يكاد لا يخلو أي تقرير وإن صغر حجمه من التلميح إلى قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف الأراضي الزراعية في مختلف محافظات الضفة الغربية وذلك لصالح الجدار الفاصل، كما يتعمد الاحتلال البدء بعمليات التجريف في موسم الحصاد لإفساد المحصول بالكامل وتبديد جهود المزارعين الفلسطينيين، ومنذ أن ابتدأ موسم التجريف الإسرائيلي لصالح جدار الفصل العنصري في حزيران 2002، استولت إسرائيل على أراض زراعية فلسطينية خالصة بوضع اليد دون تبليغ الأهالي بأي إنذار أو إخطار سبق، وكانت باكورة التجريف عشرات الدونمات من أراضي قرى غرب محافظة جنين.
كما صادرت قوات الاحتلال مساحات شاسعة من أراضي المواطنين دمر السياح على تخوهما وعلى بعد أمتار قليلة من منازل القرى المنكوبة ومنها قرى زبوبا، رمانة، الطيبة، عانين، تعنكك، طورة الغربية، طورة الشرقية، العرقة، الطرم، نزلة الشيخ زيد، أم دار، الجلمان، زبدة، ظهر العبد، وبتاريخ 26/1/2003 أعلنت سلطات الاحتلال بموجب قرار (11/03) عن سلب ومصادرة 31399 دونماً من أراضي القرى الفلسطينية الواقعة بين معسكر سالم وقرية الجلمة ولم تتح السلطات العسكرية الإسرائيلية لأي جهد فلسطينية سواء رسمية أو أهلية فرصة الاعتراض، حين شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذ عمليات شق الشوارع وبناء الجدار في صباح اليوم التالي 27/1/2003 وبشكل متسارع واختراق الجدار لأراضي (برقين، زبوبا، سيل الحارثية، اليامون، وكفر دان( ).
كذلك أصدرت سلطات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية قراراً ثانياً سلبت بموجبه مساحات شاسعة من الأرض الفلسطينية بتاريخ 18/2/2003 وبدأ تنفيذه على الأرض بتاريخ 25/2/2003 وشوهدت جرافات الاحتلال وحي تجتث مزارع الزيتون والأشجار المختلفة وتخريب السلاسل الحجرية والمزارع، حيث دمرت أراض زراعية تابعة لقرية رايا 36 دونما تقع في منطقة وارشوباش إضافة إلى أراض من قرى جلبون، فقوعة، الجلمة، عرانة، عربونة المحاذية لمجلس المستوطنات اليهودية "جلبوع"( ).
والقرار العسكري الثالث يصدر بتاريخ 13/4/2003 وبدأ سريانه من يوم التوقيع عليه وبنص على سلب 474 دونماً من أراضي خزفية تابعة لقريتي جلبون والمغير ويخترق الجدار هذه الأراضي بعرض 80 متراً وبطول 10713 متراً.
ولم تتوقف مؤامرات الاحتلال الإسرائيلي لقرارات السلب هذه بل تعدى ذلك إلى إصدار أوامر جانبية أخرى تحت مسمى (قرار تعديل الحدود) من ضمنها تجريف وتدمير أراضي فلسطينية لم تشملها قرارات السلب.
وبمعنى أدق فإن قرارات سلب الأراضي وضعت لتكون قابلة للتعديل والتغيير حسب المفاهيم الإسرائيلية بما يسمى "الأوضاع الأمنية" التي على خلفيتها المزعومة يبنى الجدار العنصري فوق الأرض الفلسطينية ويقتل المزارعون الذين يدافعون عن ميراثهم التاريخي وحقهم بالأرض المهددة بالتجريف.
ويذكر تقرير مركز المعلومات الوطني الفلسطيني أن بناء جدار الفصل العنصري أدى إلى تدمير ما يقارب من 100 ألف شجرة زيتون وليمون و75 فداناً من الدفيئات و23 ميلاً من أنابيب الري وسيتسبب الجدار أيضاً في مصادرة الأراضي الزراعية، وتجريفها وتقييد المواطنين وإلى خسارة 500ـ600 وظيفة وكذلك تدمير صناعة زيت الزيتون بعد أن كانت هذه المنطقة تنتج 22 ألف طن من زيت الزيتون في كل موسم، وكذلك سيتأثر إنتاج هذه المنطقة الذي كان يصل 50 طناً من الفاكهة و1000 طن من الخضراوات كما ستمنع حوالي 10.000 من الماشية من الوصول إلى المراعي التي تقع غرب الجدار الفاصل.
وتبلغ نسبة الأراضي المروية التي أقيم الجدار على أراضيها في مرحلته الأولى تعادل 5% من مساحة الضفة الغربية لكن مساهمة هذه النسبة المتواضعة في الإنتاج الزراعي للضفة الغربية تساوي 52% في وقت تعد مناطق شمال الضفة من أهم المناطق المروية والحيوية في فلسطين.
ويؤكد مركز بتسليم بأن الجدار سيفصل المزارعين في 71 قرية وبلدة فلسطينية عن أراضيهم الزراعية كما يدمر الجدار 83 ألف شجرة و37 كم من شبكات الري و15 كم من الطرق الزراعية ويعزل 238.350 دونماً( ).
الأسلاك الشائكة تبدأ من البوابة العسكرية على حاجز تياسير وتتجه إلى الشرق ومن ثم إلى الجنوب لتصل إلى منطقة غور الأردن عبر الأراضي البقيعة لتعزل بالإضافة إلى القرى والحزب السابق ذكرها، مئات الدونمات الزراعية من أراضي مدينة طوباس وبلدة طمون.
فيما شرعت الجرافات الإسرائيلية، في التاسع والعسكري من كانون ثاني 2004 بأول عملية تجريف في أراضي قرية العقبة إلى الشرق من مدينة طوباس.
ويشير المركز الصحافي الدولي أن عدداً كبيراً من القرى والبلدات جاءت خلف الجدار وهي في محافظة طولكرم باقة الشرقية، نزلة عيسى نزلة أبو نار، وخربة جبارة.
أما في محافظة جنين فوقعت القرى التالية خلف الجدار وهي خربة ظهر المالح، خربة السيخ سعيد برطعة الشرقية، خربة عبد الله اليونس، خربة منطار القرية وأم الريحان.
وفي قلقيلية التي كما ذكر سابقاً من أكثر المناطق المتضررة فوقعت قرى الطبيحة وعرب الرياحين الجنوبي وعرب الرياحين الشمالي وعرب أبو قردة ورأس الطيرة ووادي الرشا خلف الجدار.
وحسب حملة ضد الجدار، فإن مدينة قلقيلية محاطة بالكامل بالجدار، أما طولكرم فهي محاطة بالجدار من جهة وما يسمى بالجهة العازلة من جهة أخرى محدثاً غيتو آخراً في الأراضي الفلسطينية.
وفي 16 قرية سيعيش 11.550 مواطنا في فخ بين الجدار الفاصل والخط الأخضر، وستنفصل 50 قرية أخرى في معزل عن المدينة الكبيرة( ).
قرية جيوس قضاء قلقيلية البالغ عدد سكانها 3000 موطنا صودرت من أراضيها 8600 دونم أي ما يمثل 72% من مساحة القرية.
وتشير حملة ضد الجدار عبر موقعها الإلكتروني
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أن مناطق جنين، طولكرم وقلقيلية من أكثر المناطق الزراعية إنتاجا في الضفة الغربية وذلك تبعا لإحصاءات صادرة عن البنك الدولي عام 2000 والذي أثار إلى أن هذه المناطق الثلاث تمثل 45% من الإنتاج الزراعي في الضفة الغربية.
اما البلدات والقرى المتضررة بسبب الجدار فهي في محافظة طولكرم، فهي الجاروشية، النزلة العربية، النزلة الشرقية، النزلة الوسطى، الرأس، عتيل، دير الغصون، فرعون، علار، ارتاح، كفر مجال، كفر صور، قفين، مدينة طولكرم وزيتا.
وقرى جنين المتضررة: العرقا، الخلجان، عانين، عرب الحمدون، الطيبة، خربة مسعود، نزلة، الشيخ زيد، الرمانة، طورة الغربية، أم دار، أم الريحان وقرية زبدة.
والقرى المتضررة في قلقيلية فهي النبي الياس عزون عتمة بيت أمين حبلة عتسلة فلامية، عزبة الطبيب، عزبة سليمان، عزبة جلعود، جيوس، كفر ثلث، مدينة قلقيلية، رأس عيطة، وسينيزيا.
وقسمت الأراضي الفلسطينية المتضررة إلى أراض جرفت وجاءت تحت الجدار وبلغت مساحتها في محافظة طولكرم 4020 دونما، وفي محافظة قلقيلية بلغت 12200 دونم، وفي جنين بلغت حتى انتهاء المرحلة الأولى من جدار الفصل 2710 دونم ليبلغ مجموع الأراضي المجرفة في المحافظات الثلاث 18930 دونم.
أما الأراضي التي حجزها الجدار خلفه فقد تجاوزت 129965 دونم كانت في محافظات طولكرم وقلقيلية وجنين على التوالي 53270 دونم 42795 دونم و28400 دونم.
هذه الأراضي بالإضافة إلى 121.455 دونم من الأراضي التي تعود إلى ملكيات خاصة والتي تمثل 2% من أراضي الضفة الغربية جميعها صودرت لصالح المرحلة الأولى من مسار جدار الفصل العنصري الذي سيبتلع أكثر من 45% من أراضي الضفة الغربية، وقد ألحق الضرر المباشر بـ875 ألف فلسطيني يقطنون على مرمى حجر من هذا الجدار
تقرير : أحمد عبد الفتاح سلامة