استاذ جامعي اسرائيلي: يجب على اسرائيل ان تتبنى اعتراف الامم المتحدة بق

استاذ جامعي اسرائيلي:
يجب على اسرائيل ان تتبنى اعتراف الامم المتحدة بقيام دولة فلسطينية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
واشنطن – وكالات – فيما كشفته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الجمعة (1/4/2011) ان اسحق مولخو مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زار موسكو سراً الاربعاء واجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليحاول ثني روسيا عن دعم نية الاتحاد الاوروبي عرض خطة خلال اسبوعين لاقامة دولة فلسطينية ضمن حدود العام 1967، كتب استاذ العلوم النفسية في جامعة تل ابيب البروفيسور كارلو سترينغر انه يبدو ان القيادة الفلسطينية قد تخلت عن المفاوضات مع حكومة (رئيس وزراء اسرائيل بنيامين) نتنياهو، وان من الواضح انها تسعى الى الحصول على الاعتراف، ربما في أيلول (سبتمبر) هذا العام، بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
ويضيف البروفيسور سترينغر في مقال نشرته اليوم الجمعة مجلة "فورين بوليسي" الاميركية ان "وزارة الخارجية الاسرائيلية ابلغت اعضاء مجلس الامن وعددا من الدول الاوروبية ايضا انها لن تقف مكتوفة الايدي امام التحرك الفلسطيني باتخاذ سلسلة من الخطوات الاحادية. وهناك مؤشرات الى ان هذه يمكن ان تشمل ضم عدد من المستوطنات الرئيسة في الضفة الغربية الى اسرائيل.
ترى ما الذي يمكن ان تحققه هذه الخطوة؟ هل الهدف منها هو اثارة الفزع بين الفلسطينيين وفي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي؟ وهل يتوقع وزير خارجية اسرائيل من المجتمع الدولي ان يقبل خانعا ضم اسرائيل اراضي فلسطينية وان يوقف عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الفور؟
هذه القراءة للاجواء الدولية تتسم بالخطورة. فمنذ تفكك ما كان يعرف بـ"يوغوسلافيا"، ظلت المؤسسات الدولية تدعم المطالب في الاستقلال الصادرة من كوسوفو الى تيمور الشرقية. ومثلما اوضح (الكاتب الصحافي الاسرائيلي) ألوف بن في تحليل نشره اخيرا، فان من المحتمل ان يدعم العالم تحركات وطنية كثيرة اخرى: فقد يقبل في وقت ما مطالب الاكراد للاستقلال، بعد أن كان اوضح بالطبع لعقود من الزمن انه يقبل المطالب الفلسطينية لانشاء دولة قابلة للحياة ضمن حدود 1967.
ويصبح الموقف الاسرائيلي حرجا بصفة خاصة على خلفية التطورات الاخيرة في العالم العربي. فقد قرر المجتمع الدولي بعد لأي تبني موقف واضح لصالح الديمقراطية، في البداية في تونس ثم في مصر. اما بالنسبة الى الوضع في ليبيا فقد قرر ان يستخدم القوة لحماية سكانه من وحشية القذافي.
ان من الطبيعي ان اسرائيل تختلف في كثير من المناحي: فرغم أوجه القصور، التي تظهر بشكل فوضوي الى حد ما، فانها تمارس التمثيل الديمقراطي. وفيما ندد الرأي العام الدولي بمدى الدمار والقتل الذي اوقعته اسرائيل على غزة في عملية "الرصاص المسكوب"، فان العالم الحر يقر بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس ولا يحرك ساكنا للقيام بتدخل عسكري ضد اسرائيل.
غير ان احتلال اسرائيل للضفة الغربية، ومواصلة عمليات الاستيطان ومصادرة العقارات الفلسطينية في القدس، يعتبر على نطاق واسع انتهاكا لحقوق الانسان. ومثل هذا الامر ليس قابلا للديمومة، ويحتمل أن يثير الرأي العام في العالم اجمع: فالعرب سيصرون على معاملة العالم الحر لكل من اسرائيل والعرب على قدم المساواة، كما ان الكثير من الاوروبيين ملتزمون بالاقرار بذلك. وقد تقوم الحجة على اساس ان العالم الحر لا يستطيع ان يلتزم بالقياس بمكيالين. واذا وجدت الانظمة العربية نفسها تواجه ضغوطا للتكيف وفق القانون الدولي واحترام حقوق الانسان، فانه يجب تطبيق الامر ذاته على اسرائيل.
وقد بدأ الرأي العام في اوروبا تجاه اسرائيل يتخذ منحى سلبيا اكثر فاكثر، كما ان الجيل الجديد في الولايات المتحدة ينظر الى اسرائيل نظرة سلبية اشد. وبينما من المحتمل ان معظم حكومات الاتحاد الاوروبي تفضل عدم فرض عقوبات على اسرائيل، الا انها قد تصل الى مرحلة لا يترك فيها الرأي العام لها أي خيار آخر. فالخطوات الاسرائيلية الاحادية الجانب مثل ضم اراضي الضفة الغربية قد تغير الموازين الى درجة تجعلها تشعر ان تلك العقوبات اصبحت محتومة.
ويبدو واضحا ان من مصلحة اسرائيل الحيوية تحاشي قيام وضع يفرض فيه العالم، وبصفة خاصة الاتحاد الاوروبي الذي هو اكبر شريك تجاري لاسرائيل، عقوبات او حتى مقاطعة على اسرائيل.
فما الذي يمكن لاسرائيل ان تفعله لتتحاشى هذا السيناريو؟
فيما يلي اقتراح راديكالي، وان يكن بسيطا، يحتاج الى إعمال الفكر فيه من دون قيود: ان اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 يجب ان يهدئ من اقسى مشاعر تخوف اسرائيل على وجودها. فقد عمد نتنياهو الى التحذير باستمرار من ان العالم يرفض شرعية اسرائيل. ويبدو انه لا يدرك ان اعترافا بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 يقضي على شكوك كثير من الاسرائيليين بان العالم لا يريد بقاء اسرائيل.
ان دولة فلسطينية على طول حدود العام 1967 تعني انه ستكون لاسرائيل للمرة الاولى في تاريخها حدود دولة معترف بها. وسيوضح ذلك انه لن يكون للفلسطينيين مزيد من المطالب المشروعة في الاراضي الاسرائيلية غرب الخط الاخضر اليوم. وهذا سيكمم الاصوات الراديكالية في العالم الحر التي لا تقر بوجود اسرائيل.
وبذلك تتكون الان لدى الشريحة الرئيسة للمجتمع الدولي صورة واضحة تماما ضد اي مجموعة مثل "حماس" لا تقبل بحق اسرائيل في الوجود. وبامكان اسرائيل بعد ذلك ان تعتمد على جبهة دولة موحدة ضد ايران وحزب الله والحركات الاسلامية الراديكالية الاخرى، كما انها لن تحتاج بعد ذلك الى الاعتماد على مجموعات يمينية بغيضة تتخوف من الاسلام.
ان حكومة اسرائيلية تستطيع ان تفكر من دون قيود لا بد ان ترحب باعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وتتبناه. وبدلا من محاولة منع الوصول الى هذه النتيجة، فانه يمكن لاسرائيل ان تتعاون مع الفلسطينيين والامم المتحدة بحيث يشمل ذلك البنود التالية: ان تتقرر عمليات تبادل الاراضي بالمثل عن طريق المفاوضات بين الجانبين، وأن يأخذ تنفيذ الاتفاق مساره تدريجيا، وان يؤخذ الامن الاسرائيلي في الحسبان. وندرك من تسريبات قناة "الجزيرة" – اوراق فلسطينية – ان قيادة السلطة الفلسطينية كانت اقرب ما يكون الى قبول هذه المواقف. وعليه فان هذه الخطة تتسم بالواقعية التامة. اذ يستطيع الاسرائيليون اخيرا تنفس الصعداء بحرية أكبر: فهم سيدركون ان البلاد لم تعد تخضع لنيران الدبلوماسية، اذ لا تدعو الحاجة الى عقوبات او مقاطعات، وان يعمد المجتمع الدولي الى تأييد حق اسرائيل في الدفاع عن النفس تأييدا تاما في قيام دولة فلسطينية بمهاجمتها.
ويتوقع هذه الخطوة كثير من المراقبين الذين يُعجبون بجرأة رجال الاعمال الاسرائيليين وبابتكارات علماء اسرائيل وفنانيها. ومما يؤسف له ان هناك هوة عميقة بين افكار رجال الاعمال والنخبة الثقافية في اسرائيل وبين قيادتها السياسية. ويشير تهديد وزارة الخارجية الاسرائيلية الاخير بتنفيذ خطوات احادية لمواجهة اعتراف الامم المتحدة بقيام دولة فلسطينية الى ان قيادة اسرائيل الحالية ابعد ما تكون عن التفكير بحرية. لكنها بدلا من ذلك تحجب نفسها في مخبأ تحت الارض بلا اتصال مع العالم الخارجي.

» هل فقدت الولايات المتحدة قدرتها على حماية اسرائيل داخل اروقة الامم المتحدة
» انتشار 22 الف شرطي في اسرائيل قبل خطاب الرئيس عباس امام الامم المتحدة
» اسرائيل تتوعد الفلسطينيين بخطوات أحادية إذا أصروا على اعتراف دولي بدول
» كاتب اسرائيلي: مطالبة نتنياهو بالاعتراف بـ"يهودية" اسرائيل تنطوي على خطر اعادة فتح خريطة تقسيم فلسطين للعام 1947
» فرنسا وبريطانيا والمانيا تدين بشدة في الامم المتحدة الاستيطان الاسرائيلي