قرية صفورية المدمرة ومسيرة العودة

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

قرية صفورية التي احتلت في 15 تموز 1948 خلال شهر رمضان وهجرها أهلها دون عودة. ولجأ سكانها الأصليون الى عدة مخيمات في عدة دول عربية مجاورة مثل لبنان، في مخيم عين الحلوة في صيدا، ومخيم نهر البارد في طرابلس، وفي سوريا مخيم اليرموك ، اما من تبقى في البلاد فلجأ معظمهم إلى مدينة الناصرة أو إلى القرى المجاورة لها.

الحاج أبو عاطف "71 عاما" ابن قرية صفورية سابقا وكفرمندا حاليا ، حدثنا مع ذكرى مرور 62 عاما على سقوط صفورية ، قصة قريته التي هجرت عام 1948
أبو عاطف ابن قرية صفورية المهجرة روى قصة قريته التراجيدية ،
وهي مبللة بعبراته المنبعثة من عينيْه المشتاقتيْن إليها .
فما أن وصل قرية صفورية حتى وقف منتصبًا كالجبال ، تنفس الصعداء ، واغرورقت مقلتيْه بالدموع وقال : " قضيْت أجمل أيام عمري في قريتي صفورية ، حيث الراحة والهناء ... مع أناسٍ طيبين ، فكانوا يستيقظون كل يوم ، صباحاً فرحين شاكرين ممتنين على نعمة البقاء في الوطن " .

" كان طعامنا بسيطـا لكنه شهيا أكثر من طعام اليوم "
سمّر ناظريْه نحو كومة حجارة ، استنشق الهواء العليل ، ومسح دمعة كانت قد فاضت على وجنته المجعدة بسبب مرارة البعد عن الوطن وقال بصوت خافت : " عشنا بسكينة فلهوْنا مع أبناء وبنات الحي ألعاب عديدة ، فكنا نجتمع في ساحة المدرسة ونبدأ بالركض خلف بعضنا البعض ".
توقف قليلا عن الحديث، تنهد واستطرد الكلام : " أتذكر جيراننا صغارا وكبارا ، فقد تعاونا في الحقل ، واجتمعنا على مائدة الطعام ، حيث وضعنا الأطباق على حصيرة من قش على تراب السهل وبدأنا جميعا بالأكل . كان طعامنا بسيطـا لكنه شهيا أكثر من طعام اليوم ... رائحته المختلطة بعبق التراب تضيف عليه نكهة زكية لا يضاهيها أي طعام اليوم .
ثم وقف بجانب شجرة صبار وقال بصوتٍ مخنوق : " هون كان بيتنا ... بيتنا الي ولدت في انا واخوتي ... كان عنا غرفتين وباحة كبيرة نقعد فيها بسهرات المسا وأساعد أمي بكبس الخيار والباذنجان ، والزيتون بموسم الزيتون ".

رجع إلى الخلف وتوكأ على صخرة كبيرة حفرت عليها بعض عبارات العودة ، وقال : " كنا نملك الخيل والماشية والحقل الفسيح والبيت العتيق الذي ملأ عيوننا أملًا فطعمنا بمستقبلٍ زاهر في أحضان بلدتنا ... لكن آمالنا خابت بعدما ذهبت الأرض " .

" هربنا إلى الأحراش حيث قضينا ليلتنا "
وعند سؤاله عن سقوط قريته ، قال : "جاء المحتل في ليلة مشؤومة وبدأ في القصف ، هربنا إلى الأحراش حيث قضينا ليلتنا ، لكن ما أن بدأ القصف حتى هربنا جميعا خارج البلدة ، مُتأكدين بأننا سنعود إليها في اليوم التالي ... لكن العمر مضى والمحتل استقر ومنعنا من دخولها ثانيةً " .
وأضاف قائلا : " أحلم بالعودة ولي الحق في ذلك ، كما أن هذا الحق لكل أهل صفورية والبلدات المحتلة ... الأرض عرض ... والعرض غالي ... فيحترق فؤادي ويتوجس الغصب بداخلي كلما أتذكر بأنني بعيد عن أرضي ، سأطالب وسيطالب أبنائي ومن بعدهم أحفادي وأحفاد أحفادي بالأرض ... وسيأتي يوم الفرج ويوم النصر ان شاء الله " .

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

فلسطينية تلتقي شقيقتها بعد 64 عاما بكفرمندا

قرية صفورية المدمرة ومسيرة العودة B_18

مجموعة من الصور التقطت بعدسة موقع بانيت وصحيفة بانوراما

ان تلتقي شقيقتها وتعانق زمهرير بلادها التي حرمت منهما وفارقتهما طفلة صغيرة منذ 64 عام , لم تدرك حينها من الدنيا شيئا ولم تكن تعلم ما الذي يدور من حولها انما كانت جاثمة بين الاحضان تتنقل اهازيج التهجير من مكان الى مكان , طفلة مسكينة.
هي الحاجة رسمية عبد الحميد التي هجرت مع 7 من افراد عائلتها عندما كانت تبلغ من العمر عامين ونصف العام في الـ 1948 تاركة اختها ريمة في كفرمندا , وهنا بدأت حكاية الحاجة رسمية المريرة التي انتقلت للعيش في لبنان تلعق مرارة اللجوء , تنتقل من مخيم لاخر . فبعد أن تربت وترعرعت في مخيم عين الحلوة انتقلت لتعيش بمخيم تل الزعتر بعد زواجها عام 1966 ومن ثم الى برلين في المانيا , حيث راودها حلم لم تكن تتوقع ان يتحقق حتى في افضل الاحول , ولكن اشتياق الحاجة رسمية لوطنها واختها بات اقرب الى الحقيقة عندما حصلت الجنسية الالمانية والتي من خلالها تستطيع ان تعود الى احضان وطنها.
وهي تجلس الى جانب اختها في كفرمندا ، والتي لم ترها من قبل ، تبدأ الحاجة بسرد روايتها لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما ، وتقول: "لقد كنت صغيرة عندما تم تهجرينا انا واخوتي عام 1948 تاركين ورائنا اختنا ريمة بكفرمندا بسبب ارتباطها بشاب من القرية في حينه".
وتابعت الحاجة رسمية حديثها : "تربيت وترعرعت بمخيم عين الحلوة في لبنان حتى تزوجت من شاب فلسطيني وانتقلنا للعيش بمخيم تل الزعتر وقد انجبت هناك 3 من اولادي قبل ان نرحل الى المانيا عام 1973 بسبب الاوضاع الصعبة والمضايقات التي كان يتعرض لها الفلسطينيون في لبنان , وفي المانيا انجبت 3 اولاد اخرين".
واردفت: "قبل 3 سنوات توفي احد اخوتي في لبنان ولم استطع ان اشارك في جنازته , هذا الامر زاد من لهفتي واشتياقي لاختي ريمة والتي كنت اتحدث معها عبر الهاتف ولم ارها ابدا , وبدا حلم زيارة اختي في فلسطين اقرب الى الحقيقة اكثر من أي وقت مضى , ولكن المعاملات الرسمية تارة والاوضاع المادية تارة اخرى منعت مني ذلك خلال السنوات الثلاث الماضية , الى ان انعم الله عز وجل علي وتمكنت من العودة الى وطني الام بعد غياب دام 64 عاما".
ومضت الحاجة رسمية تصف شعورها: "اشعر وكأني بحلم ولا اصدق انني اجلس الى جانب شقيقتي واشم رائحتها واحمد الله الذي من علي بهذه النعمة التي حرم منها الكثيرون من ابناء شعبنا الفلسطيني المهجر في شتات الدنيا".

قصة الحاجة ريمة لا تقل انسانية عن قصة شقيقتها
ويشير مراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما الى ان قصة الحاجة ريما التي كان عمرها 13 عاما عندما تم تهجير اهلها من قرية صفورية وبقيت لتتزوج وتستقر بقرية كفرمندا ، لا تقل انسانية وحزنا عن شقيقتها , حيث قالت: "اذكر حينما هجرنا كنت احمل اختي الصغيرة رسمية بين يدي الى ان وصلنا الى كفرمندا حيث بقيت هناك وتابع اهلي مسيرتهم الى لبنان".
وتابعت: "طوال هذه السنوات عشت وحيدة وبعيدة عن اخوتي ووالدي , وما يزيد الالم اكثر والغصة في قلبي انني كنت اسمع انباء وفاتهم واحدا تلو الاخر دون ان اراهم او انظر اليهم النظرة الاخيرة".

قرية صفورية المدمرة ومسيرة العودة C_19

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

انها صفورية، ابنة الناصرة وام الابطال
حاضنة رفات اجدادنا وذكريات اهلنا
احببناها وعشقناها من حديثهم عنها
وامتلأت قلوبنا بالالم والحسرة لبعدنا عنها و عن القسطل وبير البدوية والدّير وبنات يعقوب والسدر وسهل البطوف والبساتين والبيادر والقلعة ....
يا ألله،سمعت عنهم وحلمت بهم ورسمت بمخيلتي تلك الارض والبساتين و الزيتون والصبار والرمان ....

تسنى لهذه السيدة ان تحمل جنسية اجنبية لتستطيع لقاء اختها على ارض فلسطين الحبيبة بعد كل هذه السنين من الفراق القصري

كما تبين الصور لا يمكن لنا وصف هذا اللقاء فالقلم يعجز عن الوصف

حقا إنها لحظات تقشعر لها الأبدان

لقاء حار بعد فراق طويل وعلى ارض غالية علينا جميعا

عمرا كاملا يمضي وأنت بعيدا عن الأحبه ، بعيدا عن أرضك وقريتك وبيتك وبياراتك ، وسماء وطنك ،
كل حقوقك أنتزعت منك ، كل ذكرياتك ، كل تاريخك وتراثك وثروتك
أنتزعت لإعطاءها لغيرك ظلما وزورا وبهتانا ...
فهم لم يسلبو الارض فقط

انما سلبونا تاريخنا وتراثنا وحضارتنا لنسبها لهم

حتى اسم القريه غيروه حتى لا يبقى

اي سمه عربيه للقرية
سلبونا الاستقرار وشتتونا

في بقاع الارض وابعدونا عن احبتنا

باعتقادهم اننا سننسى ان لنا ارض ووطن

ولكنهم لم يعرفوا اننا شعب يابى النسيان وان امهاتنا ارضعتنا حب الوطن وتعلمنا ان نبقى نطالب بحقنا وان لا نتنازل عن حقنا بالعودة

والسنين لم تحبط من عزيمتنا من حلم العودة واللقاء بالأهل رغم انهم
فصلو بيننا الاسلاك والحدود القريبه البعيده

حرم علينا رأياها او مجرد نظره من بعيد

ولكنهم لم يعرفو ا ان حب الوطن بدمنا

وقلوبنا وروحنا ...

صفورية انتي دائما في البال والخاطر ...
ما أجملك من قرية أسأل الله أن نحظى برؤيتك ..

اخ نضال

شكرا لك
على هذه القصة المؤثرة والتي تعبر عن جزء من مآسينا ومآسي اللجوء وآلامه.

نهنئ الاختين بلقائهن بعد هذا الفراق

على أرض فلسطين

كما اتمنى ان
يجمع الله شملنا مع أهلينا ومحبينا على أرض الوطن الذي نتشوق لكل شبر فيه

تحياتي

امل فلسطين

» ثابت وأهالي قرية صفورية: العودة لفلسطين أصبحت أقرب من الأقرب
» خيمة العودة على بعد خطوة من دمرة المدمرة
» الاحتلال يستكمل استيلاء أراضي قرية سعسع الفلسطينية المدمرة
» دفاعاً عن حق العودة..فلسطيني يجسّم قريته المدمرة داخل علم فلسطين
» 15 ايار :مسيرة العودة .. الشعب يريد العودة الى فلسطين

قرية صفورية المدمرة ومسيرة العودة

والسنين لم تحبط من عزيمتنا من حلم العودة واللقاء بالأهل رغم انهم فصلو بيننا الاسلاك والحدود القريبه البعيده

والسنين لم تحبط من عزيمتنا من حلم العودة واللقاء بالأهل رغم انهم
فصلو بيننا الاسلاك والحدود القريبه البعيده