرقية

وما هو الدور المصري في هذا المضمار

هل كان شريفا محايدا ام انه يفرض على طرف اجندات امريكية اسرائيليه لم يكن ساعي بريد فقط بل كان مساعدا في الانفسام

وانا اعذروني فمعلوماتي بالمفردات السياسة متواضعة

فاصبحت لا اعرف الديمقراطية

هل تعريفها امريكيا تفصل على مقاسها

ام تعريف العقيد ((((ديمو كراسي ) ام ان الشعب يضرب الشعب ام ماذا

ثانيا الانقلاب

كنا نعرف زمان مسرحية ضيعة تشرين ان الانقلاب بقوم به افراد ضد الحكومة الشرعية

اما ان تسمى اخماد فتنة واستتباب الامن والقبض على الصوص انقلابا فهذه مفردات العصر

يبدو انني اصبحت مثل اهزوجة عبدالله حداد في التكتيك

انا ربح ارعى الغنم واحكي القصه للغنم

بلكي شي فهمو االغنم وفهموني برجع .....

وبيقولوا هذا تكتيك

الأخت امل فلسطين وأخي رمضان ابو خضرة

دخلت عندنا مصطلحات الأجندة السياسية

والمصالح الدولية والبروتوكول الدولي

وكان الأرض عادت لأصحابها

هناك ثمرة فساد تمر على أعيننا

وهناك غشاوة اسمها امريكا قبل اسرائيل

وهناك ما هو اخطر وهو المد الشيعي

الذي فتحت له امريكا كل ذراعيها

دخل العراق وبات بها الخراب
وحاول في مصر والىن له نصيب

دخل فلسطين ولكن من اين الشيعة في فلسطين يا شيعة

والبحرين هناك مد شيعي

أما ما يقال عن تحرير الجولان وما خلف الجولان

فلن تصمد بثورة داخل ترسانة تراب وخندق وهمي

عندما تسلم حزب الله المواقع في لبنان من منظمة التحرير الفلسطينية

هي كانت مقصودة ان نبعد المخربين عن حدود اسرائيل

والآن أقولها وبكل قوة هذه الحدود مفتوحة لكم

أعطونا منها قطعة فقط واتركونا ولا تخمدونا

وفعلا الغنم اذا فهمت اتمنى ان تفهمني

ابو جهاد / منتدى الدوايمة

[/center]

» المصالحة الوطنية الفلسطينية \نص اتفاق المصالحة بين فتح وحماس
» كن هكذا:رفيقاً لإفكارك
» هكذا علمني النظام المصري جدول الحساب
» هكذا كان صلى الله عليه و سلم
» هكذا علمتني الحياة..........................