الفلسطينيون يتقلبون على صفيح سياسي ساخن

الفلسطينيون يتقلبون على صفيح سياسي ساخن

الكاتب : أسامة الرنتيسي

ليست جديدة الضغوط الأميركية التي مورست على الجانب الفلسطيني لـ«إقناعه» بالدخول إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. عبر الرسالة الشفوية التي نقلها المبعوث جورج ميتشل من الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي لا تطلب فقط من الجانب الفلسطيني الموافقة على دخول المفاوضات المباشرة، بل تضمنت تحذيرات هي أقرب إلى التهديد في حال لم تجر الاستجابة لطلبها.
وحتى لا نظلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يعرف الواقع الفلسطيني جيدا، كما يعرف الحالة العربية من ألفها إلى يائها، لندقق جيدا في رسالة أوباما التحذيرية، وكما نقلها صائب عريقات خلال اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير لمنظمة التحرير الفلسطينية (22 تموز الماضي):
يقول الرئيس أوباما إن الوقت قد حان للانتقال إلى المفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة، وإنه ـ أي أوباما ـ لن يقبل أن يرفض طلبه أو اقتراحه، لأنه سوف يعتبر ذلك مسا بمصداقيته وتعبيرا عن عدم ثقة الرئيس عباس بالرئيس الأميركي، كما سيترتب على رفض الانتقال إلى المفاوضات المباشرة تبعات وتداعيات على العلاقات الفلسطينية ـ الأميركية (قبل أيام رفعت الإدارة الأميركية مستوى التمثيل الفلسطيني في واشنطن من مكتب إعلام إلى مندوبية عامة).
ويؤكد الرئيس أوباما أنه أكثر رؤساء الولايات المتحدة التزاما بإقامة دولة فلسطينية، وإذا ذهبتم إلى المفاوضات المباشرة فسوف يعمل على تحقيق هدفكم، الذي تعملون له منذ عقود، كما سيعمل على إقناع الدول العربية بمساعدة أبو مازن وتشجيعه الذهاب إلى المفاوضات المباشرة، كما سيعمل على توفير دعم من الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة، وإذا لم توافقوا على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة فإن إمكانية مساعدتكم ستكون شبه معدومة.
وجاء أيضا في الرسالة (وعلى ذمة أوباما) أن الإدارة الأميركية الحالية خفضت النشاطات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية أكثر من غيرها خلال العقدين الماضيين، وإذا دخلتم المفاوضات المباشرة سوف تعمل الإدارة على تمديد فترة تجميد النشاطات الاستيطانية مع الحكومة الإسرائيلية، وإذا رفضتم فسوف تكون فرص المساعدة محدودة.
وتتوقع الإدارة الأميركية أن تشمل المفاوضات المباشرة الأراضي المحتلة في العام 1967 بما فيها القدس والبحر الميت وكذلك قطاع غزة، كما يتوقع الرئيس أوباما أن تبدأ المفاوضات مطلع آب الحالي.
وزعمت الرسالة (والزعم من عندي) أن ما طالبت به الرئاسة الفلسطينية من رفع الحصار عن قطاع غزة تحقق بشكل كبير، وسوف تعمل الإدارة الأميركية على أن يستمر ذلك، كما ستقوم الحكومة الإسرائيلية بمجموعة من إجراءات بناء الثقة.
لقد أوصل ميتشل رسالة واضحة من الرئيس أوباما، ونقلت مصادر فلسطينية عن مواكبين للاجتماع بأن المبعوث الأميركي كان يتقصد الحديث ببطء وهو يشدد على مخارج الحروف وخاصة فيما يتعلق بالثقة والمصداقية.
بعد هذه الرسالة العنيفة ـ الناعمة، وضع الفريق الفلسطيني المفاوض الإنذارات الأميركية في إطار مجموعة من التلميحات السياسية حول التطورات السياسية المتوقعة خلال الفترة القريبة المقبلة، والتي أبرزها ربط موعد مطلع شهر آب (أغسطس) الحالي لبدء المفاوضات المباشرة بجملة من المفاجآت يمكن أن تحدث في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل نقلاً عن تلميحات دارت على لسان الفريق المساعد للمبعوث الأميركي ميتشل، منها ما له علاقة بالملف الإيراني على سبيل المثال لا الحصر.
وبحسب هذه التلميحات وأصحابها فإن ما يمكن حدوثه من تطورات سياسية عاصفة في المنطقة سيحتل الأولوية في صدارة الاهتمام الدولي، ما سيضع ملف التسوية السياسية في الشرق الأوسط في الظل مجدداً، وأنه إذا لم يستفد الفلسطينيون من العرض الأميركي ببدء المفاوضات المباشرة فوراً، فإنهم بذلك يساهمون في تهميش قضيتهم وإضاعة فرصة قيام الدولة الفلسطينية ربطا بـ«وعد أوباما» الذي أطلقه في خطابه الشهير بالقاهرة في الرابع من شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي.

» لما يدور الان من احداث الدوايمة نفتتح مدونة الوطن العربي على صفيح ساخن
» الدوايمة .نقاشات ساخنة * الرأي والرأي الآخر مقالات عامة حوارات هادفة
» كاريكاتير سياسي
» يعني فساد سياسي !!
» محلل سياسي اسرائيلي: