دبلوماسية الصواريخ:- هل ينجح اوباما حيث فشل بوش؟ ((محمد خروب))

مشرف سابق

دبلوماسية الصواريخ:- هل ينجح اوباما حيث فشل بوش؟

بقلم :- محمد خروب

لا قداسة للمواعيد لدى كل الاطراف التي ستلتقي اليوم في بيرن بسويسرا، فطهران التي ستجلس قبالة وفو د(5+ 1) اثبتت انها خير من يستثمر في الوقت واظهرتحنكة في جلب الاطراف كافة، الى الحافة ثم العودة بهم (اقرأ الهبوط بهم) الى ارض الواقع، الذي لا يمكن تجاوزه أو تجاهله من قبلهم.. وليس أدل على ذلك من القبول الاميركي وتاليا باقي اطراف المعادلة (5 +1) برزمة المقترحات التي قدمتها ايران في العودة الى طاولة المفاوضات، دون أن تقدم أي تنازل في شأن برنامجها النووي (حتى الان)، بل ان الاخير (البرنامج) لم يكن جزءا من الرزمة المقترحة تلك..

الولايات المتحدة أو اميركا اوباما، ليست على تلك الدرجة من السذاجة ايضا، فهي وإن سارعت الى قبول الورقة الايرانية، إلا أنها تصر على بحث الموضوع النووي شاءت طهران أم أبت على ما جاء في البيان الصادر يوم امس عن البيت الابيض.

واذ نحن أمام مشهد جديد ومختلف عن ذلك الذي ساد في عهد بوش حيث تطرح ادارة اوباما مقاربة مغايرة، تنهض في الاساس على منح اولوية للتفاوض، فإن ايران هي ايضا تذهب الى طاولة المفاوضات بغير الهوية التي دأبت على الذهاب اليها في السنوات الماضية، بعد أن اهتزت صورة النظام اثر انتخابات الثامن من حزيران الماضي، والتي ما تزال تداعياتها تتوالى فصولا، رغم أن التجارب الصاروخية الناجحة التي اجراها الحرس الثوري قبل يومين، قد اسهمت في رد الاعتبار لنظام محمود احمدي نجاد او لنقل للتيار المحافظ في شكل عام.

لا داعي للحديث عن روسيا التي سجلت هي الاخرى نقطة لصالحها عندما نجحت في ثني باراك اوباما عن المضي قدما في مشروع الدرع الصاروخية التي بدأها بوش، رغم ان تخلي ادارة اوباما عن هذا المشروع لم يكن تنازلا مجانيا لموسكو بقدر ما قد يكون جاء في اطار صفقة ما تروج شائعات قوية عن ان الكرملين سيسدد فاتورتها في شكل النزول عن شجرة المعارضة التي واصلها، لفرض المزيد من العقوبات على ايران ولوقف او تأجيل صفقة صواريخ (إس300) المضادة للطائرات.

دع عنك بريطانيا غوردون براون حيث الاخير يواجه امكانية فقدان مستقبله السياسي بعد ان انهارت شعبية حزب العمال وغدا الرجل (كيس ملاكمة) لمعارضيه داخل الحزب ولاحزاب المعارضة على حد سواء.

يبقى نيكولا ساركوزي الاكثر حماسة والاعلى صوتا في الهجوم السياسي والدبلوماسي على ايران والمستعد فيما يبدو لتأييد ليس فقط تشديد العقوبات إنما ايضا لعمل عسكري، تتناغم معه في الموقف المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الباقية في دار المستشارية في برلين، ولكن من خلال ائتلاف جديد عن ذلك الذي كان شريكها في الحكم هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وحدها الصين صاحبة الموقف الملتبس والمحمول على قراءات عديدة ليس أقلها انها لم تحسم خياراتها وهي لن تجاري واشنطن في حماستها لفرض عقوبات جديدة، في الان ذاته التي لا تريد ان تظهر بمظهر المؤيد لبرنامج طهران النووي وبخاصة بعد الكشف عن المنشأة النووية الجديدة في جبال مدينة قم.

الجدل والسجالات ستتواصل، اسرائيل في قلب المشهد وهي احد اللاعبين الرئيسيين فيه، لكن المؤسف هو الغياب العربي الكامل، فيما يعلم الجميع انهم هم الذين سيدفعون تكاليف الفاتورة الايرانية، لكن اللافت في كل ما يجري هو ان ادارة اوباما تبدو على درجة عالية من الارتباك والتردد رغم ما يحفل به خطابها من حماسة، من خلال الايحاء انها تضبط المشهد وتتحكم فيه، لكننا نحسب انها لن تنجز شيئا ملموسا وستبقى تدور في الدائرة المفرغة ذاتها التي دار فيها بوش وعصابة المحافظين الجدد.. طويلا.

» شيوعيون!! (( محمد خروب ))
» هذا زمن... «العكاريت»!! (( محمد خروب ))
» الانتخابات، بما هي حديث و..«حدث»!! (( محمد خروب ))
» المثال... «الأرمني» (1-2) (( محمد خروب ))
» قفزة فـي المجهول!! (( محمد خروب ))