موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو جهاد
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي




الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Empty
مُساهمةموضوع: الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة   الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأربعاء يناير 12, 2011 7:22 pm


من أدب السجون
الجزء الرابع والأخير من رواية
قلبي والمخيم

صمتت قليلا ثم استدركت:
- يريد أبوك أخذ رأيك في موضوع يتعلق بمستقبل أختك (آمال).. فـ(ياسر) تقدم لها وأنت أعرف منا به فماذا تقول؟
ابتسم (خالد) وأجاب:
- (ياسر) شاب جدي ومسئول وأخلاقه عالية ويتحلى بالدين والشهامة ولا نقلق على (آمال) بمعيته.
ثم نظر لأخته وقال:
- ألف مبروك لكما يا (آمال).
عاش (خالد) هذه الأخبار ورجع لغرفته يعيد شريطها حرفاً حرفاً وحياته مع (مروة) وتساءل في نفسه:
- إلى متى ستلاطمني الأمواج وتحملني الرياح والأقدار والأيام فهل كتب علي الحرمان من أعز من أحببت؟ الله يخزيك يا شيطان، أستغفر الله العظيم، اللهم اغفر لي، ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم قام وتوضأ وصلى ودعا الله ونام .
انتهت الانتفاضة مع مفاوضات مدريد وأوسلو وأرست السلطة قواعدها ومؤسساتها في المناطق التي انسحب منها الاحتلال وتم الإفراج عن آلاف الأسرى والمعتقلين وأغلقت أبواب السجون على أربع مائة أسير ممن لقنوا العدو درساً لم ينسوه أولئك الذين تقدموا بحياتهم وزهرة شبابهم فقتلوا وأصابوا من أعدائهم بالعمليات الفدائية التنظيمية والمقاومة الفردية بكل ما يملك المجاهد من وسيلة وعاش الشعب الفلسطيني سنوات يحلم بالسلام، الأمر الذي تبدد مع شرارة انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من كانون أول.. كانت حرباً حقيقية بكل معانيها، وقام المقاومون بتنفيذ العمليات العسكرية النوعية والاستشهادية فوق الأرض وتحتها وفي البحر والجو بإطلاق القذائف والصواريخ التي أقلقت مضاجع العدو وقوضت أمنه واستقراره وكسرت شوكته.
لم تقابل دولة الاحتلال عمليات المقاومة بالورود بل حاولت تقويضها وبكل أسلحتها فألقت القنابل والقذائف من طائراتها النفاثة المقاتلة والمروحية، وقلبت الأرض قلباً بجرافاتها الضخمة ودباباتها واستخدمت ترسانتها العسكرية والمتقدمة، براً وبحراً وجواً فقتلت الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ ولم تفرق في قتلها بين العسكريين والسياسيين واستخدمت في حربها مجموعات من العملاء والمندسين والمتعاونين فباعت أبناء شعبها بثمن بخس دراهم معدودة وكانت فيهم من الزاهدين واستبدلت دينها بدنياها، ووشت بأبناء جلدتها مقابل حفنة تافهة من المال! كانت هذه المجموعات أخطر على الشعب الفلسطيني من قوات الاحتلال نفسها فتم نبذها ومطاردتها وحصرها.
قدم مخيم جباليا الشهداء في المواجهة الشرسة مع قوات الاحتلال وعزم الجيش المدجج بالسلاح على دخول المخيم بيتاً بيتاً واعتقال نشطائه فدخل بأرتال الدبابات والجرافات وبغطاء جوي وقافلة من الحافلات لنقل المعتقلين.
توحدت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الوطنية والإسلامية وهزم أبناء المخيم بأسلحتهم الخفيفة وعبواتها البدائية الجيش الذي لا يقهر فرحلوا بعد أن خلّفوا وراءهم عشرين شهيداً وعشرات الجرحى وأكواماً من الركام.
حضرت مجموعة من الضباط لسجن عسقلان وطلبت ممثلي الأسرى وبعد مقدمة من العلاقات الحسنة بين الطرفين قال أحد الضباط:
- يؤسفنا تبليغكم أن الشيخ (أبي حسن) المصاب بالقلب قد توفى في مستشفى سجن الرملة (مراج).
قاطعه ممثل المعتقل محتجاً:
- (أبو حسن) رحمه الله مات نتيجة إهمالكم الطبي.. فالسليم يموت من هذا المستوى المتدني من الاهتمام فكيف بمريض القلب؟ على كل حال نحن نطلب السماح بإخراج الأسرى إلى الساحة للقيام بتأبين جماعي لأخينا ونعتزم الإضراب طوال اليوم عن الطعام احتجاجاً على الإهمال الطبي الذي قد يودي بحياة مرضى آخرين كما أودى بحياة الشهيدين (أبي رزق) و(أبي حسن).
تم فتح أبواب القسم للتجمع في ساحته الصغيرة وقام ممثلو الفصائل بإلقاء بيان تأبين للشيخ المجاهد (أبي حسن).
تفاجأ (خالد) حينما رأى مجموعة من الأسرى تستقبل نزيلاً جديداً، فتقدم ليتعرف عليه وإذا به (سليم).. حينها تذكر قصته مع (أماني).
تقدم (خالد) نحوه وسلّم عليه مرحباً.
- الحمد لله على السلامة يا (سليم).
أجابه سليم:
- الله يسلمك يا (خالد)، أنا سعيد بلقائك وأتمنى أن تسنح الفرصة بيننا للحديث.
قال (خالد):
- أنا في انتظارك في أول زيارة للغرف في القسم.
أجابه سليم:
- على بركة الله.
استقبل (خالد) (سليم) فقدم له واجب الضيافة فبدأ سليم بالحديث:
- أعلم أنك ناقم علي.. فأنا شاركت فعلاً في قمع (ذيب) ولكني لم أشارك بصفة عائلية ولم أتوقع مطلقاً كشف أمري وتفاقم الأمور وانعكاس الأمر على مصيرك وابنة عمتي (أماني) كان الله في عونها.
استوقفه (خالد) بالسؤال:
- ماذا تعني بـ"كان الله في عونها"؟
تجاهل (سليم) السؤال وقال:
- أنا الذي أسألك: لماذا لم تتقدم لـ(أماني) كما وعدتها عبر أختك (آمال) بعد شفاء (ذيب) وانتهاء المشكلة؟ والأقسى : لماذا تزوجت رغم أن (أماني) وأهلها استنكروا عليّ مشاركتي في قمع (ذيب) وأعلنوا موقفهم للعائلة إننا سنوفي بوعدنا والموافقة على (خالد) في حال طلبه لقد خذلت (أماني) بزواجك وأحرجت أهلها أمام العائلة ومن ذاك الوقت حتى اليوم تعاني (أماني) من المرض ولم تتحسن حالتها رغم معاودة أكفأ الأطباء وأمهرهم.
استوقف (خالد) (سليم) وقال:
- إن ما حدث عكس ما تقول.. فأنا اتفقت مع أبي أن نتجاوز المشكلة وبادرت عمتي بتجاوز ما حدث لابنها لأجلي وذهبت بمعية أمي لطلب (أماني) التي وافقت أهلها على رفضي رغم وعدها لـ(آمال) بالموافقة وتشجيعي على التقدم لها، ولأول مرة أعلم – ومنك تحديدًا - أن (أماني) في مرض مزمن منذ ذاك اليوم حتى اللحظة وسأل أولم تتزوج حتى الآن؟
- كيف تتزوج وهي في هذه الحالة السيئة منذ صدعتها من زواجك وتجاهلها؟
صمت (خالد) قليلاً وتحدث بصوت مسموع:
- معقول!! لا.. لا.. لا يمكن!
سأل سليم:
- ما هو المعقول؟
أجاب (خالد):
- أعطني فرصة للتأكد من الأمر وسنلتقي بعد الزيارة.
أتت (أم خالد) وأبوه للزيارة وبدا على وجه (خالد) التوتر فسألته أمه:
- ما بك يا بني؟
قال (خالد):
- أستحلفكم بالله العظيم وأتمنى أن تجيبوني بصراحة ولن أتأثر بهذه اللحظة بأي جواب ولكني سأتأثر وسأقاطع الزيارة حتى الزواج لو انخدعت مرة ثانية..
وجه سؤاله لأمه:
- هل ذهبت أنت وعمتي لخطبة (أماني) ورفضتني موافقة لرأي أهلها كما أبلغتموني آنذاك؟
أجاب (أبو خالد) بارتباك:
- وما الداعي لفتح موضوع أكل عليه الزمن وشرب؟ هذا الموضوع انتهى منذ سنين.
وأضافت (أم خالد):
- انتبه لنفسك وحافظ على صحتك فلم يبقَ لميعاد الإفراج عنك إلا أشهر يا بني فلماذا تخوض في مواضيع لن تزيدك إلا هماً؟
علا صوت (خالد) وقال غاضباً:
- أرجو أن ترحموني وتجيبوني: ذهبتم أم لا؟.. علمت من (سليم) ابن عمتها أنها تعاني من المرض بسببي.. فهي كانت تنتظر طلبنا لها كما والدتها و تحدت (أماني) عائلتها ونالت موافقة والديها وتفاجأت بزواجي من (مروة) بعد أن أعلمتموني رفضها وأهلها لي رغم أن (سليم) يؤكد بأن لا أحد حضر وطلبها فهل هذا ما حدث؟
نظرت (أم خالد) لزوجها وتشجعت وقالت:
- اسمع يا بني.. الأمر مضى وانتهى.. وطالما أنك علمت الحقيقة فسأخبرك بها فهذا السر والوجع يقلقني منذ ذاك الزمن فنحن لم نذهب لبيت (أبي محمود) لطلبها واتفق والدك مع عمتك (رسمية) أن نخبرك برفضهم، لأن العائلة بعد مشكلة (ذيب) لن تستقبل خطوة كهذه ووالدك لن يقوى على تهدئة حميتهم وغضبهم وكان هذا الحل الوحيد للحفاظ عليك وموقف أبيك.
طأطأ (خالد) رأسه خجلاً من نفسه وشعوره بذنب معاناة الفتاة ومرضها وبصوت منخفض يملأه الوهن قال:
- ووافقتِ على ذلك يا أمي؟
أجابت أم (خالد) باكية:
- رفضتُ يا بني وها هو أبوك يشهد ولكنه حلف أن يطلقني لو لم أفعل ما طلب وذهبت حينها مكرهة.
نظر (خالد) لأبيه وعاتبه:
- لماذا فعلت كل هذا بي يا أبي؟ وبهذه المسكينة؟ هل َنستحق كل هذا الظلم؟
قال أبوه نادماً:
- لست ضد سعادتكم يا بني، ولكن الظروف العائلية وعمتك والشيطان أوهموني بصحة ما فعلت للخروج من الحرج وخاصة معك ومع عمتك فسامحني يا بني.
قال (خالد) حزيناً:
- أستطيع يا أبي مسامحتك.. ولكن كيف سيسامحنا الله عز وجل وهذه المسكينة تعاني من المرض من ذاك اليوم حتى اللحظة؟
قال (أبو خالد):
- أنا على استعداد لعمل أي شيء للتخفيف عنها.
قال (خالد) بجرأة ومسئولية:
- اليوم وبعد الزيارة مباشرة تذهبون لبيت (أبي محمود).. وتعتذرون لهم وتطلبون (أماني) منهم.. فلم يتبق للإفراج عني إلا عشرة أشهر، وسوف أقوم بمساندتها وعلاجها وتعويضها.
وافق (أبو خالد) ابنه، وذهب وزوجته لبيت (أبي محمود) فاطمأنوا على (أماني) واعتذروا لهم عما حدث واتفق الطرفان على الخطبة والزواج بعد الإفراج.
سامح (خالد) والديه على فعلتهم، وارتاح وهو ينتظر لحظة اللقاء مع (أماني) لتعويضها وعلاجها.
مرت أيام الاعتقال الأخيرة بطيئة عليه، وتحولت الأيام لسنين بعذاباتها، وفي يوم الإفراج حضر الأسرى مهنئين أخاهم ومودعيه، فنزلت الدمعة من مقلتي (خالد) الذي اختلطت في قلبه مشاعر الأسى والحزن بترك رفاقه المعتقلين في قسوة السجن وعذاباته، ومشاعر الفرح وهو سيلتقي بأحبابه وأهله والحرية ومتاع الحياة.
استقبل أهالي مخيم جباليا بطلهم (خالد) بزخات من الرصاص تحية له وابتهاجاً بفرجه، وقام أصدقاؤه (باسل) و(ياسر) و(أبو فادي) و(أبو هاني) و(أبو هشام) بحمله على الأكتاف والهتاف له وتقدم (عبد الله) ابن الثالثة عشرة بتقديم الزهور لـ(خالد) الذي عانق أباه وأمه ومحبيه، وتوافد جمهور كبير إلى ساحة واسعة في أطراف المخيم مباركة له ومسرورة بعودته.
حضر (أبو محمود) لتهنئة (خالد) وأبيه حاملاً معه سلامات (أماني) والعائلة، ولم يتوانَ (أبو خالد) في تحديد يوم للخطوبة والفرح بعد انتهاء مباركة الوفود.
كانت انتفاضة الأقصى في أوجها، وقافلة الشهداء تسير وأرتال الدبابات تحرث الأرض وحمم صواريخه تأكل الأخضر واليابس.
التقى (خالد) بـ(أماني) لقاءه الأول بعد ثلاثة عشر عامًا فوجدها في إعياء ووهن فعاتبته قائلة:
- أهان عليك أن تفعل بي ما فعلت يا (خالد)؟
أجاب (خالد) بأسف:
- لست أنا الذي فعل.. وسأشرح لك كل شيء في حينه، ولكني أحاسب نفسي على خطأي في عدم المتابعة على الأقل لأعرف سبب رفضك كما وصلني.. فلربما استدركت حينها الخطأ واكتشفت الأمر.. هذا قدرنا يا (أماني)، وأحمد الله أن حبنا تجدد وسعادتنا ستعود، وأعدك بتعويض كل السنين التي مضت وأن تكون كل أيامنا فرحًا وحبًّا واستقرارًا.
تمنى (خالد) لو أقام لـ(أماني) حفل زفاف يليق بعظيم صبرها وتضحياتها وإخلاصها، لكنه احترامًا للشهداء وتفهماً لآلام محبيهم أقام حفلاً عائلياً صغيراً حضره الجيران والأهل والأصدقاء.. عرض (خالد) زوجته على أمهر الأطباء وأحضر لها أنجع الأدوية وتحسنت صحتها وتعافت.
فرحت (آمال) بشفاء زوجة أخيها وصديقتها وذات يوم عادت للبيت فسأل (خالد):
- أين كنتِ؟
أجابت (آمال):
- كم ستدفع مقابل البشارة؟
قال (خالد):
- على قدر سعادتي بها.
قالت (أماني) وهي تنظر لـ(آمال):
- لن نتحدث إلا بحضور عمي (أبي خالد) وعمتي (أم خالد) .
نادى (خالد) على والديه وقال:
- يبدو أنني سأدفع الكثير فلقد شوقتموني فتحدثوا.
قالت (آمال):
- ستصبح أبًا بعد كم شهر يا (خالد) فألف مبروك.
