موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو جهاد
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي




الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Empty
مُساهمةموضوع: الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء   الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء Emptyالإثنين يناير 25, 2010 1:12 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
















منذ
اثنين وثلاثين عاما تقريبا , لم يتوقف عبد الحي مسلم (أبو يوسف) عن بناء
منحوتاته ومشغولاته الباهرة. أحدث ما أنجزه الفنان عبد الحي مسلم, عمل
يمثل شهداء انتفاضة الأقصى (ومحمد الدرة في الخلفية), ويشير إلى عمل قيد
الإنجاز «هذا عمل آخر لم يكتمل», وجاءت الانتفاضة ففجرت مناطق جديدة من
مخيلة الفنان وذاكرته ووعيه واهتمامه, فترك العمل الذي لم يكتمل إلى حين
آخر.

في أزقة جبل القصور, تقودنا الأقدام, وتسبقنا الرغبة في التعرف, من جديد,
على فنان مؤسس لنمط فني فريد في فن النحت الفطري المميز. نمضي في أزقة
تتلوى صعودا وهبوطا , حتى نقف أمام سور حجري لا يبدو خلفه أي بيت. نقرع
الجرس, فنسمع صوتا , بلهجة بلدية ريفية, يسأل عن الطارق. يفتح الباب
ونعبر أدراجا ضيقة متلوية أيضا , إلى حيث يقبع الفنان, لنقف أمام شخص ينم
مظهره عن أصوله القروية, بوجه رسمت ملامح ه آثار الزمن والنكبات والتشرد,
وجسد نحيل أذبلته سنوات الكدح والتجريب, سعيا وراء حلم فني ذي صبغة
نضالية بارزة, وصوت أجش ذبحته سجائر التبغ العربي (الهيشي) الذي يلفه
بأصابع نحيلة تنقلت بين السلاح وأدوات الفن ولف السجائر.

يستقبلنا الفنان الفطري البسيط- المتواضع, فيما يسميه «الكهف» أو «المعبد»
حيث لم يعد له, وهو يقارب السبعين من عمره, سوى هذا المكان يقضي فيه وقته,
من الفجر حتى وقت متأخر من المساء, مع كائناته ولوحاته التي تحيط به خالقة
له متعة لا مثيل لها.. حتى لتنسيه مصادماته مع الأهل, ذوي التربية الدينية
المحافظة, بسبب تعلقه بهذه «الأصنام», خصوصا النسائية, التي يصنعها ويقضي
معظم وقته معها!

وكأي قروي بسيط, لم يتعلم الفن في أكاديمية أو معهد, فإن الفنان عبد الحي
مسل م, المولود عام 1933 في قرية «الدوايمة» (قضاء الخليل), يتحدث بيديه
الموشومتين بالأخضر, وبعينيه يتكلم, وبوجهه عموما , أكثر مما يجيد الحديث
بلغة الفنانين المثقفين. ولابد لمن سيقابله أن يكون له القدرة على التقاط
(شيفرات) لغته, خصوصا تلك اللهجة المحكية بمفرداتها الأليفة والغريبة في
آن. من هذه المفردات ما يعبر عن فهمه ووعيه الفطريين- مثل فنه الفطري-
لمسألة الإلهام الفني. وكما كان العرب القدماء يعتقدون بوجود «الجن»
الملهم للإبداع, يقول مسلم إنه يبدأ العمل في حالة غير طبيعية, أي بكلماته
هو «لما بتيجي قردتي» أو «لما تركبني القردة». بمثل هذا الوعي البسيط,
الذي يصعب تحويله كلاما فصيحا , يعمل مسلم دون أن يفكر كثيرا بالنتائج,
ولا يعبأ نهائيا بالآراء النقدية المتعالية. غير أنه يظل مشدودا إلى ما
تفعله أعماله, وما تجسده من مشروع كفاحي يحتاج الدعم والرعاية. فأعماله-
كما يرى الفنان والناقد التشكيلي السوري أسعد عرابي- هي مستودع للفلكلور
والأمثال والحكم الشعبية وقصصها المصورة.. في مرسمه في دمشق أكثر من 1200
لوحة جدارية يتجاوز بعضها المتر ونصف المتر.. وهي تشكل بداية أرشيفا شعبيا
كاملا عن ذكريات القرية الفلسطينية وتقاليد الأزياء والعادات. ولعل الطموح
الأكبر للفنان هو تأسيس متحف لحفظ أعماله. فهو رغم فقره, يحزن حين يبيع
لوحة له في الصالات الغربية, وكثيرا ما يذكر أسطورة الرسام المعدم الذي
كان يرسم بدمه لأنه لا يملك ثمن اللون الأحمر.

من هنا, يشكل الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلم, بأدواته البسيطة وأسلوبه
الفطري في العمل, مدرسة فنية قائمة بذاتها, ولكنها غير قائمة لذاتها, بل
لخدمة قضية وطنية وفنية في آن واحد. مدرسة فريدة في تجسيدها التعبير الفني
المرتكز على الأصالة, والمستمد من التراث والفلكلور الشعبي الفلسطيني,
بالقدر نفسه الذي تذهب فيه إلى معالجة القضايا وتناول الهموم اليومية
للشعب المشرد. هذا التناول وتلك المعالجة الممزوجان بقدرة فريدة على
العطاء دون انتظار العون من أحد, والاكتفاء بالاعتماد على الإمكانات
الذاتية المتواضعة, وعلى حساب المتطلبات الأساسية للفنان وعائلته.

بدايات

؛من دراما النكبة المتواصلة, من معايشة المأساة المستمرة, من معاناة
الحرمان من الاستقرار على أرض, من عصارة آلام التشرد والنزوح ثم النزوح,
من تفتت المشاعر لتنشق عبير الأرض الأم, من حنين الذكريات إلى صور الطفولة
والطمأنينة والسلام.. تفجرت القوى التعبيرية بالشكل البارز عند عبد الحي
مسلم».

(من شهادة للفنان السوري ممدوح قشلان).

أصبح عبد الحي مسلم فنانا بالفطرة, واكتشف أسلوبه وتقنيته بنفسه. كان ذلك
في العام 1971/1972, حين كان يقارب الأربعين من عمره, يخدم في سلاح الجو
الليبي- معارا من قوات منظمة التحرير الفلسطينية, يعاني فراغا قاتلا ,
لم ينقذه منه سوى هواية اللعب بالخشب, ومحاولة تشكيل مجسمات منه, تمثل
أشكالا بشرية (مقاتل, شهيد, امرأة فلاحة على رأسها جرة..الخ). ولكي يملأ
الفراغات بين القطع الخشبية, كان عليه أن يكتشف مادة تسد ذلك, فتذكر أن
نجارا , عرفه في طفولته, كان يملأ تلك الفراغات والثقوب بعجينة من نشارة
الخشب ممزوجة بالغراء الأبيض, فبدأ يعالج شخصياته بهذه العجينة. وشيئا
فشيئا , أخذت العجينة هذه تحتل مكان الخشب, الذي راح يحتل قاعدة التماثيل
التي يصنعها مسلم. ثم كانت مشاركته الفنية في معرض طرابلس الدولي, بعدد من
الأعمال, حافزا على التعلق بما اعتبره اكتشافا لذاته, وولادة جديدة
لحياته.

كم عمرك الآن, يا أبا يوسف? نسأله. فيحدق في ذاكرته المتعبة, ويحسب على
طريقته, ثم يفاجئنا: هذي السنة, كم لت اثنتين وثلاثين سنة (ما قبل الفن..
عمر ضائع). تعال شوف.. ويستخرج من ملف صورة تبدو عليها آثار الزمن, فيها
تمثال لا تكاد ملامحه تبين. هذا واحد من أعمال البدايات, يقول بفرح ممزوج
بنشوة الإنجاز. ثم ينتقل إلى القاعة الصغيرة, حيث نجلس, ويشير إلى آخر عمل
أنجزه يمثل شهداء انتفاضة الأقصى (ومحمد الدرة في الخلفية), ويشير إلى عمل
قيد الإنجاز. هذا عمل آخر لم يكتمل, وجاءت الانتفاضة ففجرت مناطق جديدة من
مخيلة الفنان وذاكرته ووعيه واهتمامه, فترك العمل الذي لم يكتمل إلى حين
آخر.

عن مرحلة البداية, يقول «كان الهم الوحيد إنجاز أي عمل يعبر عن فلسطين,
مقاتل , شبل, شهيد, أسير, فلاحة تحمل الجرة, شجرة برتقال من فلسطين..
المهم صياغة أي موضوع ينتمي إلى فلسطين. قبل اكتشاف تقنية نشارة الخشب
والغراء, العجينة النحتية التي أعالج بها أعمالي, كنت أتعامل مع قطع
الخشب, وأستعمل العجينة ذاتها لسد الثقوب والفراغات بين الخشب, للوصول إلى
سطح أملس, ثم أقوم بتلوينه بألوان مناسبة.. كنت أصوغ وألون عنصرا واحدا :
مقاتل, امرأة بزي شعبي.. كان من الصعب صياغة أكثر من عنصر». وفيما بعد,
حين امتلك الخبرة والأدوات والوعي بجوانب عمله, وبأهميته, أخذت تجربته
تتطور, كيف? وفي أي اتجاه سار هذا التطور? يجيب «ذات يوم شاهدت غلاف مجلة
فلسطينية يحمل صورة لعجوز فلسطينية, مع عبارة- نحن لن نغفر- وتمنيت التمكن
من صياغة الوجه فنيا . تناولت الصورة وألصقتها على قطعة من الخشب, وعجنت
النشارة مع الغراء, وحاولت تجسيم الوجه على الصورة, فأعجبني العمل, وما
زلت أحتفظ به, بعد ذلك اكتشفت أن باستطاعتي استعمال هذه العجينة النحتية
لبناء تكوينات نحتية على قطعة خشب مسطح.. وكانت سعادتي كبيرة حين تمكنت من
صياغة عدة عناصر».

ملامح وسمات

لم يتعلم في أي معهد أو أكاديمية فنية, كما قلنا من قبل. فهو خريج مدرسة
الحياة المحتشدة بالحرمان والفقر والمعاناة. وهو كذلك تلميذ الثورة
الفلسطينية, بكل ما حملته في بداياتها من زخم التمرد وحلم التحرير
والتغيير, لكنه تلميذها المجتهد الذي تحدى ظروفه, ووقف في وجه كل المصاعب,
في وقت انحرف فيه الكثير من المثقفين والفنانين. وفي هذا الصدد يقول عنه
الفنان العربي السوري الكبير نذير نبعة «عبد الحي مسلم فنان خرج من قلب
الثورة الفلسطينية فجأة, وبجدية في زمن تاهت فيه الثقافة داخل سراديب
المقولات والأفكار, وغامت فيه الطرق, وانتشرت الثرثرة في الهواء.. منطلقا
مثل إحدى القذائف, نظيفا من كل الشوائب التي علقت بالثقافة والمثقفين,
حرا بسيطا واضحا صادقا , لا يكتسب هذه الصفات الهامة بالجهد, بل هي
عناصر معدنه, تجدها مصورة فيه كإنسان, ساكنة في كل إنتاجه الفني, الذي
يأخذ منك المحبة والإعجاب, خارج الأطر السائدة, والنظريات الجمالية
المتداولة, ولكنه يبدع جمالياته الخاصة التي تهبه بدورها هويته
الفلسطينية.. فاخلع شوائبك الثقافية يا صديقي, وتعال نتجول بين هذه
الأعمال الفنية, نحب ونحلم, ونقاتل معها ضد الظلام».

وفي تجربته الفنية والنضالية محطات ومواقف, فهو واحد من الفنانين الذين
عاشوا معركة بيروت وشهد الهمجية الصهيونية العدوانية على شعبنا الفلسطيني
واللبناني في بيروت والمخيمات. كان يحمل البندقية دفاعا وصمودا ,
والإزميل ينقش به ملاحم البطولة. غادر بيروت حاملا في مخيلته ذكريات
أليمة.. ذكريات الدمار والغارات والحرب الوحشية الشرسة ضد أهلنا.. ذكريات
البطولة في الدفاع عن كل موقع وعن كل طفل وامرأة وشيخ.. شهد هزيمة آلة
الحرب الهمجية أمام بطولة أطفال ال (آر بي جي), وخرج من بيروت حاملا معه
مجموعة من الأعمال نفذها تحت القصف وبين الأنقاض, ومجموعة أخرى طبعتها
يداه من خلال شريط الأحداث الذي اختزنته ذاكرته عن تلك الملاحم والأساطير
البطولية.

لقد كافح عبد الحي مسلم طويلا , قبل أن يعثر على شخصيته المتفردة في هذا
الفن, رغم عثوره على تقنيته الخاصة المتواضعة التكاليف, والتي يصفها
الفنان والناقد أسعد عرابي بأنها «تحتوي على إمكانات الرسم والتلوين
والنحت والكتابة معا». فمن نشارة الخشب التي يعجنها بالغراء الأبيض, يأخذ
في تشكيل شخوصه وعرائسه على قطعة المازونيت (أو أي قطعة خشب). وتسمح له
هذه المادة-كما يضيف عرابي «بالتعديل والإزاحة والإضافة.. ويأخذ بالتلوين
بألوان مرحة متوهجة مرهفة الحس». وينتسب عمل مسلم الفني إلى ما يسمى عادة
«الفن البكر» غير المثقف, ولعله أقرب إلى صيغ التقاليد الشعبية في حالاتها
الخام.. خصوصا في مشاهد قصص الحب التي تذكر برسومات قصص ألف ليلة وليلة,
وعنتر وعبلة ومجنون ليلى وغيرها من قصص التراث الشعبي.. ويصف عرابي شخوص
الفنان في تماثيله بأنها «قريبة في صياغتها من ملامح شخصيات مسرح خيال
الظل», ويضيف بأن من سمات هذا الفن, أنه «يهتم بالمعاني المطلقة أكثر من
تصيد الخصائص الفردية والشخصانية. أشخاصه يعبرون عن دلالات مطلقة من الحب
والقهر والحنين والظلم والفراق وعذاب الوحدة والتشرد, يدعمها بكتابات
زجلية في غاية العذوبة والرقة».

ويلفت عرابي نظرنا إلى ما في عمل الفنان مسلم, من التنوع في الموضوع,
والغنى في العناصر, حيث نعثر في لوحاته على (الرغيف والزيت والزعتر والشاي
والنعناع والكوفية والفانوس والحمام والمنجل الكنعاني, على الزهرة والعش
الحزين, على الشبابة والموال, الحصاد والأعراس, قصص الحب المريرة التي
يعكر صفاءها النفي والارتحال). والكتابات التي يزين الفنان بعض أعماله
بها, تلعب دورا شديد الحساسية, فهي لا تقل انفعالا وحنينا عن الأشكال,
خصوصا الكتابات المستمدة من أغاني التراث الشعبي الفلسطيني, كما نجد في
حديث الزوجة وهي تقول لزوجها «على مين تخليني? لا أمك حنونة ولا طفل يسل
يني» أو «إن مت يا زين/ كفني بورق ريحان».

القضايا والتقنيات

ربما كانت ميزة عبد الحي مسلم الأبرز, إلى السمات المذكورة, أنه ظل بعيدا
عن تأثيرات العصر الجمالية والتقنية, فهو حافظ على صورة وأداء الفنان
الفطري الذي يتعامل مع الحياة بعفوية وتلقائية. وضمن هذا السياق, توزعت
تجربته بشكل عفوي على موضوعات فلكلورية فلسطينية, وأخرى تعبر عن الأحداث
المعاصرة مثل أعماله ( مناضلات من شعبي, أّم فقدت أطفالها الثمانية في
صبرا وشاتيلا, وصية الشهيد, يافا عروس البحر, الانتفاضة, أطفال الحجارة,
سلسلة «ذكريات من طفولتي», عازف الناي, النواطير, ..).

وعلى صعيد التقنية, يرى الناقد التشكيلي السوري خليل صفية, أن أعمال مسلم
تجمع بين طريقة التعامل مع الطين ومع الحجر في آن واحد, كمادة جديدة قابلة
للحذف والإضافة, حيث ينطلق من عجينة طرية يعالجها كالطين, وحين تجف لتصبح
صلبة كالحجر يستخدم الإزميل والمطرقة للحذف والتشذيب. ولم يقف عمل الفنان
عند إمكانات المادة أو روحانية النحت البارز والكشف عن خصوصيته, بل قام في
بعض الجداريات بتلوين الكتل النحتية البارزة وكأنه يتعامل مع سطح قماش
أبيض للوحة تصوير زيتي. ورغم اكتشافه تلوين الجدارية بنشارة خشب متنوع
الألوان, وممارسة النحت واستشفاف اللون من طبيعة المادة, ما يزال يلون
الكتل النحتية البارزة كالمصور الزيتي.

ومهما اختلف الموضوع في عمل مسلم, فإن العناصر والتشكيلات الفنية لديه
تشترك في وحدة الصياغة الجمالية, التي تشكل امتدادا للجماليات التراثية
الفلسطينية, وذلك من خلال التأكيد على الرموز والأساطير, واستخدام العناصر
الواقعية استخداما رمزيا تارة, وأسطوريا تارة; فالمرأة تأتي كرمز للأرض
والعطاء, تارة, وتارة أخرى في صورة المرأة المناضلة والمقاتلة, كما يمكن
أن تكون رمزا لفلسطين وللقضية. والفنان معني في أعماله ببناء علاقات
أسطورية غير مألوفة, فيها الكثير من الغرابة والخيال.. تقود إلى مضامين
واقعية لا تخرج عن نطاق معالجته النحتية الفطرية الأصيلة. وهنا تتداخل
العناصر التعبيرية بالزخرفية والأشكال الواقعية بالأسطورية بكل بساطة
وعفوية. وفي بعض الأعمال يصل الفنان في تكويناته إلى البناء الملحمي. كل
ذلك من أجل التعبير عن هاجسه الأساسي ومحرضه على التعبير وهو فلسطين.
ولأنه يعتقد بأن التعبير بالنحت وحده لا يفي أحيانا بالغرض, فهو يقوم
بتلوين الكتل النحتية البارزة وعناصر عمله ورموزه بألوان واضحة وصريحة لا
تحمل فقط القيمة التعبيرية, بل تلعب أيضا دورا رمزيا , لتؤكد أصالة
تجربة الفنان الفطري الذي يمثل امتدادا طبيعيا لجماليات شعبه عبر
التاريخ. لهذا, لم تقف تجربته عند حدود تسجيل مظاهر الفلكلور الشعبي
والعادات والتقاليد والذكريات الجميلة التي عاشها في فلسطين قبل النكبة,
بل عمل على مواكبة القضية الفلسطينية والتعبير البدائي عنها بمختلف
موضوعاتها وأحداثها: النكبة, الثورة, الشهداء, والمجازر.

مسيرة وإنجازات

خلال مسيرة الثلاثين عاما , في مراحلها المختلفة, أقام مسلم مجموعة من
المعارض, في الوطن العربي وفي أنحاء من العالم الغربي. فمن بيروت إلى
عمّان ودمشق وعواصم عربية أخرى, حتى عواصم أوروبا, شهدت المعارض العربية
والدولية حضورا متميزا لأعماله. لكن أوسع شهرة له عرفتها معارضه في
أوروبا, وتحديدا حين عرض في «فورم سبيسا» في برن (ألمانيا), بعد معرضه في
قاعة روتغابرك في زيوريخ, بعد تحقيق شهرة كبيرة في أوروبا الشمالية
(السويد, النرويج, فنلندا, والدنمارك/ 16 معرضا ), بل وصل نشاطه إلى
الفليبين وكندا, وساهم مع 33 فنانا يابانيا في معرض «تحية لصبرا
وشاتيلا» في طوكيو.

ويلحظ أسعد عرابي, على هامش معرض مسلم في «فورم سبيسا» (برن), كيف يحافظ
الفنان على سكينته وهدوئه في صخب أوروبا, ويتحرك ضمن إيقاعه: وجه رسمته
ستة عقود منهكة تعكس أقسى معاني التشرد الفلسطيني «أعطاه العالم كيسا من
الطحين, وبحرا من الحزن وتذكرة صالحة لسفرة واحدة فقط». فحساسيته
التشكيلية تتفوق على هاجسه النضالي, كما أن حدسه الإبداعي يوازي خطابه
السياسي ومضامينه الملتزمة.

ويتمثل جانب من إبداع عبد الحي, في تكويناته التي تحمل العناصر التعبيرية
المعاصرة بتشكيل جديد لكل عمل, وبشاعرية شاملة تربط بين جميع الأعمال
المنجزة بهذا الأسلوب والمعبرة عن واقع الحياة الشعبية الفلسطينية. فتجربة
الفنان المستقاة من طفولته في قرية الدوايمة, محتشدة بالعادات والتقاليد
التي يتوارثها الأبناء والأحفاد. وقد جسدها بكل إخلاص وأمانة, وبصورة يرسخ
عبرها تأكيده على الجماليات الشعبية الفلسطينية, واستلهام جوهر التراث
وروح العصر.

كما تشدنا في عمله- بحسبما يرى الفنان والناقد التشكيلي الفلسطيني غازي
انعيم- هذه الحركات التعبيرية التي تسيطر على أغلب أعماله: مراسيم العرس
(خشة الدار, رقصة الصبايا, الدبكة, الشاعر, حنة العروس, زفة العروس على
الجمل). ففي عمله يلتقي الجمال والدقة والمهارة, مع إحساس مفعم بالإيقاع,
إيقاع الرقص الذي يعيد تكوين الجسد الإنساني, ليشيع الإحساس بالفرح
وبالحركة, وبالإيقاع الجماعي حيث الغناء والترديد ما بين مجموعتين, وكل
مجموعة محتشدة بالعناصر الإنسانية والنباتية والزخرفية والعمارة. وتأثر
الفنان بالبيئة البحرية, فقدم أعمالا تعبر عن المدن الساحلية (يافا عروس
البحر, ميناء عسقلان). وأعمالا تمثل الحياة والمواسم الشعبية (عيد
الشيجور, معاتبة ابن العم لعدم زواجه من ابنة عمه, معاتبة الحبيبة, حديث
فنجان القهوة, الترحيب بالضيف, الغزل في الوجنات, المكحلة, مناجاة..),
وأعمالا أخرى تجسد القضايا الوطنية, كما في (أخي جاوز الظالمون المدى,
السجين, الانتفاضة, أغنية الوطن في الانتفاضة, الانتفاضة والتحدي).

على مستوى آخر, يشير الناقد التشكيلي السوري د. محمود شاهين, إلى ظاهرة
التلوين في أعمال مسلم الفنية, فبعضها ملونة ومزينة بالتطريز والزخرفة,
وبعضها بألوان الخلطة نفسها, ألوان توحي بالبرونز والمعدن عموما . وهناك
الأعمال الخاصة بحركات التحرر التقدمية في العالم, وتمثل شعارات لهذه
الحركات, وملصقات بلغات عالمية.. وذلك كله ضمن التزام صادق بقضيته
العادلة. ولعل أهم ما ينفرد به الفنان هو ذاكرته الخصبة, وقدرته المتفوقة
على تسجيل علاقة الناس ببعضهم وبالأرض والبيئة والتراث الشعبي القادم من
رحم الحياة الشعبية.

وهاهو الإنتاج يتكدس يوما بعد يوم, في مشغله الضيق البسيط والمتواضع.
ورغم الظروف المادية الصعبة, أدمن الفنان ممارسة الفن, يمارسه بشكل يومي
مكثف. الفن عنده تحول إلى نوع من الارتباط العميق بالحياة. وتحولت التقنية
إلى جزء من الموضوع. يداه تعرفان الطريق إلى موضوعاته عبر هذه المادة. وفي
مرحلة أخرى, أدخل الجبس مادة تعبيرية أخرى, أتقنها وتمكن منها. وهو اليوم
يمارس عشقه السري العجيب للفن عبر المادتين, برغبة طفل نهم لا يشبع ولا
يرتوي. إنه شخصية فنية متفردة قائمة على العفوية الصادقة والمحبة العميقة
لوطنه وشعبه وأمته وتراثه العريق المتمثل في جملة من المعطيات والأشكال
والرموز الشعبية الحية والفنية. ليس من السهل التعرف على حقيقة المادة
المستعملة في لوحته النافرة, خاصة بعد إضافة اللون باستخدامات مختلفة.

أخيرا , فإن شهرة الفنان في أوروبا قد خلقت له علاقات وثيقة مع عدد كبير
من الفنانين والمهتمين, أكثر مما في العالم العربي. وقد كتبت له- وعنه-
الفنانة الروسية تايكو فاتش, في تقديم واحد من معارضه: بلغ بي التأثر
بأعمال مسلّم, حدا أعتقد معه أن العالم سينصف هذا الفنان, في الوقت
المناسب.. قد يكون بعد مائة عام أو مائتين, أو أكثر, لكن المتاحف التي
ستعرض له لن تنساه أبدا , وأعتقد لو أن معرضه يتجول في دول العالم فسيكسب
زيادة في اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية.
function __RP_Callback_Helper(str, strCallbackEvent, splitSize, func){var event = null;if (strCallbackEvent){event = document.createEvent('Events');event.initEvent(strCallbackEvent, true, true);}if (str && str.length > 0){var splitList = str.split('|');var strCompare = str;if (splitList.length == splitSize)strCompare = splitList[splitSize-1];var pluginList = document.plugins;for (var count = 0; count < pluginList.length; count++){var sSrc = '';if (pluginList[count] && pluginList[count].src)sSrc = pluginList[count].src;if (strCompare.length >= sSrc.length){if (strCompare.indexOf(sSrc) != -1){func(str, count, pluginList, splitList);break;}}}}if (strCallbackEvent)document.body.dispatchEvent(event);}function __RP_Coord_Callback(str){var func = function(str, index, pluginList, splitList){pluginList[index].__RP_Coord_Callback = str;pluginList[index].__RP_Coord_Callback_Left = splitList[0];pluginList[index].__RP_Coord_Callback_Top = splitList[1];pluginList[index].__RP_Coord_Callback_Right = splitList[2];pluginList[index].__RP_Coord_Callback_Bottom = splitList[3];};__RP_Callback_Helper(str, 'rp-js-coord-callback', 5, func);}function __RP_Url_Callback(str){var func = function(str, index, pluginList, splitList){pluginList[index].__RP_Url_Callback = str;pluginList[index].__RP_Url_Callback_Vid = splitList[0];pluginList[index].__RP_Url_Callback_Parent = splitList[1];};__RP_Callback_Helper(str, 'rp-js-url-callback', 3, func);}function __RP_TotalBytes_Callback(str){var func = function(str, index, pluginList, splitList){pluginList[index].__RP_TotalBytes_Callback = str;pluginList[index].__RP_TotalBytes_Callback_Bytes = splitList[0];};__RP_Callback_Helper(str, null, 2, func);}function __RP_Connection_Callback(str){var func = function(str, index, pluginList, splitList){pluginList[index].__RP_Connection_Callback = str;pluginList[index].__RP_Connection_Callback_Url = splitList[0];};__RP_Callback_Helper(str, null, 2, func);}
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلّم عرائس ومنحوتات من نشارة الخشب والغراء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفنان عبد الحي مسلّم: ذاكرة “الدوايمة” الحية
» الدوايمة..التشكيلي الفطري الفلسطيني عبد الحي مسلّم
» التشكيلي الفطري الفلسطيني (عبد الحي مسلّم زرارة ): من الفلكلور إلى الأسطورة
» الفنان التشكيلي الفلسطيني «عبد الحي مُسلم»
» معرض الفنان الفلسطيني عبد الحي مسلم زرارة في منتدى الدوايمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة التصميم والفنون :: الفنان التشكيلي عبدالحي مسلم زرارة حارس الذاكرة الفلسطينية-
انتقل الى: