7356 فلسطينيا يعيشون ظروفا مأساوية بسبب جدار الفصل العنصري

7356 فلسطينيا يعيشون ظروفا مأساوية بسبب جدار الفصل العنصري

رام الله – وكالات

يعيش سكان 11 تجمعا سكانياً في محافظة جنين المحتلة أوضاعا إنسانية مأساوية في معازل نشأت عقب بناء جدار الفصل العنصري، حيث يحرمون من التواصل مع امتدادهم الطبيعي في جنين.
وتعد بلدات برطعة الشرقية، وأم الريحان، وظهر العبد، وخربة عبدالله يونس، والمنظار، والمالح، وعرب الحمدون، وخربة المكحل من أهم هذه المواقع السكانية المعزولة في جنين.
ويقطن هذه التجمعات 7356 فلسطينياً، يخضعون لشروط قاسية ومأساوية وعدوانية عندما يريدون مغادرة قراهم والعودة إليها عبر البوابات العسكرية المقامة على مداخلها، ولا يستطيعون المرور والتحرك إلا بتصاريح وساعات محددة يتم فيها فتح البوابات العسكرية.
ويقول توفيق قبها عضو مجلس قروي برطعة إن سكان القرية يتعرضون لشروط قاسية ومذلة ومعاناة مستمرة جراء الممارسات المجحفة من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على البوابات العسكرية، والمتمثلة بعدم سماح قوات الاحتلال لسيارات الإسعاف والأطباء والعاملين والطواقم الصحية، بما فيها المنظمات الإنسانية الدولية.
ويضيف أن "دخول هذه التجمعات من قبل الطواقم الطبية لا يتم إلا بتصريح خاص يتضمن صورا عن البطاقات الشخصية وضمن شروط مجحفة، مرفقة بطلب رسمي من المؤسسة المعنية ورسالة رسمية من المجالس القروية تؤكد طبيعة المهمة التي سيقوم بها الطاقم الطبي".
وإضافة إلى خضوع سُكان هذه التجمعات لشروط وإجراءات عسكرية غير إنسانية، يتعرض الفلسطينيون إلى إجراءات مهينة ومذلة ومشينة، وتفرض سلطات الاحتلال على أصحاب هذه التجمعات شروطا قاسية خاصة على صعيد التطور العمراني وممارسة الأنشطة الزراعية.
وهو ما يؤكده قبها الذي أشار إلى أنَّ المعبر العسكري المقام فوق أراضي برطعة الشرقية جنوب غربي جنين، يفتح يوميا من الساعة الخامسة صباحا وحتى العاشرة مساء أمام أهالي القرية للدخول والخروج من وإلى قريتهم، ولا يسمح لأي شخص بالعبور منه سوى سكان القرى المعزولة.
وأضاف: يحصُل السّكان على تصاريح تجدّد كل سنتين، بينما التجار والعمال يحصلون على تصاريح عمل لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
أما الشاب وليد مكحل من خربة المكحل التي تقع بمحاذاة مستوطنة "حرميش" جنوب غربي يعبد، فقال: إن أهالي الخربة، وعددهم سبعون، يعيشون منذ نكبة العام 1948 في الخربة على أمل العودة، حيث يعانون منذ أكثر من ستين عاما من إرهاب المستوطنين، وتحاول سلطات الاحتلال من خلال انتهاج سياسة الترغيب والترهيب، دفعهم للتنازل عن أرضهم التي يستقرون فيها منذ 63 عاماً هي عمر مأساتهم.
وأكد مكحل على تمسك المواطنين بأرضهم، رغم حرمانهم من أدنى متطلبات الحياة الإنسانية، حيث لا توجد مياه أو كهرباء أو بنية تحتية، وتمنعهم سلطات الاحتلال من تنفيذ أي مشاريع تقدمها السلطة، بحجة أن المنطقة مصنفة "ج" وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية.
وتتكرر صور المأساة في قرية ظهر العبد المجاورة، حيث يشعر أكثر من 500 نسمة يعيشون في القرية بأنهم باتوا يعيشون في بقعة جغرافية صغيرة تحولت إلى أشبه ما يكون بالسجن المحاصر بجدار الفصل العنصري والحواجز العسكرية الإسرائيلية.
ويقول عز عمارنة، عضو مجلس قروي ظهر العبد: يشعر أهالي القرية أنهم أصبحوا منسيين من قبل الجميع، رغم أن معاناتهم تكاد تكون الأشد، مشيراً إلى أن الجدار التهم أكثر من 350 دونما من مجموع أراضي قريته البالغة مساحتها نحو 1200 دونم، وحوّل حياة القاطنين فيها إلى جحيم لا يطاق.
ولم تقتصر الآثار المدمرة على مصادرة الأرض ومصدر الدخل، وإنما ألحق هذا الجدار ضربة قاسية بقطاع الثروة الحيوانية، لكون معظم الأراضي الملتهمة من المراعي الخضراء التي لم يعد بإمكان مربي الثروة الحيوانية الوصول إليها، وهو ما اضطر كثيرين منهم إلى بيع مواشيهم، بعد أن أصبحوا عاجزين عن إطعامها.
ويشير عمارنة إلى أن سلطات الاحتلال أحكمت قبضتها في عزل القرية بعد أن قطعت قوات الاحتلال الطريق الوحيدة التي تربطها ببلدة يعبد المجاورة، ومنها إلى مدينة جنين، من خلال إقامة حاجز عسكري ثابت على الطريق الوحيدة التي تبقت أمام الأهالي وتقع تحت طريق التفافية استيطانية شقتها قوات الاحتلال، بهدف الربط بين مستوطنتي "حرميش" و"كتسير" المقامتين في منطقة يعبد.
وفي سبيل منع أهالي القرية من عبور الحاجز أو محاولة الالتفاف عليه عبر طرق جبلية، لجأت قوات الاحتلال، إلى إقامة برجين للمراقبة فوق الجسر المُطل على طريق أهالي القرية، حيث يقوم الجنود، بإطلاق النار على كل مواطن يحاول الالتفاف على الحاجز، وهي محاولة كما يصفها عمارنة، محفوفة بالمخاطر، وقد تكلف من يحاول الالتفاف على الحاجز حياته.
ومنذ ذلك الوقت، يُضطر أهالي القرية للتوجه إلى محافظة طولكرم عبر قرى قفين وباقة الشرقية وعتيل وصيدا، ومنها إلى كفر راعي، وصولا إلى مدينة جنين، حيث يقطعون مسافة تزيد على 100 كيلومتر، حتى يتمكَّنوا من الوصول إلى المدينة، رغم أن طريقهم لم تكن تتجاوز 23 كلم قبل جدار الفصل العنصري.

» دراسة لمركز حقوقي : 68% من المقدسيين يعيشون خطر هدم منازلهم
» جدار الفصل ما زال يلتهم فلسطين... ويبقي 13 % فقط للفلسطينيين
» فلسطين تفتتح الـ2010 بالمسيرات المناهضة لجدار الفصل العنصري
» عندما تكون فلسطينيا
» الكشف عن وثائق سرية رسمية تؤكد أن اسرائيل عرضت تقديم رؤوس حربية نووية على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا