موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008

أخبار .. بحث.. سياسة .. آدب .. ثقافة عامة .. حرية رأي .
 
الرئيسيةبوابة فلسطينالتسجيلأحدث الصوردخول
من حروف أسم الدوايمة يتكون وطني الدوايمة(د .. دم)(و..وطني)( أ .. أوثقه)(ي.. يأبى)(م .. مسح )(هـ .. هويته) (دم وطني أوثقه يأبى مسح هويته)...نضال هدب


أن نسي العالم مجزرة الدوايمة أو تناسىى فان طور الزاغ الكنعاني سيظل شاهداً أميناً على المجزرةالمتواجدون الآن ؟
المواضيع الأخيرة
» رحلة الإنسان من بداية خلقه وتكوينه وحتى دخوله الجنة أو النار .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالأحد يوليو 30, 2023 3:30 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» عيد ُ الحُــــب / فالنتــاين !! .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء فبراير 14, 2023 1:42 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كيف تخشـــع في صلاتك ؟
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين يناير 16, 2023 3:37 am من طرف الشيخ جميل لافي

» ما هي كفارة تأخير قضاء رمضان بدون عذر ، وما مقدارها ونوعها ؟؟
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت نوفمبر 26, 2022 9:24 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» أحكام الجمع والقصر في السفر والحضر والمطر
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 12:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» عظم الكلمة عند الله عز وجل .....
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:31 am من طرف الشيخ جميل لافي

» الإمامة في الصلاة . مهم جـداً
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:28 am من طرف الشيخ جميل لافي

» إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشرّ ومنهم من يُهاب لله ومنهم إذا رؤوا ذُكر الله
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:25 am من طرف الشيخ جميل لافي

» البيع المُحرّم في الإسلام . الجزء الأول
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:24 am من طرف الشيخ جميل لافي

» كفارة الغيبة والنميمة .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:23 am من طرف الشيخ جميل لافي

» حُكم الغناء والموسيقى والمعازف .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت ديسمبر 26, 2020 2:22 am من طرف الشيخ جميل لافي

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس يناير 18, 2018 12:11 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» رباه إنا طامعين بجنة - الشاعر : عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالأحد يناير 14, 2018 12:36 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» مشروع وثيقــــة شـــرف عشائر الدوايمة”
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء ديسمبر 08, 2015 3:24 am من طرف نضال هديب

» ادخل احصاء ابناء الدوايمة في الشتات
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 5:41 pm من طرف أدارة الدوايمة

» الدوايمة ليست قبيله ولا عشيرة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 3:18 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة ..أنا لاجىء من فلسطين في الداخل والشتات اوقع لا تنازل عن حقي بالعودة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 30, 2015 4:23 am من طرف نضال هديب

» لإحياء المجزرة التي تعرضت لها قريتهم «غزة» توقد ذاكرة أبناء الدوايمة وتدفعهم للتحرك قانونياً
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين نوفمبر 02, 2015 5:45 pm من طرف نضال هديب

» مجزرة الدوايمة وصرخة الدم النازف.بقلم .نضال هديب
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 10:54 am من طرف نضال هديب

» صباح الخير يا دوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:24 am من طرف نضال هديب

» خربشات نضال . قال القدس لمين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس أكتوبر 29, 2015 1:22 am من طرف نضال هديب

» المستوطنون يستعدون لاكبر عملية اقتحام للأقصى
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 2:04 pm من طرف نضال هديب

» اخي ابن الدوايمة \ البوم صور لقاءات ومناسبات ابناءالدوايمة في الداخل والشتات
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس سبتمبر 17, 2015 1:44 pm من طرف نضال هديب

» اجمل ترحيب بالاعضاء الجدد الذين انظمو لقافلة منتديات الدوايمة وهم السادة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس أغسطس 20, 2015 1:04 pm من طرف ahmad-lafi

» ما هوَ ثمن الجـنـّة ؟؟ .
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس أغسطس 06, 2015 7:18 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» حرمة الإحتفال بعيد الأم المزعوم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالأربعاء مارس 18, 2015 5:13 pm من طرف الشيخ جميل لافي

» القناعة للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالأربعاء ديسمبر 24, 2014 11:04 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» قرية الدوايمة المغتصبة لا بديل عنها ولو بالقدس
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 3:08 pm من طرف أحمد الخضور

» عن حقي ابد ما احيد للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2014 1:16 pm من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» بابي لعبدي مشرع للشاعر عطا سليمان رموني
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء نوفمبر 25, 2014 8:25 am من طرف الشاعر عطا سليمان رموني

» الذكرى الـ97 لوعد بلفور المشؤوم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب

»  نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي موشيه فيغلن اقتحم الحرم القدسي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالأحد نوفمبر 02, 2014 9:09 pm من طرف نضال هديب

» يووم سقوط الدوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء أكتوبر 28, 2014 9:37 pm من طرف نضال هديب

» حذاري ان تعبثوا بالوطن
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت أكتوبر 25, 2014 9:34 pm من طرف نضال هديب

