(يوم الطفل الفلسطيني).. رسالة رمزية ممزوجة بالحزن والألم إلى المجتمع ا

(يوم الطفل الفلسطيني).. رسالة رمزية ممزوجة بالحزن والألم إلى المجتمع الدولي

تستمر معاناة الأطفال في فلسطين المحتلة جراء الاعتداءات اليومية التي يتعرضون لها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية بحقهم وفي الخامس من نيسان من كل عام تصادف ذكرى يوم الطفل الفلسطيني لتكون رسالة رمزية ممزوجة بالحزن والألم إلى المجتمع الدولي لعله يتذكر أن يمنح هذا الطفل بعض حقوقه التي نصت عليها الشرائع والقوانين الدولية التي تنتهكها يوميا سلطات الاحتلال.

ويتعرض الطفل الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس المحتلة جراء سياسة التهويد الشرسة التي تمارسها سلطات الاحتلال لأبشع أنواع القهر والظلم حيث تشن بحقهم حملة اعتقالات وصلت ذروتها نهاية العام الماضي لتسجل الإحصاءات أعلى نسبة اعتقال بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-18 عاماً منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي حيث وصل عددهم إلى 1200 طفل يعانون التعذيب الوحشي في المعتقلات والسجون الإسرائيلية أثناء التحقيق معهم فضلا عن صدور أحكام جائرة من محاكم الاحتلال العسكرية بحقهم تتراوح بين فرض الإقامة الجبرية والسجن لعشرات السنين كونها تطبق عليهم القانون العادي المخصص للمجرمين أثناء هذه المحاكمات الصورية.

وتمارس قوات الاحتلال أقسى وأعنف صنوف التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين الأطفال ومن بينها تغطية الوجه والرأس بكيس كريه الرائحة والحرمان من النوم وقضاء الحاجة ومن الطعام والشراب لفترات طويلة والضرب المبرح وتعريض المعتقل المربوط في العراء للبرد شتاء والحرارة صيفاً إضافة إلى التهديد بالاعتداء الجنسي والهز بعنف ما يؤدي إلى ارتجاج في المخ إضافة إلى حبس الطفل المعتقل مع مجرمي الحق العام الذين غالباً ما يعتدون عليه كما يحرم الأطفال من زيارة ذويهم ولا يسمح للمحامين بالاطلاع على أدلة الادعاء.

وفي حال فرض سلطات الاحتلال الإقامة الجبرية أو الإبعاد على الطفل الفلسطيني فإنه يعاني من عقوبة مضاعفة حيث يجبر على الإقامة عند عائلة غريبة عنه وفي مكان بعيد عن أهله ما يزيد من تفاقم حالته النفسية التي تأذت أصلا أثناء الاعتقال والتعذيب قبل صدور هذا النوع من الأحكام الجائرة لتظهر آثارها السلبية بتراجع مستوى تحصيله العلمي ما يضطره لإعادة العام الدراسي كاملاً وخاصة في حالات الإبعاد عن المدينة لأشهر حيث لا يستطيع بعد عودته التأقلم مع الوضع الجديد.

كما يتجلى جانب آخر من التوتر النفسي لدى الطفل المعتقل في رؤية الكوابيس في الليل وعدم القدرة على النوم ويعاني الكثير منهم رغم كبر سنهم حالة من التبول اللاإرادي وخاصة عند أطفال قطاع غزة الذين يقاسون صدمات نفسية جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع والخطورة تكمن في أن هذه ليست حالات فردية إنما سياسية ممنهجة لسلطات الاحتلال بقصد خلق جيل مهزوز ومعزول وخائف غير مكترث بمستقبله ولا بحياته اليومية.

ورغم أن حق التعليم مكفول في المادة 28 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس منذ العام 1967 سياسة تعطيل العملية التعليمية والتأثير عليها سلباً بكافة السبل من خلال فرض حصار مشدد على الأراضي الفلسطينية وإغلاق الطرق الرئيسية والفرعية ووضع الحواجز العسكرية ونشر الدبابات والآليات الثقيلة في محيط عدد من المدارس وفي الطرق المؤدية إليها فضلاً عن اقتحام هذه المدارس وإطلاق النار على الفلسطينيين فيها ما أدى إلى تعثر العملية التعليمية ومنع آلاف المعلمين والمعلمات والطلبة من الوصول إلى مدارسهم وبالتالي ازدياد نسبة الأمية بين صفوف الفلسطينيين.

ولم تكتف قوات الاحتلال بحرمان الأطفال الفلسطينيين الأبرياء من حقهم في الحياة والتعلم بل عمدت إلى حرمانهم من الرعاية الصحية ومنع تقديم العلاج والدواء للمصابين منهم.

يذكر أن التقرير السنوي الرابع عشر لمركز الإحصاء الفلسطيني أشار بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني للعام الجاري إلى أن عدد الأطفال دون سن 18 عاماً بلغ نحو 9ر1 مليون طفل في الأراضي الفلسطينية من إجمالي عدد السكان البالغ 05ر4 ملايين نسمة في منتصف عام 2010 موضحا أن 11 بالمئة ممن هم دون الخامسة يعانون سوء التغذية المزمن في الضفة الغربية وخاصة في مدينة الخليل التي ترتفع فيها النسبة إلى 9ر16 بالمئة فيما تصل هذه النسبة في قطاع غزة إلى 9ر9 بالمئة بينما يعاني نحو 20 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً من فقر الدم.

وبين التقرير أن معدل وفيات الرضع في الأراضي الفلسطينية بلغ نحو 6ر20 لكل 1000 ولادة حية خلال الفترة الممتدة بين عامي 2005 و2010 وكانت نسبة الوفيات الأعلى في قطاع غزة حيث بلغت 23 وفاة لكل 1000 ولادة حية في حين بلغ هذا المعدل في الضفة الغربية 8ر18 وفاة لكل 1000 ولادة حية.

وأمام مرأى المجتمع الدولي الذي يعجز عن أخذ موقف يتجاوز الصمت يسرق الاحتلال الإسرائيلي البراءة وأحلام الطفولة من أطفال فلسطين ومع ذلك لا تكل عزيمة الفلسطينيين ولا يفتر نضالهم ويسعون بكل السبل لإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي والدول الأطراف في اتفاقية حقوق الطفل لارغام حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الانصياع للقانون الدولي والتوقف عن انتهاك حقوق الأطفال الفلسطينيين.

تقرير: شادية اسبر وعاليا عيسى