معجم العين

عضو مميز *المزاج* : الهدوء. الصبر

لقد اطّلع الخليل بن أحمد على الرسائل اللغوية السابقة عليه فلاحظ أنها لا تسير في جمع اللغة على أساس علميِّ مقبول وأنها لا تخلو من تكرار، فلا يمكن عن طريقها أن تجمع الألفاظ جمعاً عاماً كما أراد الخليل. ورأى أيضاً أنها لا تفي بحاجة الباحثين وانّ التدوين على هذا النحو لا يحقّق الهدف المنشور الذي من أجله وضعت هذه المؤلفات وهو: حفظ اللغة من الضياع، ذلك أنها غير مستوعبة وغير حاصرة. ففكر الخليل في الأمر، ثم قدّر فهدى إلى منهج يمكّنه من تحقيق غرضه، ذلكم هو منهج التقليبات الصوتية، وعليه كان معجم "العين" للخليل.

مكانة معجم "العين"

أما مكانة معجم "العين" في تاريخ المعاجم اللغوية: فلعلّ الخليل بتأليفه يعدّ أوّل من سعى إلى وضع مصنَّف جامع، أراد به استيعاب جمع ألفاظ العربية، معتمداً في ذلك على ما صنَّفه سابقوه من تآليف مفردة، وإن كانت أيضاً معاجم متواضعة وكان التجديد الآخر- فيما يظهر- هو أنه- أي الخليل- رتّبه على نظام المخارج والتقاليب.

ومن الطبيعيّ أن يحظى معجم "العين" في زمان مبكر بمنزلة المصنّف المحتذي في صناعة المعاجم إذا كان في كتاب "العين" شيء من القصور، وإذا كان قد وُجِّهَ إليه شيء من النقد، فإن هذا أو ذاك لم يستطع أن يغضّ من شأنه، أو أنْ ينال من مكانته البارزة.

نسبة معجم "العين"

يقول البروفيسور فؤاد سزكين : " والنقاش في هل ألّف الخليل هذا المعجم أم أن النص المتداول ليس من تصنيفه، شديد التعقيد، ويرجع إلى عصر متقدم وبعض المصادر تسند إلى الليث بن المظفر دوراً بالغ الأهمية في رواية الكتاب وتعديله، بل حتى في إتمامه فيقال إنه استحوذ على الكتاب بعد موت الخليل وأتمّه؛ ومن هنا كانت الأخطاء والأوهام الكثيرة فيه !

ومهما يكن من أمر فلقد حسم هذه القضية بأدلّة ملموسة الدكتور محمد رياض كريم في كتابه: "القول الفصل في نسبة كتاب العين للخليل" وأثبت أنّ معجم "العين" هو للخليل بن أحمد الفراهيدي وفقط.

لِمَ سمّي بمعجم "العين؟

لقد فكّر الخليل أحمد الفراهيدي أوّل الأمر في جمع ألفاظ اللغة العربية بطريقة استقصائية حاصرة عن طريق متابعة الحروف الأبجدية إلا أن ذلك لم يتيسر له، حيث أوضح في مقدمة كتابه "العين" أن الحروف الأبجدية لم تسعفه في ذلك؛ لأنّه وجد أن الألف لا استقرار لها؛ فعدل عنها، ولَمَّا لم يبدأ بالحرف الأول، كره البدء بما يليه، وهو الباء؛ لذلك نجد أنه اتجه اتجاهاً آخر يحقّق هدفه من خلاله، فجمع الألفاظ حسب مخارجها مراعياً في ذلك الناحية الصوتيّة، فبدأ الحروف الحلقيّة، وتنّى باللسانية، وثلّث بالشفوية، وختم بالجوفية.

وعندما تناول أول المخارج من الداخل، أو أبعدها من الخارج، نجد أنه رأى أنّ العين أوّل حروف الحلق قوّة، وفي ذلك يقول الإمام السيوطي: " قال ابن كيسان: سمعت من يذكر عن ابتداء كلمة ولا في اسم ولا فعل إلاّ زائدة، أو مبدلة، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيّة،لا صوت لها فنزلت إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء، فوجدت العين انصع الحرفين، فابتدأت به ليكون أحسن في التأليف " أ.هـ.

من هنا؛ كان السرّ في اختيار الخليل لمعجمه اسم "العين".

عضو الهيئة الادارية نائب المدير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عضو فضي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» معجم العين 3
» علاج المياه البيضاء في العين
» معجم العين2
» معجم العين4
» قصة تدمع العين