من الصحافة العبرية

العالم كله ضدنا؟ نحن مذنبون
يديعوت أحرونوت
16/6/2010

بقلم: اسحق بن إسرائيل
من الصعب التحرر من الإحساس بان العالم يتجه ضدنا بشكل غير مسبوق: نحن ننطلق إلى حرب دفاعية صرفة بعد ثماني سنواته من تلقي ضربات الصواريخ، والعالم يرد بتقرير غولدستون الذي يتضمن اتهامات عديمة الأساس. الأكاديمية البريطانية تحاول المرة تلو الأخرى مقاطعة الأكاديمية في إسرائيل، والحكومة البريطانية تطرد مندوب الموساد للاشتباه بتزييف جوازات السفر التي استخدمت لتصفية شخص كرس حياته للمس بالأبرياء. علاقاتنا مع تركيا في أزمة عميقة، ولا يمر يوم دون أن يظهر السيد اردوغان «وجهنا الحقيقي». اللاسامية التي ميزت علاقاتنا الخاصة مع الولايات المتحدة اختفت، والإدارة الأمريكية لا تتردد في أن تهين علنا رئيس وزراء إسرائيل والوقوف على رأس المعسكر المطالب على نحو تظاهري بتجميد المستوطنات. وحتى القدس أصبحت فجأة «مستوطنة». دعوتنا لوقف التحول النووي لإيران تصطدم برد فاتر من العالم. لا يوجد شيء يرمز أكثر إلى تدهورنا في الرأي العام العالمي من دعوة عضو البرلمان الايرلندي التحقيق مع بعثة الجيش الإسرائيلي إلى هاييتي إذا كانت استغلت الفرصة لقطع أعضاء بشرية.
نحن ننظر إلى المعاملة التي يعاملنا بها العالم ولا نفهم. كيف لا يرون أننا محقون؟ أليس من حقنا منع السلاح والصواريخ عن مخربي حماس؟ أليس واضحاً للجميع بان المواطنين على «مرمرة» قتلوا فقط بعد أن حاولوا المس بجنودنا؟ ماذا يحصل هنا؟ أهذه مجرد مسألة إعلام أم ربما ذات الوحش اللاسامي القديم يرفع رأسه بلباس جديد.
الرد الجماهيري المميز على «الهجمة» العالمية هو تأييد الحكومة: إذا كان الجميع ضدنا فعلينا أن نتحد. هذا رد لا ينزل إلى جذر الأمور. العالم، يا سادتي، ليس ضدنا بهذا القدر. الأصح القول إننا نحن (أي، الحكومة) ضد العالم. انصرفت عيوننا عن أن نرى الوضع كما هو: وضع يعيش فيه الفلسطينيون تحت احتلالنا، ضد إرادتهم وضد إرادة العالم بأسره. ونحن، بدلا من أن نواصل تنشئة مجتمع مفتوح، اخلاقي وديمقراطي هنا، نوظف زمننا في حل مسائل تتعلق بقبور عتيقة، العاب كراسي مع جارتنا الكبيرة تركيا، لي اذرع مع الرئيس الأمريكي («انتصرت عليه»، ادعى رئيس وزرائنا قبل أسبوعين فقط)، وبالأساس بتجميد عميق لكل أمل في الاتفاق مع جيراننا.
من الصعب التصديق ولكن قبل اقل من سنة ونصف فقط، فور «رصاص مصبوب»، امتثل هنا زعماء العالم الحر بأسره لتأييد الإغلاق على حماس في غزة. كيف حصل أن فجأة بات الجميع يطالبون بإلغائه؟ الجواب بسيط: حكومتنا، حكومة يمينية مع قدمين يسرويتين، نجحت في السنة الأخيرة بان تحرق كل الائتمان الذي وضعت تحت تصرفنا. ومن ليس له ائتمان، فانه سرعان ما يتدهور.
ليست اللاسامية هي المذنبة في وضعنا. فهذه بالتأكيد موجودة ولا تساعدنا، ولكن حتى تحت هذا الوضع التعيس يجب معرفة كيفية التصرف بحكمة ومحاولة إيجاد الطريق السوي. نحن أنفسنا مذنبون بوضعنا، وبشكل محدد من يقودنا: رئيس الوزراء المنقطع تماما عما يحصل في العالم حوله ولا يعرف بنفسه إلى أين يريد أن يصل (باستثناء إلى نهاية الولاية)، وزير دفاع فقد منذ زمن بعيد كل صلة له بالواقع (وساذج من يعتقد بان هذا هكذا فقط في المجالات الشخصية والسياسية المكشوفة أمام ناظر الجمهور)؛ وزير الخارجية مجرد تعيينه يشكل علما أحمر في نظر معظم العالم، و «سباعية وزراء» تمنح معنى قاتماً أكثر من ذلك لتعبير «الجلوس لسبعة» (الحداد).
ونقطة صغيرة أخرى: قد نكون الدولة الغربية الوحيدة التي تندد بها الأمم المتحدة صبح مساء، مرات عديدة دون أساس، ولكننا أيضاً الدولة الغربية الوحيدة التي تحتل شعباً مجاوراً منذ أربعين سنة، وبالتوازي توجه إصبعاً مشيناً لكل من يتجرأ على أن يقول أي شيء عن ذلك.

شاس في مواجهة أنبياء إسرائيل
معاريف
16/6/2010
بقلم: مناحيم بن

في اليوم الذي أبلغت فيه العناوين الصحفية الرئيسة قرار الحكم العادلة الذي لا مثيل له عن محكمة العدل العليا، على إلغاء ضمان الدخل للرجال المتدينين غير العاملين، ظهر في صحيفة «هآرتس» نبأ مقلق للمراسل نير حسون، يدل على مقدار المحاولة الحريدية الظلامية للسيطرة على حياتنا وتحديد طابعها. إن شاس، التي انضمت قبل نصف سنة إلى الهستدروت الصهيوني، وتشارك الآن لأول مرة في المؤتمر الصهيوني الذي افتتح أمس في القدس تريد أن تغير دستور الهستدروت. تقولون وماذا يهم ذلك؟ أمؤتمر صهيوني؟ أهستدروت صهيوني؟ فيم الحديث على العموم؟ وما صلة ذلك بحياتنا؟
أنه ذو صلة في الحقيقة. وجداً. قبل كل شيء، لأن الوكالة اليهودية التي هي جزء من الهستدروت الصهيوني هي الجسم الذي يعالج في واقع الأمر الهجرة إلى إسرائيل ويحدد طابعها وحدودها وأبعادها في واقع الأمر. إن سيطرة شاس على تعريف اليهودية في الوكالة اليهودية يعني أن يضايق مندوبو الوكالة في أنحاء العالم أكثر فأكثر، كما تفعل مديرية السكان في وزارة الداخلية التي تسيطر عليها شاس، كل من يريد الهجرة إلى إسرائيل. فهم سينبشون ويحققون «هويته اليهودية» إلى أن يضيق ذرعا في الأمر كله. وسيحاربون على نحو خاص العائلات الخليطة (التي تكاد تكون نصف العائلات اليهودية في الولايات المتحدة وروسيا)، بخلاف واضح لقانون العودة الذي يطبق حق الهجرة إلى إسرائيل على أبناء العائلة غير اليهود لشخص يهودي. باختصار تريد شاس أن توسع الظلام الحريدي والعنصري والقاتم لمديرية السكان في وزارة الداخلية ووحدة «عوز» الفظيعة أيضاً على العالم اليهودي كله إذا أمكنهم ذلك فقط. صحيح أن هذا ما يزال بعيدا فشاس هي في بدء إجراء السيطرة فقط وتريد في هذه الأثناء أن تغير فقط دستور الهستدروت الصهيوني نفسه. لكن عندما ننظر في المواد التي تطلب شاس تغييرها وفي صورة إرادتها لتغييرها تتبين لنا المؤامرة الحريدية ضيقة الأفق، التي فضلا عن انه لا يوجد فيها شيء من النبل اليهودي والسخاء، ترفع يدها أيضاً على أقداس إسرائيل نفسها وعلى رأسها أنبياء إسرائيل وهذا أمر لا يصدق. لأن شاس تريد من جملة ما تريد أنه في المكان الذي كتب فيه في دستور الهستدروت إن الطموح هو إلى إنشاء «مجتمع قدوة على حسب رؤيا الأنبياء»، كما ورد في وثيقة الاستقلال، أن يقال منذ الآن فصاعدا بدل ذلك «على حسب توراة إسرائيل».
لماذا تفضل شاس «توراة إسرائيل» على أنبياء إسرائيل؟ ولماذا تجرؤ شاس على رفض اشعياء، وارمياء، وحزقيال، وعاموس، وميخا، وأنبياء إسرائيل الذين لا مثيل لربانيتهم وتفردهم؟ السبب بسيط لأن الاسم الشفري «توراة إسرائيل» لا يشتمل من وجهة نظرهم فقط على 5 أجزاء التوراة الأولى بل على جميع أقوال الحاخامات المصاحبة في التلمود، وبعضها عنصري متشدد على نحو عجيب، وينتهي ذلك إلى كتاب «شولحان عروخ» التافه بغير حدود، والى المجلدات المملوءة بالسخافات الحاخامية للحاخام عوفاديا يوسيف.
حسبنا أن نذكر مثلاً انه في حين تأمرنا التوراة في حرفيتها مرة بعد أخرى بحب الغريب يعلمنا التلمود أن «الغرباء إقلاق لإسرائيل». وإذا قال لنا أنبياء إسرائيل مثلاً عن البركة الكامنة في العمال الأجانب فإنهم في شاس يفضلون مطاردة العمال الأجانب وأبنائهم بوحي من عوفاديا يوسيف. وإذا كان النبي عوفاديا يتنبأ بأن ما لا يحصى من الأغيار قد ينضمون إلى شعب إسرائيل في بلده، فإنهم في شاس يفضلون مطاردة المهاجرين الجدد المتهمين بأنهم «غير يهود». باختصار، تقف شاس في مواجهة أنبياء إسرائيل لأن مفهوماتهم الإلهية تخالف على نحو مطلق تصورهم الحاخامي السخيف الظلامي.
يحسن أن نتذكر بطبيعة الأمر أن الحديث من وجهة نظر شاس عن تهديد وجودي فان حربها للمهاجرين الجدد تنبع كلها من خوف أن يضائلوا القوة النسبية لشاس (كما فعلت الهجرة من روسيا). لهذا لا أمل في إقناعها بتغيير توجهها. والخطر الأكبر هو إمكان تقريب شاس من مصب الهجرة في الوكالة اليهودية لأنها ستسده بيقين.

خطر اسمه الدستور
هآرتس
16/6/2010
بقلم: ألوف بن

مرة كل بضع سنين يقترح أحد ما إنشاء دستور، وينضم الآن إلى المقترحين السياسي القادم يئير لبيد، الذي وعد ابنه يوآف كما يقول «بدولة ما»، ويريد الوفاء بوعده قبل أن يموت. ولبيد كعادته يمضي على بينة من أمره: إن الدعوة الغامضة إلى كتابة دستور حبيبة على نحو خاص إلى غوغائيين من أحزاب المركز يستطيعون القيام بشبه نضال عام من غير أن يقولوا كلمة في الحقيقة.
تكاد الدول كلها في العالم تملك دستوراً مكتوباً، ويعرض مؤيدو الدستور الإسرائيلي عدم وجوده على أنه عيب أساسي في طريقة نظام الحكم، وأنه تعبير آخر عن الارتجال وعدم النظام اللذين يحلان هنا محل النظام والترتيب والوقوف في الصف. «لا توجد دولة بلا دستور»، يصرخ موقع انترنت مبادرة «دستور متفق عليه» التي يقدمها المعهد الإسرائيلي للديمقراطية. يفسر أنصار الدستور تقديمه بأنه تعبير عن الحياة الطبيعية وتأييد لشيء ما جيد سام.
لكن ليس السؤال هل يحتاج إلى دستور أم لا، لكن ماذا سيكتب فيه. فالدستور يعبر عن بت للمسائل الأساسية في الهوية القومية، ويخدم في الأكثر مصالح الجماعات القوية في المجتمع، تحت غطاء القيم النبيلة. إن مجرد وجود دستور لا يضمن أن يكون النظام ديمقراطياً أو أن يحافظ على حقوق المواطن. فدستور سورية مثلا يلتزم حرية التعبير وحرية الصحافة أكثر من أي مادة تشريعية إسرائيلية، ومع ذلك يفضل أن تكون صحفيا في تل أبيب لا في دمشق.
تخلى دافيد بن غوريون في أوائل أيام الدولة عن دستور مكتوب. يفسر موقفه بثلاثة بواعث: الخضوع للأحزاب المتدينة التي عارضت دائماً دستوراً علمانياً؛ ورغبة الأب المؤسس في إدخال الجميع الخيمة القومية نفسها بدل أن يفرض موقف الأكثرية على الأقليات؛ وتقديره أن عدم وجود دستور سيخدم ويخلد حكم مباي أكثر من وثيقة ليبرالية ذات التزام لحقوق المواطن. لم تكن النتيجة سيئة: والنظام المرتجل الذي أنشأه بن غوريون تحول إلى ديمقراطية منفتحة عاصفة، برغم عيوبها من تمييز الأقليات وتعظيم قدرات الجيش فوق الحاجة التي كانت توجد مع الدستور أيضاً.
نشر في السنين الأخيرة عدة اقتراحات لدستور في إسرائيل ينقسم إلى نوعين: تلك التي انحازت إلى جانب في الجدل بين المتدينين والعلمانيين وبين اليهود والعرب ـ «من هو اليهودي» و «من هو المواطن» ـ وأولئك الذين حاولوا صياغة مصالحة. أي دستور يريده لبيد؟ أمسودة «عدالة»، التي تريد إلغاء قوانين الأراضي، التي سيطرت الدولة بفعلها على ملايين الدونمات من الأراضي التي كانت في ملكية عربية قبل 1948؟ أم مسودة «معهد الاستراتيجية الصهيونية»، التي تدعو إلى تخصيص أراض أخرى للاستيطان اليهودي؟ أم يفضل «دستوراً متفقاً عليه»، والذي يحاول الحفاظ على الوضع الراهن بإزاء ضغوط التغيير الاجتماعي واستقواء الحريديين والعرب؟ وربما لا يهمه كل ذلك فالأساس أن تكون وثيقة «تسمى» دستورا.
جميع الخيارات مشكلة وخطرة على الديمقراطية. فالدستور الذي سيبت المسائل الأساسية في الهوية القومية سيحدث انشقاقا داخليا، لا سيما في الوضع السياسي الحالي، حيث يسعى اليمين إلى تحطيم قوة المجموعة العربية. ولن يغير دستور يسعى إلى مصالحة واسعة شيئا في أفضل الحالات، وفي أسوأها سيعزز مكانة المتدينين والشريعة.
«دستور متفق عليه»، الذي وقع عليه رئيس المحكمة العليا السابق مئير شمغار، يضمن «الاستقرار والنقاء العام والمساواة والوحدة». وللتوصل إلى هناك، اقترح صائغوه صفقة على المتدينين هي «إغلاق المجامع التجارية في السبت وتخليد سيطرة الحاخامات على الزواج والطلاق عوض «مذكرة الزواج» ذات مكانة وضيعة. إذا كان هذا هو الدستور الذي يعرضونه علينا فانه يفضل التخلي والتمسك بميراث عدم وجود الدستور لبن غوريون. وكان هذا موقف اريئيل شارون أيضاً.
بدل الانشغال في الإجراء الفارغ لـ «كتابة الدستور»، يحسن أن يشغل لبيد نفسه بالمضامين وأن يبين ما الذي سيحارب من أجله. وكيف ستبدو الدولة التي وعد ابنه يوآف بها، وماذا ستكون حدودها، ومن سيكون مواطنوها وبأي حقوق سيتمتعون. إذا عرض اجابات ناضل لإحرازها فسيكون داع إلى انضمامه إلى السياسة. وإذا اكتفى بالشعارات الفارغة فيحسن أن يبقى في «منتدى الجمعة».

صورة واحدة: نموذج لمشكلة الإعلام الإسرائيلي
إسرائيل اليوم

16/6/2010
بقلم: أهرون لبيدوت

إذا كان يريد احد ما أن يفهم كيف يبدو فشل الإعلام الإسرائيلي أو لماذا فشل، فلا حاجة به سوى أن ينظر إلى صورة البروفيسور شبتاي روزين، عضو لجنة التحقيق في موضوع الأسطول، والتي نشرت أمس في الصفحات الأولى للصحف افي البلاد.
في هذه الحالة، صورة واحدة تساوي ألف كلمة، بل وأكثر. يرى المرء فيها رجل عجوز، يلبس البيجاما الصيفية القصيرة، بجرابات بيضاء وبابوج منزلي غامق. البروفيسور روزين يجلس منهكا في أريكة بلون غامق، وعلى جانبها تجلس ممرضه الفلبيني، شاب لطيف ومبتسم. وهو يحمل في يده مغلف كتب عليه: «أسطول غزة».
الفشل الإعلامي مسجل على اسم هذه الصورة بأحرف من قدسية بيضاء. دون صلة بقدرات البروفيسور روزين كخبير عالمي في القانون الدولي، القدرات التي لا يشك فيها للحظة، فان هذه الصورة تعكس النقيض التام مما نحاول أن نعرضه على العالم.
فقد عقدت لجنة تيركل، حتى قبل التصريحات الإسرائيلية، أساساً للأغراض الخارجية. بمعنى أنها ينبغي أن تريح رأي العالم وان تقنعه بان التحقيق الإسرائيلي في أحداث الأسطول هو تحقيق مصداق ومهني، مفتوح وشفاف، واستنتاجاتها يفترض أن تضع حدا نهائيا لكل الأسئلة المعلقة بالأسطول. على العالم أن يرى شخصيات مصداقة ومقنعة، أناسا مهنيين متفوقين، يشكلون وزناً مضاداً لمطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية بتكليف من الأمم المتحدة.
هذه الصورة ستجلب العالم بالضبط إلى الاستنتاج المعاكس: إذا كان هذا هو وجه اللجنة، فان إسرائيل في واقع الأمر تحاول التملص من تحقيق مصداق وغير متحيز.
فليكن واضحا ـ الصورة تجحف بحق البروفيسور روزين، وبالتأكيد بغير ذنبه. فهو لا يفترض به أن يعرف كيف ينبغي أن تلتقط له الصور. وهو لا يفترض أن يعرف بان حضور الممرض الفلبيني في الصورة يعني، دون كلمات، أمورا غير طيبة عن قدراته. سذاجته الإعلامية مختلطة بنزعة التهكم الشريرة لمحرري الصحف، الذين لم يكتفوا بنشر الصورة بل أضافوا عناوين متذاكية لحالة أن يكون احد ما قد فوت المزحة، أدت إلى نتيجة مهينة له، مهينة لعمره وكما أسلفنا ـ تعمل ضد الهدف الذي من أجله تشكلت هذه اللجنة.
ولكن الفشل هو فشل المسؤولين عن العالم. فكل شيء كان يمكن أن يرى على نحو مغاير، بسهولة كبيرة. كل رضيع إعلامي يعرف أن مثل هذه الصور يجب أن تنتج وليس هنا أي مسألة تتعلق بالميزانيات أو أي حكمة خفية. فقد كان ممكنا تنسيق موعد التصوير مسبقاً. قبل ساعتين من الموعد المخطط يصل المنتجون إلى منزل البروفيسور روزين، يوصونه بان يلبس بدلة أو أي لباس مناسب آخر، حتى لو احتج على ذلك، يختار له الزاوية في البيت حيث يبدو فيها على أفضل حاله ويطلب بكياسة من الممرض ألا يكون في الغرفة التي تلتقط فيها الصور (صورة بأسلوب مشابه صدرت في «هآرتس»). وهذه الصورة فقط هي التي يجب نشرها.
الآن حاولوا أن تتصوروا نتيجة صورة رسمية لروزين، بلباس جيد، وهو يجلس خلف مكتب أو أمام خزانة كتب. بدون ممرض وبدون المحاولة السخيفة والمكشوفة لتسليمه ملف «أسطول غزة». بالمناسبة هذا الملف هو العنصر الأكثر إثارة للحفيظة في الصورة، لأنه يشير إلى أن أحداً ما كان ضالعاً (وليس أن البروفيسور روزين قد فوجئ بالمصورين الذين اقتحموا بيته)، ومع ذلك فقد ارتكب كل الأخطاء الممكنة.
في ديوان رئيس الوزراء، في وزارة الخارجية وكذا في القطاع التجاري يوجد أناس ممتازون، مهنيون على نحو فائق يمكنهم أن ينفذوا خطوات لامعة أكثر بكثير من المحاولة الإعلامية المتواضعة التي جرت هنا. إذن لماذا، أنتم تسألون، تظهر صورة البروفيسور روزين مثلما ظهرت؟ حين نعرف كيف نجيب على هذا السؤال، ستحل كل مشاكلنا الإعلامية.

» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية
» من الصحافة العبرية