» اعلان وفاة زوجة الحاج عبد الحميد ياسين هديب وحفيدة ابن رامي عبد الحميد
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة أكتوبر 24, 2014 9:32 pm من طرف نضال هديب

» جرح مجزرة الدوايمة يأبى الإلتئام بقلم نضال هديب
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 11:04 pm من طرف نضال هديب

» الدوايمة / كتاب توراة الملك ........ دليل لقتل الفلسطينيين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت سبتمبر 27, 2014 10:58 pm من طرف نضال هديب

» غداً السبت الموافق 27ايلول 2014 تحتفل بالعام السادس لتاسيس منتدى الدوايمة
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 3:27 pm من طرف نضال هديب

» أحاديث لا تصح في الأضحية وفي المسح على رأس اليتيم
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 1:34 am من طرف الشيخ جميل لافي

» فضائل صوم ست من شوال
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 08, 2014 1:46 am من طرف الشيخ جميل لافي

» قرر الرئيس محمود عباس تشكيل الوفد الفلسطيني الى القاهرة كما يلي :-
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:27 am من طرف نضال هديب

» بان كي مون يطالب بـ "الافراج فورا" عن الجندي الاسرائيلي الاسير
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:17 am من طرف نضال هديب

» لقناة البريطانية العاشرة الجندي الاسراييلي الاسير بريطاني الجنسية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت أغسطس 02, 2014 12:12 am من طرف نضال هديب

» الاسير هدار غولدين ابن عم وزير الدفاع الاسرائيلي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:08 pm من طرف نضال هديب

» اسر الجندي الصهيوني الملازم الثاني هدار غولدين
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 10:07 pm من طرف نضال هديب

» في ذكرى رحيل أمي
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالجمعة أغسطس 01, 2014 6:20 pm من طرف نضال هديب

» ينعى موقع منتدى الدوايمة الاكتروني بشديد الحزن والاسى الجامعه العربية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالثلاثاء يوليو 29, 2014 2:34 am من طرف نضال هديب

» تضامنا مع غزة شبكة منتديات الدوايمة تدعوا اقتصار مظاهر العيد على الشعائر الدينية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 7:45 pm من طرف نضال هديب

» توفيت الصحفية عزة سامي، نائب رئيس صحيفة الأهرام التي قالت «كتر خيرك يا نتنياهو ربنا يكتر
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالسبت يوليو 26, 2014 1:43 am من طرف نضال هديب

» أغنية الجندي المخطوف (شاؤول ارون)عملوها الفدائية
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالخميس يوليو 24, 2014 9:14 pm من طرف نضال هديب


 

 الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو جهاد
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي
نائب المدير مسؤول التوثيق الشفوي والأعلامي




الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Empty
مُساهمةموضوع: الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة   الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة Emptyالإثنين يناير 10, 2011 8:20 pm