علت زغرودة (أم خالد) فرحاً لابنها الذي قال:
- سأقيم وليمة أجمع فيها الأحباب والأصحاب احتفالاً بهذه المناسبة.
ما هي إلا لحظات حتى دخلت قوات من الجيش كبيرة لأطراف المخيم على مقربة من بيت (باسل) فتصدى لهم الأطفال ببراءتهم وأياديهم الناعمة الرقيقة وحجارتهم الصغيرة. زلت دورية راجلة وألقت القبض على طفل صغير حاول اعتلاء ظهر دبابة. شاهدت الأم اعتقال ابنها فهرعت إلى الدورية لتخليصه منهم وهرعت أخته لـ(تهاني) لعلها تقنعهم بتركه باللغة العبرية سحبت الأم طفلها من يد الضابط الذي قبض بقوة على ذراعه نظرت (تهاني) خلفها فرأت ابنها (عبد الله) يتبعها فنهرته ليعود فأبى وقبل الوصول للضابط تفاجأت بكونه أخاها الكبير فألقت بغطاء رأسها على وجهها وتحدثت إليه بالعبرية:
- هذا الطفل برئ ولا يعقل إرهابه أو اعتقاله.
- إنه مشروع إرهاب، فمن يحاول اعتلاء دبابة في هذا العمر فسيفكر بتفجيرها حينما يكبر.
قالت تهاني:
- محاولته هذه لن تؤذيكم وممارستكم مدعاة لزرع بذرة الحقد في قلبه اتجاهكم، أتركوه فيكفي الرعب الذي أصابه منكم.
شك الضابط بأخته التي شعر بالارتياح لها لولا لباسها وإنكارها معرفته فأمر بترك الطفل الذي عاد مع أمه.
سمع أحد الجنود إطلاق نار يدوي في المنطقة فأصيب بالذعر والانهيار والهلع وأخذ يطلق النار رعباً في كل الاتجاهات.. سقط (عبد الله) على الأرض بالقرب من (تهاني) فالتفتت إليه وإذا برصاصة اخترقت صدره النحيف فسقط شهيداً ملطخاً بالدماء، سقط غطاء الرأس عن (تهاني) وهي تبكي طفلها البريء وتصرخ لإنقاذه، تقدم أخوها نحوها فعرفها.. انهمرت الدموع من عيني (تهاني) وقالت له:
- ما ذنب هذا الطفل لتقتلوه؟ هل هو إرهابي كما تدعون؟ إنكم قتلة ومجرمون وإرهابيون، ودم (عبد الله) سيبقى يلعنكم ويطاردكم وسترحلون.
قام الضابط بفحص الطفل وتأكد من قتله وتقدم نحو (تهاني) ليواسيها فصدته وبصقت في وجهه ولعنته.. ترك المنطقة وأمر بالانسحاب.
خفف (باسل) عن زوجته وصبّرها، وواست (أماني) و(آمال) و(مروة) والعائلة والجيران (تهاني) فيما أصابها وأقيم لـ(عبد الله) مهرجان شارك فيه أبناء المخيم.
انضم (باسل) لرجال المقاومة في أعقاب استشهاد ابنه وشارك في مجموعة من الاشتباكات المسلحة بصحبة (خالد) و(ياسر) والمقاومين معهم فزرعوا العبوات الناسفة ولقنوا العدو درساً لن ينساه.
قام رجال المقاومة بإطلاق الصواريخ على مدينة سديروت المقابلة لبيت حانون داخل الخط الأخضر رداً على اعتداءات الاحتلال المتواصلة قال (خالد) لإخوانه المجاهدين:
- سمعت أن جيش الاحتلال سيقوم باحتلال منطقة شمال غزة ويعتزم الدخول لمخيم جباليا بحجة منع إطلاق الصواريخ.
أجابه (باسل):
- إذا كان كذلك فعلينا الاستعداد والتنسيق لتوحيد جهد رجال المقاومة من كل الفصائل لصد هذا العدوان.
قال (أبو فادي):
- إذا كان كذلك فالعملية ستطول وستوقع خسائر..
قال (أبو هشام):
- سنقاتلهم حتى الرمق الأخير وسنصمد حتى آخر قطرة دم في عروقنا، وسنحاول حصر العملية بصمودنا ما أمكن.
قال (أبو هاني):
- على بركة الله، إذاً سنستعد، وسنثبت لهم وللعالم أن مخيم جباليا الذي أقلق مضاجعهم منذ تأسيسه بصمود الفدائيين، والذي انطلقت منه الانتفاضة الأولى المباركة بدم شهيده الأول (حاتم السيسي) سوف يبقى شوكة في حلقهم وعقبة أمام مشاريعهم والشعلة المتواصلة والحية حتى عودتنا وحريتنا وسيادتنا وهزيمتهم.
أعلن جيش الاحتلال بكل معداته عن بِدْء المعركة دون هوادة.
سأل (خالد):
- في أي الأيام نحن؟
نظر (ياسر) إلى ساعته وأجاب:
- الأربعاء في التاسع والعشرين من أيلول من السنة الرابعة بعد الألفين.
قال (باسل) بثقة:
- إن شاء الله سنجعله يوماً لصمودنا.
وعند منتصف اليوم سأل (خالد):
- أين وصلت دباباتهم؟
أجاب (أبو فادي):
- العيون تقول أنهم على أطراف بيت حانون وتل الزعتر وبيت لاهيا ومخيم جباليا، إنهم يؤكدون أن الدبابات قلبت الأرض قلباً، وبيت حانون وبيت لاهيا خلتا من عود أخضر، فتم قلع الشجر والبيارات ومزارع التوت والدفيئات وحولتها لمناطق جرداء قاحلة كأنها لم تزرع قط.
قال (خالد):
- ودور رجال المقاومة؟
قال (أبو هشام):
- مستعدون وبالمئات بأسلحتهم الخفيفة والعبوات المصنعة ومن كل الفصائل وبوحدة ميدانية مشرفة.
قال (خالد):
- إذا كان كذلك فسنصدهم وسينصرنا الله عليهم.
أطلق وزير الحرب الإسرائيلي اسم (أيام الندم) على حملة العدوان على الآمنين والأبرياء في مخيم جباليا.. قال قائد الوحدة الجنرال (زكان) لرئيس جيش الاحتلال:
- العملية غير ناجحة ولن نستطيع النيل من مجموعات المقاومة والمطلوبين من بين عشرات آلاف السكان في المخيم نحن نبحث عن إبرة في كومة قش يا سيدي وأقترح وقف العملية لأنها خطيرة.
أجابه رئيس الأركان بغضب:
- ومن قال لك أن هذا هدف العملية يا (زكان)؟ استخدم كل قوتك وإمكانياتك العسكرية، فالعملية هدفها الردع ولا تتوان في هذا المشروع، نريد أن نوصل رسالة للسكان أن كل عملية وإطلاق صاروخ سوف تكلفهم ثمناً باهظاً حينها سوف يتصدى الأهالي أنفسهم للمخربين ويمنعوهم من إطلاق الصواريخ حفاظاً على أنفسهم وممتلكاتهم.
أجاب (زكان):
- حاضر يا سيدي.
وفي وسط المعركة وأزير الرصاص وصوت القذائف سأل (خالد) (ياسر):
- ماذا يجري في المناطق الأخرى؟
قال (ياسر):
- إن الذي يجري إنما هو عملية انتقامية بحتة ومذبحة بكل المقاييس يستهدفون عبرها البشر والحجر والشجر وكل ذلك مكلل بصمت عالمي مطبق.
تصدى مقاومو المخيم بثبات أسطوري لقوات الاحتلال وتمكنوا من الحيلولة دون دخولهم المخيم رغم إمكانياتهم البسيطة.
قال (باسل) لـ(خالد):
- التضحيات جسام يا صديقي.
أجابه (خالد):
- وما النصر إلا صبر ساعة يا (أبا عبد الله).. لقد مضت ثلاثة أيام وما زلنا لم نتزحزح عن مواقعنا كما ترى.
قال (أبو هشام):
- صبرنا.. ولكننا قدمنا خلال ثلاثة أيام واحداً وأربعين شهيداً ومئات من الجرحى، لقد أطلقوا قذائف على مركز للمعاقين في بيت لاهيا واحتلت القناصة أسطح البيوت وأصبحت تطلق النار على كل شيء متحرك حتى الأطقم الطبية لم تسلم منهم.
حضر (ياسر) وعلامات التعب تبدو على وجهه فسأله (خالد):
- ما حدث يا (ياسر)؟
- لقد أطلقوا القذائف على المدرسة وأصابت ثمانية أطفال وهدموا خمسة وعشرين منزلاً، واغتالوا ظهراً ثلاثة مقاومين بصاروخ من طائرة عمودية.. والآن تخرج مسيرة حاشدة من أبناء المخيم لوداع ثلاثين شهيداً في موكب واحد.
قال (أبو فادي):
- وهل سنشارك الأهالي في وداعهم؟
قال (خالد):
- إنهم قرة العين ومهجة القلب والنجوم فوق جبيننا ولكن البقاء على ثغرة الصمود والمقاومة أولى في هذه الساعات فليرحمهم الله ويدخلهم فسيح جناته.
ومع ضربات المقاومة اتصل قائد الحملة مع رئيس الأركان وقال:
- استطاع المخربون زرع كل منافذ المخيم بالعبوات الناسفة وهناك خطر على جنودنا، فلقد نجحوا بإصابة عدد من الجنود وهنالك تراجع في معنوياتهم بعد استهداف بعض المركبات بالآر بي جيه.
أجاب رئيس الأركان:
- لا مجال للتراجع يا (زكان) وعليكم بتكملة الحملة كما هو مخطط لها وعليك تنفيذ التعليمات كما تلقيتها بالضبط.
أجاب (زكان):
- حاضر يا سيدي.
تبادل المقاومون أدوارهم لمواصلة الصمود وأثبتت الأذرع العسكرية للفصائل نفسها في معركة الكرامة والتصدي والصمود وفي اليوم السادس للاجتياح سأل (خالد) رفيقه (أبو هشام):
- ما هي آخر الأخبار يا أخي؟
- لقد ارتفع عدد الشهداء إلى سبعة وسبعين، اثنان منهم في قصف السيارة، وأربعة آخرون تمزقت أجسادهم بقذيفة دبابة وتم إصابة المئات بجروح، الأمر الذي فاق قدرة المستشفيات على الاستيعاب، ولقد تم هدم مسجد البخاري بالجرافات في منطقة تل الزعتر الحاووز بالإضافة إلى ستة منازل أخرى محيطة به مما أدى إلى ازدياد عدد المنازل المدمرة لتصل إلى ما يقارب من السبعين منزلاً.
قال (ياسر) :
- المشكلة يا (خالد) في شحة المياه، فالقناصة تطلق النار على خزانات المياه فوق أسطح المنازل وعلى كل من يجرؤ ويحاول أن يأتي بالماء والطعام لأهله وهنالك من الأهالي من شرب بقايا ماء الخزانات العكر.
اشتدت رحى المقاومة لقوات الاحتلال، وتمكن المقاومون من إطلاق عشر صواريخ باتجاه مدينة سديروت مما أدى إلى توازن الرعب بين الطرفين رغم قلة الإمكانيات.
خرجت المظاهرات المنددة بفشل العملية العسكرية في المستوطنات المستهدفة، الأمر الذي أخرج رئيس أركان الجيش فتحدث مع قائد الحملة وقال:
- أين أنتم؟ وماذا تفعلون؟ المخربون ينجحون في إطلاق الصواريخ بوجودكم؟
أجاب (زكان):
- المقاومة شرسة يا سيدي، فهناك عشرات الاستشهاديين يحولون بيننا وبين إمكانية دخول المخيم! فمعنويات الجند منهارة، ولقد فجروا اثنتي عشرة مركبة عسكرية وأصابوا العشرات من الجند.
مرت عشرة أيام على صمود الأهالي والمقاومة، وأثبت أبناء مخيم جباليا بطولاتهم في معركة الشرف والتحدي.
سأل (خالد) (ياسر):
- ما هي آخر الأخبار يا صاحبي؟
أجابه (ياسر) بغضب:
- هذه الدولة حاقدة، وجيشها جبان بلا أدنى إنسانية أو أخلاق فلقد استشهد مئة و عشرة شهداء ممن أحالوا بأجسادهم دخول الدبابات لقلب المخيم الذي أصاب المئات ومنهم من استشهد وهو ينزف لإطلاق النار على الإسعافات والأطقم الطبية، لقد هدموا بيتاً على أصحابه وقتلوا فيه طفلاً ابن العام في سريره، وقتلوا مجاهداً في تل الحاكم، وحاصروا حي الأنوار وأطلقوا النار على أهله، المنطقة كلها مشتعلة يا (خالد)، فالأهالي يمسون على النار ويصبحون على الدمار وصابرون ويخرجون المظاهرات المساندة للمقاومين ويطالبونهم بالصمود ولو تدمر كل المخيم بمن فيه.
ابتسم (خالد) وقال:
- هذا هو مخيم جباليا الذي يشهد لعظمته وفداءه وبطولة أهله القاصي والداني، لن نخذلهم يا (ياسر).
حضر (باسل) حاملاً سلاحه والدموع تنهمر من عينيه.
قال (خالد):
- ما بك يا (أبا عبد الله)؟
استند بحافة سلاحه على الأرض وهو يلقي جسده المنهك حيث يجلس رفاقه وتمتم قائلاً بصوت متهدج:
- لقد استشهد (أبو فادي) و(أبو هشام) يا (خالد).
وقف (خالد) وسأل:
- كيف؟
قال (أبو عبد الله):
- سمع (أبو فادي) صوت قذيفة نزلت على أحد المنازل، فتوجه بصحبة (أبي هشام) لنجدة من فيه، وإذ بطفلة غارقة في دمائها وقد مزقتها القذيفة وهي تساعد أمها في عجين الخبز وأثناء خروجهما من المنزل تفاجئا بقناصة تطلق النار عليهما، رد المجاهدان عليهم بوابل من النيران ودام الاشتباك ساعتين انتهى بقتلهما بقذيفة دبابة واستطاع المجاهدون نقلهما من المكان وتشييعهما بموكب مهيب.
نزلت الدموع من مقلتي (خالد) حارة إخلاصاً لرفاقه الأبطال.
جن جنون قادة جيش الاحتلال الذين تفاجئوا بنجاح المقاومة في إطلاق صاروخين جديدين رغم التواجد المكثف لقوات الاحتلال، الأمر الذي صعد وتيرة القصف و التدمير العشوائي على المخيم.
سأل (خالد) صاحبه:
- ما هي الأخبار يا (ياسر)؟
قال (ياسر) غاضباً:
- لقد قتل المجرمون مئة وثماني وأربعين شهيداً في اليوم السابع عشر من الاحتلال، وأصابوا خمسمائة آخرين بجروح متفاوتة، وهدموا مئة منزل وثماني مساجد وخمسين محلاً تجارياً لقد دمروا ألف دونم من الأشجار المثمرة والحمضيات في بيت حانون وشرق المخيم ومزارع الفراولة في بيت لاهيا لقد دمروا واجهات البيوت والمدارس والمساجد ودبوا الرعب في قلوب الأطفال والنساء في تل الحاكم وشارع السكة ومنطقة الغزلان ومدينة الشيخ زايد وتل الزعتر وعزبة عبد ربه، لقد قتلوا طفل بعمر عام وشيخ ابن السبعين ومسنة مقعدة واعتدوا على قرية أزاليا الأثرية البيزنطية في شرق المخيم، وتم تدمير مقرات الدفاع المدني والمدارس ونادي بيت لاهيا الرياضي ومقرات السلطة، وتم تدمير البنية التحتية للمخيم من شبكة الهواتف ومضخات الصرف الصحي المركزي والشوارع وأعمدة الكهرباء.
قاطعه (باسل) قائلاً:
- ومع هذا يا (خالد) فالمقاومة مستمرة والأهالي يطالبونكم بالتواصل، ففي اليوم الحادي عشر من عدوانهم استطعنا بحمد الله من تدمير دبابة بمن فيها وبصعوبة نقلوا جنودهم منها، وقاموا بدفن الدبابة في الأرض تحت ضربات المقاومة والشهداء المتنقلين بعبواتهم الناسفة على أجسادهم النحيفة وبثباتهم كالجبال.
قال (ياسر) محتجاً:
- أليس من الغريب أن تُنَفَّذْ هذه المجزرة على عين العالم الإسلامي والعربي والغربي دون أن تحرك فيهم ساكناً؟
قال (خالد) :
- لا يحك جلدك إلا ظفرك يا صاحبي صحيح أن المعركة غير متكافئة ما بين عشرات المقاومين بأسلحة خفيفة وبين جيش احتلال نازي يملك أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة كلها ، ولكن من تتحدث عنهم يا صديقي من المتفرجين أُحْبِطُوا ويئسوا وانهزمت نفوسهم.. الجميل في هؤلاء البسطاء من أهالي المخيمات واللاجئين أنهم لا يعقدون الأمور، ولا يبررون انهزام نفوسهم بالحسابات المختلفة كالواقعية وموازين القوى.. نحن يا (ياسر) نؤمن بحقنا وعدالة قضيتنا وبسورة الإسراء والحتمية القرآنية والتاريخية بنصرنا.. هؤلاء لن يبقوا في أرضنا وسيرحلون بعزيمة المؤمنين بربهم وحقهم.
شعر المقاومون بحلاوة النصر وهم يشاهدون قوات الاحتلال تنسحب من كل المنطقة تحت ضربات المجاهدين وعاد الأهالي والأطفال إلى بيوتهم المدمرة ينتقوا من بين ركامها ألعابهم ودفاترهم وحقائبهم المدرسية.
ابتسم (خالد) وأصحابه وهم يشاهدون طفلاً في العاشرة يكتب على أحد جدران بيتهم المدمر :
- انتصر مخيم جباليا بعد معركة دامت سبعة عشر يوماً في السادس عشر من تشرين أول من السنة الرابعة بعد الألفين ميلادية.. وعقبى لنصرنا إن شاء الله في معركة القدس الفاصلة.
ذهب (خالد) و(باسل) و(ياسر) وعشرات المقاومين إلى مقبرة الشهداء لقراءة الفاتحة على أرواحهم وقال (خالد) في الحاضرين:
- نعاهد الشهداء والأسرى والجرحى أن نبقى على خطاهم حتى تحرير كل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
و لم يمر أسبوع علي مجزرة المخيم حتى أعلن خالد بنفسه المسئولية عن عملية استشهادية نفذها فدائي بطل من مخيم جباليا على مقربة من المعبر على الحدود الشمالية من دولة الاحتلال و أسفرت عن مقتل عدد من الجنود رداً علي المذبحة ودماء الشهداء .
نفذ أبطال المقاومة جميعاً العمليات العسكرية فى كل فلسطين وبقوا مثلاً رائعاً في الوحدة والتحدي والتضحية .
وصمد الشعب الفلسطيني فى انتفاضة الأقصى خمسة أعوام متتالية من الجهاد والمقاومة سبقتها عشرات السنين بلا كلل أو ملل، وشارك فى التضحية بوحدة ميدانية مشرَفة المواطن والعامل والموظف والفلاح والطالب والمتعلم والمثقف والأمي والتاجر والصانع ،وكل الفصائل الوطنية والإسلامية وأذرعها العسكرية، والسلطة الوطنية الفلسطينية وكل الأجهزة الأمنية ، وقدَّم كل الشعب الفلسطيني وما زال يقدم الشهداء والأسرى والجرحى ، واستطاع أن يحرر أرضاً محتلة ويُزيل مستوطنات صهيونية بقوة السلاح على أطراف مخيم جنين وقطاع غزة ، فنُكس العلم الإسرائيلي بأيادي صهيونية بعد أن خربوا - بتوفيق الله - بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ،وفى يوم الاثنين فى الثاني عشر من سبتمبر 2005م - في الثامن من شعبان 1426هجرى تم تحرير قطاع غزة بالكامل ، ورُفع العلم الفلسطيني فوق المناطق المحررة ، ودخل عشرات الآلاف من الأهالي المستوطنات المحررة بالزغاريد ، وإطلاق النار، والهتافات ورفع صور الشهداء والأسرى مستذكرين كل الدماء التي سالت على أطرافها وقلبها ،ونقَل كل العالم عبر إعلامه إنجاز الشعب الفلسطيني بعد سيل من الدماء والصبر والصمود والتحدي .

انتهت بحمد الله الرواية
رأفت حمدونة
سجن هداريم
التاريخ 8/10/2004 م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسمة زرارة
عضو ذهبي
عضو ذهبي



المزاج : حسب الظروف

الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة   الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة Emptyالأربعاء يناير 12, 2011 8:07 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم


اخ ابو جهاد


الله يعطيك مليون عافية
القصة رائعة وقرأتها بإستمتاع منتظرة النهاية
تحكي تفاصيل الوجع على لسان من عاناه
واقعية واجمل مافيها جمعه بين الحب والمقاومة
وأن يكون هناك يهود عرب يقفون أمام بعضهم
وكلٍ منهم في جبهة

ولو خالد ماتزوج أماني
كنت رح أزعل

بس النهاية حلوة ولو إني زعلت عمصير الطفل عبدالله
ولكن هذا حال كل من يريد الكرامة والعزة

هي ليست قصة إنما سردمفصل لما يحدث هناك من حياة
تبحث عن طوق نجاة

إن شاءالله النصر قريب طالما هناك شعب كهذا الشعب

عن جد ابو جهاد


شكرااااااااااااااااااا


بسمة زرارة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة
»  الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االثاني رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون ( الشتات ) الجزء الثاني رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون ( الشتات ) الجزء الأول رأفت حمدونة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة القضيه الفلسطينية :: منتدى الأسرى والمعتقلات الصهيونية-
انتقل الى: