الجيش ينحاز الى الثورة.. ومبارك يفقد سلطته

الجيش ينحاز الى الثورة.. ومبارك يفقد سلطته
ايد 'المطالب الشرعية' للمتظاهرين.. والحكومة الجديدة بلا 'وزراء جمال وسوزان'
عمر سليمان: الرئيس كلفني بحوار مع المعارضة لاجراء اصلاحات سياسية ودستورية





لندن ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الشامي: في تحول تاريخي، اعلنت القوات المسلحة المصرية مساء امس انحيازها الى 'المطالب الشرعية' للثورة التي بدت وكأنها اقتربت من تحقيق هدفها اكثر من اي وقت مضى.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع المصرية امس ان الجيش موجود في الشارع لتأمين المتظاهرين، وانه لن يستخدم القوة قط ضدهم، مشيرا الى 'حقهم في التظاهر السلمي'.
وجاء القرار التاريخي للمؤسسة العسكرية، بينما توافد مئات الالاف الى ميدان التحرير استعدادا لمظاهرة مليونية متوقعة اليوم، رغم قرار النظام بوقف حركة القطارات التي اكتظت بالقادمين من المحافظات للمشاركة فيها.
ورأى مراقبون في قرار المؤسسة 'انقلابا صامتا على مبارك، يجعله محاربا بلا سيف'، واعتبروا ان الجيش وجه 'رسالة واضحة لمبارك لاتخاذ القرار الصحيح، وبالشكل الذي يرتضيه حتى لا يضطر الى اتخاذ خطوات اخرى تحسم الوضع الذي لم يعد قابلا للاستمرار في ظل حالة الفوضى والانهيار الامني والاقتصادي في البلاد، والتي قد تهدد الجيش نفسه في النهاية'.
واعتبرت مصادر ان مصير مبارك بات مفتوحا على كافة الاحتمالات.
وفي وقت لاحق ادلى نائب رئيس الجمهورية اللواء عمر سليمان ببيان اعلن فيه ان مبارك كلفه باجراء اتصالات مع القوى السياسية بشأن اجراء الاصلاحات السياسية والدستورية في اطار زمني محدد، بما في ذلك التعديلات الدستورية.
وقال سليمان في بيان تلاه عبر التلفزيون المصري 'كلفني الرئيس اليوم باجراء الاتصالات على الفور بجميع القوى السياسية لبدء حوار حول كافة القضايا المثارة المتصلة بالاصلاح الدستوري والتشريعي على نحو يخلص بتحديد واضح للتعديلات الدستورية والتشريعية والتوقيتات المحددة' لهذه التعديلات. واضاف ان الرئيس 'شدد' على ان 'قرارات محكمة النقض في الطعون الانتخابية لا بد ان تحظى بالتنفيذ الامين على نحو عاجل ودون ابطاء بما يكفل اعادة الانتخابات في الدوائر التي تم قبول الطعن فيها في الاسابيع المقبلة'.
واضاف ان البيان الوزاري سيصدر خلال ايام مشددا على ما جاء في تكليف الرئيس لها بمعالجة قضايا الفقر والفساد والاسعار.
واستبعد مراقبون ان يمنع هذا التطور المظاهرة المليونية المتوقعة اليوم، او ان يلبي مطالبهم. ولاحظوا ان حديث اللواء سليمان لم يشر الى 'المطالب المشروعة' للمتظاهرين، كما جاء في بيان وزارة الدفاع الذي يتحدث باسم المؤسسة العسكرية.
وطرح بيان نائب الرئيس اسئلة صعبة حول ما اذا كان هناك صراع في قمة النظام بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة؟ واسئلة اصعب حول مستقبل هذا الصراع، حيث ان الحرس الجمهوري يتبع مؤسسة الرئاسة، وليس واضحا كنه موقفه في هذه المرحلة. وربما لا يكون حسم هذا الصراع سريعا، وان يبقى مبارك 'رئيسا شكليا' في انتظار 'حسم' قد لا يكون بعيدا.
ولم تمنع انباء تشكيل الحكومة الجديدة المتظاهرين من تصعيد مطالباتهم التي اصبحت تشمل ضرورة محاكمة مبارك، وليس فقط رحيله عن السلطة.
وشملت الحكومة الجديدة اجراءات واضحة لارضاء المتظاهرين منها اختيار اللواء محمود وجدي، وزيرا للداخلية، وهو اول وزير لا يأتي من مباحث امن الدولة التي هي القسم الاقوى والاكثر نفوذا في وزارة الداخلية، وهي القسم الذي تحمله المعارضة مسؤولية الكثير من الانتهاكات لحقوق الانسان.
ولوحظ خروج الوزراء الذين عينهم جمال مبارك وكذلك السيدة سوزان مبارك وبينهم وزراء المالية، والتجارة، والصحة والثقافة، بينما بقي وزراء الخارجية والبترول والعدل رغم انهم من الوجوه المكروهة عند المعارضة والشارع حسب مراقبين.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع في بيانه: 'إلى شعب مصر العظيم، إن قواتكم المسلحة إدراكا منها بمشروعية مطالب الشعب وحرصا منها على القيام بمسؤوليتها في حماية الوطن والمواطنين، كما عهدتموها دائما، تؤكد ان حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع'.
وشدد البيان على ان 'القوات المسلحة على وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء'.
ودعا الجيش المواطنين الى 'عدم الإقدام على أي عمل من شأنه الاخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة'.
وقال البيان ان 'إقدام فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين الآمنين أمر غير مقبول، ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالاخلال بأمن وسلامة الوطن'. ووجه نداء الى المصريين بالمحافظة على 'مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم، وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة'.
وتابع البيان ان 'تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرص على أمنكم وسلامتكم وقواتكم المسلحة وهي لم ولن تلجأ الى استخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم الذي لم يبخل بدعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد'.
وختم البيان ان وزارة الدفاع 'تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقية والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه'.

وزارة الدفاع 'تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقية والحصن الأمين
لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد
ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه'.

هذه الكلمات تبشر بالخير

ويبدو نهاية الطاغية اقتربت

بسمة زرارة