الجزء الثالث من رواية
قلبي والمخيم
هذا حكم أعدائنا يا (خالد)، أما حكم الله فهو بيد الله وإن شاء الله لن تقضيها ونسأل الله لك الفرج.
عادت العمة (رسمية) و(أبو خالد) وأمه وزوجته (مروة) من المحكمة وهم يحملون هم المستقبل.. ومنذ اليوم الأول من المحكمة بدأت العمة (رسمية) بالعتب وإلقاء اللوم على (خالد).. وقالت لابنتها:
- حينما تهدأ الأمور سوف نجد حلاً لهذا الموضوع.
أدركت (مروة) ما وراء كلمات أمها وأجابت:
- هذا قدري كما هو قدر (خالد) يا أمي، والحمد لله على كل حال.
استنكرت عليها أمها إجابتها وردت:
- وهل ستنتظرينه اثني عشر عاماً؟
أجابت:
- سأنتظره طول العمر.
بدأ (خالد) يفكر في حال زوجته (مروة) ويتساءل:
- أنا اخترت طريقي بنفسي؛ فما ذنب (مروة) أن تنتظرني طوال هذه السنين؟ أليس من الواجب والحكمة أن ترى نفسها وحياتها؟ سأصارحها عند أول زيارة بالأمر.. وأخيّرها ما بين البقاء أو الطلاق.
أفاق (خالد) من نومه مبكراً يوم الزيارة، فقصّر لحيته وحلق شعره، وارتدى ملابسه وحضّر بعض الحلويات المسموح إخراجها يوم الزيارة وقبة الصخرة التي اشتغلها بيده خيطاً.. خيطا.. وما مضت إلا لحظات حتى نادت الشرطة عليه بمكبرات الصوت.. تنقّل (خالد) من شباك إلى آخر بحثاً عن أهله في غرفة الزيارات ولمح من بعيد (مروة) تلوح له بيديها.
اخترقت (أم خالد) بأصابعها قضبان الحديد لتلمس بها جسد فلذة كبدها شوقاً، فانحنى (خالد) مقبلاً أصابعها يبتغي الرضا وبدأ بالسؤال عن البيت والأهل:
- كيف والدي و(آمال) وعمتي و(باسل) و(تهاني) يا أمي ؟
- جميعهم بخير ويهدونك السلام يا بني، شد حيلك، وانتبه لنفسك، وداوم على قراءة القرآن والصلاة والدعاء.. فالسجن لا يُبنَى على أحد يا (خالد).. وإن شاء الله نفرح بفرجك وجمع الشمل قريبًا.
انتبه (خالد) لزوجته وواساها:
- هذا قدرنا يا (مروة).. أعلم أنك لم تختاري هذا الطريق.
قاطعت (مروة) زوجها وذرفت الدموع من عينيها وقالت:
- لا تزد همي يا (خالد)، ولا تكمل، وسأبقى معك ما حييت، وأسأل الله أن يخفف عنك.
سألت أم (خالد) ابنها:
- ما أحوالكم داخل السجن؟
أجابها (خالد):
- نحن كالأهل يا أمي.. والسجن محطة نضال كالخارج.. لتحقيق الحقوق وكرامتنا، ولن أخفي عليك حتى لا تقلقي بأننا نُحضِّر لخطوة إضراب مفتوح عن الطعام لتحسين ظروفنا والحفاظ على إنجازاتنا.
سألت (مروة):
- أولا تتناولون شيئاً طوال الإضراب؟
أجاب (خالد):
- فقط الماء وإذا سمحوا بالملح.
وضعت (أم خالد) راحتيها على وجنتيها، وبدا عليها القلق وتمتمت:
- وهل تستطيع الصبر على ذلك لأيام طويلة يا (خالد)؟
ابتسم (خالد) وقال:
- في الخارج لا أصبر على تأجيل وجبة واحدة في غير رمضان، ولكن هنا أصبر لخمسين يوماً مقابل كرامتنا وحقوقنا.. وفي كل الأحوال لا تقلقي عليّ يا أمي.. فمثلي مثل غيري من الأسرى.. ولا خطر في هذا الأمر.. ولكن قولوا لي ما أخبار والدي والضريبة؟
- اطمئن يا بني فالمحامي خفف المبلغ للخمس وانتهت القضية والحمد لله.
ارتاح (خالد) وسأل:
- وما أخبار (باسل) و(تهاني)؟
- إنهما سعيدان جداً.. و(باسل) استأجر محلاً، وفتح معرضاً للملابس وعمله ممتاز، أما (تهاني) فهي حامل، وأتقنت اللغة العربية ولا تميزها باللباس والمعاملة عن أية امرأة فلسطينية.
ثم ابتسمت (أم خالد) وأضافت:
- فقط إن غضبت فتعبر عن غضبها باللغة العبرية.
ضحك (خالد) وسأل (مروة) عن أمها و(ذيب) فأجابت:
- أمي بخير رغم قلقها على مستقبلنا ، أما (ذيب) فدائماً مع (حمدي) فهما من طينة واحدة .
- (حمدي) الذي تقدم لك سابقاً؟
- نعم ورفضه خالي (أبو خالد) وكان زواجنا بعد ذلك.
- انتهت الزيارة ... انتهت الزيارة.
هذه الكلمات التي يكرهها الأسرى كل أسبوعين في نشوة اللقاء مع محبيهم فودع (خالد) أمه وزوجته وتواصى الطرفان بدوام الدعاء والفرج واللقاء. شاهدت (مروة) أثناء عودتها من الزيارة سيارة للإسعاف تقف على باب بيت (أبي محمود) فسألت إحدى معارفها:
- خير إن شاء الله، لماذا الإسعاف؟
فأجابت المرأة ببرود:
- أمر اعتيادي يتكرر أكثر من مرة في الشهر، فهذه (أماني) شفاها الله وعافاها.
- من؟ ماذا؟
- مرة يقولون مرض عصبي وأخرى نفسي والناس تعلم أن مرضها غير معروف.
سألت (مروة):
- هل تعاني شيئًا في جسدها؟
أجابت:
- أبدًا.. سمعت أهلها يقولون: "حسبنا الله على دار الكريمي"، يبدو أن المسألة تتعلق بالزواج.
- تقصدين خطبتها من (خالد) زوجي؟
ارتبكت المرأة وأرادت أن تتهرب وقالت:
- سامحيني يا ابنتي، فلقد زل لساني ولا أعرف السبب.
تركت (مروة) المرأة ودعت لـ(أماني) بالشفاء ولحقت بحماتها التي أوصلتها لبيتهم.
دخلت (مروة) البيت وعلى غير عادة رأت أمها وأخاها وصاحبه (حمدي) منسجمون في الحديث وتارة يضحكون، دخلت (مروة) لغرفتها ونادت أمها وسألت:
- (أماني) بنت (أبو محمود) مريضة وأهلها يدعون علينا، أتعرفين السبب؟
أجابتها أمها بتهكم مع نصف ابتسامة مصطنعة:
- الأصل أن يدعو لنا وليس علينا.. ألا يكفي أننا أبعدناهم عن الهم وقبلنا نحن به؟
- ماذا تقصدين يا أمي؟
- وأي هم أكبر من ذهابك للسجون من الفجر وعودتك منه العشاء ومتابعتك لشخص سيبقى في السجون اثني عشر عاماً، ألم ترتح (أماني) بنت (أبي محمود) من هذا العناء؟
- هذا قدر يا أمي، وحالي أفضل من حال هذه المسكينة وهي في ريعان شبابها.
- وهل أنت في شيخوختك؟ فكري يا ابنتي في مستقبلك فأنت في مقتبل العمر وزوجك لن ينظر إليك بعد اثني عشر عاماً، وإن حدث معه.
- أتعني أن أتخلى عن (خالد) في محنته؟
- هذا ليس تخليًا.. وإن كان عاقلاً فعليه أن يشجعك على هذا الأمر، هو اختار طريقه دون أن يشاورك.. فمن أفضل: أن تنتظريه طوال اعتقاله أم تتزوجي ويرزقك الله بطفل يحول حياتك لسعادة ويتربى في حضنك.
قالت (مروة) باستهزاء:
- وعندك العريس؟
- نعم عندي.. ويتمنى موافقتك.
- ومن هو؟
- إنه (حمدي) الذي رفضه أخي (أبو خالد).
- وترضين أن تزوجيني لنصاب ومخادع؟
- إنه يعد بعد زواجك بالعدول عن مجرى حياته
- أيعمل ويستقر ويستقيم؟.. اسمعي يا أمي.. (خالد) زوجي، وأفتخر به وبأمثاله فهم يبنون ويضحون وأمثال (حمدي) يهدمون ورائهم، ولو لم يكن على الأرض إلا هذا النصاب من الرجال سأعتزل الرجال، لذا لا تقارني (خالد) البطل الشهم الأصيل والرجل المتزن الشجاع ولا حتى بشراك نعله بهذا الحقير التافه.
كان الصوت عالياً فسمع (حمدي) أطرافه فاستأذن وهرولت (أم ذيب) باتجاهه وقالت:
- لا تغضب يا (حمدي) وستسير الأمور كما تريد.
لا تنتهي عنجهية الاحتلال عند أية حدود، بل تبدأ من جديد مع رجال المقاومة المعتقلين في سجونهم فالسجن بلا تعريف، معترك عنيف، كقارب في بحر هائج بلا تجريف! في السجون.. يجاهد الأسرى بقلة الإمكان لتحقيق الكرامة والحياة الممكنة.. نزفت دماؤهم وتكسرت عظامهم وذهبت الأرطال من لحم أجسادهم تضحية لتمكين الهواء من الدخول من بين تراكم أثقال الحديد على فوهات زنازينهم واختراق أشعة الشمس لمواصلة حياتهم وتأمين لقمة العيش القليلة ليس حباً في الحياة بل قهراً لأعدائهم وإبقاء الأمل للقاء أحبابهم.
مرت الأيام ببطء على (خالد) في سجنه، وأعلن الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في كل القلاع.. بدأت الإدارة باستخدام أوراقها لتقويض الإضراب وكسر إرادة الأسرى في معركة الجوع، فقامت بعزل قيادة الأسرى في زنازين انفرادية وقامت بإعادة توزيع للباقين بين الغرف والسجون. أدخلت إدارة السجن نشرة مطبوعة تخذيلية للغرف بتوقيع الطاقم الطبي في مصلحة السجون. أمر (خالد) بوقف توزيعها على الأسرى وبدأ يقرأها: حتماً اعلموا أن الإضراب سيضركم وليس بوسعكم إلا الخسارة ونؤكد أن لا فائدة لإصراركم هذا فإن جميع الامتيازات التي حصلتم عليها كالتلفزيونات ، استقبال الزوار ، فترة الزيارة ، زيارة الأقرباء للممنوعين من الزيارة قد ألغيت.
