اردوغان.. اذ يتجاوز الخطوط الحمراء!! (( محمد خروب))

مشرف سابق

اردوغان.. اذ يتجاوز الخطوط الحمراء!!

بقلم :- محمد خروب

هكذا، رأت صحيفة اسرائيل اليوم في قراءتها للزيارة الراهنة التي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لايران.. ولمن لا يعرف فإن هذه الصحيفة اليومية الرابعة، جديدة نسبيا على المشهد الصحافي الاسرائيلي (صدر العدد الاول منها يوم 30 تموز 2007)، بتمويل من الملياردير اليهودي الاميركي (واليميني المتطرف ايضا) شلدون ادلسون، لدعم صديقه بنيامين نتنياهو في معركته للفوز برئاسة الوزراء مرة اخرى ولمواجهة حزب كاديما، الذي كان انشق على الليكود وقاد التمرد عليه ارئيل شارون وتسيبي ليفني وايهود اولمرت، وطبعا بعض قادة حزب العمل مثل شمعون بيرس وداليا ايتسيك وحاييم رامون..

لسنا في صدد الحديث عن هذه الصحيفة الاكثر يمينية وتطرفا حتى من صحيفة معاريف، مقارنة بصحيفة يديعوت احرونوت المعتدلة وهآرتس المصنفة يسارا..

بل إن الهجوم اللاذع الذي تتعرض له تركيا وتحديدا اردوغان، من قبل الدوائر السياسية والاعلامية والدبلوماسية الاسرائيلية، وتلك المرتبطة عضويا بالصهيونية العالمية، تدفع للاعتقاد ان الضربة الاشد التي تلقتها اسرائيل في الاونة الاخيرة، كانت في تصدع تحالفها الاستراتيجي التاريخي مع انقرة، رغم أن الحكمة تقضي عدم الخروج باستنتاجات متسرعة حول مستقبل العلاقات التركية الاسرائيلية التي تمر الان في مرحلة اختبار حقيقية قد تفضي الى توتر اكبر (اقل بكثير من درجة القطيعة)، او تسير باتجاه التهدئة وصولا الى علاقات فاترة او اقل سخونة مما كانت عليه قبل وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة، هذ الحزب الذي ساعدته ظروف سياسية ودبلوماسية اقليمية ودولية في الان ذاته، في انضاج تكتيك الانفتاح على حديقته الخلفية العربية والاسلامية، بعد ان تراجعت طموحاته في الانضمام الى نادي دول الاتحاد الاوروبي، اثر وصول انجيلا ميركل في المانيا وخصوصا نيكولا ساركوزي في فرنسا، وهما الجناحان اللذان يطير بهما النسر الاوروبي كما ينبغي القول.

اللافت في الابتعاد او التصعيد المبرمج مع اسرائيل الذي يقوده اردوغان والذي وجد زخمه الاكبر مع تبوء احمد داوود اوغلو منصب وزير الخارجية بعد ان ظل طويلا خلف الاضواء كمستشار سياسي لرئيس الوزراء التركي، هو عدم ذهاب انقرة الى مربع القطيعة المباشرة، وترك الامر لاسرائيل إن شاءت وضع تركيا تحت قصفها الاعلامي والسياسي والدبلوماسي (وتركيا لن تقف صامتة ازاء هذا القصف بالطبع)، الذي تبدى في مقالات وتصريحات تدعو علنا الى اعادة احياء الدعوات بممارسة ضغوط على الكونغرس للاعتراف بالمذبحة الارمينية في العام ,1915. وهو الاعتراف (الاميركي بالطبع) الذي لم يتم بسبب لجوء انقرة الى تل ابيب لتوظيف لوبياتها داخل الكونغرس والادارة الاميركية على ما تزعم مصادر اسرائيل وهي مزاعم يمكن تصديقها في بعض الاوقات، رغم ان الادارات الاميركية المتعاقبة جمهورية كانت ام ديمقراطية، لم تكن لتغامر بخسارة تركيا وخصوصا في فترة الحرب الباردة ثم في الحرب المزعومة على الارهاب او حتى في استخدام انقرة كجسر بين اوروبا وجمهوريات اسيا الوسطى (السوفياتية السابقة) لاسباب جيوسياسية وأخرى لوجستية..

زيارة اردوغان لطهران وتصريحاته لجريدة الغارديان البريطانية في شأن الملف النووي الايراني وانتقاده اللاذع لدبلوماسية القيل والقال التي يتبعها الغرب مع البرنامج النووي لايران، اضافة الى النقد الذي وجهه رئيس الوزراء التركي لافيغدور ليبرمان ردا على ثناء الاخير على القنبلتين اللتين القيتا على اليابان.. فتحت عش الدبابير على اردوغان لم يتردد، دان مرغليب (الصحفي المخضرم في صحيفة اسرائيل اليوم الناطق باسم اليمين الاكثر تطرفا في اسرائيل) في وصفها بالديماغوجية واستغلال تصريحات ليبرمان لتبرير مواقفه السياسية ولتبرير استمرار صناعة العداء للسامية والعداء لليهود، باعتبار ذلك عملة رائجة في الشرق الاوسط والعالم الاسلامي كما زعم مرغليت..

هل رأيتم كيف تفعل اسرائيل بـ اصدقائها الذين يحاولون سحب البيض من سلتها عند اكتشافهم الخطيئة التي وقعوا بوضعهم كل ما يملكون في هذه السلة التي بلا قاع؟.

» هذا زمن... «العكاريت»!! (( محمد خروب ))
» شيوعيون!! (( محمد خروب ))
» قفزة فـي المجهول!! (( محمد خروب ))
» الانتخابات، بما هي حديث و..«حدث»!! (( محمد خروب ))
» المثال... «الأرمني» (1-2) (( محمد خروب ))