جدار الفصل ما زال يلتهم فلسطين... ويبقي 13 % فقط للفلسطينيين

جدار الفصل ما زال يلتهم فلسطين... ويبقي 13 % فقط للفلسطينيين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد ستة أعوام على صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بخصوص إزالة الجدار (الإسرائيلي) في الضفة الغربية المحتلة لعدم شرعيته، لم يتغير كثير على ارض الواقع، فقد بنت (إسرائيل) أكثر من 60 في المائة من أجزاء الجدار، ودفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً خلال رحلة الدفاع عن أراضيهم التي سلبها، تمثل في مصادرة مزيد من الأرض، والقتل، والاعتقالات، والحصار، وإن كانت هناك انجازات للمقاومة الشعبية ساهمت في تقليل حجم الضرر.

ويقول الخبير والباحث في شؤون الجدار داود حمودة، أنه منذ بدأت إقامة أول مقطع للجدار في العام 2002 بنت (إسرائيل) 60 في المائة من الجدار ويجري العمل على انجاز البقية قبل نهاية العام 2011.

من جهته، قال رئيس مؤسسة الخرائط في مؤسسة الدراسات العربية في القدس المحتلة، خليل تفكجي سيبلغ طول الجدار بعد نهاية بنائه 810 كلم منها 124 حول مدينة القدس، وفي نهاية المطاف سيسيطر الجدار على 8 في المائة من أراضي الضفة الغربية و4 في المائة من أراضي القدس، تضاف إلى نحو 46 في المائة تسيطر عليها المستوطنات والمعسكرات والطرق الالتفافية (الإسرائيلية).

حكاية الجدار بدأت عملياً في العام 2002 عندما طرح رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الأسبق آرييل شارون خطة الفصل عن الفلسطينيين للمرة الأولى في مؤتمر هرتزيليا حينها، والقاضية بالانسحاب من قطاع غزة، وإحاطة الضفة بجدار يشكل حدود (دولة إسرائيل)، وتمكنت المقاومة الشعبية من تصغير حجم المصادرة التي رسمها شارون حين كشف عن خطة الفصل من 53 في المائة من مساحة الضفة الغربية إلى نحو 46 في المائة في الوقت الحالي.

وفي التاسع من تموز العام 2004 أصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي رأياً استشارياً غير ملزم يطالب (إسرائيل) بوقف بناء الجدار فوراً، وهدم المقاطع التي شيدت منه، وتعويض المتضررين من عمليات البناء التي تمت. وبعد ذلك بنحو شهر تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار واعتبرت أن الأرض التي احتلت منذ العام 1967 بما فيها القدس الشرقية هي أراضٍ محتلة وليست أراضي متنازعاً عليها كما طالبت جميع الدول بتحمل مسؤولياتها بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير.

ويقول حمودة مع ذلك واصلت (إسرائيل) عمليات البناء وقاومت مواقع فلسطينية مختلفة جرافات الاحتلال، لكنها لم تنجح حتى اليوم في وقف عمليات البناء التي أسفرت عن بناء 520 كيلومتراً من الجدار، وصادرت لغاية اللحظة 555 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في الضفة.

أضرار الجدار كثيرة، فوفق تقرير صدر عن الأمم المتحدة مؤخراً توزعت الأضرار بالإضافة إلى مصادرة الأرض بين عدة محاور رئيسية أبرزها الخسائر البشرية وأخرى لها علاقة بالعزل والحركة، وثالثة تتعلق بالمياه، وغير ذلك من الخسائـر النفسية والمعنوية.

ووفق التقرير فإن 20 في المائة من الإصابات التي وقعت في صفوف الفلسطينيين منذ بدأ بناء الجدار قبل 8 سنوات والمقدرة بأكثر من 100 ألف إصابة، كانت لناشطين مقاومين لبناء الجدار، فيما تسبب الجدار الذي يحتوي على 57 بوابة ومعبراً بعزل كامل أو شبه كامل لمناطق فلسطينية وتجمعات سكنية.

وعلى صعيد المياه، يقول رئيس جمعية الهيدرولوجيين عبد الرحمن التميمي إن الجدار استولى عملياً على 20 في المائة من مقدرات المياه المستحقة للفلسطينيين في الضفة الغربية وسيطر على 21 بئراً تخدم 30 ألف دونم زراعي تضاف إلى السيطرة بنسبة 15 في المائة على حوض المياه الجوفية الغربي في فلسطين والذي يغذي غالبية مناطق الضفة الغربية.

وبحسب تفكجي فإن عدم استغلال الفلسطينيين لرؤية لاهاي أدى إلى النتائج الكارثية الحالية الناتجة عن الجدار والاستيطان، وفتوى لاهاي ستمر هذه السنة مثلما مرت في السنوات السابقة وستعاد الذكرى مرة أخرى العام المقبل وربما تكون إسرائيل قد أنجزت المهمة. ولا شيء أثمر حتى اللحظة في وقف مخططها لعزل الفلسطينيين عن القدس وعن بعضهم البعض.

ويضيف تفكجي أنه عند اكتمال أشكال العزل (الإسرائيلي) المتمثلة ببناء الجدار، وبالإضافة إلى ما تسيطر عليه المستوطنات والطرق الالتفافية والمعسكرات (الإسرائيلية) سيتحول شكل الضفة الغربية إلى سجون متعددة، ولن يكون هناك معالم لا لدولة فلسطينية ولا حتى دويلة، وسيكون الفلسطينيون في عزلهم يسيطرون فقط على 13 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، تشكل ما قد يسمى يوما بالدولة.

ويوضح تفكجي كيف حصل على نسبة 13 في المائة المتبقية من فلسطين قائلا سيطرت (إسرائيل) بعد حرب 67 على مناطق اللترون (مساحتها 58 كلم مربع) والقدس (مساحتها 72 كلم مربع) والبحر الميت (مساحتها 200 كلم مربع)، فيما تسيطر المستوطنات والجدار على 58 في المائة من مساحة الضفة الغربية ( 3364 كلم) البالغة 5800 كلم مربع، وبالإضافة إلى قطاع غزة (365 كلم مربع) يبقى من فلسطين ما مساحته 3399 كلم مربع أي ما نسبته 13 في المائة

» أثر جدار الفصل العنصري على الشعب الفلسطيني
» 7356 فلسطينيا يعيشون ظروفا مأساوية بسبب جدار الفصل العنصري
» تاريخ فلسطين للفلسطينيين ليس اختيارياً
» فلسطين تفتتح الـ2010 بالمسيرات المناهضة لجدار الفصل العنصري
» حق «الفيتو»..للفلسطينيين أيضا!