في جدلية اللجوء والعودة

في جدلية اللجوء والعودة

بقلم ضياء أيوب

المستشرق الإسرائيلي د. مردخاي كيدار أطل على شاشة فضائية عربية قبل فترة ليعلن أنه لا ينكر وجود لاجئين فلسطينيين في الدول العربية والضفة الفلسطينية وقطاع غزة، إلا أنه يتساءل من أين أتى هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين؟!.
كيدار يعدد أسماء عدد من العائلات الفلسطينية مثل (الحوراني، الصوراني، الصيداوي، الدبيني، الطرابلسي، العراقي، والمصري...الخ) التي تدلل على أماكن بعينها في أقطار عربية، يدخل إلى المعادلة المطلوبة إسرائيلياً من الدول العربية في حل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلاً عربياً لا يكون لإسرائيلي أي دور فيه بأي حال من الأحوال. باعتبار أن هذه العائلات ليست فلسطينية أصلاً بل عربية وصلت إلى فلسطين إبان عهد الانتداب البريطاني لتعمل في المستوطنات اليهودية المنشأة.
كيدار وبغض النظر عن الخلط التاريخي ومحاولته طمس وجه الحقيقة بالأكاذيب وأنصاف الحقائق نسي أن يعدد أسماء عائلات عربية من مثل (المقدسي، الصفدي، النابلسي، الغزي، العكاوي....الخ) والتي هي عائلات وفدت من فلسطين إبان فترات تاريخية سابقة بأضعاف عمر دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفاته بالتالي أن يجيبنا هل تنتمي هذه العائلات إذ نفى عن العائلات التي عددها إلى فلسطين التاريخية والانتدابية. وهل من حقها العودة إلى أرض الأجداد؟!.
إن الصورة الناقصة التي قدمها كيدار مع النصف الآخر الذي نطرحه هنا إنما يؤكد حقيقة أن هذه الأرض بقيت في مجرى التواصل الجغرافي والتاريخي لآلاف السنين وأن الانقطاع التاريخي الحاصل لم يتمثل يوماً إلى بالغزوات الاستعمارية الاستيطانية الطارئة تشكل دولة الاحتلال الإسرائيلي النسخة الأخيرة منها.
ثم أن د. كيدار لا يجيبنا وهو الداخل على خط علم الأجناس والأنساب إلى أين يجب أن تعود العائلات اليهودية الغربية التي وصلت إلى أرض فلسطين ـ ولا زالت تتوافد على أرضها ـ تحت حماية الغرب الاستعماري طالما أنه قرر اتباع لغة العقل والابتعاد عن الخوض في الترهات التلمودية في الحق.
كيدار الذي يطرح تساؤلاته البريئة وينتهي بصيغة هل من مجيب؟ يطرح بخبث نوعاً من التاريخ الغريب لفلسطين التي هي «أرض إسرائيل» لينتهي إلى أن هذه الأرض كانت خالية من البشر قبل وفود المستوطنين إليها في العام 1882، ثم ينسى أن يعدد لنا كم من المرات اصدم أصحاب الأرض بالوافدين الجدد الذي لم يحترموا إرث البلاد وشرعوا في إنشاء مجتمعهم داخل المجتمع.
نظن أن فكرة د. كيدار وصلت إلينا ورددناه إليه برسم الإجابة فهل يجيب؟!.

» حكايات اللاجئين ومعاناة اللجوء والتهجير
» الشباب الفلسطيني في لبنان: التحرير والعودة بوثيقة جامعة
» تقنيات الزواج في زمن العزوبية في مخيمات اللجوء
» الشعب يريد إنهاء اللجوء ..
» «فاطمة» بوابة اللجوء... وحلم العودة