مصالحة وشيكة؟.. من يضحك على من؟ (( محمد خروب ))

مشرف سابق

مصالحة وشيكة؟.. من يضحك على من؟

بقلم :- محمد خروب

أطرف ما في المشهد الفلسطيني وعلى قاعدة شر البلية ما يضحك، هو تحديد موعد نهائي للتوقيع على مصالحة فلسطينية فلسطينية، أو لنقل مصالحة بين فتح وحماس في 26 تشرين الأول الجاري، يسبق هذا الموعد التاريخي بيوم واحد اجتماع للفصائل كافة!!..

ثمة قاعدة يجدر بالوسطاء وبخاصة في القاهرة، أن يدققوا فيها جيدا وهي أن لا قداسة للمواعيد عند فلسطينيي السلطة كما اولئك في حماس، صحيح أن الشعار هذا، رفعه اسحق رابين مباشرة بعد التوقيع على اتفاق اوسلو وخصوصا بعد أن بدأت استحقاقات هذا الاتفاق الفخ.. بالاقتراب.

لكن الجنرال الذي وصفه ياسر عرفات بأنه شريكه في سلام الشجعان.. قال في حزم وحسم وكان يعني ما يقول لا قداسة للمواعيد لدى اسرائيل سوى أمن الدولة والشعب اليهودي..

هذا المفهوم الاسرائيلي المحدد والصريح، هو آخر هموم من يمسكون بزمام الامور راهنا في رام الله وغزة.. ولذلك نحسب دون الذهاب الى مربع المغامرة بأن موعد (26/10/2009) سيمر كما مر غيره من المواعيد، ولن يتم التوقيع فيه على أي نوع من المصالحة.. لأن المعارك لاسقاط هذا الموعد تحديدا، ستحتدم اعتبارا من الان، وبخاصة بعد أن اعلن الوزير المصري احمد ابو الغيط عنه، ليس لأن تقرير غولدستون، غدا الحجة والدليل، وهو يستحق انه يكون كذلك، وانما ايضا لأن الورقة المصرية التي ستتم بموجبها المصالحة العتيدة، غير مقبولة على الطرفين وخصوصا على حركة فتح التي فوجئت (حد الصدمة) بموافقة حماس التي أعلنها (ومن القاهرة) خالد مشعل، فيما يرى كثيرون أن الموافقة الحمساوية جاءت في اطار تكتيكي لإحراج فتح واظهارها بمظهر المعرقل للجهود المصرية، وأنها (حماس) ستجد من المبررات ما يدفعها للتراجع عن موافقتها، وها قد جاءت فضيحة غولدستون لتمنح اشرعة حماس رياحا جديدة، ستعرف الحركة التي نجحت في تحرير (20) اسيرة فلسطينية، كيف توظفها في حملتها ضد السلطة وقيادتها وحركة فتح التي استعادت بعض عافيتها بعد مؤتمر بيت لحم..

قد تكون القراءة السابقة صحيحة أو تنطوي على مبالغة، لكن اللافت هنا، هو أن المشهد الفلسطيني الراهن يعيش حالا غير مسبوقة من الفوضى وانعدام الثقة وتزايد الشكوك، ولم يعد من الممكن التجسير على الخلافات التي وصلت أمدية تكاد تقترب من نقطة اللاعودة، لأن التخوين عاد يتصدر المشهد ولأن فعلة السلطة، تؤشر الى عمق الهوة التي تفصل بين خطابي الحركتين الاقوى على الساحة الفلسطينية، دون أن نتحدث بالطبع عن الجدل الذي ستثيره نتائج التحقيق (...) الذي أمر به محمود عباس حول ملابسات التأجيل..

ولهذا، وحتى لا نعيد ما هو معروف لدى الجميع أو نكرر ما كان قد قيل في هذا الشأن وفي غيره، فإننا نذهب في غير تسرع أو ركوب لموجة التشاؤم للقول: ان المصالحة (...) لن تتم وأن 26 الجاري لن يختلف عن اليوم الذي يسبقه أو يليه.. والله أعلم..

» هذا زمن... «العكاريت»!! (( محمد خروب ))
» شيوعيون!! (( محمد خروب ))
» الانتخابات، بما هي حديث و..«حدث»!! (( محمد خروب ))
» المثال... «الأرمني» (1-2) (( محمد خروب ))
» قفزة فـي المجهول!! (( محمد خروب ))