العشرات من الأسرى تناولوا الطعام ثانية لأنهم استوعبوا الضرر الذي قد يلحق بجسدهم.
إنكم تأخذون على عاتقكم، وعلى صحتكم مسئولية كبيرة من لم يتوقف عن الإضراب فمن الممكن أن يصاب بـ: التهاب رئوي، حم عالي وحالة هذيان، إسهال شديد، أوجاع قوية في البطن، ضعف واكتئاب شديد من شأنه أن يؤدي إلى ارتكاب أعمال غير متزنة ضد أصدقائكم في الخلية، تساقط الشعر من أعضاء الجسم، التوقف عن التبول وإصابة الكلاوي.
كل المؤشرات التي ذكرناها أعلاه قد تتطور بسرعة وتؤدي إلى انهيار الأجهزة وعندها يستعصى توفير العلاج للجسم. ولهذا السبب نوصيكم بالتوقف عن الإضراب عن الطعام وعلى أية حال سنمنحكم العلاج الطبي اللازم من أجل إنقاذ حياتكم بالإضافة لذلك إذا لم تتعاونوا مع الطاقم الطبي وترفضوا العلاج الذي سيعرضونه عليكم فإننا معافون من تحمل أية مسئولية أو ضرر قد يصيب أجسامكم بعد الإضراب اعلموا أن مَنْ تراهنون عليهم في الخارج لنصرتكم يهتمون أكثر لمسابقات الأغاني في الفضائيات والمسابقات الفنية.
انتهى (خالد) من قراءة المنشور فسأل محمود:
- ماذا تحمل هذه النشرة؟
أجابه (خالد) وهو يمزقها على عين الشرطي:
- وماذا تتوقع يا (محمود)، كلام إحباط وتخذيل.. الأصل لا يهم وعلينا تمزيقه.
علمت إدارة السجن وضباطها أن الأسرى مصرون على المواصلة وعليها أن تتخذ إجراءات أكثر حدة وتأثيرًا.
مرت ثلاثة أيام على معركة الجوع دون أية حالة تراجع وبدأ الطاقم الطبي بفحوصات الضغط والنبض والوزن.
- الله يعطيك العافية يا (محمود).. شد حيلك.
- الله يعافيك يا (خالد).. المعنويات كالجبال والصحة حديد يا صديقي فلا تقلق.
خرجت المظاهرات الشعبية وتضامن الأهالي مع أبنائهم في كل مدن وقرى فلسطين وخارجها، وأعلن عشرات الأهالي والأسرى المحررين والمتضامنين الإضراب المفتوح عن الطعام وأقيمت خيام الاعتصام في مراكز المدن.
تأثرت دولة الاحتلال من ضجة الإعلام ومظاهرات التضامن وتدخل الصليب الأحمر والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان على استحياء لحق القضية فأوحت الحكومة بمزيد من الضغط على الأسرى لكسر إضرابهم وعقد وزير الشرطة مؤتمرًا صحفيًا قال فيه:
- لن نتفاوض مع مخربين ولو ماتوا واحدًا تلو الآخر، ولن تستقبل المستشفيات مريضاً واحداً إثر الإضراب.
لم يؤثر التصريح قيد أنملة على معنويات الأسرى وإرادتهم بل زادهم تحديًا وصبرًا وعزيمة على التواصل.
حضرت قوات من الشرطة مدججة بالمعدات وأخرجت الأسرى من غرفهم وقامت بتفتيشهم تفتيشاً عارياً وأخرجتهم في ساحة النزهة (الفورة)، وأمر مدير السجن السجانين بإخراج كل شيء من الغرف.. صادروا كل الأدوات الكهربائية التلفاز والمذياع وسحبوا السجائر والملح والألعاب كالشطرنج والدومنو والنرد والكتب وأبقوا فقط على الفرشة والوسادة والغطاء وبعض الملابس.
انتهى التفتيش وعاد الأسرى إلى غرفهم بالمزيد من الإصرار والتحدي والعزيمة.
قلقت (أم خالد) على ابنها ولم تفوت أي فرصة تضامن معه بالاعتصامات أمام الصليب الأحمر والمسيرات وصلت لله ودعت له بالصبر والنصر مرت عشرة أيام على الأسرى بجوعهم ومع كل يوم كانت تزداد وتيرة التضامن الجماهيري والتركيز الإعلامي.
سأل (خالد) صديقه محمود:
- أي الطعام كنت لا تحب؟
- لا أكره شيئًا خارج السجن وبداخله معظم الطعام سيئ وأسوأه الزربيحة.
- والآن بعد عشرة أيام؟
ابتسم محمود وقال:
- الآن أعتذر للزربيحة وأعد أنني سأصلح خطأي معها وسآكلها بنهم وقبول.
ضحك مجموع الأسرى وسأل أبو العبد (خالد):
- هل توقعت يوماً أن لا تأكل عشرة أيام؟
ابتسم (خالد) وأجاب:
- كم يا (أبا العبد) توترت علاقتي بأمي على تأخير ساعة أو ساعتين عن ميعاد الوجبة، وهذا ما يجعلني أتذكر معاناتها وهي تفكر بحالي الآن قياساً بما كنت.
تأوه (أبو العبد) وقال:
- نسأل الله النصر لنا والصبر لهم.
أعلن (باسل) الإضراب المفتوح عن الطعام في الخارج تضامناً مع صديقه، وخرجت (تهاني) مع (أم خالد) و(مروة) في المسيرات وهي تحمل صورة مكبرة لـ(خالد) وفاءً لوقفته معها وزوجها.
شعرت إدارة مصلحة السجون بالهزيمة أمام عزيمة الأسرى وصلابتهم فأمرت الشرطة بوضع غرفة للمدنيين في منتصف كل قسم وشوي اللحوم فيه ومنع الخروج للنزهة وفرض تناول الحليب لأي مريض تسوء صحته.
ساءت حالة الأسرى في اليوم الخامس عشر من الإضراب وامتنع المرضى من تناول الحليب في العيادة رغم إغرائهم بوضع أشهى الطعام على الطاولة أمام الطبيب أثناء فحصهم، وحضر طاقم رفيع المستوى من مصلحة السجون للتفاوض مع الأسرى على مطالبهم بعد فقد الأمل من كسر معنويات الأسرى والإضراب.
طلبت إدارة السجن لجنة الحوار البديلة لممثلي الأسرى من كل الفصائل.
قال مسئول المنطقة للسجون:
- إضرابكم لن ينجح وعليكم بفك الإضراب قبل كسره وإعادتكم سنوات للخلف وأعدكم بتقديم الكثير من المنجزات بعد فك الإضراب.
أجابه (خالد):
- مطالبنا عادلة تتعلق بقضايا إنسانية مجردة فنحن لا نطالب بالإفراج عنا وإنما بتحسين ظروفنا المعيشية من تقديم العلاج الطبي للمرضى وتحسين ظروف الزيارات وإدخال الأطفال والتعليم الجامعي وتحسين الطعام كماً ونوعاً وإدخال الهواء للغرف وذلك برفع الكتل الحديدية الزائدة عليها وقضايا خاصة بكل سجين.
- أعيد وأكرر لن نخضع للضغوط فتناولوا طعامكم وأعد بفحص مطالبكم وتحقيق بعضها.
قال (خالد):
- ليس لدينا أي جديد وهذه آخر مقابلة معنا ونفضل الحوار بينكم وبين لجنة الحوار المعزولة.
انتهت المقابلة بلا نتيجة وقام ممثلي لجنة الحوار البديلة بإنزال تعميم وطني على الأسرى يفهمهم بمجريات الجلسة ، كانت تجربة استشهاد الأسرى السابقة كحلاوة والجعفري ومراغة تؤكد على قناعة الأسرى بعدالة قضيتهم ومطالبهم ونذير شؤم على إدارة مصلحة السجون خوفاً من اندلاع انتفاضة للأسرى فأجبرت على التفاوض مع الأسرى لإنهاء الأزمة التي تفاقمت وامتدت على طول الوطن. رفضت لجنة الحوار البديلة الخروج لاجتماع مع قيادة مصلحة السجون مما اضطر الإدارة لإعادة لجنة الحوار من الزنازين الانفرادية.
دامت المفاوضات ست ساعات متتالية تم خلالها توثيق الاتفاق لمطالب الأسرى التي تحققت بعضها بتوفيق الله ثم بصمود وصبر وعزيمة الأسرى فحافظوا على كرامتهم وارتقوا بمكانتهم وحسنوا ظروفهم في كل القضايا الحياتية والمادية، ارتاحت (أم خالد) بنصر الأسرى على سجانيهم وكبروا في أعين شعبهم الذي لم يخذلهم وانتظرت (أم خالد) الزيارة لترى ابنها.
ذهبت (مروة) و(أم خالد) للزيارة التي زاد وقتها وتحسنت معاملتها ومع دخول أمهات الأسرى ارتفعت زغاريد الفرح والنصر لأبنائهم.
قبََّل (خالد) يد أمه التي تفحصت جسده من رأسه إلى أخمس قدمه وقالت:
- لقد نزل وزنك يا (خالد).
- اثنا عشر كيلوجرامًا يا أمي.
سقطت الدمعة على وجنتي (أم خالد) وقالت:
- إن شاء الله في سبيل الله يا بني وربنا يفرحنا بالإفراج عنك.
- إن شاء الله يا أمي.
ثم التفت إلى زوجته وسألها:
- كيف حالك يا (مروة)؟ وعمتي؟ هل ينقصك شيء؟
ثم التفت لأمه وقال:
- لا تجعلي (مروة) تحتاج لشيء يا والدتي...
قاطعته (مروة) بالقول:
- لا ينقصني شيء بفضل الله ثم بفضل عمتي ولا تقلق عليَّ وما أتمناه وأدعو الله فيه هو جمع شمل الأحبة.
وصلت (مروة) البيت متأخرة من الزيارة وتفاجأت مما ينتظرها استقبلها (ذيب) بالصراخ والتهديد وبقيت أمها متفرجة وراضية وقال:
- هذه آخر زيارة لك لـ(خالد) ولن أسمح لك بالخروج بعد اليوم.
دافعت (مروة) عن نفسها:
- هذا زوجي ولن أتركه في محنته فهو بحاجة إليّ.
- لا تقلقي عليه ولو كان يريد مصلحتك لسرحكِ بالمعروف وبحثتِ عن مستقبلك.
- أنت لست وصيًّا عليّ.. بل هو.. وسأذهب لبيتي وبيت زوجي أنا مخطئة بالإقامة هنا.
تقدم إليها (ذيب) ولطمها بقوة على وجهها وقال:
- لن تكسري كلامي ولن أدعك تخرجين إلا لبيت زوجك الجديد وستذهب أمي لتطلب لك الطلاق.
لم تستطع (مروة) عمل أي شيء أمام الظلم الذي وقع عليها وذهبت (أم ذيب) لبيت أخيها وطلبت الطلاق لابنتها، قال (أبو خالد):
- معك حق يا (أم ذيب).. وما ذنب (مروة) أن تنتظر! سأذهب في الزيارة المقبلة وسأبعث له مع الصليب الأحمر توكيل طلاق.
ضعفت (مروة) أمام تسلط أخيها ورغبة أمها وموافقة خالها وتَفَهُمْ المجتمع لتبرير تأمين مستقبلها لطول حكم زوجها.. باحت (مروة) بسرها لصديقتها (آمال) في محاولة ليحل (خالد) هذه المعضلة.. ذهبت (آمال) و(أبو خالد) للزيارة وبدأ (أبو خالد) يشرح لابنه مبررات رغبته وأخته في الطلاق فقال:
- اسمعني جيداً يا بني فأنا أريد مصلحتك ومصلحة (مروة)، فلقد حال القدر بينكم منذ دخولك السجن و(مروة) صغيرة وليس لديكم أبناء وأرى أن تمنحها فرصة استئناف حياتها ومستقبلها وحينما تخرج سوف أزوجك أفضل وأجمل البنات.
تغير وجه (خالد) وبدا عليه الحزن والارتباك وقال:
- إذا كانت هذه رغبتك كما تقول فما رأي صاحبة الشأن؟
قاطعته آمال بالقول:
- (مروة) تحبك وتريدك وتعد بالتواصل معك حتى الفرج.. وهذا ما أكدته لي بالأمس.
غضب (أبو خالد) من ابنته وقال:
- أنتم صغار وتفكرون بعاطفتكم.. أي عقل يقبل أن تنتظر بنت بعمر (مروة) اثني عشر عاماً ودون أولاد، وللعلم فـ(ذيب) منع (مروة) من زيارتك ونحن لا نريد شره وعناده.
احمر وجه (خالد) وأجاب:
- (مروة) زوجتي وتأتمر بأمري وليس بأمر أي شخص ولو كان أخوها، وإن لم يكف عن الضغط عليها سأجعله عبرة لمن لا يعتبر.
قال أبو (خالد):
- تكون تحت مسئوليتك حينما تكون في كنفك وبيتك وأنت في الخارج، وطالما أنك في السجن فهي تحت مسئوليتي أنا ولست أنت ولا (ذيب).
قال (خالد):
- احترامك على رأسي يا أبي فالعين لا تعلو على الحاجب وأخشى ما أخشاه أن يبيعها (ذيب) لمن لا يعرف قيمتها فـ(مروة) يا أبي مسكينة وودودة ورقيقة ولا تستحق الظلم، والرأي رأيها يا أبي وإن اختارت الطلاق فليس لدي مانع وسأنتظر الزيارة المقبلة.
مَرَّ الأسبوعان على (خالد) بمعاناة وقلق وتعب شديد وفكر في طلب والده ومستقبل (مروة) التي أحبها وأحبته وتساءل:
- لماذا هذه الأنانية يا (خالد)، من حق (مروة) أن يكون لها ولد يسعدها، ما ذنبها لكي تعاني معاناة حرمانها من زوجها والأبناء والسعادة كما كل بنات جيلها ومعاناة معارضتها لأمها ولأخيها!
ثم استدرك قائلاً:
- لو أعلم أن مستقبلها سيكون مع إنسان عاقل ومحترم لما ترددت ولكن من يضمن أن تقع مع شاكلة (ذيب) يا الله ارحمني وأرشدني وساعدني يا رب أنت تعلم قلة حيلتي وهمي وحالي، يا رب أعني وخفف عني وفرج كربي وإخواني..
لعن الشيطان وقام توضأ وصلى لله وقرأ القرآن ونام.
قابلت (آمال) (مروة) وحملت لها السلام والشوق فسألتها:
- هل علم (خالد) بموقفي؟
أجابت آمال:
- يقرؤك (خالد) السلام وعلى استعداد بقطع يد ولسان من يمسك بسوء.
زاد هَمْ (مروة) بعد رد (خالد) وشعرت بمصيبة مقبلة ستطالها وزوجها وأخاها والعائلة وآثرت أن تضحي بنفسها مكرهة تجاوزاً لهذه الأزمة وقالت:
- سلمي لي على (خالد) وأخبريه بأني أحبه، ولن أحب أحداً مثله وأصارحك بأنني موافقة على الطلاق فقط منعاً للشر بينه وبين (ذيب).
قاطعتها (آمال):
- هل فكرت بما تقولين؟
أجابت ودموعها تسيل:
- حسبي الله ونعم الوكيل.
صعبة كانت اللحظة التي وافق فيها (خالد) على طلاق زوجته التي عاش معها لحظات ود وسكينة ورحمة، ودعا أن يوفقها الله ويحميها ويرزقها بمن يستحقها.
مرت الأشهر قاسية على (خالد) كباقي الأسرى الذين ضحوا بأعمارهم وسعادتهم لتحقيق الكرامة والسعادة والحرية والسيادة والاستقلال لأبناء شعبهم.
التقى (ذيب) بصديقه (حمدي) وسأله:
- متى ستتقدم لـ(مروة) يا (حمدي)؟
أجاب بتهرب:
- دعني أفكر لأرد عليك.
علا صوت (ذيب) على صاحبه:
- أنا طلقتها من زوجها على وعد منك بزواجها، أم نسيت؟
تذكر (حمدي) كلمات (مروة) لأمها على مسامعه:
"لا تقارني شراك نعل (خالد) بهذا الحقير التافه والمخادع.."
وقرر أن ينتقم منها بعد طلاقها ورد على (ذيب):
- أنا لا أصلح للزواج يا (ذيب) ولا أريد ظلم (مروة) مرة أخرى.
شعر (ذيب) بالصدمة وفقد عقله وبدأ يرتجف وقال:
- أنت تمزح يا (حمدي).. فأنا ظلمت أختي على وعدك.
شعر حمدي بخطورة الموقف وأجاب:
- وضعي لا يسمح لي بالزواج وهذا ردي النهائي.
قبل أن ينتهي (حمدي) من حديثه أخرج (ذيب) موساً حاداً من جيبه وطعنه ثلاث طعنات.
بدأت (أم ذيب) تصرخ وهي ترى (حمدي) مسفوح الدم فتجمهر الجيران وأتت الشرطة واعتقلت (ذيب) ونقلت (حمدي) للمستشفى.
تندمت (أم ذيب) على صنيعها مع ابنها وابن أخيها (خالد) في المرتين وأقعدها المرض، طلبت (مروة) من أمها مواصلة الدراسة في الجامعة وشعرت باهتمام خاص من أستاذ اللغة العربية وفي ذات يوم توجهت إليه بحياء:
- هل يمكنني السؤال؟
أجاب الأستاذ بأدب واتزان:
- بكل تأكيد
كان اهتمام الأستاذ بـ(مروة) يزيد مع كل فرصة استفسار، وذات يوم تقدم الأستاذ نحو (مروة) وقال:
- هل تسمحي لي بسؤال خاص كما سمحتُ لك أنا بأسئلة؟
أجابت (مروة):
- نعم.. تفضل.
قال الأستاذ:
- هل أنت مرتبطة؟
أجابت (مروة) بحياء:
- أنا مطلقة.
فقال:
- يقال لي (أبو شادي)، رزقني الله بمولود اسمه (شادي) وبنتين: الكبيرة (ميرفت) والصغيرة (ثريا).. وتوفت زوجتي قبل سنتين في مرض، وبحاجة لمن يفهمني ويتفهم وضعي ويعتني بأبنائي، فهل يمكنني التقدم إليك؟
احمرت وجنتي (مروة) وتلعثمت وقالت:
- الرأي رأي أمي وخالي.
فهم الأستاذ عدم ممانعة (مروة) فابتسم وتركها. وفي المساء صارحت (مروة) أمها بالأمر وأحالتاه إلى خالها الذي طلب من (باسل) السؤال عن الأستاذ وبعد يومين قال (باسل) لـ(أبي خالد):
- السلام عليكم يا عمي.
- وعليكم السلام.. بشر يا (باسل).
- الأستاذ عمره خمسة وثلاثون عامًا.. حاصل على الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة مصرية وكل من سألت يشهد له بالدين والأخلاق والحكمة وعنده سيارة جديدة وبيت جميل في منطقة راقية.
قال (أبو خالد):
- وماذا ترى؟
أجاب (باسل):
- هذا مَنْ يُعوِّض (مروة) عن مآسيها يا عمي.
أجاب (أبو خالد):
- على بركة الله.
ذهبت (أم خالد) و(آمال) لزيارة ابنها في سجن عسقلان.
- كيف حالك يا أمي؟
- الحمد لله وأسأل الله أن يفرحني بك قبل أن أموت.
- بعيد الشر عنك يا أمي، ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل
سأل (خالد) أخته:
- هل ترين (مروة) يا (آمال)؟
أجابت:
- لم أرها منذ أن تزوجت.
تفاجأ (خالد) وقال:
- مَنْ؟ وكيف هي؟
أجابت (آمال):
- اطمئن يا (خالد).. لقد تزوجت أستاذها في الجامعة وتعيش معه في قمة السعادة.
اطمأن (خالد) على مستقبل (مروة) وسأل عن (باسل) و(تهاني) فأجابت أمه:
- سعداء جداً وإن شاء الله ربنا يعوضك ويسعدك مثلهم، فمعهم الآن ثلاثة أبناء وبنت وفي هذا العام سيقومون بفريضة الحج.
انتهى الجزء الثالث من رواية
قلبي والمخيم


انتظروا الجزء الرابع الأخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الثالث رأفت حمدونة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االثاني رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء االرابع رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون (رواية قلبي والمخيم ) الجزء الأول رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون ( الشتات ) الجزء الثالث رأفت حمدونة
» الدوايمة / من أدب السجون ( الشتات ) الجزء الأول رأفت حمدونة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع منتدى الدوايمة الاكتروني al-Dawayima تأسس 27 سبتمبر 2008  :: خيمة القضيه الفلسطينية :: منتدى الأسرى والمعتقلات الصهيونية-
انتقل الى: