موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو جهاد
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي




الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Empty
مُساهمةموضوع: الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة   الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالأحد يناير 02, 2011 10:23 pm

من أدب السجون
الجزء الأول من رواية
قلبي والمخيم
الإهــــــــــداء
إلى كل من شارك في تحرير قطاع غزة ولازال على العهد لتحرير كل فلسطين..
و إلى الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى هذا الوطن الغالي..
إلى شهداء وجرحى ومقاومي الشعب الفلسطيني عامة ومخيم جباليا خاصة ..
إلى إخواني وأخواتي الأسرى خلف القضبان ..
إلى الأقرب إلى قلبي والدي ووالدتي وإخواني وأخواتي الأوفياء.. و إلى زوجتي المخلصة..
إلى كافة أبناء شعبي الأبطال ..
أقدم هذا العمل المتواضع.
رأفت حمدونة
سجن هداريم
نهضت (أم خالد) من نومها مذعورة على قرقعة جسم حديدي يسقط من أعلى البيت:
- يا صبّاح يا عليم يا رزّاق يا كريم، يا (أبا خالد).. انظر ما الذي سقط من فوق.
أفاق (أبو خالد) من نومه منزعجاً:
- ألا تسمعين زخات المطر، وصفير الرياح، لعله أحد أثقال سطح البيت، دعيني أرتاح قليلاً يا امرأة! وأيقظي (خالد) ليذهب إلى عمله.. آذان الفجر يقترب.
وضعت (أم خالد) غطاءً على رأسها، وفتحت الباب وإذ بـ(خالد) يرفع قطعة من الحديد:
- صباح الخير يا (خالد).
- صباح النور يا أمي، أتمنى من الله يا حاجة أن يريحنا الله من بيوت المخيم، فالغرفة مليئة بالماء الذي تسرب من شقوق ألواح الإسبست.
- وهل أصاب الفراش؟
- اطمئني يا أمي، لقد رفعته ووضعت وعاءً يتلقى الماء أسفل الشقوق حتى أعود من العمل وأغطيه بالنايلون.
- انتظر كي أعد لك كوباً من الشاي.
- لا يا أمي.. لن ألحق العمل، سأتناول فطوري في طريقي إلى العمل قرب نقطة التفتيش، أراحنا منها وممن وراءها.
- الله يسهل عليك، ويحنن عليك، ويبعد عنك أبناء وبنات الحرام، ويجعل لك في كل خطوة سلامة يا (خالد).
ذهب (خالد) لمرآب سيارة ابن عمه (باسل) التي يستقلونها كل يوم، وفي طريقه قابل (أبا فادي) وهو يبعد مجرى سيل ماء عن جدار بيته الواهن:
- صباح الخير يا (أبا فادي).
- ومن أين سيأتي الخير ونحن في هذه الحال البائسة، غير آمنين على بيوتنا وأرزاقنا وحياتنا!
- أعاننا الله يا (أبا فادي)، أعطني الفأس لمساعدتك.
- بارك الله فيك يا (خالد)، انتظر سآتي ببعض الصفائح المعدنية لنعبئها بالرمل ونسند بها الجدار لإقصاء سيل المطر.
وصل الصديقان لمكان السيارة، وإذ بـ(أبي هاني) و(أبي هشام) يدفعون السيارة القديمة لتشغيل محركها، و(باسل) يلعن ويشتم السيارة والحال والاحتلال!
- صباح الخير يا شباب.
- صباح النور، أيديكم معنا يا جماعة.
دفع العمال السيارة لعشرات الأمتار حتى دار محركها؛ وانطلقت بهم تشق سكون الليل.
نزل (خالد) في الطريق، ثم عاد يحمل خبزًا وفلافلاً، وزجاجة مياه كبيرة، فتناولوا فطورهم في زحمة التفتيش على حاجز بيت حانون المتخم بالسيارات، وآلاف العمال.
نظر (أبو فادي) في ساعته وقال:
- لقد دخل وقت الفجر يا جماعة؛ ما رأيكم أن نصلي أثناء توقف زخات المطر.
وافقه (باسل) وأوقف السيارة على جانب الطريق وأقاموا الصلاة.
عشرات الأميال من سحر الطبيعة التي خص الله بها هذه الأرض الطيبة المباركة بروعتها ودفء شمسها وصفاء سمائها وخضرة شجرها وبرتقالها وبساتينها وحمرة تربتها وبياض رمل ساحلها وهدوء بحرها واستواء أرضها، كما شهوق جبالها بتينها وعنبها وزيتونها.
مرت الذكريات على ذهن (باسل) أسرع من السيارة القديمة التي يستقلها عند كل فجر وعلى طول الطريق الجميل من نهاية مخيم جباليا حتى العمل، تاركاً خلفه كل الحزن وشتات اللاجئين والمشردين. محطات كثيرة في حياته وأحزانه وذكريات طفولته في أزقة المخيم وحياة الفقر وكفاحه في الحياة وصبره كما شارات المرور التي تعترضه تارة بالسير وأخرى بالوقوف! غاب سارحًا بأفكاره عن شخير العمال الذي يصحبهم يومياً من عتمة ما قبل الفجر إلى عتمة الغروب، كل ينام على كتف الآخر.. ليس إلا لتأمين لقمة العيش المغمسة بالدم والعذاب، حياة بؤس وظلم لتحقيق الستر والحياة الكريمة.
كان الشخير مع هدير محرك السيارة القديمة بخطرها وخرابها وسوء حالها يذكر بقسوة حال الشعب الفلسطيني وآلامه، ولكنها عزيزة عليه كونها ثروته واستثماره ومصدر رزقه؛ فاعتنى بها وزينها بمسبحة مزركشة بألوان عديدة من الخرز أهداها له صديقه من السجن، و عين داخل كف يد مع خرزة زرقاء علقها تحت المرآة درءاً للحسد.
لم يتوانَ (باسل) عن السير بسرعة البرق يطوي الأرض ويتسابق مع أفخم وأحدث السيارات على طول الطريق ليس مهارة أو عجباً بسيارته؛ وإنما للوصول في الميعاد لعمله في مصنع لمواد التنظيف.
أفاق العمال من النوم على مقربة من المصنع في المنطقة الصناعية في محيط مدينة يافا، ونزلوا يحملون همومهم ووجعهم؛ ليجدوا صاحب العمل في انتظارهم، وهو يهودي من أصول يمنية، ألقوا إليه التحية بالعبرية؛ فأجاب بالعربية ولهجة يمنية متقنة:
- أهلاً وسهلاً.
في منتصف النهار، وبعد ساعات طويلة وشاقة من العمل جلس الأصدقاء استراحة للطعام، وأخذوا يسألون (يحيى) صاحب العمل:
- متى حضرت لهنا من اليمن؟
- حضرت عام 1950.
مسح (خالد) على رأسه وتمتم:
- أي بعد نكبتنا بعامين.
استدرك (أبو هشام):
- ومن أفضل .. هنا أم اليمن؟
- بصراحة أتمنى لو بقيت في اليمن في حي اليهود في محيط مدينة صنعاء؛ فهناك كنا في حماية الإمام وكنا آمنين ومستقرين وتربطنا علاقات ممتازة بالمسلمين...
قاطعه (أبو هاني):
- ما طبيعة العلاقة بينكم وبين المسلمين؟
أجابه (يحيى)، مطعّماً لغته العربية بكلمات عبرية:
- لقد سكنا كعائلة في حماية (الشيخ صالح)، وهو عاقل القرية، طلب منه أبي (مزراحي) الحماية؛ فجمع كل شباب القرية وشيوخها وقال لهم:
- أشهدكم أن (مزراحي) اليهودي في حمايتي، فمن اعتدى عليه كأنه اعتدى عليّ، ومن له حاجة عنده فحاجته عندي.
حينها كنت ابن السادسة، تناول أبي مطرقة ومسمار ودقه على مرأى أهل القرية في باب العاقل (الشيخ صالح)، ومن يومها لم يتعدَ علينا أحد، بل كنا في تعاون دائم مع الجميع.
سأل (أبو فادي):
- وما طبيعة التعاون بينكم وبين المسلمين؟
- اليمن أرضها زراعية وجبلية وأهلها محافظون ويتحاكمون للشريعة الإسلامية والعرف القبلي، وغالبيتهم يعمل في الزراعة؛ فكانوا يؤمنون لنا حاجتنا من المحاصيل الزراعية طوال العام، ونحن نصنع لهم أدواتهم الزراعية كالمحراث والفأس، والحلي من الذهب والفضة، وفرش الدابة والسلاح.
أشار (خالد) لـ(يحيى) وقال:
- وهل أنتم صهاينة؟
ابتسم (يحيى) وأجاب:
- هل تعلم يا (خالد) أن الدولة التي لم تنشط فيها الحركة الصهيونية هي اليمن؟ نحن لسنا صهاينة وأتينا لهنا بدافع ديني للأرض المقدسة المباركة؛ لنقيم عبادتنا وطقوسنا، وهذا ما شجعونا به للأسف! نحن هنا بعدنا عن ديننا، وكما ترى نعيش كالعبيد في دولة يهود أوربا نصارع من أجل لقمة العيش، أنتم تعانون من الاحتلال ونحن نعاني من التمييز، نحن بحاجة لنضال مثلكم، يصفوننا بالمتخلفين والأغبياء، وأننا غير مهنيين ولا مثقفين، واليهود الغربيين (الاشكناز) الذين يتبوءون كل المناصب الرفيعة والمهمة في الدولة يعاملوننا درجة ثانية، مثلنا مثلكم ومثل الأقلية العربية في دولة تدعي الديمقراطية! يا ليتني بقيت في صنعاء ولم أحضر إلى هنا! هذا المكان أفقدنا ديننا وإنسانيتنا، وها نحن نعيش رعب الصراع مع من حولنا من العرب الذين عشنا معهم في صداقة أكثر مما عشنا في هذا المكان الأشبه بالجحيم.
انتهت الاستراحة والغذاء، وعاد الجميع إلى عمله.
حضرت (داليا) ابنة صاحب العمل (يحيى) إلى المصنع بصحبة شاب عرفته لأبيها بصاحبها؛ الأمر الذي أثار حفيظته دون اكتراث منها، فتحدثت معه في أمور تعليمها الجامعي ثم عادت تشبك أصابعها بأصابع صاحبها وانصرفا.
عند العصر استقل الأصدقاء السيارة ووصلوا المخيم قرب المغرب بعد ساعات من الاستفزاز والتفتيش للسيارة والعمال وتشخيصهم على نقطة التفتيش.
أحضر (خالد) أمتاراً من النايلون لكسوة البيت الذي أغرقته الأمطار، وشعر بالراحة بعد حمام دافئ وتناول وجبة العشاء.
كان (خالد) شاباً محبوباً وفي ريعان شبابه، طويل القامة متوسط الجسم، أبيض البشرة ذو شعر أسود ناعم، وتغطي وجهه لحية خفيفة، مهتم بملبسه ومظهره، كان شاباً ذكياً ومتفوقًا في دراسته، ملتزماً بدينه وعبادته ومنتمياً لعقيدته ووطنه وشعبه، حصل على الثانوية العامة قبل ثلاث سنوات، وسجل في كلية الطب في الزقازيق؛ فجهز أوراقه وتصريح السفر، وودع أهله ومحبيه ولكنه تفاجأ بقرار المخابرات الإسرائيلية منعه من السفر، بحجة نشاطه السابق في العمل الطلابي وقيادته للمظاهرات التي تخرج في المناسبات الوطنية كيوم الأرض ومذبحة صبرا وشاتيلا والتقسيم والنكبة والنكسة، وعندها قرر العمل لمساعدة أبيه.
قابل (خالد) ابن عمه (باسل).. العنيد المكافح في حياته، والمعتد برأيه، والمعروف بوجهات نظره الخاصة، ونمط حياته المختلف عن الآخرين، كان يكبره بخمس سنين، متوسط الطول، بعينين عسليتين وشعر أقرب للحمرة، وجسم متناسق، يهتم بأناقته حتى في مكان عمله.
- مساء الخير يا (باسل).
- أهلاً بك يا (خالد).. حضرت في وقتك.. لتشير علي في أمر ما.
- خير إن شاء الله.
- والدك يصر على تزويجي من ابنة عمتنا (رسمية)، ورغم أن البنت جميلة وأخلاقها عالية إلا أنني أرفض أن تكون عمتك حماتي؛ فهي تحمل في قلبها شراً لن يوقفه مثلي.
- معك حق يا (باسل).. لازلت أتذكر خلافها الدائم مع أمي وإصرارها على تزويج أبي عناداً لها، والأدهى ابنها (ذيب) التائه، لا عمل ولا دراسة ولا التزام؛ فهو عالة على أمه والمجتمع ولم يجلب لأهله إلا سواد الوجه من كثرة مشاكله وتورطه بالنصب على الناس، نصيحتي أن ترفض هذا النسب مع احترامي وتعاطفي مع (مروة) المسكينة.
- صدقت يا (خالد).. بارك الله فيك.
عاد (خالد) إلى البيت، ليجد أمه تضع الحب لقفص الحمام وبقايا الطعام لدجاجات تعتني بها في حاكورة صغيرة في آخر البيت.
- السلام عليكم يا أمي.
- عليكم السلام يا (خالد).. يا ليتك تساعدني يا بني في تغطية قفص الطيور فنحن في شباط، وكما يقول المثل شباط خباط فلا تزال ترى الجو صحواً حتى يتغير من شمس إلى رعد وبرق ومطر.
- (خالد).. (خالد)..
- أبوك يناديك يا بني.
ذهب (خالد) لغرفة أبيه فوجده مستلقياً على فراشه، طلب منه أن يوقد الحطب ويأتي للحديث معه في موضوع.
أحضر (خالد) الموقد ووضعه بجانب أبيه وقال:
- خير يا أبي.. أنت طلبتني في شيء؟
- نعم يا (خالد).. أريد أن أعرف منك رد (باسل) ابن عمك في موضوع خطبته من (مروة).
- (باسل) يرفض أن يتقدم لـ(مروة) ويراها كأخته.
- الله يرحمك يا أخي.. والله لو كان حياً لفرض على ابنه الأمر دون مشورة.
- الزواج ليس أمراً يفرض يا أبي.. وأنا أستغرب من طلب عمتي منك التحدث مع (باسل)!
- أسكت يا (خالد).. والله لو لم تكن (مروة) بعمرك لما أخذها غيرك.. لذا عليك بالحديث مع صاحبك وإلا…
عاد (خالد) إلى غرفته، يحمل همه وهم صديقه، ومجمل همومه منذ الطفولة.
تذكر المظاهرة التي قادها أيام الثانوية العامة في يوم الأرض، والاشتباكات بالحجارة التي دارت بين الطلبة وجنود الاحتلال أمام مركز الجيش في مخيم جباليا، وما تبعه من فرض الطوق وحظر التجوال على المخيم، وملاحقة للنشطاء والطلاب الوطنيين، تذكر اشتباكه مع الدورية الراجلة، والصوت الذي حذره من قدوم دورية أخرى من خلفه؛ فنظر تارة إلى الصوت وأخرى للخلف، وإذا بهم على مقربة منه؛ فولّى هاربًا واختفى في أزقة المخيم.
لم ينس (خالد) صاحبة الصوت، ولا فضلها عليه إذ أنقذته من اعتقال محقق أو علقة ساخنة مضمونة، لازال (خالد) يحمل في قلبه حباً صادقاً لتلك الفتاة التي أنقذته، الآن هي في الثانوية العامة.
- لماذا لم أتحدث إلى أهلي ليخطبوها لي! ما أغباك يا (خالد)! كيف تفكر في إنسانة لم تعرف حتى هذه اللحظة اسمها!.. وماذا يعني اسمها؟ ألا يكفي موقفها والتزامها وجرأتها التي لم تخدش حياءها؟ هذه هي التي أبحث عنها.. ولكن قد تكون مخطوبة؟ لن يجيبني على هذه الأسئلة إلا أختي (آمال).
ذهب (خالد) لأخته (آمال) في غرفتها.
- مساء الخير يا (آمال).
- أهلاً وسهلاً يا (خالد).
- ما هي أخبار الدراسة ؟
- بخير والحمد لله.
- أريد أن أصارحك بأمر وأتمنى أن يبقى سراً بيننا حتى نجد له حلاً..
- تفضل يا (خالد)، لقد أقلقتني.
- هل تعرفين ابنة التاجر (أبي محمود) على زاوية الشارع؟
- نعم أعرفها.. وهي في مدرستنا في الثانوية العامة.
- بالضبط.. ما اسمها؟
- اسمها (أماني).
- تعلمين أنني على أبواب زواج.. ونحن أناس محافظون.. ولا يعقل أن أتكلم مع البنت مباشرة، وأتعرف عليها، إن لها عليّ فضل، ولقد دخلت قلبي منذ رأيتها، وأود أن أتقدم لخطبتها، ولكن قبل ذلك ينبغي أن أعرف إذا ما كانت مخطوبة أم لا؟
بقي (خالد) متوتراً طوال يوم عمله، وعند الظهيرة حضرت (داليا) بنت صاحب العمل (يحيى) مع أخويها إلى المصنع.
نظر (باسل) إلى الموقف فعلم أن هنالك أمرًا؛ حيث أن الدموع كانت تنهمر من عيني (داليا) بغزارة؛ فاقترب (باسل) من المكتب المفتوح وبدأ ينصت للحوار الدائر باللغة العبرية:
- توقعت منه الصدق معي.. ولكنه خائن! لقد شاهدته بأم عيني يُقبِّل فتاة في الجامعة.
- عمّن تتحدثين؟
- عن صاحبي الذي عرَّفتك عليه.
- لا تغضبيني يا (داليا)، فهؤلاء الاشكناز الغرب عنصريون.
- تصور أنه يتهمنا بالتخلف كيمنيين ويتفاخر بكونه بولندي ووالده يعمل بوزارة الخارجية.
- انسيه يا (داليا).. وانتبهي لدراستك.. بالمناسبة..كم تبقَّى لك؟
- فصل واحد فقط.
سأل (يحيى) ابنه:
- وأنت يا (شاحل)؟.. ما أخبار القانون وكلية الحقوق؟
- أنا الآن في السنة الثالثة.
- بالتوفيق ورافقتكم السلامة.
تكررت زيارات (داليا) لمصنع أبيها واقتربت أكثر من العمال ومن (باسل) المتحدث بإتقان وطلاقة للغة العبرية التي اكتسبها من الممارسة والعمل.
تعرفت (داليا) أكثر على (باسل) وسلوكه وأعجبها طموحه وأناقته وهيبته فسألته:
- هل أنت متدين؟
- نعم أنا أقرأ القرآن وأصلي ولا أقرب المحرمات أبداً كالخمر والزنا والسرقة والقتل وأصوم رمضان.
- وكيف يكون الإنسان مسلمًا؟
- إذا شهد الشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقام الصلاة وأدى الزكاة وصام وحج.
- وهل أنت مقتنع بالإسلام؟
- نعم مقتنع.. فالإسلام يؤكد على الحقوق جميعها كحق النفس على الإنسان وحق الوالدين والزوجة والطفل والجار واليتيم، ويؤكد على العلم والوعي لأنه دين عقل ويدعو للحوار والتكافل الاجتماعي ويحرم الزنا والربا والخيانة.
- وماذا تقول عن اليهودية؟
نحن نؤمن بالكتب السماوية، بالتوراة والإنجيل، ونؤمن بالرسل جميعاً (موسى) و(عيسى) و(هارون) و(يحيى) و(زكريا) و(سليمان) و(محمد) – صلى الله عليه وسلم – ولسنا في خلاف مع الدين اليهودي، بل مع الاحتلال الصهيوني الذي طردنا من أرضنا وشتت أهلنا وسرق أموالنا، حتى أنتم.. ألا تشعرون بالتمييز؟
تركت (داليا) (باسل).. كبر في عينها.. أحبته وأحبت حديثه عن الإسلام؛ فواصلت الأسئلة عن العرب وحياة الفلسطينيين وقضيتهم كلما التقته، وبمرور الأيام شعر (باسل) بقرب (داليا) منه واقتناعها بحديثه، وشعرت من جانبها باهتمامه الكبير بها.
- ديننا يا (داليا) يحرم علينا العلاقة الغير شرعية بين الشاب والفتاة؛ لذا لا أستطيع الدوام على هذه الحال بيننا.
أقنعها حديثه فسألته:
- وما الحل إذاً؟
- أن نتزوج.. ولكن يقلقني حالك وغربتك وإقناع أهلك وأخويك إذا وافقت على ذلك.
توترت (داليا) حرجاً وأجابت:
- أنا اقتنعت بالإسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، واقتنعت بك كزوج وأنا سأصارح أهلي بالأمر؛ فإن اقتنعوا كان بها، وإن لم يقتنعوا فسأتزوجك وهذا حقي.
أدرك (باسل) خطورة الموقف وتبعاته، وبدأ يمهد للموقف مع أمه وعمه والعائلة، وشعر (خالد) بعلاقة جدية بين (باسل) و(داليا)، وفي المساء قابله وصارحه:
- ماذا بينك وبين (داليا) يا (باسل)؟
أجابه (باسل):
- أنت أقرب الناس لي يا ابن عمي.. ليس بيننا شيء يغضب الله.. بصراحة.. (داليا) تركت اليهودية وأسلمت.. وصلاتها والتزامها مرهون بموقفي من الزواج بها.. وهي موافقة على ذلك.
- ولكن هذا أمر خطير! وسيسبب لك مشاكل مع العائلة والجيش ومع أهلها، وستترك العمل عند والدها، وهذا سيؤثر على مستقبلك.
- هذا ما يقلقني يا صديقي، وأريد مساعدتك ومساندتك لي.
- لن أتخلى عنك وتوكل على الله.
طلب (باسل) أن يجلس مع العائلة ليصارحهم؛ فاعتقدوا أن الأمر يتعلق بزواجه من (مروة)؛ فقال (أبو خالد):
- نحن سعداء جداً بموافقتك على (مروة) يا (باسل).. وإذا كان هذا الاجتماع يهدف لتحديد المهر وتفاصيل الزواج فلا عليك يا عم؟
قاطعه (باسل):
- أنت فهمتني خطأ يا عمي.. فأنا أحببت الحديث معكم في موضوع مختلف، أنا تعرفت على ابنة صاحب العمل.. وهي أسلمت وأريد أن أتزوجها.
قام أبو (خالد) غاضباً:
- ستتزوج يهودية!
وأضافت عمته:
- هذا ما تبقى علينا!.. تريد أن تفضحنا؟! إن أقدمت على عمل كهذا فنحن بريئون منك.
حاول (باسل) أن يستعطفهم:
- إنها ليست يهودية يا عمي.. البنت أسلمت.. وهذا حقي يا عمتي.. ولن أتنازل عنه ولو قاطعني كل المخيم.
بقيت (أم باسل) صامتة وفي حيرة ما بين سعادة وحيدها وبين غضب العائلة عليه، ولم تجد بداً بمراجعته لعلها تثنيه عن رأيه.
أتت (آمال) لتبشر أخاها (خالدًا) بعدم ارتباط (أماني) التي تمناها، وأجابت بالموافقة عليه في حال طلبها من أهلها.
أعطى (باسل) فرصة لـ(داليا) لتقنع أهلها، وفي هذه الأيام الهادئة طلب (خالد) من والدته التقدم لـ(أماني) ومصارحة والده بالأمر، وفي مساء اليوم قدمت (أم خالد) لزوجها فنجاناً من القهوة وقالت:
- ألا تريد أن تفرح بـ(خالد) يا (أبا خالد)؟
أجاب بتهكم:
- وهل يريد الآخر الزواج من (جولدامئير)؟
ردت:
- وهل هذا وقت تهكم يا أبا (خالد)؟ الولد لم يطلب بنتًا بعينها، وأنا سأختار له بنتًا من ثوبنا ومن المخيم.
- وهل وقع اختيارك على بنت بعينها؟
- نعم.. (أماني) ابنة التاجر (أبي محمود).
- نعم الاختيار يا (أم خالد).. هذا الرجل يمكن أن نناسبه ونستفيد من تجربته في التجارة.
لم تعلّق (أم خالد) على الجواب الذي لم يعجبها، وعادت لـ(خالد) الذي تلقى نبأ موافقة أبيه بسعادة غامرة.
ذهبت (أم خالد) وأخته (آمال) لبيت (أبي محمود)، ورأين (أماني) وطلبنها من أهلها فوعدوا خيراً، تناول الضيوف فنجاناً من القهوة ثم استأذنوا.
سألت أم محمود ابنتها:
- (خالد جابر الكريمي) تقدم لك يا ابنتي.. هل توافقين عليه؟ إنه ابن المخيم والحارة ومن المؤكد أنك تعرفينه وليس لنا تحفظ عليه وعلى أهله؛ فماذا ترين؟
خجلت (أماني) من أمها، وخفضت رأسها مجيبةً:
- ليس لي رأي بوجودكم يا أمي.
- مبارك يا ابنتي.. الله يسعدك ويهنيك.
ردت (أم محمود) على طلب (أم خالد) بالموافقة، الأمر الذي أسعد (خالدًا) والعائلة، وتم تحديد موعد لعقد القران.
في السادس من تشرين من السنة السابعة والثمانين شهدت غزة حدثاً بطولياً في الشجاعية فتواجه أربعة من المجاهدين الذين نجحوا بالهروب من سجن غزة مع قوات كبيرة من الاحتلال فقتلوا وقتلوا وارتفعت أرواحهم محلقة في سماء غزة تُشْهِد العالم على صدقهم وانتماءهم لدينهم ومقدساتهم ودخل الشعب الفلسطيني مرحلة جديدة من النضال لنيل الحرية والاستقلال ومن نفس العام في التاسع من كانون أول تفجرت الانتفاضة المباركة على أثر مقتل عدد من عمال في جباليا باصطدام متعمد لشاحنة إسرائيلية بسيارة عمال فلسطينيين.
عاد العمال إلى بيوتهم وخرجت الجماهير الغاضبة ليلاً واشتبكت بالحجارة مع قوات الاحتلال أمام مركز الجيش في المخيم واشتعلت الانتفاضة وامتدت في كل مدن وقرى فلسطين وانتمى الشباب إلى الحركات الوطنية والإسلامية ونشطوا بفاعلياتهم ضد الاحتلال من اشتباكات ميدانية متواصلة وسقطت قوافل الشهداء والجرحى وآلاف المعتقلين في السجون، وفرضت المقاطعة على منتجات الاحتلال وتمت الملاحقة للخونة والعملاء والمندسين.
انضم (خالد) لهذه الفعاليات وبقي على علاقة جدية مع خطيبته.
قابلت (أماني) (آمال) في المدرسة فسألتها:
- كيف (خالد) يا (آمال) ؟؟
- يبعث لك بسلاماته وينتظر إشهار خطبتكم بفارغ الصبر.
- وكيف عمله؟
- الأحداث أثرت عليه وعلى كل العمال، ومع هذا يكافح لتأمين مستقبلكم.. بالمناسبة يهديك هذا القلم.
قلّبت (أماني) القلم العنابي الجميل بين أصابعها وقالت:
- اشكريه كل الشكر.. وسأبقى على عهد التواصل معه
ابتسمت (آمال) وقالت:
- الله يفرحكم ويسعدكم.
عادت (آمال) إلى البيت وإذ بالضجيج والجمهرة تملأ الحارة ومحيط بيتهم.
- ما الذي حدث يا أمي؟
- مصيبة يا (آمال)، مصيبة وحلت بنا.
- عمّ تتحدثين؟
- حضرت مجموعة من الشباب الملثمين واستجوبت (ذيب) ابن عمتك (رسمية) وانهالوا عليه ضرباً بالبلطات والعصي والآن يمكث في غرفة الإنعاش ما بين الحياة والموت.
تألمت (آمال) من الموقف وتمتمت:
- الله لا يشفيه.. فهو نصاب ومحتال.
- وأين عمتي؟
- عنده في المستشفى.
- وأبي؟
- متواجد الآن في ديوان المختار هو وباقي رجالات العائلة كي يناقشوا هذه المصيبة.
دخل (ياسر) إلى اجتماع العائلة وقال:
- لقد عرفت مَنْ وراء قمع (ذيب).
اشتعل الغضب في الحاضرين وسألوا:
- من؟ ولماذا؟
- للأسف ابن خال خطيبة (خالد)...
قاطعه (أبو خالد):
- ابن صهر التاجر (أبو محمود)؟
- نعم
- هل أنت متأكد؟
- نعم متأكد والموضوع الآن في يد (خالد) وسيأتي لكم بالتفاصيل.
حضر (خالد) إلى الاجتماع والتف حوله الحاضرون.
- من اعتدى على (ذيب) ولماذا يا (خالد)؟
طأطأ (خالد) رأسه وأجاب:
- (سليم) ابن صهر (أبو محمود).. مع مجموعة من رفاقه هي التي قامت بالفعل على خلفية قيام (ذيب) بالنصب بمبلغ كبير ورفض أن يرده لصاحبه رغم تحذيرهم له مراراً دون جدوى معه وهذه هي النتيجة...
قاطعه والده:
- وكيف تأكدت من الفاعل؟


انتهى الجزء الأول من رواية
قلبي والمخيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسمة زرارة
عضو ذهبي
عضو ذهبي



المزاج : حسب الظروف

الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة   الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء يناير 04, 2011 6:52 pm


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم

أخ أبو جهاد

القصة جميلة جداً بإنتظار البقية
لا تطول علينا بسردها حتى نرى النهاية ونضع رأينا فيها
دمت متميزاً بإختياراتك

بسمة زرارة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة
»  الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االثاني رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون ( الشتات ) الجزء الأول رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون ( الشتات ) الجزء الثالث رأفت حمدونة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة القضيه الفلسطينية :: منتدى الأسرى والمعتقلات الصهيونية-
انتقل الى: