سلفيت (
بالإنجليزية: Salfit) مدينة
فلسطينية في
الضفة الغربية تعلو عن سطح البحر (570)م. وهي مركز
لمحافظة سلفيت، وتبعد عن نابلس 26 كم إلى الجنوب الغربي، يقدر عدد سكان سلفيت بحوالي 9000 نسمة، ويعتمد النشاط الاقتصادي فيها على
الزراعة، فيزرع فيها
الزيتون واللوز، كما
الفواكه كالتين والعنب والتفاح//
الموقعسلفيت تقع في وسط فلسطين، في الجزء الشمالي الغربي من الضفة الغربية، حيث تمتد بشكل طولي من الشرق إلى الغرب، وتبدأ من منطقة زعترة من امتداد شارع (
رام الله –نابلس) لتصل إلى الخط الأخضر عند بلدة
كفر قاسم ويفصلها طبيعيا من الشمال عن منطقة
نابلس وطولكرم وادي قانا، ومن الجنوب وادي صريدة الذي يفصلها عن محافظة
رام الله والبيرة، وتتبع كما تتبع 19 قرية لمحافظة سلفيت. أما موقع المدينه بالنسبة للمحافظة، فهي تقع في الناحية الشرقية الجنوبية منها.
الطبوغرافياتقع أعلى نقطة من المدينة على ارتفاع (570)م فوق سطح البحر، وذلك من الجهة الشمالية الشرقية، أما أخفض نقطة فتقع في الجهة الغربية من المدينة وهي (440)م عن سطح البحـر. تبلغ مساحة البلدة (27,000)
دنم.
المناختمتاز المدينة بمناخ حار وجاف صيفاً، وماطر شتاءاً، ويبلغ أعلى معدل لدرجة الحرارة العظمى 29 درجة مئوية، أما معدل درجة الحرارة الدنيا فيبلغ 6 درجات مئوية.
[1] الرياحبشكل عام تسود المنطقة رياح جنوبية غربية وشمالية غربية وتبلغ معدل سرعة الرياح 12كم / ساعة. إلا أن المنطقة تتعرض خلال فصلي الربيع والصيف لموجات هوائية حارة تسمى رياح الخماسين "شرقية" حاملة معها الغبار.
الرطوبة والأمطاريبلغ معدل الرطوبة في المنطقة 62%، وقد يرتفع ليصل إلى 67% خلال أشهر الشتاء الماطرة. يتركز هطول المطر في فصل
الشتاء، ويصل معدل كمية المطر إلى 660 ملم سنوياً، علماً أنها وصلت في بعض السنوات إلى 1000 ملم كما حصل عان
1981 المدينةإن اصل مدينة سلفيت ما قبل عام 1950م هو البلدة القديمة بمساحة لا تزيد عن 50 دونم، وقد امتدت متجهة شمالا وشرقا بمساحة لا تزيد عن 220 دونم، ومن ثم امتدت باتجاه مدخل المدينة وإلى الشمال والجنوب بمساحة لا تزيد عن 470 دونم، وامتدت باتجاه الشارع الرئيسي، ومن ثم في الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية بمساحة لا تزيد عن 650 دونم، وتمتاز البلدة القديمة في المدينة، بالطابع العمراني التقليدي من عناصر معمارية كالأقواس والعقود والاحواش الداخلية والطرق المتعرجة والحارات، وترتفع البلدة القديمة 430م عن سطح البحر، تطل على عين الماء التي كانت تروي البلدة القديمة قديماً، إلى جانب أن انخفاض الطبوغرافية الجنوبية للبلدة القديمة والانحدار الشديد قد منعها من التوسع في الناحية الجنوبية، إلا أن البلدة القديمة قد حافظت على طابعها بشكل عام باستثناء بعض الإضافات الجديدة التي ألحقت بالمباني القديمة، وعملت على تشويه المنظر العام.
