الأسباب التي حالت دون نجاح دعوات التظاهر في الضفة الغربية وغزة

ترصد الأسباب التي حالت دون نجاح دعوات التظاهر
في الضفة الغربية وغزة لإنهاء الانقسام في فلسطين

الثلاثاء مارس 1 2011

الأسباب التي حالت دون نجاح دعوات التظاهر في الضفة الغربية وغزة 1299048484330109600

متى تتم المصالحة بين "فتح" و "حماس"؟

غزة – الأسباب التي حالت دون نجاح دعوات التظاهر في الضفة الغربية وغزة Alqudslogo2

من محمد الأسطل - على غرار الاحتجاجات والثورات التي تجتاح الدول العربية، يحاول الشباب الفلسطينيون محاكاة ما يحدث عبر دعوات متكررة على موقع العلاقات الاجتماعية "فيس بوك" لتنظيم تظاهرات في الضفة الغربية وقطاع غزة لإنهاء الانقسام، بينما ينشط شباب آخرون في توجيه دعواتهم عبر رسائل الجوال ووسائل الإعلام، إلا أن كافة هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح الحقيقي حتى الآن.

وتمكنت أجهزة أمن الحكومة المقالة في قطاع غزة من إحباط أكثر من محاولة لتنظيم فعاليات ومسيرات لمجموعات شبابية تعلن رفضها لإنهاء الانقسام، بينما لم تجد الفكرة رواجاً كبيراً في الضفة الغربية التي فشل المنظمون فيها في حشد الأعداد الكفيلة بالضغط على الجهات السياسية لتغيير الواقع الفلسطيني الحالي.

وأرجع المحلل السياسي طلال عوكل تعثر المحاولات الشعبية لإنهاء الانقسام إلى عدم التحضير المناسب وسوء اختيار التوقيت في ظل انشغال وسائل الإعلام بما يحدث في الدول العربية، مؤكداً أن الفصائل الفلسطينية ليس ضمن برامجها القيام بعمل من هذا النوع، فضلاً عن أن الشعب الفلسطيني لديه ما يكفي من الوعي والأولوية وصراعه الأساسي مع إسرائيل.

بيد أنه وصف الشعب الفلسطيني بأنه أبو الانتفاضات، ولكنه حساس جداً إزاء الأحداث الداخلية، وليس من السهل القيام بانتفاضة على الوضع الداخلي وإسرائيل موجودة تمارس عدوانها واحتلالها عليه، على حد قوله.

وكانت مجموعة شبابية أطلقت حملة "نداء وطن" عبر الانترنت ورسائل الجوال مُنعت من تنفيذ اعتصام في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة أمس.

وذكر حسن فرحات أحد المشاركين في الحملة أنهم أبلغوا وزارة الداخلية في غزة بالفاعلية لكنهم منعوا من تنفيذها، لافتاً إلى أن الحملة لم تنفذ في الضفة الغربية جراء استدعاء الأجهزة الأمنية لمنسقي الحملة الذين أعلن عن أسمائهم سابقاً.

وتعتبر حركة "حماس" أن التغيير في غزة حدث في وقت سابق بعد سيطرتها على القطاع في حزيران (يونيو) 2007، وهروب ما تصفهم بـ"الفاسدين"، وتدعو إلى ثورة ضد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بينما دعت قيادات فتحاوية إلى التحرك ضد ما تصفه "الانقلاب" في غزة.

من جانبه عد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتور ناجي شراب أن الأساليب القمعية للأجهزة الأمية الفلسطينية تشكل عاملا مهما أمام تفعيل دور الجماهير في الاحتجاج من أجل الانقسام، لافتاً إلى أن استخدام القوة الأمنية لن يمنع رياح التغيير من الوصول إلى الضفة وغزة.

وقال: "سطوة الأجهزة الأمنية الفلسطينية أضعف من نظيراتها العربية، لكن الأخيرة لم تحل من دون تحرك الجماهير ونجاح الثورات في مصر وتونس في المرحلة الحالية، وبالتالي فالمحاولات ستنجح في النهاية".

وأشار شراب إلى واقع الانقسام السياسي ذاته الذي انعكس مباشرة على تعثر أي محاولة للتغيير، فعناصر "فتح" لن تثور على السلطة في الضفة وكذلك الحال بالنسبة لعناصر "حماس" في غزة، معتبراً أن المجتمع الفلسطيني منقسم على نفسه إلى أبعد الحدود، الأمر الذي يحرم الشعب الفلسطيني من اللحاق بموجة التغيير التي تشهدها المنطقة في وقت قريب. إلا أنه رفض وصم تعثر محاولات التظاهر التي شهدتها الأراضي الفلسطينية أخيرا بالفشل، إذ أن تكرار المحاولات يعني الإصرار على النجاح، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الترتيب الجيد والتنسيق مع كافة القوى الفاعلة ليس على الصعيد السياسي، فحسب كما قال.

وأضاف: "هناك قضايا اجتماعية واقتصادية ستدفع الشباب إلى التحرك لكن المسالة تحتاج إلى وقت".

وذكر أن الشباب الفلسطيني مدرك خطورة المرحلة الراهنة من الانقسام، وهو قادر أكثر من غيره من الشعوب العربية على إحداث التغيير المطلوب.

وفي سياق متصل دعا مركز "الميزان" لحقوق الإنسان حكومتي غزة ورام الله إلى تسهيل عقد الاجتماعات العامة وتوفير الحماية لها، كون التجمع السلمي حقا يكفله القانون الفلسطيني.

وعبر المركز في بيان له عن قلقه لاستخدام القوة في فض التجمع السلمي في غزة، مؤكداً أن قانون الاجتماعات العامة رقم (12) لسنة 1998، يوفر حماية خاصة وتدابير تضمن حق المواطنين في تنظيم الاجتماعات العامة، من دون اشتراط الحصول على ترخيص مسبق.

وطالب الحكومة المقالة بفتح تحقيق في حادثة فض التجمع سلمي، وتسهيل عقد الاجتماعات السلمية وتوفير الحماية لها من قبل الجهات المكلفة بإنفاذ القانون.

وينشط الشباب الفلسطيني على "فيس بوك" في تشكيل مجموعات متعددة وبأسماء مختلفة، تهدف إلى الثورة ضد الأوضاع الفلسطينية الراهنة، بيد أن هذه المجموعات لم تفلح في تحويل بياناتها ودعواتها إلى واقع فعلي حتى الآن.

» مطار في القدس .. وميناء في غزة .. ورابط بين الضفة وغزة
» تعريف بمدينة قلقيلية – الضفة الغربية
» اللاجئون في الضفة الغربية: 19 مخيما في الوطن
» تقرير: الاستيطان مستمر في الضفة الغربية والقدس
» دراسة اسرائيلية: المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية