الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني

الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني
الخميس يوليو 15 2010

الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني M55

كتابة على الجدران في غزة

غزة – الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني Alqudslogo2

من محمد الأسطل - هنا تزف إحدى الفصائل الفلسطينية شهيد سقط برصاص إسرائيلي، وليس بعيداً تهنئة لأسير بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، أما على الجانب الآخر من الشارع فإعلان عن موعد حفل زفاف من أبناء الحي، بينما أسفل منه إعلان تجاري لمنتج فلسطيني، كل هذه وغيره عادة ما تزخر به حوائط قطاع غزة، التي تحولت إلى وسيلة اتصال مجانية يستخدمها الجميع من دون أي تكلفة.

ويكاد المتجول في شوارع قطاع غزة لا يجد حائط إلا وهو مغطى بالرسومات والكتابات التي تتناول كل شيء تقريباً، إلى الحد الذي أصبحت فيه "كتابات الجدران" ظاهرة فلسطينية خالصة، تلخص حياة الفلسطينيين في أفراحهم وأتراحهم، بينما ألف الفلسطينيين متابعة هذه الحوائط التي أصبحت لوحات فنية جذابة، لا يستطيع المار من جانبها إلا التوقف أمامها ولو قليلاً للإطلاع على ما تعرضه.

ويعتبر الطبيب يونس أبو غريب أن الإبداع في الكتابة والرسم على الجدران، تدفعه وغيره من المارة إلى التوقف والإطلاع على ما هو موجود، مؤكداً أنه أصبح لا يخرج من الشارع الذي يقطن فيه، قبل متابعة ما يكتب على حوائطه.

وقال: "هذا أصبح جزء من نظام حياتي، فأنت تستطيع أن تعرف كل أخبار الدنيا مما هو مكتوب على الحوائط، السياسية والاقتصاد والحياة الاجتماعية والإعلانات وكل شيء تقريباً". وأضاف: "لدينا شعور نفسي إزاء هذه الظاهرة منذ سنوات طويلة، ولا أحد يستطيع إنكار أهميتها رغم تقدم كل وسائل الاتصال".

وازدهرت ظاهرة الكتابة على الجدران خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، إذ لم يكن أمام الفصائل الفلسطينية إلا هذه الوسيلة للإعلان عن فعالياتها، خصوصاً الإضرابات ونعي الشهداء والاحتفالات، كما أن انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000، كانت محور جديد وعلى نطاق واسع لهذه الظاهرة، وإن تطورت إلى حد الملصقات واللوحات الجدارية، من دون أن تستطيع وسائل الإعلام الأخرى أن تقضي على الظاهرة.

وفي الوقت الذي تلخص فيه "كتابات الجدارن" الواقع الفلسطيني المعاش من كافة جوانبه، فإنها تعد وسيلة إعلام أساسية لم تستطيع كافة وسائل الاتصال الحديثة أن توفر مواصفاتها الجماهيرية وانخفاض تكلفتها، وفقاً لأستاذ الإعلام في جامعة "الأزهر" الدكتور تحسين الأسطل.

وقال: "ما يكتب ويرسم على الجدران، يحمل طابعاً مختلفاً تماماً عن أي وسيلة إعلامية أخرى، خصوصاً وأن قراءة ما على الحوائط تحول إلى عادى فلسطينية متأصلة لدى الغالبية". وأضاف: "لذلك يمكن القول إن هذه الظاهرة، تشكل جزءاً أساسياً من ثقافة الفلسطينيين، لا بل أنها في مراحل عديدة كانت إحدى مقومات الثقافة والإعلام الفلسطيني".

وبين الأسطل أن أهمية هذه الظاهرة، دفعت كافة الفلسطينيين إلى استخدامها في التعبير عن مواقفهم السياسية من مختلف القضايا، حتى أن الحكومات لجأت إلى استخدام الحوائط كما هو الحال في حملة مكافحة التخابر مؤخراً، لافتاً إلى أن جولة سريعة في شوارع غزة يمكن أن ترسم للقادم لأول مرة إلى القطاع صورة تفصيلية عن حياة أهله وواقعهم.

من جانبه أكد أستاذ علم النفس في جامعة "الأقصى" الدكتور درداح الشاعر وجود علاقة بين الإنسان الفلسطيني وبين ما يكتب على الجدارن، إلى الحد الذي أصبح فيه متابعة ذلك عادة نفسية يومية لدى الكثيرين لا يمكنهم الفكاك منها، مرجعاً ذلك إلى تعود الفلسطينيين عليها قبل ظهور الفضائيات والانترنت وغيره خلال الانتفاضة الأولى.

واعتبر أن إدراك الجميع لهذه العلاقة النفسية حذا بكل من يريد أن يروج لأفكاره، استغلال الحوائط لهذا الغرض، وهذا ما نلمسه بشكل يومي في القطاع.

وأوضح الشاعر أن الكتابة على الحوائط تحولت إلى رمزية فلسطينية تلخص الواقع المعاش، خصوصاً في أوقات الأزمات مثل الاعتداءات الإسرائيلية أو الانقسام الفلسطيني الراهن.

الصفحة الرئيسية > تقارير

مواضيع ذات صلة

2010-07-15 15:55:53 عدد القراءات ( 1019 )

الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني

الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني 29169

غزة : هنا تزف إحدى الفصائل الفلسطينية شهيد سقط برصاص إسرائيلي، وليس بعيداً تهنئة لأسير بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، أما على الجانب الآخر من الشارع فإعلان عن موعد حفل زفاف من أبناء الحي، بينما أسفل منه إعلان تجاري لمنتج فلسطيني، كل هذه وغيره عادة ما تزخر به حوائط قطاع غزة، التي تحولت إلى وسيلة اتصال مجانية يستخدمها الجميع من دون أي تكلفة.

الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني 610x

ظام

وازدهرت ظاه الكتابة على الجدران في غزة ظاهرة رمزية تعكس صورة الواقع الفلسطيني 610x

رة

» (يوم الطفل الفلسطيني).. رسالة رمزية ممزوجة بالحزن والألم إلى المجتمع ا
» الواقع السياسي ، الاجتماعي ، الاقتصاديوتأثيره على الصحة النفسية للشباب الفلسطيني
» الواقع الفلسطيني المأساوي في لبنان يشكل مخرجاً لكل القوى السياسية
» فلسطيني يتحدى الواقع ويحول جزء من منزله الي متحف للحفاظ على التراث الفلسطيني
» النشيد الوطني الفلسطيني الجديد كان موطني الذي يعبر عن الوضع الفلسطيني في سلطة الضفة وأمارة غزة