أما بقية المباني والتي نشأت في فترة ما بعد 1950 فقد اتسمت بالعشوائية، وعدم احتفاظها بطابع محدد، والحال في المدينة، هو حال بقية المدن والبلدات الفلسطينية الريفية، مع عدم ظهور المباني المرتفعة إلا بصورة قليلة.(بلدية سلفيت، 1998)
مداخل المدينةللمدينة ثلاثة مداخل تربطها مع ما حولها من مدن وقرى:
- المدخل الشرقي: يصل المدينة بالخط الرئيسي (رام الله - نابلس)
- المدخل الغربي: ويصل المدينة أيضا بمدينة رام الله عبر طريقين، الأول (فرخة – قراوة بني زيد)
- المدخل الشمالي: يصل المدينة بالطريق الرئيسي (أريحا - كفر قاسم)، لكنه مغلق حاليا بسبب قربه من الطريق الالتفافي ومدخل مستوطنة اريئيل.
شبكة الطرق بشكل عام في محافظة سلفيت بحالة سيئة، إلى إعادة تأهيل. أما داخل المدينة نفسها، فالطرق نسبيا بحالة جيدة.
المخطط الهيكلي للمدينةخلال فترة الانتداب البريطاني عام (1945) تم إعداد خارطة مساحية للمدينة، كما أعد مخطط هيكلي خاص به. كانت مساحة المدينة التي شملها المخطط (100) دنم. وفي عام (
1976)م، تم إعداد مخطط هيكلي آخر للمدينة، لمساحة قدرها 3400 دنم
[2] تقريباً، وفي عام (
1993)م تم إعداد مخطط جديد نتيجة لزيادة عدد السكان وحاجة المدينة للتوسع، تم إضافة ما مساحته (450)دنم تقريباً لحدود المدينة.
نبذة تاريخيةسلفيت مدينة كنعانية الأصل سماها الكنعانيون سلة العنب فالكلمة مكونة من مقطعين، هما "سل" وتعني السلّة، و"فيت" بالكنعانية تعني
العنب، دلالة على شهرتها بزراعة
العنب. وفد أكتشفت عدة معاصر حجرية حول المدينة.
تقع سلفيت على تلة جبلية، تطل من الجهة الغربية على "وادي المطوي" ومن الجهة الشرقية على " وادي الشاعر ". تلاحق على إعمارها بعد
الكنعانيين الرومان وبعدهم المسلمون.
تبعت سلفيت ولاية بيروت خلال الفترة
العثمانية، لكنها في عام
1882م أُتبعت لقضاء
نابلس الذي امتد من مشارف الغور حتى
البحر الأبيض المتوسط وفي عهد الانتداب البريطاني تم سلخ قرى كفر قاسم غربا، وقرى بني زيد جنوبا، وحوارة وعينبوس شرقا وبقيت سلفيت ومحيطها مجرد ناحية. ومنذ عام
1965م عادت لتصبح قرية تتبع إداريا لبديا كما إن بديا يتبعها إداريا 23 بلدة وقرية. وبعد وفي أواخر الستينات من القرن الماضي أصبحت قرية كبيرة نسبيا.
التفاعل السكانيبين الريف والقرية مهي نفسها, فالمدينة تعمل كالقطب المغناطيسي الذي يتجاذب إليه سكان الريف المحيط ويمكن أن نميز فيه هذه العلاقة السانية بين كحركتين:
- هجرة دائمة من الريف للمدينة.
- حركة يومية بين العمل والسكن, أو الرحلة إلى العمل.
فهنا نرى هجرة اهل بديا للعمل في بناء المستوطنات الإسرائيلية وللخدامة في هذه المستوطنات فلدى تحليل العلاقة السكانية لمدينة بإقليمها, يلاحظ عدم وجود هجرة دائمة من إقليم المدينة لها, فالسكان الأصليين للمدينة يشكلون الغالبية العظمى لسكانها الحاليين, ذلك ربما يعود لطبيعة ملكية السكن وعدم وجود مساكن للإيجار داخل المدينة, بشكل يزيد عن حاجتها الخاصة, أما فيما يتعلق بالحركة المؤقتة, فيلاحظ أنه يوجد حركة نشطة من إقليم سلفيت لداخلها, ويتمثل ذلك في:
- المراجعون للدوائر الرسمية والأجهزة الأمنية.
- العاملين في قطاع الخدمات من إقليم المدينة, وكذلك من أقاليم الضفة الغربية الأخرى, حيث انه يدخل سلفيت, ما معدله 288 موظف, موزعين على الدوائر الرسمية والأجهزة والمؤسسات الخاصة.
أما بالنسبة لقطاع العاملين على نطاق سلفيت، فتبلغ نسبة القادرين على العمل (29.3%) من مجموع السكان الكلي للمدينة والذي يبلغ (10000) نسمة تقريباً ،تتراوح فئاتها العمرية ما بين (19-50)سنة، ويبلغ عددهم (2215) شخص، يعمل منهم (1266) أي ما نسبته (57%) من مجموع الأيدي العاملة في المدينة. (22%) من نسبة الأيدي العاملة تعمل في إسرائيل، إلا أنه بعد الانتفاضة الأخيرة واتباع إسرائيل لسياسة الإغلاق أدى إلى زيادة عدد العاملين العاطلين عن العمل أي ما يقدر بـ (500) شخص، فتصبح نسبة البطالة بعد الانتفاضة (67%) وهي نسبة عالية نسبياً.
[3]ولهذا فإن المدينة بحاجة لتوفير فرص عمل، حتى تستوعب العدد الباقي، قد يكون هذا من خلال التركيز على تقوية الصناعات داخل المدينة وتطوير قطاع الخدمات تقوية النواحي الإدارية.
الاقتصادبشكل عام تفتقر قرى محافظة سلفيت إلى البنية التحتية وتعتمد في اقتصادها الزراعة بالدرجة الأولى وعلى مناشير الحجر وبعض المحلات الحرفية مثل الحدادة والنجارة والألمنيوم .
الزراعةإقليم القرية, إقليم تغذية وتمويل لها, فالمدينة سوق استهلاكية غذائية ضخم, ومن ثم تفرض نفوذها في توجيه الإنتاج الزراعي في الريف المحيط, فالاستهلاك أهم ضابط يحدد الإنتاج والتوزيع.
وعلى نطاق سلفيت، فهي تعتبر المركز الذي يقصده سكان القرى المجاورة وحتى البعيدة في بعض الأحيان للحصول على تموينهم من المنتجات الزراعية، حيث تعتبر أراضي المدينة خصبة كفاية لتنتج ما يكفي أهالي المدينة
الزيتون و
التين و
العنب،
البندورة، والكثير من أنواع الخضار والحبوب كالعدس وغيره. إلا أن أهم منتجاتها هو
زيت الزيتون إذ يبلغ معدل إنتاجها من الزيت (37,500) تنكة، وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون (12,000) دنم من إجمالي مساحة المدينة البالغة (27,000) دنم، وحوالي ما يقارب (1,500) دنم من الأراضي مزروعة بالفواكه، بينما تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في المحافظة (760,398) دنم، وما يقارب (13,065) دنم مزروعة بالفواكه، و(858) دنم مزروعة بالخضراوات، ويبلغ معدل إنتاج المحافظة (225,000) طن من زيت الزيتون
هذه المساحات الكبيرة نسبيا من الأراضي الزراعية والكميات الكبيرة من الإنتاج الزراعي أيضاً تشكل إحدى أبرز نقاط القوة في المحافظة والمدينة على حد سواء، إذ تعتبر حصة الفرد من الأراضي الزراعية في منطقة سلفيت هي الأعلى في منطقة الضفة الغربية (1,555)م²
الصناعة
تلعب أغلب المدن دور المصنع لإقليمها الريفي, تصنيع خامات مستوردة من مراكز أخرى لتوزيعه على الإقليم الريفي, فخامات الريف وحاجاته, تحدد شخصية المدينة صناعيا.
على نطاق سلفيت، فالصناعة فيها لا تزال في أولى مراحلها وتقتصر فقط على صناعات الحجر والشايش والطوب وبعض المحال الحرفية مثل الحدادة والنجارة والألومنيوم، بحيث يبلغ عدد العملين في مجال الصناعة والحرف في المدينة (111) شخص، أي ما نسبته (8,7%) من مجموع الأيدي العاملة في المدينة، وهي نسبة ضئيلة جداً، ويمكن أن يعزى السبب، كما أسلفنا الذكر، إلى كون قطاع الصناعة في المدينة يعتبر ضعيف.
[4] التجارةأهم أوجه العلاقة الإقليمية بين المدينة والإقليم, فالمدينة هي وسيلة الاتصال بين أجزاء الريف المشتت المترامي ببعضها البعض, وبينها وبين الأقاليم الريفية الأخرى ومدنها, فالدور التجاري للمدينة هو الذي يجعلها بصورة مباشرة أداة تكامل الإقليم الريفي ويجعله إقليما وظيفيا بالمعنى المباشر. بلغت نسبة القرى التي لها علاقة تجارية بمدينة سلفيت (11,7%) من قرى التجمع، بينما ما نسبته (82,3%) من قرى الإقليم ذات علاقة تجارية بنابلس
وتبلغ نسبة العاملين في قطاع التجارة في مدينة سلفيت (6,4%) من الأيدي العاملة، أي ما مجموعه (82) فرد فقط، وهي نسبة ضئيلة أيضاً.
[4] الاستيطانأنشأ في محافظة سلفيت أكبر مستعمرة إسرائيلية في الضفة الغربية وهي مستعمرة اريئيل المقامة على أراضي كل من
مردة،
كفل حارس وسلفيت
[6]. كما تشهد المنطقة إجمالا حركة استيطانية واسعة تتمثل بتوسيع المستوطنات القائمة وانتشار نمط مدن الضواحي المتمثلة بمستعمرات:
يترتب على هذا مصادرة مساحات كبيرة من الأراضي خصوصا بعد إقامة
الجدار العازل، وتهويد المنطقة وضم هذا الجزء لإسرائيل، ويشكل هذا خلق منطقة تمتد من
الخط الأخضر إلى داخل
الضفة الغربية تقسم منطقة شمال فلسطين إلى قسمين.
هذا بالإضافة إلى الطرق الالتفافية والتي على ما يبدو تهدف لمصادرة المزيد من الأراضي، إلى جانب طريق
عابر -
السامرة. هذا التوسع الاستيطاني يهدف على ما يبدو إلى فصل التجمعات السكانية العربية إلى قسمين:
- تجمع طولي يبدأ من سلفيت وينتهي بكفر الديك
- تجمع آخر يبدأ من سلفيت وينتهي بمسحة
خطورة وقوع مستوطنة أريئيل في الجهة الشمالية من سلفيت، هو اقتطاع جزء كبير جداً من ملكيات مواطني سلفيت من الأراضي الزراعية في تلك المنطقة وضمها لأراضي المستوطنة. إلى جانب أن توسع المدينة شمالا بات مستحيل الحدوث، إذ أن الجدار الفاصل يمنع هذا.
كما أن وقوع مستوطنتي "تفوح" و"بركان" عل نفس الخط الشمالي يمنع أيضا من التوسع في الناحيتين الشمالية-الغربية والشمالية-الشرقية أيضاً.
تسبب هذا في إغلاق مدخل سلفيت الشمالي مما صعب عملية ربط المدينة بمحيطها من القرى التابعة لها، خاصة في المنطقة الغربية والغربية-الجنوبية. انعكس هذا بدوره على النشاطات الاقتصادية في المدينة بصورة ملموسة، إذ يحاول المواطنين في القرى الغربية التوجه إلى مناطق أقرب لهم بدل من التوجه إلى سلفيت.
أما بالنسبة لبقية القرى المحيطة من الناحيتين الشرقية والجنوبية والجنوبية-الشرقية فلم يتأثر وضعها من حيث الوصول للمدينة من خلال مدخليها الأخرىين.