[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] روجيه جارودي (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: Roger Garaudy) أو
رجاء (Ragaa) (ولد في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) هو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكاتب فرنسي. خلال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أُخذ كأسير حرب في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]). كان جارودي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، لكنه طرد من الحزب الشيوعي سنة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م وذلك لانتقاداته المستمرة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وبما أنه كان عضواً في الحوار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، ثم ما لبث ان اعتنق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] م متخذا الاسم رجاء. يقول جارودي عن اعتناقه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أنه وجد أن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى معين لم يجده إلا في الإسلام. ظلّ ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل فائق. ظلّ على عدائه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وبالذات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
بعد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أصدر غارودي بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الفرنسية بعنوان (معنى العدوان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعد مجازر لبنان) وقد وقع البيان مع غارودي كل من الأب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] والقس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وكان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.
في عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حكمت محكمة فرنسية على جارودي بتهمة التشكيك في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على أيدي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
روجيه جارودي
الفيلسوف الفرنسي من أبرز المفكرين المسلمين
تبنى هموم العالم الإسلامي وقضاياه ودافع بقوة عن القضية الفلسطينية وحارب
في بيته المتواضع في شرق العاصمة الفرنسية باريس يقضي الفيلسوف الفرنسي المسلم «روجيه جارودي» بقية أيام حياته بعد أن منع من الحديث في الصحافة وعتم على نشاطه وإنتاجه الفكري بعد أن اتهم «بمعاداة السامية»؛ عقب نشر كتابه الذي أثار ضجة في فرنسا حول «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية».
ويعيش الرجل الهرم بصحبة زوجته في شقة متواضعة تشرف على نهر السين، كان مشروع «مثقف القرن» بفرنسا لولا حدث قلب حياته رأسا على عقب هذا الحدث هو بلا شك «اعتناقه الإسلام»، وربما لخصت وقائع المحاكمة التي أجريت لجارودي في عام 1990 مسيرة حياة الرجل الدرامية على جميع المستويات ورحلة البحث التي لم تنته حول الحقيقة، وحول إضفاء معنى للأفكار ولحياته وللإنسانية، حيث يقول جارودي في أول أيام المحاكمة متوجها لقاضيه وللجمهور الحاضر في قاعة المحكمة: «إنني أستاذ جامعي متقاعد، وكاتب ألفت 54 كتابا وترجمت كتبي إلى 29 لغة وقدمت عني 22 أطروحة جامعية، وقد قاومت النازية في أثناء الاحتلال، ونفيت طيلة 33 شهرا في الجزائر، وكنت عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي لكنني فصلت من الحزب عام 1970؛ لأنني قلت إن الاتحاد السوفييتي ليس بلدا اشتراكيا، كما عملت 14عاما كنائب في الجمعية الوطنية (البرلمان) ثم اعتنقت الإسلام»).
معاداة السامية
ولخص جارودي في هذه الأسطر رحلة حوالي ثمانين عاما من البحث الفكري والعمل النضالي وفي قضية «المحاكمة بالذات» والتي انتهت بالقضاء على الصورة الإعلامية لجارودي واتهامه بمعاداة السامية ..لم يقنع جارودي حينها قاضيه ولم يقنع الآلة الإعلامية الفرنسية التي شنت ضده حملة لا سابق لها ضد مفكر فرنسي ومناضل قاوم النازية، وسجن في معسكر اعتقال نازي في الصحراء الجزائرية، فلقد مثلت هذه المحاكمة في نظر الكثيرين منعرجا في الحياة الفكرية والسياسية الفرنسية أصبح فيها لسلاح «معاداة السامية» معنى حقيقي وقانوني وردعي، وأسدل الستار بعدها وللأبد في الإعلام الفرنسي وفي المنتديات الفكرية والسياسية على شخصية «روجيه جارودي» فقد دفن الرجل حيًّا على حد تعبير صديقه الأب «ميشال ليلونج» وتخلى عنه كل المقربين منه وانعزل في شقة قاصية في ضواحي باريس وربما حتى وفاته.
جارودي.. في عصره الذهبي
يجب أن نعود إلى أواسط السبعينيات لنستحضر العصر الإعلامي والفكري الذهبي «لروجيه جارودي»، حينما كانت وسائل الإعلام الفرنسية تتهافت على بيته، وكان حضور الرجل في المشهد السياسي الفرنسي لا غنى عنه ومثل الفيلسوف السياسي أحد أركانه الأساسية، كان جارودي حينها «اشتراكيا»، ولكنه في الوقت «رمز الثورة على الشيوعية السوفيتية»، وينظر إليه المثقفون الفرنسيون بإعجاب حيث يقول عنه «كلود قليمان» -وهو أحد كتاب سيرته الذاتية- بإعجاب: «جارودي ينتمي إلى جيل من المثقفين والمناضلين الذين لا نستطيع مطلقا أن نحدد وبدقة ما يمكن أن نستشرف آفاقهم الفكرية»).
ولا يتوانى كاتب سيرته حينها في إعطاء الصفة الإنسانية لفكر «جارودي» شأنه في ذلك شأن كل عظماء الإنسانية الذين جابوا الشرق والغرب بحثا عن الحقيقة حيث يقول «قليمان»: إنسانيا أيضا، الرغبة في السفر تمثل أحد أركان شخصيته والتطلع للذهاب والبحث الميداني، إنه المنفى إلى الأشياء والكائن، حيث إن المسار الماركسي للرجل يجعله يبحث عما هو ملموس، جارودي الفيلسوف سافر كثيرا والأيدولوجيا عنده يجب أن تواجه على الميدان الأفكار». ويضيف المؤلف: «في نظر الفرنسيين أعتقد أن صورة جارودي لا ترتبط بالحزب الشيوعي الفرنسي بقدر ما ترتبط بالجنرال شارل ديجول: أسطورة جميلة وغنية»).
كيف يمكن أن تكون هذه «الأسطورة الجميلة والغنية» على حد تعبير الكاتب إلى وجه كريه وعنصري ومعادٍ للسامية وما الذي جدَّ في حياة «روجيه جارودي» حتى ينبذ ككل «نبي مجهول»؟!
هناك معطى مهم في حياة «روجيه جارودي» ميز حياته ومسيرته الفكرية وهو أنه تحول وانتقل من أكثر من مدرسة وأكثر من منظومة فكرية إلى أخرى ومن نسق عقائدي إلى آخر فالشاب الذي اعتنق البورتستانية في أول أيام حياته سرعان ما تخلى عن جزء منها ليعتنق الفكر الشيوعي وليصبح أحد أبرز المنظرين والمترجمين لأفكار كبار منظري الماركسية ولكنه عاد لينقلب على الشيوعية، ويتحول إلى اعتناق المسيحية الكاثوليكية ومنها انتهى به المطاف إلى الإسلام.
لا شك أننا إزاء شخصية فريدة في التاريخ الإنساني الفكري المعاصر أبرز سماتها التحولات الفكرية، حيث يقول عنه أحد كتاب سيرته باللغة العربية وهو «أبو المجد أحمد»: إننا لا نلتقي كل يوم بأمثال هذا الرجل الفذ الذي لا تضلله العبقرية ولا محجب عنه غرور العظمة ضرورة الاستمرار في المضي قدما على الدرب المؤدي إلى الحقيقة»).البعض من المثقفين العرب والمسلمين مضى في احتفاله «باعتناق روجيه جارودي» للإسلام نحو اعتبار أن هذه المرحلة هي مرحلته الأخيرة والنهائية وبالتالي فلا مجال للحديث عن تبدل فكري أو عقدي بعد هذه المرحلة حيث يقول رامي كلاوي وهو أحد كتاب سيرة جارودي بالعربية قائلا: «روجيه جارودي الذي مرَّ بكل هذه التجارب ألتي أحصيناها واحدة بعد أخرى إلى أن وصل إلى محطته الأخيرة.. فأشهر إسلامه رسميا بعد أن اعتنقه نظريا وقلبيا لبعض الوقت»).
روجيه.. قبل إسلامه
ولكن من هو «روجيه جارودي» قبل إسلامه؟ إنه صاحب مقولة «الحياة تطرح المسائل والفلسفة تجيب عنها»، ويقول عنه صاحب سيرته الذاتية «سيرج بوريتينو» في كتابه جارودي: «من حظ الفيلسوف أن يعيش مرحلة مفصلية في التاريخ أين تعاد صياغة النظم والقيم ومعاني التاريخ ذاتها وحياة الناس الذين يعيشون هذا التاريخ والذين يطرحون التساؤلات». ويضيف الكاتب: «روجيه جارودي كان له هذا الحظ حيث عاش بصبر هذه المغامرة من قرننا هذا»).طبعا المراحل المفصلية في حياة «روجيه جارودي» أنه عاش جل المحطات المهمة التي شهدها القرن العشرون، فقد ولد سنة 1913 بمدينة مرسيليا جنوب فرنسا قبيل سنة واحدة من اندلاع الحرب العالمية الأولى وعايش انتهاء الحرب الأولى وتوقيع الهدنة سنة 1918 وعرف صعود النازية في ألمانيا؛ ومن ثم إعلانها الحرب في أوروبا ومقاومتها التي شارك فيها «جارودي» وسجن على إثر ذلك من قبل المارشال «بيرتان» المتعاون الفرنسي مع النازية كما واكب جارودي سقوط ألمانيا النازية وصعود الاتحاد السوفييتي عقب الحرب، حيث كان متبنيا متحمسا للشيوعية.وكان أول مترجم فرنسي لمؤلفات «لينين»، حيث ناقش في موسكو أول دكتوراة لفرنسي في جامعة موسكو بعنوان «الحرية» غير أن جارودي تمرد على الأفكار الشيوعية ليستقيل أو ليطرد من الحزب الشيوعي سنة 1970، ويمضي في جولة في العالم يقابل فيها أبرز الشخصيات والزعامات العالمية آنذاك مثل: الزعيم الكوبي فيديل كاسترو والزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الجزائري هواري بومدين والعديد من الرؤساء العرب الآخرين، وينتهي به الأمر إلى اعتناق الإسلام في مدينة جينيف السويسرية سنة 1982 السنة الثانية التي قدم فيها للمحاكمة بعد مقال في جريدة «لوموند» الفرنسية ينتقد فيها الجرائم الإسرائيلية في لبنان على إثر الغزو، وبطبيعة الحال فإن جارودي واكب فيما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وقيام ما يسمى بالنظام العالمي الجديد والحربين على العراق من قبل بوش الأب والابن.إن أهم ما في حياة «جارودي» ليس بالقطع تاريخه النضالي السياسي ضد النازية أو تمرده على قناعاته الشيوعية الموالية للاتحاد السوفييتي، ولكن في اعتباره من أبرز الفلاسفة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إلى غاية حلول الألفية الجديدة سنة 2004 حيث أخرج كتابه «الإرهاب الغربي»، وقد ألف «روجيه جارودي» حوالي خمسين كتابا، هذا فضلا عن ترجمة للعشرات من الروسية إلى الفرنسية في أثناء فترة تبنيه للفكر الشيوعي.
وتمثل مؤلفاته ثلاث مراحل مهمة من حياته فكتب مثل «الإنسانية والماركسية «، و «أسئلة إلى سارتر»، و «كارل ماركس»، و «من أجل نموذج فرنسي للاشتراكية»، و «فكر هيجل»، و «ما هي الأخلاق الماركسية».. تشكل المرحلة الأولى لفكره الماركسي الشيوعي.
أما المرحلة الثانية من المؤلفات فهي ما يمكن أن نسميها فترة الخروج من القمقم الشيوعي والتمرد على الماركسية نموذجها على سبيل المثال كتب عديدة مثل «الحقيقة كلها»، و «البديل»، وكتابه ذائع الصيت «نداء إلى الأحياء»، و «كيف أصبح الإنسان إنسانيا».
المرحلة الثالثة من المؤلفات يمكن أن نسميها المرحلة الإسلامية وأهم معالمها كتب من أمثال «ما يعد به الإسلام»، و «الإسلام دين المستقبل»، و «الإسلام وأزمة الغرب»، و «هل نحن بحاجة إلى الله»، وطبعا كتابه الذي أدى به إلى المحاكمة «الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية»، و «الأصوليات المعاصرة».لا شك أنه ليس هناك من المفكرين والسياسيين الفرنسيين من يشك في قيمة «روجيه جارودي» كمفكر وسياسي ومناضل، غير أن السؤال الحائر الذي ظل يراود النخب الفرنسية هو كيف اختار هذا الفيلسوف أن ينبذ كل الميراث الثقافي والفكري الغربي ليعتنق الإسلام؟
لماذا اعتنق جارودي الإسلام؟
ولكن لماذا اعتنق جارودي الإسلام؟! احتفل العالم العربي والإسلامي باعتناق «روجيه جارودي» الإسلام، وذهب الإعلاميون والمفكرون العرب والمسلمون يبحثون عن جذور انجذاب «روجيه جارودي» للإسلام، حيث يذهب العديدون واستنادا إلى أقوال وروايات جارودي ذاتها إلى أن أحد أسباب هذا الانجذاب نحو الإسلام مرده حياة المسلمين العاديين وإخلاصهم لقيمهم واحترامهم للإنسان، حيث يروي جارودي نفسه القصة التالية حينما كان مسجونا في أحد المعتقلات النازية في الصحراء الجزائرية سنة 1941:
«الرابع من مارس سنة 1941 كنا زهاء 500 مناضل من المعتقلين والمسجونين لمقاومتنا الهتلرية. وكنا هجرنا إلى جلفة في جنوب الجزائر وكانت حراستنا بين الأسلاك الشائكة في معسكر الاعتقال مدعومة بتهديد رشاشين، وفي ذلك اليوم بالرغم من أوامر القائد العسكري وهو فرنسي نظمت مظاهرة على شرف رفاقنا من قدامى المتطوعين في الفرق الدولية الإسبانية، وقد أثار عصياننا حفيظة قائد المعسكر فاستشاط غضبا وأنذرنا ثلاثا ومضينا في عصياننا فأمر حاملي الرشاشات وكانوا من جنوب الجزائر بإطلاق النار فرفضوا وعندئذ هددهم بسوطه المصنوع من طنب البقر، ولكنهم ظلوا لا يستجيبون، وما أجدني حيا إلى الآن إلا بفضل هؤلاء المحاربين المسلمين»، ويضيف جارودي: «كانت المفاجأة عندما رفض هؤلاء تنفيذ إطلاق النار ولم أفهم السبب لأول وهلة؛ لأنني لا أعرف اللغة العربية، وبعد ذلك علمت من مساعد جزائري بالجيش الفرنسي كان يعمل في المعسكر أن شرف المحارب المسلم يمنعه من أن يطلق النار على إنسان أعزل، وكانت هذه أول مرة أتعرف فيها على الإسلام من خلال هذا الحدث المهم في حياتي، وقد علمني أكثر من دراسة 10 سنوات في السربون»).
طبعا هذه رواية لا تلخص التحول العميق الذي عرفه «روجيه جارودي» نفسه نحو الإسلام، وإن كانت تمثل عاملاً معيشيًّا مهمًّا في حياة الأفراد؛ لأن أساس انجذاب جارودي للإسلام كان فكريا بالدرجة الأولى فالفيلسوف الذي تخلى عن المادية الجدلية ومن التفسيرات الأرسطية والهيجلية والماركسية للمجتمع وللاقتصاد والثقافة والفن وللكون بشكل أشمل والذي مر بتجارب دينية من البروتستانتية إلى الكاثوليكية وجد طريقا فلسفيا للإسلام وبنى اعتناقه للإسلام على رؤية نقدية للإنتاج الفكري الإنساني عامة، حيث يقول في حوار له مع المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري: «الخطيئة الكبرى في الحضارة الغربية أنها اعتمدت صيغة النمو المادي التراكمي.. نمو الإنتاج ونمو الاستهلاك كمعيار أوحد للتقدم وللسعادة وللعمل الإنساني. ولكن ماذا بعد؟ماذا بعد المزيد والمزيد من إنتاج السيارات والماكينات وأجهزة الكومبيوتر؟ ماذا بعد المزيد والمزيد من البنوك والأرباح المالية؟ ماذا بعد المزيد والمزيد من المدن والطرق والمصانع؟ إلى أين سنصل بعد ذلك.. وأين النمو في القيم والأخلاق والمعاملات والسعادة الحقيقية؟»).
وجد «روجيه جارودي» في الإسلام ما لم يجده في غيره من الإيديولوجيات والمعتقدات والأفكار والنظريات الفكرية التي تفرقت بين الكتب والمجلدات وبكلمات أكثر بساطة وفي حوار آخر له في مجلة الأمة القطرية يلخص جارودي أسباب انجذابه للإسلام قائلا: «إذا حكمت على الأمور في ضوء تجربتي الشخصية فإنني أقول: إن ما كان يشغلني هو البحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل أو الإبداع الفني والشعري بالعمل السياسي العقيدي وقد مكنني الإسلام والحمد لله من بلوغ نقطة التوحيد بينهما ففي حين أن الأحداث في عالمنا تبدو عمياء متطاحنة وقائمة على النمو الكمي والعنف يروضنا القرآن الكريم على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة يكتسب فيها الدور الذي يسهم به الإنسان معنى»).
لقد أشهر جارودي إسلامه يوم 11 من رمضان سنة 1402 هجرية الموافق ليوم 2 من يوليو 1982 في مدينة جنيف السويسرية، حيث كان يزورها لإلقاء بعض المحاضرات في الجامعة، ولكنه ما إن عاد إلى باريس حتى وجد في انتظاره حملة دعائية شرسة من أجهزة الإعلام حتى وصل الأمر إلى تهديده بالقتل إذا لم يتراجع عن إسلامه.
ضد الصهيونية
الأكيد أن اكتشاف جارودي للإسلام واعتناقه له جعله يتبنى جل هموم العالم الإسلامي وقضاياه وخاصة في ما يتعلق بقضيته المركزية وهي القضية الفلسطينية، فالفيلسوف الذي تبنى على الدوام آراء فلسفية «جرامشية» اتحد فيها الفكر بالعمل والتحرر عمل منذ البداية على نقد الأطروحة الصهيونية والاستعماري الكولينيالي الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة ومن حينها عرف جارودي المتاعب والمحاكمات التي ظلت تلاحقه إلى آخر أيام حياته وعزلته عن محيطه الثقافي والسياسي الفرنسي إلى الأبد.ويقول روجيه جارودي متوجها لقاضيه أيام المحاكمة سنة 1998 معرفا الصهيونية «قبل توجيه الاتهام لي ينبغي تعريف الصهيونية وتمييزها عن اليهودية، ولكن البعض يسعى على الدوام لإلصاق معاداة السامية بي كلما ذكرت كلمة صهيونية، ولا بد أن أقول هنا إن أسوأ أعداء الإيمان اليهودي النبوي هو المنطق الوطني العرقي الاستعماري للصهيونية القبلية الناشئة عن العصبية الوطنية، وعن الشعور العرقي والسلوك الاستعماري لأوروبا خلال القرن التاسع عشر».
ويضيف جارودي: «إن الصهيونية السياسية التي ابتدعها تيودر هرتزل كانت في نظره حصنا متقدما للحضارة الغربية في مواجهة بربرية الشرق، ولم تكن المسألة اليهودية بالنسبة له مسألة دينية أو اجتماعية بل مسألة قومية، ولم يكن الهم الوحيد للمنظمات الصهيونية آنذاك إنقاذ اليهود بل بناء دولة يهودية بالدرجة الأولى كما لم يكن هم (بن جوريون) إنقاذ اليهود في أوروبا بل إنقاذ الأرض المخصصة لهم وهو جوهر المشروع الصهيوني في فلسطين».
وفي خاتمة جلسات محاكمته أبى «روجيه جارودي» إلا أن يتلى أمام القضاة وأمام الحاضرين وأمام وسائل الإعلام العالمية التي واكبت محاكمته ما اعتبره «شهادة أخيرة» حيث يقول: «لقد كتبت عن المتطرفين والتطرف كل التطرف مهما كان شيوعيا أو مسيحيا أو إسلاميا أو صهيونيا؛ لأن التطرف هو الداء القاتل لعصرنا الحاضر وهو المحرك الأساسي للعنف والحرب»، ويضيف جارودي: «وهده المعركة مهمة ومكملة لجميع مراحل حياتي».
وحينما كانت مصطلحات حوار الحضارات غائبة في أواخر القرن الماضي قال جارودي في كلمته: «لقد أسست في قرطبة مركزا لحوار الحضارات، وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو وبمشاركة قيادات دينية من مختلف الديانات»، في هذا المركز يقول جارودي: «كان التلاقي بين اليهودي ابن ميمون والمسلم ابن رشد والمسيحي ألفونس وشهد زيارة حوالي مائة ألف زائر وهو ثمرة تلاقي بين الديانات السماوية الثلاثة.
لا شك أن قوة أفكار «جارودي» في وقتنا هذا هي فكرته التي أطلق بها عنوان لأحد كتبه وهو «حوار بين الحضارات» والذي ألفه سنة 1977 أي قبل أكثر من 30 سنة من بروز هذه الفكرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 ففي حينها، وإضافة إلى الأفكار التي نادى بها في كتابه اعتبر جارودي هذه الفكرة مشروع العمر، وقام بتأسيس سنة 1976 «المعهد الدولي لحوار الحضارات» في جينيف بالتعاون مع منظمة اليونيسكو؛ بهدف «إبراز دور البلاد غير الغربية وإسهامها في الثقافة العالمية حتى يتوقف الحوار ذو البعد الواحد من جانب الغرب أو المونولوج الذي يقوم على وهم وعقدة التفوق عند الإنسان الغربي»).
ويقول جارودي في مقدمة كتابه «حوار بين الحضارات»: «في كل مرحلة من هذه المسيرة حول العالم قرأت كتب الإنسان المقدسة (زاندافستا) الزراديتشيين في إيران وملحمة جلجامش عن الخليج العربي وملحمة رامانايا في دلهي.. وقرأت القرآن مثلما قرأت التوراة. ومن هذه الأنوار الماضية كان أناسي عصرنا يمتحنون معنى وجودهم وترتدي وجهها الإنساني».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اعتناقه للإسلامفي الثاني من يوليو عام 1982 أشهر جارودي إسلامه، وقبلها اعتنق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وفي عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] انتخب نائبا في البرلمان ثم حصل على الدكتوراة في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وفي عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حصل على الدكتوراة في العلوم من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ثم انتخب عضوا في مجلس الشيوخ وفي عام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اسس مركز الدراسات والبحوث
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
وبعد ذلك وعندما شرح الله صدره للإسلام تكونت لديه قناعة بأن
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ليس مجرد دين يختلف عن بقية الأديان فحسب، بل إنه دين الله دين الفطرة التي خلق الله الناس عليها وهو يعني ان الإسلام هو الدين الحق منذ ان خلق الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].. في هذه المرحلة اختلطت الكثير من القناعات لدى جارودي لكن بقي الإسلام القناعة الوحيدة الراسخة وظل يبحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل، ويعتبر ان الإسلام مكنه بالفعل من بلوغ نقطة التوحيد بينهما ففي حين أن الأحداث تبدو ضبابية وتقوم على النمو الكمي والعنف، في حين يقوم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة. يكتسب فيها الدور الذي يسهم به الإنسان معنى، وان نسيان الله خالق هذا الكون يجعلنا عبيدا هامشيين خاضعين للعديد من الاعتبارات الخارجية، بينما ذكر الله في الصلاة فقط يكسبنا وعيا بمركزنا وبموردنا: الذي هو اصل الوجود دين المستقبل ورغم حداثة إسلام جارودي وكثرة المصاعب التي واجهته سواء من حيث اللغة أوالثقافة استطاع ان يؤلف أكثر من أربعين كتابا منها:
- وعود الإسلام.
- الإسلام دين المستقبل.
- المسجد مرآة الإسلام،
- الإسلام وأزمة الغرب،
- حوار الحضارات،
- كيف أصبح الإنسان إنسانيا.
- فلسطين مهد الرسالات السماوية.
- مستقبل المرأة وغيرها
وفي كتاب «الإسلام دين المستقبل» يقول جارودي عن شمولية الإسلام: أظهر الإسلام شمولية كبرى عن استيعابه لسائر الشعوب ذات الديانات المختلفة، فقدكان أكثر الاديان شمولية في استقباله للناس الذين يؤمنون بالتوحيد وكان في قبوله لاتباع هذه الديانات في داره منفتحا على ثقافاتهم وحضاراتهم والمثير للدهشة انه في اطار توجهات الإسلام استطاع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] آنذاك ليس فقط إعطاء امكانية تعايش تماذج لهذه الحضارات. بل أيضا إعطاء زخم قوي للايمان الجديد: الإسلام. فقد تمكن المسلمون في ذلك الوقت من تقبل معظم الحضارات والثقافات الكبرى في
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وكانت هذه قوة كبيرة وعظيمة له، وأعتقد ان هذا الانفتاح هو الذي جعل الإسلام قويا ومنيعا.
التقدم الحضاريوعن الحضارة الإسلامية يقول» جارودي»: انه لن يحدث الفصل والتجزئة بين الاشياء، في الإسلام، فالعلم متصل بالدين والعمل مرتبط بالايمان والفلسفة مستوحاة من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، والنبوة متصلة بالعقل. هذه الوحدانية في مفهوم الحضارة ومفهوم الجماعة يحتاج إليها عالم اليوم المجزأ في كل شيء وهذا ما جذبني نحو المفهوم الإسلامي للوجود وعلى جانب آخر يقول جارودي:
ان ما يجعل الإنسان إنساناً هو امكانية تحقيقه للمقاصد الإلهية، وفي استطاعته ان يلتزم بالعهد أو ان ينقض العهد، فعلى حين أن الإسلام لا يدخل في نطاق إرادة المخلوقات الأخرى من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وجماد. إذ لا تستطيع الهروب من القوانين التي تسوسها. نجد ان الإنسان وحده يستطيع الامتثال. فيصبح مسلما بقرار حر وباختيار كامل عندما يعي نظام الوحدة والكل الذي يكسب الحياة معنى. وهو مسؤول مسؤولية كاملة عن مصيره طالما باستطاعته ان يرفض أو يستسلم للواجبات المفروضة عليه ويؤكد جارودي على أن القرآن خالد وأبدي ويستطيع في كل وقت وزمن من التاريخ ان يفهمنا ويوضح لنا الطريق أو
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وأن يرينا الهدف ويفند ادعاءات الغرب ضد الإسلام موضحا أن روحانية الإسلام تجلت في صورة عديدة بقوله: ان الإسلام وضع اللبنه لحل مشاكل الإنسان الروحية. ولكنه لايحلها بنفسه إنهم الاشخاص الذين يحلون المشاكل ويبحثون عن الحلول لها،
وواجه جارودي حملة ضارية في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بعد صدور كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسات [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) الذي فند فيه مزاعم الإسرائيليين فيما حدث لهم أيام الحرب العالمية الثانية من اضطهاد واكذوبة الرقم الذهبي الذي يبتزون به الضمير العالمي، ورغم ذلك تزداد صلابة الرجل الذي تجاوز الثمانين من عمره وتمسكه بما أورده في كتابه وهو يواجه اللوبي الصهيوني الأوروبي والمحاكمة التي خضع لها وفق قانون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الفرنسي الذي يحرم المساس أو تكذيب الاضطهاد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لليهود ويقف، جارودي وحيدا إلا من إيمانه بالله وبالإسلام ويقينه من أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له.
أعماله
- هل نحتاج إلى إله؟ (Avons-nous besoin de Dieu?)
- الإله ميّت (Dieu est mort).
- ازدهار وتدهور الإسلام (The grandeur and decadences of Islam).
- اصول الاصوليات والتعصبات السلفية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (Islam and integrism).
- دعوة إلى الحياة (Call to the living).
- من تعتقدون أنني أكون ؟؟(Who do you say that I am?)
- نحو حرب دينية (Towards a war of religion).
- الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (The Founding Myths of Modern Israel).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]التسمية حسب النسخة المترجمة الصادرة عن دار الشروق.
- المسجد مرآة الإسلام (Mosquée, miroir de l'Islam).
- جولتي وحيدا حول هذا القرن (Mon tour du siècle en solitaire)
- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] مهد الرسالات السماوية (Palestine, terre des messages divins).
- نال جائزة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] العالمية سنة 1985 عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه Promesses de l'Islam (ما يعد به الإسلام) و L'Islam habite notre avenir(الإسلام يسكن مستقبلنا).ولدفاعه عن القضية الفلسطينية.
.................................................................................................