كاتب اسرائيلي: مطالبة نتنياهو بالاعتراف بـ"يهودية" اسرائيل تنطوي على خطر اعادة فتح خريطة تقسيم فلسطين للعام 1947

كاتب اسرائيلي:
مطالبة نتنياهو بالاعتراف بـ"يهودية"
اسرائيل تنطوي على خطر اعادة فتح خريطة تقسيم فلسطين للعام 1947

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مراحل تقسيم فلسطين وبضمنها حدود 1947

تل ابيب – [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - فيما بدأ بعض الساسة والكتاب والمحللين الفلسطينيين يردون على مطالبة نتنياهو للفلسطينيين بالاعتراف بـ"يهودية اسرائيل" بمطالبته بعودة اسرائيل الى خريطة تقسيم فلسطين التي قررتها الامم المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1947، كتب صحافي اسرائيلي اليوم محذراً نتنياهو من المخاطر التي ينطوي عليها طلبه.

وكتب الصحافي سيفير بلوكر مقالا في الموقع الألكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة جاء فيه: "في خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكنيست الأسبوع الماضي طالب بأن تعترف القيادة الفلسطينية بإسرائيل على انها "الدولة القومية للشعب اليهودي". وهذا الطلب ليس من غير اساس: فقد تم التعبير عنه بتواضع وقبلته الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع اسرائيل. وذهب الرئيس الأميركي باراك اوباما حتى إلى ما هو ابعد، فاعترف باسرائيل عل أنها "الوطن التاريخي للشعب اليهودي".

نتنياهو يطالب بما هو اقل بقليل من ذلك: فهو يريد من القيادة الفلسطينية أن تعترف بقرار التقسيم الذي أصدرته الأمم المتحدة يوم 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947- ليس كلمة كلمة، وإنما الاعتراف به من حيث الروح والجوهر.

واستنادا إلى القرار، كان من المفترض إقامة دولتين في فلسطين- دولة قومية لليهود وأخرى عربية. وأسس القرار في الواقع لمبدأ "دولتين لشعبين". شعب عربي فلسطيني في دولة قومية فلسطينية، وشعب يهودي في الدولة القومية اليهودية.

ومنذ ذلك الحين، استخدم تعبير "دولة يهودية" مرادفا لاسرائيل في العالم: في إعلان استقلال اسرائيل، اعطينا دولة اليهود المستقبلية اسما جديدا فقط "اسرائيل". ورغم ان الحركة الصهيونية قبلت قرار التقسيم الدولي في حين رفضته الحركة الفلسطينية بشدة، فإن قرار التقسيم لم يترسخ في نفسية الشعبين لسنوات عديدة.

وأتذكر أنه خلال الصراع لتحرير اليهود السوفيات، أنتج حزب "مابام" ملصقا كان في ركنه يهودي سوفيتي، وفي ركنه الآخر لاجئ فلسطيني، وفوقهما تعليق يقول

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

خارطة الامم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947

"وطن لكل شعب". وتم سحب الملصق على الفور من جانب الأعضاء القدامى في الحزب. وحتى حزب "مبام" اليساري لم يتاقلم في ذلك الحين مع فكرة دولة فلسطينية. وكان الرأي العام أكثر مقاومة لها.

التغير بدأ يتشكل مع توقيع معاهدة السلام مع مصر. فقد اعترف رئيس الوزراء آنذاك مناحيم بيغن بالحقوق المشروعة للفلسطينيين في إطار المعاهدة، وبالتالي غير جوهر الخطاب السياسي في اسرائيل. ومنذ ذلك الوقت، اصبح واضحا لليسار واليمين في اسرائيل أن هناك في حيز الوجود شعبا فلسطينيا له الحق في تقرير المصير. والسؤال الذي يبقى في النطاق الداخلي الاسرائيلي يتعلق بالحدود، بالمفهوم الواسع لهذه الكلمة.

فتح الجراح القديمة

وحدثت عملية مشابهة لما وقع في اسرائيل ولكن في الجانب العربي- ولكن لسوء الحظ، ليس بين الفلسطينيين. وبالفعل، فان القادة الفلسطينيين ما زالوا ينظرون إلى اليهود على أنهم ينتمون لنفس الدين، وليس كأعضاء في شعب واحد. وهم يرغبون في ترويض أنفسهم على فكرة وجود دولة اسرائيل، بل حتى على ضم وتبادل اراض، ومع ذلك فهم يرفضون باحتقار الفرضية الأساسية للتقسيم، التي عبر عنها بدقة ملصق "مابام" السابق الذكر. وطن لكل شعب.

كما يفسر هذا القرار الفلسطيني بالامتناع عن إعلان دولة مستقلة ونقص الحماس بشأن مشروع كهذا. ويخشى الفلسطينيون أن إقامة دولة فلسطينية قد يتم تلقيه في العالم على أنه تحقيق كامل لطموحاتهم الوطنية والتنفيذ النهائي لقرار التقسيم الذي يحتقرونه.

وعند تناول موضوع المطالبة بالاعتراف بإسرائيل على أنها "الدولة القومية للشعب اليهودي"، أو "دولة الشعب اليهودي"، فإن نتنياهو يعيد الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي إلى المناقشات التي جرت في خريف العام 1947. ومن وجهة نظره، هناك منطق تاريخي وقومي لذلك- لكن هذه الخطوة تستتبع مخاطرة كبيرة. ذلك ان قرار التقسيم يتضمن شروطا ومفاهيم لن تكون إسرائيل الحالية قادرة على القبول بها. والعودة إلى هذه القضايا يمكن أن يفتح جروحا قديمة قد لا تكون بالضرورة من مصلحتنا.

نتنياهو واثق ومقتنع تماما أن المخاطرة جديرة بالاهتمام. والى ان يعترف الفلسطينيون بقرار التقسيم ويقبلوا به، كما يعتقد، فلن يتم تحقيق السلام بين الأمتين. قد يقابل طلبه بالرفض، ما قد يطفئ السلام إلى الأبد. لكن ثمة احتمالا بان يفاجئنا الفلسطينيون، بعد 63 عاما، ويقبلوا بأن إسرائيل "الدولة القومية للشعب اليهودي". وليس من الواضح إن كان نتنياهو يعلم ماذا سيفعل في أعقاب هذا الاعتراف".

» كاتب إسرائيلي: نتنياهو افتعل ازمة يهودية الدولة ليخرب المفاوضات ويوقع عباس في مصيدة
» نتنياهو يرسخ عنصرية اسرائيل بقراره تعديل قانون الجنسية ليتضمن يمين الولاء لـ"اسرائيل يهودية وديموقراطية"
» خريطة للدوايمة تعود للعام 1946 م
» اسرائيل توافق على اعادة جثمان شهيد محتجز منذ 35 عاما بمقابر الارقام
» خريطة فلسطين بكل التفاصيل