ذهبت الفرخة وبقي الديوك ونائل البرغوثي يزرع الليمون من "ريمون "

ذهبت الفرخة وبقي الديوك ونائل البرغوثي يزرع الليمون من "ريمون "

ملف" - نادي الأسيروصال أبو عليا:

"فرخة وجاية أزور ديك" هكذا كان رد الحاجة فرحة البرغوثي (رحمها الله) على محاولة السخرية التي قام بها ما يسمى بمأمور السجن عام 1984، عندما اعتصمت وأمهات الأسرى باب سجن جنيد الاحتلالي -عند قدومها لزيارة ابنها نائل- ليشاركن الأسرى الإضراب عن الطعام، لم يرق ذلك لجنود الاحتلال فتقدم "مأمور السجن" تجاه الحاجة فرحة وقال لها: ما اسمك؟ ومن فوضك لتتحدثي باسم الأسرى؟ فأجابت وبكل عزة وعنفوان: اسمي فرحة وأفاوض باسم أولادي. بلهجته المتلكئة قال فرخة؟؟ ليكون جوابها فرخة وجاية أزور ديك، مضيفة أن كل الأسرى بمثابة الديوك، دلالة على قوتهم وعزتهم التي فاقت جبروت السجان.

هذا ما سردته حنان البرغوثي "أخت الأسير" وهي تروي تفاصيل اعتقال نائل،بل تفاصيل "جينات العزة الوراثية" نعم إنها جينات العزة الوراثية لعائلة كاملة والتي بدأت منذ ثلاثة وثلاثين عاما في قرية كوبر (برام الله)، عندما دقت أعقاب بنادق جنود الاحتلال في ليلة الرابع من نيسان عام 1978 باب منزل عائلة نائل –والمكون فقط من غرفتين- ليقتحموه ويعبثوا بمحتوياته. وهنا تضيف حنان أن كتب أخيها نائل وهو طالب توجيهي كانت على مقربة من الشاي والسكر –لضيق المكان- فطرحوها أرضا ومزقوها، قائلة: "حسيت يومها بحقد..واعرفت أيش يعني احتلال"، واتجهوا نحو نائل، لتقاطعهم والدة الأسير بالقول (للحاكم العسكري وكان يدعى أبو طارق) بعد أن مسكته بعنقه: "الله ييسرلك أولاد حلال يقيموك من فراشك زي ما قمت أولادي". وما كانت إلا سنوات قليلة لتسمع الحاجة فرحة نبأ موت الحاكم العسكري بنسفه والمكان الذي يعمل به أثناء حرب لبنان. فتقول حنان: لن أنسى ما قالته أمي وقتها "إجى أولاد الحلال ونسفوه".

وتصف حال والدها بعد تقييد أيدي أخيها: "أبوي كان يمشي وراهم ولحقهم لمسافة طويلة..الجيش دفعوا أبوي ورجعوه..نائل ظل معهم..كان مدلل عند أبوي".

نائل البرغوثي والذي فارق أهله رغما عنه، بدخوله السجن عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، لتحكم عليه محكمة الاحتلال بالسجن مدى الحياة، أصبح الآن عميدا للأسرى -بعد الإفراج عن سعيد العتبة- فقد بلغ 53 عاما من العمر، قضى ربيع عمره متنقلا بين معتقلات الاحتلال، ليستقر الآن في سجن ريمون الاحتلالي..ليكمل دراساته في المعتقل بدراسة التاريخ وإجادة اللغتين الانجليزية والعبرية، ليغدو نائل فيلسوفا وفي مواضيع كثيرة، فيصف ذاته بأنه "دبل يو دبل يو دبل يو دوت" نظرا لمعلومته السريعة فيما يتعلق بالتاريخ على وجه الخصوص.

أحد السجانين كان يقول لنائل: " حرام إنت تكون هون، لازم تكون عارض أزياء"، نظرا لاهتمامه بقوامه، فوزنه 78 كغم، ورياضي من الدرجة الأولى، فهو يلعب كرة السلة والطائرة بشكل ممتاز.

نائل الذي قضى أجمل سني عمره في سجون الاحتلال مارس أبوته التي حرم منها مع الأسرى صغار السن، ليكون لهم الأخ والأب والمعلم، وهو محبوب من الجميع. فقد اتخذ من القضية نبراسا ينير له الدرب، على أمل أن تتحقق الأهداف المنشودة التي قدم ورفاقه الأسرى ربيع أعمارهم على مذبح الحرية.

فبعد أن كانوا ينادونه بأبي لهب، لأن صفحة وجهه الأشقر تلتهب ويفور دمها عند اشتعال نيران الكرامة في قسماته، أصبحوا يطلقون عليه اسم أبو النور –بعد أن بدأ يصلي والتزم بذلك.

وفي خلجات قلبه، يردد نائل بعد أن غيب الموت والديه وهو خلف القضبان،وفي حوار روحي لأمه الحاجة فرحة يعيد ما قاله الشاعر محمود درويش بقوله: "ضعيني، إذا ما رجعت وقودا بتنور نارك، وحبل الغسيل على سطح دارك، لأني فقدت الوقوف بدون صلاة نهارك، هرمت، فردي نجوم الطفولة". فلا شئ يعود، فمع انطواء صفحة كل نهار، هناك جديد آت. وهنا تتدخل أخته حنان بالقول: "بظل خايفة..ليتصل حد يحكي نائل استشهد بالسجن، الناس رح تحكي عمره 53 سنة، شبع من عمره"، وتستدرك أيضا "نائل ما عاش هالسنين زي غيره، قضاها بالسجن، أنا بتخيله ابن "19 عاما".

وشجرة الليمون أيضا لها حكايتها مع نائل، فقد أرسل يوما "بذرة ليمونة" ليزرعها أهله في حديقة المنزل، وبكل زيارة كان يعطي ما مقداره لتر ماء لتسقى الشجرة، إلى أن أثمرت". فقد زرع نائل بذور الأمل داخل السجن وخارجه.

وفي إطار العمق كذلك، ردد نائل مرارا وتكرارا في الآونة الأخيرة عبارة مفادها: "الأسرى وأنا لقد شكلنا خميرة، أدت لثورة الشباب العربي من المحيط إلى الخليج"، في إشارة إلى أن العزيمة وحرية الفكر هي طريق الحرية. "فوجودنا لا يتوقف علينا فقط، فلسنا أحرارا في ألا نكون أحرارا".

عضو ذهبي *المزاج* : حسب الظروف

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةوالسلام على رسولنا الكريم

أمل

رائع مانقلتي لنا وتأثرت جداً بالموضوع

وائل وغيره أحرار وليسوا أسرى

نحن أسرى الخوف والتردد والإحجام

عن قول الحق!!!

هم قالوا وفعلوا وقدموا

دمتي بخير أمل

بسمة زرارة

» الدولة الفلسطينية أين؟! أم إنها ذهبت مع الريح؟
» زيت الليمون
» القائد مروان البرغوثي في سطور
» طريقة عمل مخلل الليمون
» الاسيرفخري البرغوثي