الفنان عبد الحي مسلّم: ذاكرة “الدوايمة” الحية

المدير العام العمر : 59 *المزاج* :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رشا عبدالله سلامة

وكأنما كان يشعر بقرب الرحيل حين اختزن في ذاكرته "الدوايمة" بتفاصيلها كافة..

رحل عنها وهو ما يزال يافعا بعد، حين حلّت نكبة العام 1948 بشعبه الفلسطيني، لتبقى تلك المشاهد تعتمل في ذهنه حتى كاشف العالم بها، حين أكمل "الدوايمة" نحتا و ألوانا.. مآتما وأفراحا.. نقوشا وشِعرا..

أمس، في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، اصطحب مسلّم جمهوره نحو تلك القرية الخليلية المهجّرة التي أعادها سيرتها الأولى حين ارتدت نسوتها تلك الأثواب المطرزة، وارتدى رجالها تلك القنابيز والكوفيات، وحين أسرجت لياليها الأفراح، فكانت"خشة الدار" و"حنة العروس" و"صندوق العروس" و"مناجاة صاج الخبز" و"الدبكة" و"رقصة الصبايا" و"الطهور"، وحين باغتت أهلها الملمّات إبان المجزرة وما تلاها من تهجير تشابكت فيه أقدار الشعب الفلسطيني، فكان "عرس الشهداء" و"أطفال الحجارة" و"الخروج من بيروت عام 1982" و"جنازة الشهيد ناجي العلي" و"مجزرة صمود وتحدي في مخيم جنين" و"محرقة غزة مسلسل الصهيونية" و"جدار الفصل العنصري".

بساطة مسلّم وفلسطينيته التلقائية، ليس على صعيد التعاطي مع جمهوره فحسب، بل و في صلب فنه، ضمنت له طوال عقود مصداقية عالية، وقبولا لافتا لدى متابعي فنه بأطيافهم كافة، المثقفين منهم والمختصين وحتى من لا يعلمون شيئا عن المدارس الفنية تماما كما مسلّم الذي ينوّه إلى عدم تلقيه الفن في أي معهد كان، بل على منهج فطرته الفلسطينية.

حين حمل "المارتينة" والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية كان مسلّم يناضل، وحين مزج نشارة الخشب بالغراء، ليخلّد "الدوايمة" وبلاد كنعان التي ذهبت على حين غرة كان يناضل.. وما بين المرحلتين وخلالهما كان أنموذج فلسطيني فريد من نوعه يتشكّل، ليجوب العالم باثاً شجونه الفلسطينية

» الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء
» الدوايمة..التشكيلي الفطري الفلسطيني عبد الحي مسلّم
» الدوايمة / الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلم من مجزرة الدوايمة لحصاربيروت
» ابن الدوايمة عبد الحي مسلم الفنان التشكيلي
» الدوايمة / الفنان عبد الحي مسلم عالمياً